صحيفة روسية: وارسو تطمح لاستعادة أراضيها التاريخية في أوكرانيا

قسم الترجمة | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

تحدثت صحيفة "غازيتا دوت رو" الروسية عن رغبة بولندا في فرض سيطرتها بشكل عسكري في أوكرانيا لاستعادة أراضيها التي أخذت منها في الماضي، إذ بدأت بولندا بالفعل في تقسيم الجزء الغربي من أوكرانيا مع الدول المجاورة.

وبحسب ما ذكرته الكاتبة ماريا شوستروفا، صرح مدير المخابرات الخارجية الروسية "سيرغي ناريشكين" بالقول إن بولندا تخطط لفرض سيطرة عسكرية سياسية على "ممتلكاتها التاريخية" السابقة في أوكرانيا.

وأكد أن وارسو وواشنطن تبحثان حاليا خيارات لإدخال "قوات حفظ سلام" من بعض دول حلف شمال الأطلسي "الناتو" إلى غرب أوكرانيا.

وتلفت الكاتبة إلى أنه في وقت سابق حذر وزير الخارجية الروسي "سيرغي لافروف" بولندا من مثل هذه الخطط، لكن مجلس الدوما الروسي يعتقد أنه من الناحية النظرية "قسمت" بولندا بالفعل مع جيرانها الجزء الغربي من أوكرانيا.

"ممتلكات تاريخية" 

ونقلت وكالة الأنباء الروسية "ريا نوفوستي" عن ناريشكين قوله: وفق المعلومات التي تلقتها مخابراتنا الخارجية، تعمل واشنطن ووارسو على وضع خطط لفرض سيطرة عسكرية وسياسية صارمة على بولندا على" ممتلكاتهم التاريخية" في أوكرانيا.

وبحسب مدير المخابرات الخارجية الروسية، فإن "المرحلة الأولى من إعادة التوحيد يجب أن تكون دخول القوات البولندية إلى المناطق الغربية من البلاد وتكون تحت شعار "الحماية من العدوان الروسي".

وتجري حاليا مناقشة طرق المهمة القادمة مع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن. وبحسب الاتفاقات الأولية، فإن تلك المناقشة ستجري بدون تفويض من الناتو، ولكن بمشاركة "الدول الراغبة" في ذلك.

فقد أعرب مدير جهاز المخابرات أن وارسو لم تتمكن بعد من الاتفاق مع الأعضاء المحتملين في "تحالف الأشخاص ذوي التفكير المماثل".

وأشار بالقول: نتحدث عن محاولة تكرار "الصفقة" التاريخية لبولندا بعد الحرب العالمية الأولى، عندما اعترف الغرب بحق وارسو في احتلال جزء من أوكرانيا، وذلك لحماية السكان من خطر "البلاشفة" في المقام الأول ثم إدراج هذه الأراضي لتكون ضمن الدولة البولندية.

وأضاف "ناريشكين"، أن الأحداث اللاحقة أصبحت تفسيرا واضحا للنظام الاستعماري وفرض الاستعمار على أنه الوسيلة الرئيسة لبناء بولندا الكبرى.

وأكد أن أجهزة الاستخبارات البولندية تبحث بالفعل عن ممثلين "مقبولين" للنخبة الأوكرانية لتشكيل توازن "ديمقراطي" موجه نحو القوميين في وارسو.

وتابع: "حسب دراسات الإدارة البولندية، هناك احتمالية كبيرة أن يؤدي الاندماج الوقائي في غرب أوكرانيا إلى حدوث انقسام في البلاد. وفي الوقت نفسه ستأخذ وارسو الأراضي الخاضعة للسيطرة، والتي يوجد بها "قوات حفظ السلام البولندية".

ولفتت الكاتبة إلى أن جزءا من دولة أوكرانيا الحديثة يعد جزءا بولنديا من 1921 إلى عام 1939، فقد جرى إعلان الجمهورية البولندية بعد انهيار الإمبراطوريتين الروسية والنمساوية المجرية. 

