اتهم "أياد غادرة".. مجلة فرنسية: حرائق الجزائر تثبت عجز النظام

قسم الترجمة | 3 years ago

12

طباعة

مشاركة

تحدثت صحيفة جون أفريك الفرنسية عن "عجز" السكان والسلطات في الجزائر على حد سواء عن مواجهة حرائق الغابات الهائلة التي اندلعت في 9 أغسطس/آب 2021.

كان أغيلس بن سعيد، 27 سنة، وهو أحد الصور المأساوية للحرائق التي اجتاحت منطقة القبايل، يستعد لحفل زفافه في نهاية الصيف والطقس الحار.

وبسبب رغبته الملحة في إنقاذ قن الدجاج الذي كانت ألسنة اللهب تحيط به في قرية تينكيشت الصغير، على مرتفعات عزازقة، في تيزي وزو (100 كلم شرق العاصمة)، مات أغيلس اختناقا. 

مشاهد نهاية العالم 

وارتفعت حصيلة حرائق الغابات في الجزائر، حسبما أفاد النائب العام لمجلس قضاء (محكمة) محافظة تيزي وزو، عبد القادر عميروش، في 11 أغسطس/آب، إلى 69 شخصا على الأقل، هم 28 عسكريا و41 مدنيا". 

وأعلن الرئيس عبد المجيد تبون الحداد الوطني لمدة 3 أيام. وتشهد 18 محافظة جزائرية منذ أيام حرائق هائلة، تفاقمت بفعل موجة حر شديدة ورياح جنوبية قوية.

بحسب وزارة الدفاع، فإن الجنود الذين لقوا حتفهم في تيزي وزو ينتمون إلى كتيبة للمشاة. وفي ولاية بجاية قتل أيضا 7 جنود بعد إنقاذ مائة شخص أحاطت بهم النيران.

9 أغسطس/آب 2021 كان يوما جهنميا، وعادة ما تكون الحرارة طبيعية في الصباح بالنسبة لموسم الصيف. 

لكن فجأة، في وقت مبكر من بعد الظهر، بدأت رياح جنوبية شديدة الحرارة تجتاح الأرض.

بالإضافة إلى ذلك، يشار أنه للسنة الثالثة على التوالي، تشهد المنطقة واحدة من أسوأ حالات الجفاف في تاريخها، فالغطاء النباتي هناك أصفر والسدود جافة.

 اندلعت عدة حرائق حوالي الساعة الثانية بعد الظهر، وانتشرت النار في الهشيم.

وقالت إدارة الغابات على إثر ذلك: إن نشوب حوالي خمسين حريقا تسبب في 19 حريقا كبيرا.

سرعان ما وجدت القرى التي تقبع على المرتفعات الحرجية في عدة بلدات نفسها محاطة بالنيران مما اضطر سكانها إلى إخلاء المباني بشكل عاجل.

من الناحية العملية، يدرك الجزائريون على شبكات التواصل الاجتماعي الدراما الرهيبة التي تحدث في جبال القبائل.

تكثر مشاهد نهاية العالم لأشخاص يفرون من ألسنة اللهب التي تلتهم منازلهم على غرار نداءات الاستغاثة الآخذة في الازدياد. 

يقاتل الناس في العديد من المناطق بالوسائل المتاحة ضد ألسنة اللهب التي تجتاح الحدائق والبساتين والغابات وقنن الدجاج وخلايا النحل والمنازل. 

أزمة المياه الحادة التي تعيشها المنطقة منذ بداية الصيف، على غرار ترشيد استهلاك المياه تجعل من الصعب مكافحة الحرائق المتصاعدة بسرعة والتي تغذيها الرياح العاتية.

شبكات التضامن

في منطقة أثوسيف، عند سفح جبل جرجرة، جرى إخلاء عدة قرى واضطر مئات الأشخاص لقضاء الليل تحت النجوم على هضبة أصويل، على ارتفاع 1700 متر، في قلب حديقة جرجرة الوطنية.

يجري توزيع مهام التضامن بسرعة كبيرة، والفضل في ذلك عائد لشبكات التواصل الاجتماعي. 

إنه سباق مع الزمن لإنقاذ الأرواح وبناء على ذلك سرعان ما نسجت شبكات الدعم والتضامن.

