"الإرباك الليلي".. إعلام عبري: هكذا وصلت مقاومة غزة إلى الضفة
قال موقع عبري إن سكان ثلاث قرى فلسطينية في منطقة نابلس بالضفة الغربية المحتلة، تبنوا خلال الأيام الأخيرة، إحدى أساليب "الإرباك" المستخدمة على السياج الحدودي في غزة لمضايقة مستوطني غلاف القطاع وجنود الجيش الإسرائيلي.
وأوضح موقع "نيوز ون" أن "الطريقة اخترعها الفلسطينيون كجزء من مشروع مسيرات العودة، وفي الأيام الأخيرة، قام المئات من سكان قرى بيتا وبيت دجن ويتما في نابلس بنشاطات الإرباك الليلي على غرار الشبان في غزة؛ لتسريع عملية إخلاء بؤرة إيفيتار الاستيطانية التي أقيمت في الأسابيع الأخيرة على جبل صبيح الفلسطيني".
وذكر أن نشاط "الإرباك الليلي" يشمل حرق الإطارات، وإلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة، ومسيرات الشعل النارية الليلية، واستخدام الألعاب النارية، وإلقاء القنابل الأنبوبية، وإحداث ضوضاء متواصلة في مكبرات الصوت، لمضايقة سكان بؤرة إيفيتار الاستيطانية وإشغال واستنفار جنود إسرائيل الذين يؤمنون البؤرة".
والنشاط، يعد مبادرة محلية، بدأ فور انتهاء عملية "حارس الأسوار" (في 21 مايو/أيار 2021) وتطور تدريجيا ليصبح حدثا كبيرا يحدث يوميا ويشكل مصدرا خطيرا للاحتكاك في الضفة الغربية بين الجيش الإسرائيلي والمستوطنين وسكان القرى الفلسطينية.
وفي أعقاب هذا الاحتكاك، قتل فلسطينيان من قرية بيتا خلال مواجهات مع قوات الجيش الإسرائيلي في مايو/أيار 2021، وأصيب 25 آخرون بالرصاص الحي.
وعي قومي
ونقل "نيوز ون" عن مصدر رفيع في "فتح" قوله إن "كبار المسؤولين في الحركة يقولون نعتزم اتباع أسلوب الإرباك الليلي الذي أثبت نفسه ضد المستوطنات الأخرى في الضفة، وهذا نوع من المقاومة الشعبية المشروعة التي نقبلها نحن ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس"
ونشاط "الإرباك الليلي" شائع ولا يتطلب الكثير من المال والموارد، وكل شيء يتم بروح تطوعية والغرض منه هو جعل الحياة صعبة على المستوطنين وجنود الجيش الإسرائيلي الذين يحمونهم.
واعتبر الموقع العبري أن "حركة فتح تهدف من تبني هذا الأسلوب إلى زيادة الوعي القومي لسكان الضفة الغربية في معارضتهم للمشروع الاستيطاني الإسرائيلي وتأييدهم لنشاط الإرباك الليلي".
وأضاف أن "الجيش الإسرائيلي يخشى من أن يؤدي هذا النشاط إلى زيادة التصعيد في الضفة الغربية بما يخدم مصالح حركة حماس التي تريد إحداث انتفاضة جديدة من أجل زعزعة استقرار السلطة الفلسطينية، كما تخشى القيادة السياسية الجديدة في إسرائيل من رد فعل الإدارة الأميركية على إنشاء بؤرة إيفيتار الاستيطانية على أنها مقامة بشكل غير قانوني".
وأشار المحلل الاستخباراتي في الموقع، يوني بن مناحيم، إلى أن مصادر في المستوطنة اليهودية قالت إن البؤرة تقوم ببنائها حركة "نحالا" الاستيطانية بدعم من مجلس السامرة الإقليمي، وأن لها أهمية إستراتيجية كبيرة لمنع الارتباط الجغرافي بين القرى في المنطقة.
وأضاف أنه "جرى بالفعل بناء حوالي 50 مبنى دائم في البؤرة الاستيطانية، ويأمل المجلس الإقليمي بالسامرة أن تدرك الحكومة الجديدة وخاصة رئيس الوزراء نفتالي بينيت أهمية البؤرة وتجد السبيل القانوني لعدم إخلائها".
ولفت بن مناحيم إلى أن "وزير الخارجية يائير لبيد أعلن بالفعل أنه سيتم إخلاء البؤرة الاستيطانية قريبا، ويقول مسؤولون أمنيون إنه في الأيام المقبلة ستكتمل الإجراءات القانونية اللازمة وبعد ذلك سيتم الإخلاء".
قرار سياسي
وفي غضون ذلك، يصعد الفلسطينيون "الإرباك الليلي" من أجل الضغط على جميع الأطراف المعنية لتسريع الإخلاء، ومن المفترض أن تكون عملية الإخلاء معقدة للغاية وستتطلب العديد من قوات الشرطة الإسرائيلية.
وخلص المحلل بن مناحيم إلى القول: إن "قرار الإخلاء سياسي في النهاية، لكن يفترض أن يكون هذا الحدث أحد الاختبارات الجديدة للحكومة الجديدة بعد أن اجتازت بأمان اختبار (مسيرة الأعلام) في القدس".
وفي نفس السياق، أشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إلى أن هذا النشاط مستوحى من غزة ويطبق في الضفة الغربية في إطار الكفاح المستمر لسكان قرية بيتا جنوب نابلس ضد بؤرة إفيتار
ولفتت الصحيفة إلى أنه في إطار "الإرباكات الليلية" في قرية بيتا، ففي كل مساء خلال ساعات الظلام، يتجمع العشرات وأحيانا المئات من الفلسطينيين قرب مركز الاشتباكات، ويحرقون الإطارات، ويلقون القنابل الأنبوبية التي تحدث انفجارات قوية، باستخدام أشعة الليزر والمصابيح الكهربائية القوية ويستنفروا القوات التابعة للجيش الإسرائيلي.
وأشار المحلل السياسي في الصحيفة، أليئور ليفي، إلى أن "المظاهرات والاشتباكات العنيفة في منطقة بيتا احتجاجا على إقامة البؤرة الاستيطانية أدت إلى مقتل 4 فلسطينيين في مواجهة قوات الأمن, كما يكتسب النضال زخما في الإعلام الفلسطيني، وخاصة في الإعلام التابع لفتح والسلطة الفلسطينية".
وقال مصدر محلي مشارك في نشاطات الإرباك الليلي: "يتعين على إسرائيل أن تجهز قرابة 14 ألف رصاصة لقتل جميع سكان بيتا إذا كانت تعتزم السيطرة على الجبل, فمنذ 40 يوما يأتي صبية التلال إلى هذا الجبل ويحاولون سرقة الأراضي الفلسطينية".
وتعهد المصدر في حديث لـ"يديعوت أحرونوت" قائلا "سنكثف المواجهات ونستعمل الكفاح المسلح، وسترد علينا قوات الأمن الإسرائيلية بإطلاق النار الحي, ورسالتنا لإسرائيل هي أننا لن نتراجع ولن نستسلم, لقد وصلنا إلى مرحلة حيث لا يمكننا العودة".