"واشنطن لا تمانع".. موقع أميركي يرصد النقابات المصرية المطبعة مع نظام الأسد
أكد موقع "المونيتور" الأميركي أن النظام المصري بدأ منذ مدة في توطيد علاقته مع نظيره السوري، عبر منح الضوء الأخضر لنقاباته العمالية للتعاون مع نظيرتها السورية، مع الحرص على عدم التعرض لعقوبات أميركية بسبب ذلك.
وأوضح الموقع أن النظام المصري إلى جانب أنظمة عربية أخرى مثل الإمارات والأردن، تعمل على خلق ثقل عربي موازن للنفوذ الإيراني في دمشق.
ويبدو أن الولايات المتحدة لا تمانع هذا التوجه رغم فرضها قانون قيصر الذي يعاقب المتعاونين مع نظام الأسد، لا سيما بعد إعلانها رسميا في 15 يناير/ كانون الثاني 2022، موافقتها على إمداد لبنان بالغاز المصري عبر سوريا، مؤكدة على أنه "لن يكون هناك أي مخاوف من قانون قيصر".
تعاون نقابي
وذكر الموقع أن رئيس النظام السوري بشار الأسد، الذي نبذته العواصم العربية طوال السنوات الماضية، يبدو أنه نجا من الحرب الأهلية التي استمرت 11 عاما، حيث تعتقد دول عربية عديدة حاليا أنه يجب اندماجه مع الصف العربي وعدم تركه تحت سيطرة إيران.
وتعارض الولايات المتحدة أي مصالحة مع الحكومة السورية، لكن وزير البترول المصري طارق الملا، أكد لموقع "المونيتور" خلال زيارة لواشنطن في ديسمبر/ كانون الأول 2021، إن مصر تسعى للحصول على "تصريح مناسب" من إدارة جو بايدن حتى تتمكن من إمداد لبنان المتعطش للطاقة بالغاز الطبيعي دون تعريض نفسها لعقوبات تستهدف الحكومة السورية والجهات المستفيدة منها.
وبدأت القاهرة في التقارب مع سوريا من خلال النقابات العمالية، حيث زارت عدة وفود نقابية عمالية سورية مصر خلال الأشهر الماضية.
وفي 24 ديسمبر، أجرى وفد من الاتحاد السوري لنقابات عمال الطباعة والثقافة والإعلام والتعليم بزيارة مصر.
وقال مجدي البدوي، رئيس نقابات الصحافة والطباعة والإعلام والثقافة والآثار في مصر، في بيان بذلك اليوم إن "عمال مصر يدعمون بشكل كامل العمال السوريين في مواجهة التحديات والحصار الاقتصادي الجائر والإرهاب والعدوان على الأراضي السورية وانعكاسات جائحة فيروس كورونا".
وخلال زيارة إلى القاهرة في 1 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، وقع وفد نقابي عمالي سوري يضم ممثلين عن عدة نقابات سورية، أبرزها نقابة العاملين في الصناعات الغذائية والتنمية الزراعية والتبغ، على اتفاقية بروتوكول تعاون مع الاتحاد المصري العام للصناعات الغذائية.
ونص البروتوكول على استمرار برنامج الزيارات المتبادلة والتنسيق والتعاون الاقتصادي المشترك والتحضير لبرامج ودورات تدريبية مشتركة لتبادل الخبرات بين العاملين المصريين والسوريين.
وفي 11 نوفمبر التقى وفد نقابي سوري برئاسة محمد غسان رسول رئيس اتحاد عمال النقل في سوريا خلال زيارته إلى القاهرة رئيس النقابة المصرية العامة للنقل البحري حسام الدين مصطفى الذي أكد أن "العلاقات مع النقابات العمالية في سوريا لم ولن تتوقف تحت أي ظرف سياسي".
وقال: "على المستوى النقابي هناك تواصل مستمر وتعاون مشترك وتبادل للخبرات بين الجانبين".
وفي 9 سبتمبر/ أيلول 2021، وقعت نقابة عمال المرافق في مصر بروتوكول تعاون مع الاتحاد العام لنقابات العمال في سوريا.
