موقع عبري: حماس توجه تحذيرات مباشرة إلى إسرائيل والنظام المصري
رأى موقع عبري أن حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أكملت استعادة قدراتها العسكرية التي "تضررت في الحرب الأخيرة" وتستعد لجولة جديدة من القتال ضد إسرائيل.
وبين أن "حماس" تخطط لمفاجآت ضد إسرائيل منذ نهاية المعركة الأخيرة في مايو/أيار 2021، "لكن الجيش الإسرائيلي يستعد أيضا لتوجيه ضربة استباقية".
وأشار موقع "نيوز ون" إلى أن طائرات إسرائيلية هاجمت أهدافا لحماس في قطاع غزة ردا على إطلاق صاروخين بالقرب من مدينة "تل أبيب" وسط الأراضي المحتلة.
هدوء مخادع
ولم تقبل إسرائيل تفسيرات حماس التي نقلتها المخابرات المصرية بأن إطلاق الصاروخين مطلع يناير/كانون الثاني 2022، كان بسبب "خلل" من جراء أحوال الطقس.
وقالت مصادر أمنية إسرائيلية إن رد الجيش جرى قياسه بحيث لا يؤدي إلى تصعيد، في حين أن حماس لم ترد على هجوم سلاح الجو.
وانتشر رسم كاريكاتوري على مواقع فلسطينية يلمح إلى إمكانية استئناف حماس إطلاق الصواريخ على الأراضي المحتلة تزامنا مع "البرق" والشتاء.
وفي نفس الوقت هددت حركة الجهاد الإسلامي بإطلاق صواريخها تجاه المدن الفلسطينية المحتلة، حال استشهاد المعتقل الإداري "هشام أبو هواش".
وفي 4 يناير، فك أبو هواش إضرابه عن الطعام الذي استمر 141 يوما بعد اتفاق مع الاحتلال على الإفراج عنه في الشهر التالي.
ونوه الموقع العبري إلى أن حماس رفعت في الأيام الأخيرة معدل إطلاق الصواريخ التجريبية في البحر.
وتبدي حماس ثقة كبيرة بالنفس وتستعد لاستئناف أعمال ضد إسرائيل على الرغم من الهدوء النسبي السائد على حدود غزة منذ الحرب الأخيرة، وفق الموقع.
ولفت إلى إصابة إسرائيلي بجروح طفيفة في 29 ديسمبر/كانون الأول 2021، برصاص قناص فلسطيني في قطاع غزة أثناء تنفيذه أعمال صيانة للجدار الذي أقامه الاحتلال على الحدود.
وأطلقت دبابات الجيش الإسرائيلي النار على مواقع عسكرية تابعة لحماس في شمال قطاع غزة، مما أدى إلى إصابة ثلاثة فلسطينيين بجروح طفيفة.
ويرى المحلل الأمني في الموقع "يوني بن مناحيم" أن الهدوء الذي ساد في الأشهر الأخيرة على حدود غزة "خيالي ومخادع". ولذلك يجب أخذ الأحداث المستجدة على محمل الجد، وفق قوله.
ويزعم الجيش الإسرائيلي أن إطلاق النار الأخير على المستوطن كان عملا فرديا وليس بتكليف من الفصائل الفلسطينية.
وقال مطلعون في قطاع غزة إن إطلاق النار كان رسالة لإسرائيل بأن استكمال الجدار البري الكبير الذي أقامته حول الشريط البالغ طوله 65 كيلومترا ضد الأنفاق لن يساعدها، وأن حماس ستتغلب عليها.
أوراق جديدة
وأشار المحلل الأمني إلى التدريبات العسكرية الكبيرة المشتركة للتنظيمات الفلسطينية التي اختتمت نهاية ديسمبر/كانون الأول في قطاع غزة تحت عنوان "الركن الشديد 2".
وشارك في التمرين 11 من الفروع العسكرية للتنظيمات الفلسطينية في قطاع غزة وأقيمت نهاية العام، كما كانت في العام 2020 أيضا "الركن الشديد 1".
وكان التركيز وقتها على إطلاق الصواريخ باتجاه البحر وإطلاق الطائرات بدون طيار، ويمكن الإشارة إلى نقاط جديدة في التمرين الذي أقيم مؤخرا.
