حسن الموسوي.. مرجع شيعي عراقي تحدى خامنئي وواجه أطماع إيران

يوسف العلي | 3 years ago

12

طباعة

مشاركة

"نظام ولاية الفقيه ليس له أصل في الدين، وليس له وجه شرعي" كانت تلك رؤية المرجع الديني الشيعي العراقي حسن الموسوي التي طالما أعلنها ورددها طوال حياته وحتى وفاته.

الموسوي، رئيس "مجلس حكماء العراق" من شدة إيمانه بصدق رؤيته تلك أبدى استعداده لإجراء مناظرة علنية حول هذا الموضوع مع أي مرجع ديني شيعي، وعلى رأسهم المرشد الإيراني علي خامنئي.

وافته المنية في 12 أغسطس/ آب 2021، بمدينة إسطنبول التركية التي يقيم فيها منذ سنوات، وذلك بعد إصابته بفيروس "كورونا".

الجائحة العالمية التي ظهرت نهاية العام 2019، أسدلت الستار على حياة المرجع الديني الشيعي العراقي الوحيد الذي أعلن صراحة معاداته لإيران ولمشروعها التوسعي في المنطقة.

مناهض لإيران

وفي 14 أغسطس/ آب 2021، شيع جمع من العراقيين المقيمين في إسطنبول الموسوي بعد الصلاة عليه في أحد مساجد المدينة، ثم ووري الثرى في مقبرة بإسطنبول منفاه الاختياري.

"المجلس الوطني للمعارضة العراقية" نعى 12 أغسطس/آب 2021، الموسوي، ووصفه بأنه "علم من أعلام الجهاد والنضال الثابتين على الحق السائرين على منهج المبادئ والبطولة".

وقال البيان: إن "الموسوي صاحب المواقف الكبرى في ثورة تشرين العراقية وما قبلها، وأحد مجاهدي العمل الوطني المعارض، صاحب المواقف النوعية في قضايا أمتنا، عرفناه في ظروف الاحتلال وعملنا معا لأعوام طويلة".

وأضاف: "لقد وقف الموسوي ببطولة وإقدام لإحقاق الحق ومواجهة الباطل وقارع الاحتلال بكل أشكاله لتحرير العراق وصيانة وحدته وسيادته، وإعادة البلد إلى أهله".

"كان صادقا في جهاده لا يخشى في الله لومة لائم، يعمل لوحدة المسلمين والعرب والعراقيين، ومواجهة الفتن والاحتراب الطائفي والعرقي، كان قائدا نوعيا مجاهدا محتسبا مؤمنا ثابتا على المبادئ الإسلامية والعربية والإنسانية الأصيلة"، وفق البيان.

على الوتيرة ذاتها، كتب السياسي العراقي رئيس حزب "الأمة" مثال الآلوسي، عبر "تويتر" 13 أغسطس/ آب 2021: "خسارة كبيرة للعراقيين، رحل عنا صديقي المناضل الكبير ضد الاحتلال الفاشي الإيراني، المرجع السيد حسن الموسوي".

مواقف الموسوي المناهضة لإيران ومشروعها في المنطقة، كانت سبب إقامته خارج العراق وعدم قدرته على الذهاب إلى إيران، التي قال: إنها "ليس لها أمان أبدا، فهي لديها أجندات تنفذ في العراق والدول الإقليمية".

مرجع ديني

حسن سلمان الموسوي الجابري مواليد البصرة عام 1957، درس العلوم الشرعية الشيعية في الحوزة العلمية بمدينة النجف لمدة 15 عاما.

ينتمي إلى عائلة دينية، إذ إن عمه جمعة الجابري كان إماما في جامع "الكرناب" في منطقة الجنينة بالبصرة، إذ كان وكيلا للمرجع الشيعي الراحل أبو القاسم الخوئي.

درس في جامع الطوسي، وحضر بحوث المراجع الشيعية منهم "البروجردي" و"الغروي" و"محمد محمد صادق الصدر"، و"حسين بحر العلوم".

ظل يُدرس "العرفان" الذي يختلف -بحسب حسن الموسوي- عن التصوف في التسمية فقط، ويتضمن الالتزام بالفرائض الدينية والنوافل، والتسبيح، والصدق والابتعاد عن النواهي والمنكرات.

برر الأخطاء الإملائية في رسائله الموجهة إلى المرشد الإيراني علي خامنئي، بأنها كتبت على عجالة لأن بعض الفضائيات أرادتها بشكل عاجل.

