"ليس عسكريا".. صحيفة روسية تقلل من أثر دخول أوكرانيا الاتحاد الأوروبي
اعتبرت صحيفة "غازيتا دوت رو" الروسية أن تقديم أوكرانيا طلبا لنيل عضوية الاتحاد الأوروبي في ظل الصراع العسكري المتواصل منذ 24 فبراير/ شباط 2022، لن يغير شيئا على الأرض.
وأوضحت الصحيفة في مقال للكاتبة "ليديا مينسك"، أن أوكرانيا أقدمت على هذه الخطوة، من أجل ضمان دعم الاتحاد الأوروبي لها في صراعها ضد روسيا، مستدركة أن "هذا لن يحدث لأن التكتل الأوروبي ليس عسكريا".
وفي اليوم الخامس للغزو الروسي لبلاده، وقع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، طلب انضمام بلاده إلى الاتحاد الأوروبي، وسط ترحيب نسبي من بعض دول الاتحاد.
طلب العضوية
وذكرت الصحيفة أن أوكرانيا اتخذت خطوة أخرى نحو التكامل الأوروبي المنصوص عليه في الدستور وقدمت طلبا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وهو قيد النظر بالفعل.
وقدمت أوكرانيا هذا الطلب عقب بدء الغزو الروسي، لكن خبراء يرون أن هذه الخطوة لن تساعد كييف عسكريا حتى إذا وافق الاتحاد الأوروبي على انضمامها.
نظرا لأن الإجراءات المتعلقة بذلك ستكون طويلة جدا، وفق الصحيفة.
وأضافت أن الاتحاد الأوروبي بدأ بالفعل في النظر في طلب أوكرانيا من أجل الحصول على العضوية.
ووقع زيلينسكي على الطلب بعد اجتماع لوفدين أوكراني وروسي على حدود بيلاروسيا، لبحث خيارات حل النزاع.
وقال زيلينسكي بعد التوقيع: "لقد كنا ننتظر هذا لمدة 30 عاما، وقعت على طلب للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. وتم تسليم الطلب بالفعل إلى بروكسل، وننتظر المصادقة. لقد حان الوقت للانضمام!".
وليست هذه المرة الأولى التي حان فيها الوقت لكي تنضم أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي، بحسب الصحيفة الروسية.
فحددت أوكرانيا قانون التكامل الأوروبي في الدستور منذ عام 2019، ولكن أخيرا ظهرت دعوات كثيرة إلى الوحدة لفتح الأبواب من الجانب الأوكراني.
ودعا وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، في 22 فبراير، غداة اعتراف روسيا باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك عن أوكرانيا، أوروبا إلى "التقاط" أوكرانيا، وتجنب التردد والتعهد بعضوية الاتحاد الأوروبي.
وفي اجتماع طارئ للمجلس الأوروبي غداة الغزو الروسي، طالب زيلينسكي بقبول أوكرانيا في الاتحاد الأوروبي بموجب إجراء خاص معجل.
احتمال ضعيف
وأوضحت الصحيفة أنه على الرغم من مطالب أوكرانيا بقبولها في الاتحاد الأوروبي بسبب حالة الطوارئ التي تمر بها، إلا أن خبراء يميلون إلى أن احتمالية ذلك منخفضة.
ونقلت الصحيفة عن "أوليغ بوندارينكو"، مدير مؤسسة الحركة التقدمية الروسية قوله، إنه "يجب على برلمانات دول الاتحاد الأوروبي على الأقل وكذلك المجلس الأعلى الأوكراني التصويت للتصديق على طلب أوكرانيا.
وأضاف: هذا أمر مستحيل من الناحية العملية. وأقصى ما يمكن القيام به هو إعلان أوكرانيا مرشحة لعضوية الاتحاد الأوروبي. لكن هذا لا يعني شيئا.
ودلل على ذلك بحالة تركيا، فقد كانت مرشحة لعضوية الاتحاد الأوروبي منذ أكثر من 40 عاما، دون البت في عضويتها.
كما نقلت الصحيفة عن "بوجدان بيزبالكو"، عضو مجلس العلاقات بين الأعراق برئاسة روسيا، قوله إن الاتحاد الأوروبي لن يقبل الآن أوكرانيا بسبب صراعها الداخلي وصراعها مع جيرانها. وأعرب عن ثقته في ذلك.
وأضاف: "يمكن لقيادة الاتحاد الأوروبي أن تساعد القيادة الأوكرانية وستقوم بذلك عبر عمليات خاصة، لكنها لن تقبل بوجودها في تكوينها".
واستنادا إلى آراء الخبراء، ادعت الصحيفة أنه في ظل الحرب المتواصلة في أوكرانيا، فإن طلب عضوية الاتحاد الأوروبي لن يغير شيئا على الإطلاق.
لأن الاتحاد الأوروبي ليس اتحادا عسكريا في الأساس، وبشكل عام، ليس حتى سياسيا، لكنه اقتصادي وأيديولوجي.
أهمية العضوية
وبينت الصحيفة أن "هذا اتحاد دول يوحدها اقتصاد واحد، وحرية تنقل المواطنين، ورأس المال، وانعدام الحدود الداخلية، وعدد من التشريعات".
لا يوجد لدى الاتحاد الأوروبي جيش واحد، ولا منظمات لإنفاذ القانون. لكنه لديه أيديولوجية معينة، وهي معادية لروسيا بطبيعتها، ولا يمكن التخلص منها.
ونقلت عن الخبير بوندارينكو أن أوكرانيا قدمت الآن هذا الطلب لتضمن أن الغرب سيدعمها بصورة كاملة بكل معنى الكلمة.
وأوضح الخبير أن "هذا ضروري أيضا لروسيا لاستكمال عمليتها العسكري، لأن إجراء عملية خاصة في أوكرانيا شيء، وإجراء عملية خاصة في دولة عضو في الاتحاد الأوروبي شيء آخر.
واستدرك: لكن حتى بحصول أوكرانيا على رغبة واستعداد الاتحاد الأوروبي، إلا أنها لن تكون قادرة على أن تصبح عضوا في الاتحاد. علاوة على أن بعض الدول في الآونة الأخيرة لا توافق على هذه المبادرة.
وحتى الآن، لم يعلن سوى ثماني دول بالاتحاد الأوروبي عن دعمها لتسريع عملية انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي، وفق الصحيفة.
وهذه الدول هي، بلغاريا وجمهورية التشيك وإستونيا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا وسلوفاكيا وسلوفينيا.
واقترحت منح أوكرانيا على الفور عضوية الاتحاد الأوروبي، وأعربت عن تضامنها الكامل مع أوكرانيا وشعبها في وضعها الحرج الراهن.