صحيفة فرنسية: عقيلة صالح "عقبة خطيرة" أمام انتخابات ليبيا.. وهذا الحل
سلطت صحيفة فرنسية الضوء على بدء تقديم الترشيحات للانتخابات الرئاسية الليبية المزمع تنظيمها في 24 ديسمبر/كانون الأول 2021، وسط أجواء مشحونة بين الأطراف السياسية والعسكرية الفاعلة.
وأوضحت "لاكروا" أن "الترشيحات بدأت في 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، فيما يزيد إجراء هذه الانتخابات، بشكل كبير، من التوترات بين مختلف المعسكرات".
وتساءلت الصحيفة في هذا السياق: "هل من المرجح أن تبدد القمة الدولية حول ليبيا المقرر عقدها في 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2021 بالعاصمة الفرنسية باريس الغيوم التي تتجمع قبل الانتخابات المرتقبة".
تشخيص الوضع
وقالت لاكروا: "يتبين أن أي تشخيص للوضع سيكون محفوفا بالمخاطر بشكل خاص، وذلك قبل أقل من سبعة أسابيع من الانتخابات".
وتابعت: "لا شك أن تقديم الترشحات للانتخابات الرئاسية سيستمر لمدة 15 يوما".
والمترشحون للانتخابات التشريعية لديهم نظريا فرصة خلال الفترة من 8 إلى 17 ديسمبر/كانون الأول 2021، للتعريف بأنفسهم، كما أبلغتهم المفوضية العليا للانتخابات.
واستدركت "لاكروا" قائلة: "ومع ذلك، لا أحد يعرف متى سيتم تنظيم هذه الانتخابات".
وفي 30 أكتوبر/تشرين الأول 2021، دعت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، مرة أخرى، إلى "إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية حرة ونزيهة وشاملة وذات مصداقية في 24 ديسمبر/كانون الأول 2021، وفقا لخارطة الطريق السياسية الليبية، والقرارين 2570 و2571 لمجلس الأمن ومخرجات مؤتمر برلين الثاني المخصص لليبيا".
وأشار المتخصص في الشأن السياسي، جلال حرشاوي، وهو الباحث في المبادرة العالمية لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود، إلى أن "هذه الدعوة (للانتخابات) غير كافية".
وأضاف "لا أرى على الصعيد الدولي، أي دبلوماسية تقوم بعمل وساطة مُقنِعة لجعل هذا الاحتمال ذا مصداقية ولضمان إجراء انتخابات بدون تزوير واسع النطاق، أو من دون إغلاق المليشيات لمراكز الاقتراع".
وتابع: "على الأقل ليس فيما يتعلق بفرنسا، التي تتميز دبلوماسيتها بالعديد من التوترات والتي دعم مستشارها المؤثر في الإليزيه، بول سولير، هجوم خليفة حفتر على طرابلس عام 2019".
فيما لفتت "لاكروا" إلى "تصاعد الخلافات مع اقتراب الموعد النهائي للانتخابات، ولا يزال هناك الكثير من الأمور التي يتعين تسويتها قبل 24 ديسمبر/كانون الأول 2021".
وقالت إن "(شرط) تزامن الانتخابات، الذي كان من النقاط الأساسية في خارطة الطريق، لا يضمنه القانون".
وأوضحت أن "ذلك سيتطلب تعديلات على قوانين الانتخابات التي تم تبنيها بطريقة مبهمة تماما في 8 سبتمبر/أيلول و4 أكتوبر/تشرين الأول 2021".
ومع ذلك، لا يزال رئيس مجلس النواب في طبرق شرق ليبيا، عقيلة صالح، يمثل "عقبة خطيرة"، وفق "لاكروا".
سيناريوهات ضارة
وقال المتخصص في الشأن السياسي، حرشاوي إن "عقيلة صالح وضع القانون ليناسبه، حتى يتمكن من دخول غمار الانتخابات دون المخاطرة بفقدان وظيفته".
وأضاف أن "عقيلة يريد أن يرى نتيجة الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية للنظر في موعد الجولة الثانية، والتي من المحتمل أن يتم دمجها مع الانتخابات التشريعية، لكن لا شيء يضمن ذلك، إذ يمكن أيضا تأجيلها بشكل دائم".
واعتبر حرشاوي في ذات السياق أنه "سواء أجريت الانتخابات رغم كل الخلافات، أو تم تأجيلها فجأة دون ضمانات، فإننا في كلتا الحالتين، نواجه مخاطر سيناريوهات ضارة للغاية".
من جانبها، قالت صحيفة "لاكروا" إن "المجلس الأعلى للدولة، ومقرّه طرابلس، لن يتمكن أبدا من الموافقة على القوانين الانتخابية كما صدح بذلك رئيسه خالد المشري بصوت عال".
وبحسب قول المشري: "تحول برلمان طبرق إلى حزب سياسي ولم يعد هيئة تشريعية".
ومع ذلك، ووفقا لالتزامات الحوار السياسي الليبي، يجب أخذ رأي المجلس الأعلى للدولة في الاعتبار.
وفي هذا المشهد السياسي المتكهرب، إن لم يكن متفجرا، ينادي الجميع بحث الخطى ولكن أيضا بالتأني، تقول "لاكروا".
وفي السياق، أوقف رئيس مجلس الرئاسة، محمد المنفي، الذي يسعى لتولي زمام الأمور، وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش عن مهامها، في 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، قبل ستة أيام من قمة باريس.
وبحسب ما ورد، أشارت المنقوش في مقابلة لها مع "بي بي سي" إلى أن ليبيا قد تُسلّم للولايات المتحدة أحد المشتبه بهم في هجوم لوكربي الذي أودى بحياة 259 راكبا على متن طائرة الشركة الأميركية "بانام" عام 1988.
وعلقت الصحيفة الفرنسية بالقول: "تجاوز المنفي منصبه ليتخذ إجراءات معادية لرئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة، يعني هذه المواجهة الجديدة بين الرجلين مفتوحة".
وطالب الدبيبة، متجاهلا لجنة التحقيق التي شكلها مجلس الرئاسة بحق الوزيرة، نجلاء المنقوش "بمواصلة عملها".
والدبيبة هو نفسه، الذي تعهد بعدم الترشح عندما تولى زمام الحكومة المؤقتة التي سبقت انتخابات مارس/آذار 2021، يبدو أنه يريد الترشح للمنصب الأعلى.
وقال حرشاوي إن "كثيرين يريدون الانتخابات لاستبعاد هذا المرشح أو ذاك، ربما يكون الحل هو السماح للجميع بالترشح، سواء حفتر أو الدبيبة، أو سيف الإسلام نجل الزعيم الراحل معمر القذافي".