وكانت عليه مؤاخذة أخرى، أثارت بعضا من السخرية عندما نشر تغريدة قال فيها: إن "الشعب العراقي الثائر حرك ظمير (ضمير) العالم"، لكنه قال: إن طلبته هم من نشروا هذه التغريدة، وهذا لا يعد مؤاخذة وإنما خطأ وارد الحدوث.

وبشأن عدم الاعتراف به من قبل المرجعيات الشيعية بالنجف، قال الموسوي بمقابلة تلفزيونية في نوفمبر/ تشرين الثاني 2019: إن "المرجعيات الدينية الشيعية في العراق كلها إيرانية وباكستانية وأفغانية".

وأضاف حينها:"هذه المرجعيات تقف وراءها دول كبيرة، ولأكثر من 200 عام المرجعية الشيعية فارسية، وأي مرجعية عربية تحارب، وهذا ما حصل مع محمد محمد صادق الصدر (والد زعيم التيار الصدري مقتدى)".

ولفت إلى أن "هناك ضوابط وضعت في المرجعية بالنجف منها شهادة أو تزكية رجل دين مجتهد بحق من يصل إلى مرحلة المرجع، حتى يتدرج في العلمية ويصبح مرجعا دينيا".

وجزم بأن "هذا كله الغرض منه الإبقاء على المرجعية فارسية"، معلنا أنه "ضد هذه الضوابط".

وأكد الموسوي أنه فند "نظام ولاية الفقيه لأنها ليس لها أصل في الدين وليس لها وجه شرعي"، معربا عن استعداده "عمل مناظرة مع أي مرجع حتى مع خامنئي (مرشد إيران)".

وسائل إعلامية عراقية وصفت المرجع الشيعي الراحل حسن الموسوي، بأنه "الصندوق الأسود لولاية الفقيه، والمرجع الشيعي الوحيد الذي هاجم إيران بشكل علني".

مواقف لا تنسى

عما تردد من شائعات بأنه كان ضابطا في عهد الرئيس الراحل صدام حسين، قال الموسوي: سبب ذلك أن أكثر من 80 بالمئة من المتظاهرين في المحافظات المنتفضة بالعراق، يميلون إلى حسن الموسوي.

وفي 14 يوليو/ تموز 2021، وجه الموسوي رسالة عبر "تويتر" للشيعة في العالم قال فيها: "لا يوجد وجه شرعي بإعطاء الخمس أو الزكاة إلى مراجع الدين، بل إن خمس المكاسب ليس له وجه شرعي في الدين".

وتابع: "فإن كانت لديكم أموال أو غيرها من الزكاة، فيجب إعطاؤها إلى مستحقيها من فقراء المسلمين، ولا يجوز إعطاؤها إلى المرجعيات الدينية"، في إشارة إلى الخمس الذي يقدمه الشيعة إلى مراجعهم بدلا من دفع الزكاة.

وفي تغريدة أخرى قال الموسوي: "من المعلوم والمؤكد لدينا، أن المرجعيات الشيعية غير العربية تصنعها بريطانيا التي ترعى الماسونية العالمية".

وأضاف: "أما اليوم فهي تقوم بتهيئة جعفر الصدر ابن عم مقتدى لرئاسة وزراء العراق، لقد سقطت الأقنعة وانكشف المستور".

وخلال رسالة وجهها الموسوي عبر "تويتر" 10 يوليو/ تموز 2021 إلى خامنئي ومن وصفهم بـ"الذيول" (الأذناب) قال: "تتوالى عليكم اللعنات وصرخات الثكالى ودعاء المظلومين".

وأردف: "يا خميني، ماذا فعلت بالمنطقة؟ وماذا تركت بعد هلاكك؟ ملايين الضحايا من الأبرياء، تدمير العراق واليمن وسوريا ولبنان وإيران، ضياع وهدر الثروات وقتل الحياة، ماذا قدمت للدين والإنسانية؟".

الموسوي، توقع عبر "تويتر" في 8 يوليو/ تموز 2021 اندلاع صدامات مع المليشيات في العراق.

وقال: "قريبا تصطدم مليشيات إيران مع قوة كبيرة لها شأن محترم في العراق وستلقن المليشيات درسا قاسيا، يمهد لتحرير العراق من ذيول إيران".

وفي 23 يونيو/ حزيران 2021، وجه الموسوي رسالة إلى رئيس إيران إبراهيم رئيسي قائلا: إن "كنت صاحب قرار، عليك أولا، حل مليشياتكم الموجودة في العراق، وعدم التدخل في شؤوننا الداخلية".

وطالبه كذلك بـ"ترك العراق يقرر مصيره، وبعدها تكلم عن الدم واللحم، فلا توجد فصيلة دم في العالم مطابقة للدم العراقي غير الدم العربي الأصيل".