اليميني المتطرف إيريك زمور.. لماذا زادت حظوظه في الوصول لكرسي الإليزيه؟

قسم الترجمة | 3 years ago

12

طباعة

مشاركة

سلطت صحيفة إسبانية الضوء على اليميني المتطرف المثير للجدل إيريك زمور، الذي بينت استطلاعات الرأي تقدمه الملحوظ في فرنسا كمرشح محتمل للانتخابات الرئاسية في أبريل/نيسان 2022. 

وقالت صحيفة "إلباييس" إن هذا التقدم يعقد تطلعات زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان الرئاسية ويقوض اليمين التقليدي.

ونقلت عن زمور، في حوار معه، أن "الفرنسيين مطالبون بالكفاح من أجل الدفاع عن فرنسا ومبادئها المعروفة منذ زمن؛ حيث أصبحت الحضارة الفرنسية على المحك، وهناك خطر استبدال شعب بأكمله". 

غير المعادلات

وأوردت أن الكاتب والصحفي زمور قلب سياسة بلده رأسا على عقب، بالتصريح أن "هناك حرب حضارات تجري على أرضنا. وإذا واصلنا على النحو، سنتجه إلى حرب أهلية"، وفق تعبيره. 

وأشارت الصحيفة إلى أن زمور أنهى في 5 أكتوبر/تشرين الأول، اجتماعا مع حشد كبير من المتابعين له، في ساعات متأخرة من الليل. 

وقد رافقه خلال هذه المناسبة مع جمهوره أقرب دائرة له، من مستشاريه السياسيين والإعلاميين وحراسه الشخصيين. 

وخلال هذا الاجتماع، ناقش زمور عدة أمور لأكثر من ساعتين مع ميشيل أونفراي، الفيلسوف الشهير القادم من اليسار "المعادي لليبرالية" الذي برز مؤخرا تقاربه مع القوميين. 

في وقت لاحق، أمضى أكثر من ساعتين في توقيع نسخ من كتابه الأخير: "فرنسا لم تقل كلمتها الأخيرة".

وهذا العنوان يبدو وكأنه نسخة فرنسية من الشعار الذي رفعه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب: "لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى".

وأشارت الصحيفة إلى أنه عندما وصل إلى الحشد، هتف مئات الأشخاص: "زمور، رئيس!"، وسط أضواء كاشفة وكاميرات تلفزيونية، في الغرفة التي كان على وشك توقيع الكتاب فيها. بعد ذلك، غنوا النشيد الوطني الفرنسي. 

عموما، منذ بضعة أسابيع، أصبح المشهد - من حشود المؤيدين، وقوائم الانتظار للتوقيع، وسرب الصحفيين - يعيد نفسه حيث يمر زمور، سواء في نيس أو تولون أو ليل (مدن فرنسية).

ومع ذلك، رسميا، لم يقدم اليميني المتطرف بعد ترشحه للإيليزيه. ولكن، يتعامل معه جمهوره كما لو أنه أقدم فعليا على هذه الخطوة. 

وذكرت الصحيفة أن زمور لم يظهر في استطلاعات الرأي، أو كان يمثل فقط حوالي 5 بالمئة من توقعات التصويت، قبل شهر فقط، أي قبل بدء الجولة الترويجية لكتابه. 

أما الآن، فهو يملك فرصة ليكون ثاني أكثر المرشحين تصويتا في الجولة الأولى، وبالتالي التأهل إلى الجولة الثانية. 

وأضافت الصحيفة أن استطلاع معهد هاريس، وضع زمور مطلع أكتوبر/تشرين الأول في المركز الثاني لأول مرة، بنسبة تتراوح بين 17 و18 بالمئة من الأصوات، متقدما على مارين لوبان، المرشحة عن حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف. 

في الأثناء، سيحصل الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون -بحسب الاستطلاع- على ما بين 24 و27 بالمئة من الأصوات، وهو رقم مثالي لإعادة انتخابه بغض النظر عن منافسه.

ونوهت الصحيفة بأن زمور، وهو ابن أسرة يهودية جزائرية، أتت إلى فرنسا في الخمسينيات وترعرعت في ضواحي الطبقة العاملة في باريس؛ لن يكون مجرد مرشح. 

وتجدر الإشارة هنا إلى أن المحاكم الفرنسية أدانته بالتحريض على التمييز العنصري والديني. 

من جهته، عاقب المجلس السمعي البصري الأعلى شبكة سي نيوز، المملوكة لشركة فيفندي متعددة الجنسيات، قبل بضعة أشهر بعد أن وصف زمور المهاجرين القصر بأنهم "لصوص وقتلة ومغتصبون"، في التجمعات اليومية التي استضافت خطاباته حتى سبتمبر/أيلول. 

