طالبان تتقدم بقوة.. صحيفة روسية: واشنطن تتوقع سقوط كابول خلال 3 أشهر
تحدثت صحيفة روسية عن مستجدات الوضع في أفغانستان في ضوء انسحاب القوات الأجنبية وسيطرة حركة طالبان على عدد من المدن المهمة والولايات.
وفي 12 أغسطس/آب 2021، أعلن مسؤولون أفغان أن حركة طالبان تمكنت من السيطرة على مدينة قندهار، جنوبي أفغانستان، ليرتفع إجمالي عدد عواصم الولايات التي تسيطر عليها الحركة إلى 12.
ومع التدهور الأمني السريع، أعلنت واشنطن أنها تعمل على إرسال 3000 جندي إضافي للمساعدة في إجلاء بعض الأفراد من السفارة الأميركية في العاصمة كابول.
تقديرات أميركية
وسلطت صحيفة روسيسكايا غازيتا الروسية في مقال للصحفي مكسيم ماكاريشيف الضوء على التصريحات الأميركية، حيث دعا الرئيس جو بايدن القادة الأفغان إلى "القتال من أجل وطنهم"، مبينا أنه لا يندم على قراره بسحب القوات.
يرجع ذلك حسب قوله إلى حقيقة أن واشنطن أنفقت أكثر من تريليون دولار في 20 عاما وفقدت الآلاف من الجنود الأميركيين.
وقال مسؤول كبير في المخابرات العسكرية الأميركية: إن حركة طالبان يمكنها عزل العاصمة الأفغانية في غضون 30 يوما وربما الاستيلاء عليها في غضون 90 يوما.
وقال المسؤول الذي تحدث لرويترز بشرط عدم الكشف عن هويته في 11 أغسطس/آب: إن التقدير الجديد للمدة التي يمكن أن تصمد فيها العاصمة كابول كان نتيجة للنجاح السريع لحركة طالبان في أعقاب انسحاب القوات الأجنبية التي تقودها الولايات المتحدة.
واستدرك المصدر: "لكن هذه ليست نتيجة نهائية مفروغا منها"، مشيرا إلى أن قوات الأمن الأفغانية يمكنها قلب الوضع من خلال طرح المزيد من المقاومة لطالبان.
وبدورها، رفضت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين بساكي التعليق على تقديرات أن طالبان قد تستولي على مدينة كابل قريبا.
وقالت: "نحن نراقب عن كثب الأوضاع الأمنية المتدهورة في بعض أجزاء البلاد لكن في رأينا، لا توجد نتيجة ملموسة حتمية".
وبينت أن الولايات المتحدة ستستكمل انسحاب قواتها هذا الشهر مقابل وعود طالبان بمنع استخدام الأراضي الأفغانية للإرهاب الدولي.
فرار المدنيين
في 11 أغسطس/آب، انسدت جميع الطرق المؤدية إلى العاصمة كابول التي تقع في واد تحيط به الجبال، مع دخول المدنيين إلى المدينة والهروب من العنف في أماكن أخرى.
وقال المصدر: "هناك مخاوف من دخول الانتحاريين إلى المقار الدبلوماسية لتخويف ومهاجمة وإجبار الجميع على المغادرة في أول فرصة".
وقال العديد من مسؤولي الأمن الأجانب لوكالة رويترز: إن الدول الأجنبية تحاول ضمان مغادرة موظفيها كابول في أقرب وقت ممكن.
وقال أحدهم: إن شركات الطيران الدولية طلب منها أيضا إجلاء الموظفين.
سيطرة طالبان على العواصم الجديدة، تضيف ضغوطا متزايدة على الحكومة المركزية للبلاد، التي تحاول وقف الهجوم، على الرغم من أنها فقدت قاعدتها الرئيسة في مدينة قندوز.
ووفقا لوكالة أسوشيتد برس الأميركية، فإن مسلحي طالبان الذين يحملون بنادق إم 16 وشاحنات صغيرة من طراز هامفي وفورد، والتي تبرع بها الأميركيون، تجولوا منتصرين في شوارع نهر فراه، وأطلقوا النار في الهواء.
ولكن لم ترد الحكومة الأفغانية والجيش الأفغاني على الطلبات المتكررة للتعليق على الخسائر.
قرارات "غني"
ذكر الكاتب أن الرئيس الأفغاني أشرف غني سافر في 11 أغسطس/آب، على وجه السرعة إلى مقاطعة بلخ المحاطة بالفعل بالأراضي التي تسيطر عليها طالبان، بحثا عن المساعدة في صد المتمردين من القادة الميدانيين المرتبطين بادعاءات الأعمال الوحشية والفساد، كما حل محل رئيس أركان جيشه.
في الوقت نفسه، فإن سرعة هجوم طالبان كانت مذهلة كما يقول المحللون.
وهناك تساؤلات حول المدة التي ستتمكن فيها الحكومة الأفغانية من الحفاظ على السيطرة على أجزاء البلاد التي تركتها.
فوفقا لوكالة أسوشيتد برس، قد تضطر الحكومة في نهاية المطاف إلى التراجع من أجل حماية العاصمة والعديد من المدن الأخرى.
كما أن نجاح هجوم طالبان يلقي بظلال من الشك على ما إذا كانت ستنضم إلى محادثات السلام التي توقفت منذ فترة طويلة في قطر والتي تهدف إلى دفع أفغانستان نحو إدارة مؤقتة شاملة ، كما كان يأمل الغرب.
بدلا من ذلك، قد تصل طالبان إلى السلطة بالقوة أو قد تنقسم البلاد إلى صراع بين الفصائل، كما حدث بعد انسحاب القوات السوفييتية في عام 1989.
فقد امتدت جبهات القتال المتعددة إلى قوات العمليات الخاصة التابعة للحكومة، بينما أجبر العنف آلاف المدنيين على البحث عن الأمان في العاصمة.
ووفقا لشبكة "إن بي سي نيوز" الأميركية، فإن عشرات الآلاف من الناس ومعظمهم من الشباب، يغادرون مدن الولايات التي جرى الهجوم عليها في حالة من الذعر، متوجهين إلى العاصمة كابول.
يأتي ذلك وسط نشر معلومات تفيد بأن المسلحين يبحثون عن فتيات صغيرات للزواج منهن بالقوة، والشباب الذين يجب أن ينضموا إلى القتال، وفق الصحيفة الروسية.