وفي عام 1919، أقر مجلس سفراء دول الوفاق بحق بولندا في احتلال شرق غاليسيا (منطقة في إسبانيا). وبعد سنوات قليلة، بعد الحرب السوفيتية البولندية أصبحت الأراضي الغربية لأوكرانيا جزءا من بولندا. 

وفي عام 1939، احتل الجيش الأحمر (جيش العمال والفلاحين الذي شيده البلاشفة بعد ثورة أكتوبر) هذه الأراضي.

محاولات تقسيم

وأشارت الكاتبة إلى أن "يوري شفيتكين" نائب رئيس لجنة الدفاع بمجلس الدوما صرح في مقابلة بأن بولندا قسمت بالفعل الجزء الغربي من أوكرانيا مع جيرانها، ولكنه حتى الآن تقسيم من الناحية النظرية فقط.

وأضاف "شفيتكين" قائلا: "صرح رئيس روسيا والقائد الأعلى للقوات المسلحة (فلاديمير بوتين) بوضوح أنه إذا تدخل شخص ما في إدارة عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا، فستكون هناك استجابة مناسبة وسريعة".

وثانيا "فعليك أن تفهم أن أوكرانيا كدولة لم تعد موجودة. هناك مجموعات بقيادة (الرئيس الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي تكسب المال من دماء الأوكرانيين، أولئك الذين حصلوا منذ فترة طويلة على الجنسية البريطانية، وإذا لزم الأمر سيفرون إلى هناك"، وفق تعبيره.

وواصل: "الجزء الغربي من أوكرانيا مقسم من الناحية النظرية اليوم بين دول أوروبا الغربية، فهذه الأراضي تنتمي إلى بولندا وهكذا دواليك".

وأوضح وزير الخارجية الروسي "سيرغي لافروف" في 25 أبريل أن تصريحات ممثلي السلطات البولندية تظهر اهتمام وارسو بإرسال أفرادها العسكريين إلى أوكرانيا كقوات حفظ سلام تابعة لحلف الناتو.

وقال لافروف: "وبشكل عام ستعزز جهودهم في هذا الاتجاه من خلال إرسال الأسلحة، حيث يعلن جميع القادة أن مسألة إرسال قوات الناتو قد استبعدت، كما اقترحت بولندا على لسان رئيس الوزراء (ماتيوز مورافيتسكي)، نوعا من عمليات حفظ السلام في أوكرانيا".

وأشارت الكاتبة في مقالتها إلى أن السلطات البولندية بدأت الحديث عن رغبتها في إرسال قوات إلى أوكرانيا في مارس/آذار.

لذلك زار رئيس الحكومة البولندية كييف في 15 مارس مع نائبه "ياروسلاف كاتشينسكي"، والتقاهم زيلينسكي وممثلين آخرين عن سلطات البلاد. 

وبعد لقائهم، اقترح "كاتشينسكي" إرسال بعثة حفظ سلام مسلحة تابعة لحلف الناتو إلى أوكرانيا، أو ربما تركيبة دولية أوسع.

وصرح "كاتشينسكي" قائلا: "لن تكون هذه المهمة غير مسلحة، وستحقق السلام وتحمي البلاد وتحمل المساعدات الإنسانية".

وأعلن رئيس وزراء وارسو على التلفزيون البولندي في 16 مارس، بأنه جرى طرح اقتراح لإرسال بعثة حفظ سلام إلى أوكرانيا في قمة استثنائية للناتو في 24 من ذات الشهر.

وأضاف "ماتيوس"، أن كييف لها الحق في دعوة قوات من الناتو، ومنظمات مختلفة، ودول أخرى، مبينا أن مهمة حفظ السلام هذه ستؤدي بالتأكيد إلى إحلال الهدوء، على الأقل في جزء كبير من أوكرانيا.

ثم حذر "سيرغي لافروف" بولندا والدول الغربية من إرسال قوات حفظ سلام إلى أوكرانيا.

وصرح في 23 مارس قائلا: "آمل أن يفهموا ما هو على المحك. سيكون هذا صداما مباشرا للغاية بين القوات المسلحة الروسية وحلف الناتو، والذي لم يرغب الجميع في تجنبه فحسب، بل إنه لا ينبغي أبدا أن يحدث من حيث المبدأ".