وأوضحت الصحيفة أنه إذا تأكد اتجاه الاستطلاع الأخير، فقد يمثل هذا التحول نهاية لوبان، التي تركت "جهودها في الاعتدال" الجانب الأكثر راديكالية فارغا، ليحتله شخص مثل زمور. 

تقويض اليمين

في الآن ذاته، سيهدد نجاحه بتقويض اليمين التقليدي، حزب الجمهوريين، الذي ينتمي إليه الرئيس السابق نيكولا ساركوزي. وهذا الحزب الأخير بلا زعيم ومنقسم بين جناح معتدل ومنسجم مع ماكرون، وجناح آخر يغريه زمور.

وفي جميع الأحوال، يحلم زمور بأن يكون المرشح الذي يجمع ما يسميه "اليمين الوطني".  وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الكاتب لا يملك برنامجا انتخابيا ولا ينتمي إلى أي حزب. 

وقد اعترف بأن كل شيء سار بسرعة كبيرة لدرجة أنه ليس في وضع يمكنه بعد من الانخراط حقا في الحملة الانتخابية.  

وأوضح، قبل التوقيع، أمام حشد من الصحفيين الذين كانوا ينتظرونه: "كان العديد من الفرنسيين ينتظرون هذا الخطاب، حتى يخبرهم أحد ما عن فرنسا، وليستمعوا إلى ما يشعرون به. وبعبارة أخرى، تواجه البلاد خطر الموت".

وبينت الصحيفة أن نهج زمور، يرتكز على فكرة أن فرنسا في حالة انحدار وتغرق في الهاوية. 

ويلقي باللوم على التحالف المزعوم بين النخب الاقتصادية والسياسية والثقافية الأصلية و"المهاجرين المسلمين وأحفادهم".  

ونقلت الصحيفة إن زمور لا يخفي أيديولوجيته، سواء في مقالاته الأكثر انتشارا أو ظهوره التلفزيوني.

فحتى قبل أسابيع قليلة ظهر يوميا على سي نيوز، وهي منصة مميزة لنشر رسالته، وكتب في صحيفة لوفيغارو المحافظة المعتدلة. 

وفي هذه المنصات، يستمتع باستفزاز منافسيه وتجاوز الحدود التي لا أحد يجرؤ على تجاوزها، بمن فيهم لوبان. وعلى سبيل المثال، يدعي زمور أن الإسلام لا يتوافق مع فرنسا. 

ويدافع عن النظرية العنصرية التي تفيد بتعويض السكان الأصليين بأجانب مسلمين، والتي صاغها الكاتب رينو كامو واستشهد بها العنصريون البيض في نيوزيلندا والولايات المتحدة وكانت مصدر إلهام لهجماتهم.

وأوردت الصحيفة أنه في كتاب زمور، والذي باع منه بالفعل أكثر من 140 ألف نسخة، يقترح اليميني المتطرف حظر منح المولودين في فرنسا أسماء إسلامية.  

ويصف المدارس الفرنسية بأنها "محاصرة من قبل طلاب معظمهم من المغاربة والأفارقة، الذين يتزايد عددهم، ويزداد تمردهم ضد التعليم والذين هم أكثر عنفا"، وفق تعبيره.

عموما، هناك شيء من دونالد ترامب في زمور: طريقته في كسر قواعد السياسة، والسحر الذي يمارسه على وسائل الإعلام، والحنين إلى بلد لم يكن موجودا من قبل، تقول الصحيفة. 

 لكن زمور قارئ جيد يملأ كل خطاب باقتباسات لمؤلفين شبه منسيين ويذكر بأحداث تاريخية بعيدة. 

كما أن سعة معرفته، في بلد مثل فرنسا حيث لا تزال الثقافة تتمتع بالهيبة، تمنحه هالة من الاحترام لدى مؤيديه. 

وإذا كانت الرسائل على شبكة التواصل الاجتماعي، تويتر، سلاح ترامب، فقد اتخذ زمور من الكتب وسيلة للوصول إلى جمهوره.

ونوهت الصحيفة بأن زمور ليس في عجلة من أمره، وفي الوقت الراهن، يشعر أنه في قمة الكون، فهو بطل الرواية المطلقة للأخبار السياسية. 

وتضيف صحيفة إلباييس: "لقد وضع الهجرة في قلب النقاش. في الآن ذاته، يعيش في انسجام كبير مع مستشارته السياسية سارة كنافو".

في الأثناء، لا أحد يعرف ما إذا كانت هذه الظاهرة ستستمر أم أن الفقاعة ستكون قصيرة العمر. 

وعلى الرغم من تأكيد كنافو أن ما يفعله زمور ليس حملة انتخابية، فإنه يمكن اعتبارها مقدمة لما قبل الحملة.