ونوه ابن مناحيم إلى أن التدريبات تضمنت دفاعا ضد أي عمل عسكري بري محتمل داخل قطاع غزة، فضلا عن اقتحام المنظمات الفلسطينية للأراضي المحتلة من خلال نفق أرضي، وأيضا مهاجمة دبابات الجيش بطائرات مسيرة واختطاف جنود إسرائيليين.
ويبدو أن التمرين هذه المرة حمل بعض الرسائل التي أرادت المقاومة الفلسطينية نقلها إلى إسرائيل، خاصة فيما يتعلق باستعادة أي أنفاق تضررت خلال عملية "حارس الأسوار".
ولفت المحلل الأمني إلى أن حماس ستضم الطائرات بدون طيار التي بحوزتها، كما أجرت تجارب عليها وستشارك بشكل كبير في الحرب القادمة ضد إسرائيل.
وطورت حماس أساليب لاختراق الحاجز الأرضي الجديد الذي أكملت إسرائيل بناءه حول قطاع غزة وتتدرب عليه.
وتشمل الأساليب حفر الأنفاق المخترقة تحت الجدار نفسه، اختراق الحاجز في عدة نقاط باستخدام سيارات "شيطانية" متزامنة وتسلل قوات كوماندوز حماس إلى الداخل، وفق قوله.
وبين أن رسالة حماس من كل ذلك أن "الأسوار لن تحميكم"، موضحا أن اختطاف الجنود والمدنيين من مستوطنات غلاف غزة إحدى المهام الرئيسة في الجولة التالية.
وقال المحلل: "تبحث حماس عن حافز لكسر الجمود، وتقديم أوراق مساومة جديدة وإضافية تشجع على تنفيذ صفقة تبادل أسرى أكبر مما حدث أيام الجندي جلعاد شاليط (أكثر من ألف أسير عام 2011)".
ويتحدث قادة حماس عن الحاجة إلى "تنظيف" السجون الإسرائيلية من الأسرى الفلسطينيين، والإفراج عن ثلثيهم، أي أكثر من 5000 على الأقل.
تحذيرات مباشرة
ويقدر الجيش الإسرائيلي أن الحركة ليست مهتمة في الوقت الحالي بجولة قتال أخرى بسبب الشتاء والفشل في إعادة إعمار قطاع غزة، وفق المحلل.
واستدرك: "يجب أن نتذكر أن حماس قد تفاجئنا كما فعلت في هجومها على إسرائيل خلال مايو ضمن العملية التي أطلقت عليها اسم سيف القدس".
وأشار ابن مناحيم إلى أن إطلاق الصواريخ الأخير هو تحذير لإسرائيل ومصر من أن حماس ليست راضية عن الوضع في قطاع غزة.
فبالنسبة لحماس، اتفاقيات التهدئة لم تنفذ بالكامل، وإعادة إعمار قطاع غزة متعثر، ومصر لا تفي بوعودها وتميل أكثر نحو المواقف الإسرائيلية.
وتؤكد الحركة مرارا أن موضوع إطلاق سراح الأسرى يأتي على رأس سلم أولوياتها وأنه سيتحقق من خلال خطف جنود الاحتلال.
وأوضحت حماس أنها ترفض مطلب الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين الأربعة لديها مقابل إغاثة قطاع غزة وإعادة تأهيله.
وبينت أن إطلاق سراحهم فقط سيكون مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين.
وطالب المحلل الأمني ابن مناحيم الجيش الإسرائيلي بتعلم الدروس من التمرين الكبير للفصائل الفلسطينية، حيث تابع جهاز المخابرات الإسرائيلي التمرين باهتمام كبير، وفق قوله.
ويقول مسؤولون أمنيون كبار إنه من المهم للغاية أن تكون الجولة القادمة من القتال ضد حماس "وهي مسألة وقت فقط" مبادرة إسرائيلية وتتضمن مفاجأة ضدها وتحييدا كبيرا لقدرتها الصاروخية خلال المرحلة الأولى من الحرب.
وأصدر رئيس الأركان أفيف كوخافي تعليماته للجيش الإسرائيلي بإعداد مثل هذه الخطة العملياتية، بحسب الموقع.