يمكن لسكان القرى التي تحيط بها النيران النجاة من الموت المحقق في أقصى حالاته، بمساعدة الشاحنات والحافلات.

وتقول الصحيفة: إن "سيل التضامن الذي تم التعبير عنه خلال الأسبوعين الماضيين لإراحة الآلاف من الأشخاص المصابين بـ كوفيد-19 الذين يبحثون بشدة عن مكثف أو أسطوانة أكسجين يتحول تلقائيا نحو ضحايا الحرائق".

تأثرت بلدة "الأربعاء نايث إيراثن"، وهي واحدة من أكثر المناطق اكتظاظا بالسكان في تيزي وزو، بالنيران. ليس بعيدا، في قرية آيت أقواشا، يتابع المخرج رمضان افتيني تطورات الحرائق.

يعبر عن ذلك بقوله عبر اتصال هاتفي: إن "النار والدخان في كل مكان، وقد قضينا الليل نراقب تقدم الحرائق".

احترق المنحدر الأمامي بالكامل ولم يتبق سوى واد واحد لعبوره للعودة إلى الوطن، حاليا ، يتم تعبئة حوالي خمسين شابا ولكن ليس لديهم سوى مجارف لإخماد النيران".

وتابع: "هناك شاحنتان للإطفاء مشغولتان بالحد من اندلاع الحرائق، لكن كثرتها (الحرائق) حالت دون تمكنهم من ذلك ".

بعد ثلاث ساعات، بين رمضان أن النار اجتازت الوادي الضيق.

خلال 10 أغسطس/آب، كانت المنطقة المحيطة بالجزء الشرقي من منطقة القبائل متأثرة بالحرائق.

اندلعت عديد الشرارات في مرتفعات بجاية التي سرعان ما غطيت بغطاء من الدخان. ولم يعد رجال الإطفاء يعرفون إلى أين يتجهون.

مشاهد مرعبة

يشاهد المواطنون بلا حول ولا قوة المشهد المرعب لمنازلهم التي دمرتها النيران. فلا وجود لطائرة مختصة في إطفاء الحرائق.

جرى استدعاء الجيش لتقديم يد المساعدة لعناصر الحماية المدنية والغابات والمتطوعين الموجودين بالفعل على الأرض.

ولدى وصوله إلى تيزي وزو، يستحضر وزير الداخلية كمال بلجود "المسار الإجرامي" وراء المأساة ويتحدث عن "أياد تغذت بالكراهية تريد إيذاء الجزائر". 

 يطلق الجزائريون على شبكات التواصل الاجتماعي العنان لحزنهم وفزعهم وخاصة غضبهم.

في الواقع، فإنه ككل صيف، مع كل سلسلة من الحرائق التي تدمر غابات البلاد  يطالب الناس بإحضار طائرات إطفاء "كنادير".

وهي أحد المعدات التي بقيت السلطات تعد بجلبها في كل موسم جفاف مقبل، لكن لا حياة لمن تنادي، تقول الصحيفة.

في عام 2012، قال مدير الحماية المدنية الأخضر الحبيري بين عامي 2001 و 2018: إن وزارته لم تكن تنوي اقتناء طائرة كنادير، لأنها "ليست فعالة كما يعتقد المرء"، على حد قوله. 

في إطار مهامه الإنسانية الهادفة إلى تقديم العون والمساعدة للمواطنين أثناء الكوارث الطبيعية والأزمات، تم إرسال كتائب من الجيش الوطني الشعبي منذ الساعات الأولى من اندلاع الحرائق ظهر 9 أغسطس/آب، على مستوى ولاية تيزي وزو وبجاية وجيجل وسطيف.

إلى جانب خدمات الحماية المدنية لإطفاء الحرائق المعلنة في مناطق الغابات وإجلاء المواطنين المتضررين من القرى والتجمعات المتضررة.

في الأثناء، أعلن الرئيس الجزائري في 12 أغسطس/آب، توقيف 22 مشتبها بإشعاله حرائق غابات اندلعت في عدة ولايات شمالي البلاد.

وقال تبون: "الحرائق الأخيرة التي اندلعت في 17 محافظة وأخطرها بمحافظة تيزي وزو (شرق العاصمة) تسببت فيها أياد إجرامية".