ونصت الاتفاقية على التعاون والتنسيق في المشروعات الاقتصادية في عدة قطاعات مثل الكهرباء، ومياه الشرب، والصرف الصحي، والإسكان، فضلا عن تكثيف الدورات التعليمية التدريبية للعمال المصريين والسوريين.
وكشف بيان صادر عن نقابة المهندسين المصرية أن نقيبها هاني ضاحي ووفدا من اتحاد المهندسين العرب، التقوا في 18 ديسمبر 2021 مع رئيس النظام بشار الأسد في دمشق، لبحث أوجه التعاون المشترك ومقترحات إعادة الإعمار المختلفة بسوريا.
وفي يوليو/ تموز 2021، التقى جمال القادري، رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال السوريين، في دمشق بوفد نقابي مصري يضم نائب رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، خالد الفقي.
وفي الشهر ذاته أجرى وفد عمالي مصري برئاسة جبالي المراغي، رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، زيارة إلى سوريا التقى خلالها نظيره السوري جمال القادري.
وقال المراغي في بيان حينذاك إن "سوريا كانت تحتضن عمل الاتحاد العربي المشترك. وكان العمال السوريون والمصريون متحدين في العمل وفي نفس الأهداف والمشاريع الاقتصادية المشتركة".
تقارب دبلوماسي
وأشار الموقع إلى اتخاذ القاهرة عدة خطوات أيضا لإعادة العلاقات مع سوريا على المستوى الدبلوماسي.
ففي 24 سبتمبر 2021، أعلنت الخارجية المصرية لقاء الوزير سامح شكري مع نظيره السوري فيصل المقداد.
وقال شكري في تصريح متلفز في 2 أكتوبر 2021 إن "مصر تريد أن تكون فاعلة في مساعدة سوريا على استعادة موقعها في الأمن القومي العربي".
وفي المجال الأمني، شارك مدير المخابرات العامة السورية حسام لوقا في منتدى المخابرات العربي الذي عقد في القاهرة في 13 نوفمبر 2021، بمشاركة عدد من رؤساء المخابرات العربية وبحضور رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي.
وفي 22 ديسمبر 2018 قام رئيس جهاز الأمن القومي السوري اللواء علي المملوك بزيارة رسمية إلى القاهرة حيث التقى اللواء خالد فوزي نائب رئيس الأمن الوطني المصري.
ونقل الموقع عن طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة قوله إن "الحكومة المصرية أعطت النقابات العمالية المصرية الضوء الأخضر للتقارب مع نظيراتها في سوريا".
وأضاف أن التقارب والزيارات المتبادلة بين نقابات العمال المصرية والسورية تعكس شكلا من أشكال التقارب الاقتصادي بين البلدين.
وأوضح فهمي أن مصر تريد إعادة العلاقات الكاملة مع سوريا سواء على الصعيد الاقتصادي والأمني والسياسي. ناهيك عن مساعي الأردن ومصر والإمارات لإعادة سوريا إلى الحظيرة العربية ودعم دمشق اقتصاديا رغم معارضة بعض الدول مثل السعودية وقطر .
وقال المندوب الدائم للسعودية لدى الأمم المتحدة، عبد الله المعلمي، في بيان في سبتمبر 2021، إن بلاده تطالب سوريا بإنهاء سيطرة الأطراف الأجنبية على الأراضي السورية، إذا أرادت العودة إلى الصف العربي، واستعادة مكانها في جامعة الدول العربية.
وردا على ذلك، قال نائب وزير الخارجية السوري بشار الجعفري في ديسمبر: "السعودية لا تزال تتبع أجندة غير عربية لأن السياسة السعودية لا تزال تعتمد على أجندات خارجية".
وأشار فهمي إلى أن "التعاون بين مصر وسوريا لإيصال الغاز الطبيعي إلى لبنان بموافقة أميركية ومن ثم إعفاء مصر من عقوبات قانون قيصر يمكن أن يسهل استئناف العلاقات الاقتصادية والتجارية الرسمية بين الحكومتين".