مسؤول الإعلام لـ3 حكومات تونسية.. لماذا استدعى المشيشي مفدي المسدي؟

12

طباعة

مشاركة

سلطت مجلة "جون أفريك" الفرنسية، الضوء على استدعاء "مفدي المسدي"، المستشار المقرر تعيينه "لا محالة" في منظومة رئاسة الحكومة لإنقاذ وضعية الاتصال الحكومي التي عانت عدة هفوات في الأسابيع الأخيرة.

لم يؤكد أي بيان رسمي، في 14 أبريل/نيسان 2021، تعيين مفدي المسدي في منصب مستشار مكلف بالإعلام والاتصال عند رئيس الحكومة هشام المشيشي، لكن البعض يرحب بالفعل بعودة الرجل الذي شغل هذا المنصب في ظل حكومات مختلفة منذ 2014.

والمسدي، خريج معهد الصحافة وعلوم الأخبار في تونس (IPSI) وحاصل على شهادة الدراسات العليا المتخصصة في القانون الدولي العام وشهادة الدراسات المعمقة في العلاقات الدولية، ونجل الصحفي قاسم المسدي، وقبل كل شيء هو ابن المؤسسة التلفزية التي تدرج فيها سريعا جدا ووجد فيها طريقه نحو دوائر عمل الاتصال والإعلام المؤسساتي.

بعد ظهوره على التلفزيون الوطني ثم في الراديو، بدأ حياته المهنية كعامل اتصالات مع مكتب الطيران المدني والمطارات (OACA)، قبل أن يتم تعيينه مديرا للمشروع مع وزراء النقل المتعاقبين حتى عام 2011.

سيطرة مفرطة

اكتسب مكانة بالفعل عندما أصبح المتحدث باسم المجلس الوطني التأسيسي الذي ترأسه مصطفى بن جعفر، وهو الشخص الذي قيل إنه كان في مدرسة، صاحب الصيت، عبد الوهاب عبد الله، زعيم نظام زين العابدين بن علي والرئيس الكبير للرقابة على وسائل الإعلام.

شهدت مسيرته انكماشة قصيرة عام 2013 قبل أن يصبح بين عامي 2013 و2019، مسؤولا عن الإعلام والاتصال لثلاثة رؤساء حكومات متتاليين: مهدي جمعة وحبيب الصيد ويوسف الشاهد.

وكثيرا ما انتقد الصحفيون الشاب البالغ من العمر 40 عاما، والذي قاوم 3 ولايات حكومية مضطربة، لسيطرته التي تعتبر مفرطة على وسائل الإعلام العامة، وكل ذلك تحت إشراف رئيس الحكومة.

موقف كان يمكن أن يكون حساسا، خاصة خلال فترة الانتخابات، عندما أصبح رئيس الحكومة الشاهد (بين 2016 و2020) نفسه مرشحا للرئاسة.

لكن في الصورة المصغرة للصحافة التونسية، فإن من يتجول دون صعوبة في متاهة قصر القصبة هو بخير، فهو يعرف الجميع، وهو "شخص منا، وإلينا" مع الأسماء الكبيرة في وسائل الإعلام.

على الجانب الآخر، جعلته هذه الرؤية كبش فداء مثالي، يُنسب إليه الفضل بشكل خاص في حملة إعلامية ضد نجل الرئيس السابق، حافظ الباجي قايد السبسي، عندما كان التنافس بين الرئاسة والشاهد على أشده في 2018.

لكن رئيس الحكومة الحالي، المشيشي، لم يتوقف عند هذه الاعتبارات، وهكذا عاد اسم المسدي، لا محالة، بإصرار منه للبحث عن مسؤول للإعلام والاتصال. 

وضع هائج

أدركت الحكومة بعد 6 أشهر من النشاط، أن "الوضع الاجتماعي والاقتصادي الهائج جعل البحث عن العصفور النادر أكثر إلحاحا". 

وكان المسدي الذي عمل بالفعل لعدة سنوات في أروقة القصبة (مقر الحكومة) وأدار العديد من الأزمات هو الشخص الذي بدا أنه المناسب.

وأكدت المجلة الفرنسية، أن "المسدي لديه مهمات، أبرزها، معالجة فورية على للخلاف بين وسائل الإعلام العمومية والحكومة".

وفي 5 أبريل/نيسان 2021، عيّنت الحكومة، الصحفي "كمال بن يونس" مديرا عاما جديدا لوكالة تونس إفريقيا للأنباء (TAP)، خلفا لـ"منة مطيبع".

ويعتبر صحفيو الوكالة أن هذا التعيين يمثل تدخلا في الخط التحريري للوكالة، ويعترضون أيضا على تعيين صحفي من خارج الوكالة، رغم أنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها تعيين شخصية من خارج المؤسسة ولها أيضا انتماء سياسي، ويرفض الصحفيون التابعون للوكالة رفضا قاطعا هذا التعيين.

و"بن يونس" هو الصديق المقرب من النهضة، المرتبط أيضا بنظام ابن علي، لم يتمكن من تولي منصبه في 13 أبريل/نيسان في مواجهة تمرد من قبل الصحفيين، الأمر الذي دفع الحكومة إلى ارتكاب زلة فادحة بإحضار سلطات إنفاذ القانون لإدخاله إلى مقر الوكالة تحت حماية رجال الشرطة، وفق المجلة الفرنسية.

وقد علق أحد العاملين في وكالة الأنباء التونسية قائلا: "لم أر من قبل ذلك، حتى ابن علي لم يجرؤ على إدخال الشرطة إلى مؤسسة عامة".  

ووفق "جون أفريك"، إذا تم تأكيد تعيين المسدي رسميا كمسؤول عن الإعلام والاتصال، سيتعين عليه "تخفيف حدة التوترات وإنشاء قنوات اتصال واستخدام شبكة علاقاته الخاصة لاستعادة الصورة الملطخة تماما للحكومة التي تزرع التناقضات".