موقع هندي: خطط بايدن في أفغانستان تزعج الصين.. وهذه الأسباب
أكد موقع هندي أن تلميح إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن التراجع عن الالتزام بالجدول الزمني المتفق عليه في "مباحثات الدوحة" لسحب القوات الأميركية من أفغانستان "خطوة تزعج" دول الجوار الأفغاني ومن بينها الصين.
وقال موقع "نيوز كليك" إنه "في الوقت الذي يستعد فيه بايدن لإبقاء القوات الأميركية في أفغانستان حتى بعد الموعد النهائي المحدد في 1 مايو/أيار 2021 المنصوص عليه في اتفاق الدوحة، فإن بكين لديها سبب يدعو للقلق".
ولم يستبعد بايدن خلال تصريحات في 25 مارس/آذار 2021، إمكانية بقاء القوات الأميركية في أفغانستان حتى نهاية العام، قائلا: "ليس في نيتي البقاء هناك لفترة طويلة.. سنغادر.. السؤال هو متى نغادر؟".
وفي الوقت نفسه، أفادت تقارير كثيرة أن مجموعة كبيرة من المشرعين الأميركيين، تعارض إنهاء "الحرب الأبدية" في أفغانستان.
حجج زائفة
ويتم تقديم العديد من الحجج، بينها أنه على الولايات المتحدة أن تهزم بشكل قاطع "العناصر الإرهابية" وتضمن أمن واستقرار أفغانستان أولا، وأن تدعم "مكاسب" الحرب مثل حقوق المرأة، وتضمن عدم عمل أي جماعة إرهابية مرة أخرى خارج أفغانستان، وتمنع وقوع حرب أهلية، وما إلى ذلك، وفق الموقع الهندي.
وأضاف "يبدو أن بعض حلفاء الناتو يتعاطفون مع هذه الحجج الزائفة في واشنطن، ومن المؤكد أن الصين تشعر بالقلق، بالنظر إلى خلفية الحملة الأميركية على إقليم شينغيانغ التي وصلت إلى التصعيد في الآونة الأخيرة".
وفي 26 مارس/آذار 2021، بدأت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية "هوا تشون ينغ" مؤتمرها الصحفي، بعرض مقطع فيديو لحدث يسمى "الإبادة الجماعية في شينغيانغ" التي تضمنت مقاطع من ملاحظات معينة من العقيد المتقاعد في الجيش الأميركي لورانس ويلكرسون.
وويلكرسون، هو رئيس الأركان السابق لوزير الخارجية السابق كولن باول، وتحدث في معهد رون بول بواشنطن في أغسطس/آب 2018 عن "الأغراض الثلاثة للوجود الأميركي في أفغانستان، وأحدها احتواء الصين".
وفي تقييم ويلكرسون فإن أحد الأسباب الرئيسة وراء الوجود الأميركي في أفغانستان هو أن "وكالة المخابرات المركزية تريد زعزعة استقرار الصين، وأفضل طريقة للقيام بذلك هي إثارة الاضطرابات في شينغيانغ".
وأفادت "هوا" بأن "قضية الإيغور في شينغيانغ هي مجرد مؤامرة إستراتيجية في محاولة لتعطيل الصين من الداخل واحتوائها"، فيما قامت وسائل الإعلام الحكومية الصينية بدعاية واسعة لتصريحات المتحدثة باسم الخارجية الصينية.
وفي الواقع، تعد شينغيانغ مركزا لوجستيا رئيسا لمبادرة "الحزام والطريق" الصينية الطموحة، وبوابة إلى وسط وغرب آسيا، وكذلك إلى الأسواق الأوروبية.
واعتبر الموقع أن "الولايات المتحدة قوة معادية بشدة لمبادرة الحزام والطريق، ومن الواضح أن حملة واشنطن على شينغيانغ هي جزء من (محور البنتاغون في آسيا) التي تقوم على دعم التهديدات البحرية في بحر الصين الجنوبي والحركات الانفصالية في هونغ كونغ وتايوان والتبت".
وأشار إلى أنه "لدى وكالة المخابرات المركزية الأميركية تاريخ طويل في تسليح الجماعات الإسلامية، حيث سعت منذ فترة طويلة إلى تجنيد وتدريب مرتزقة الإيغور والشيشان من منطقة القوقاز الروسية، وتخطط لاستخدامهم كقوة إرهابية مستقبلية في الصين وآسيا الوسطى وروسيا"، وفق قوله.
وأضاف الموقع الهندي أنه "تم دمج كلتا المجموعتين في عملية تغيير النظام الأميركية في سوريا، وشكل هؤلاء المتشددون العمود الفقري لتنظيم الدولة والقاعدة".
ويبدو أن نائب الرئيس بايدن كان لديه معرفة مباشرة بمشروع الولايات المتحدة طويل المدى لزعزعة استقرار الصين وروسيا، وتحويل أفغانستان إلى "مركز لا يمكن الاستغناء عنه" في إستراتيجية البنتاغون الإقليمية.
رد "فاتر"
وذكر الموقع أنه "يبقى أن نرى إلى أي مدى سيؤثر موقف الصين المتشدد تجاه احتمالية وجود عسكري أميركي طويل الأمد على طول حدود شينغيانغ، ومن المؤكد أن مخاوف بكين الأمنية ستنعكس بقوة على موقف باكستان تجاه عملية السلام الأفغانية".
وتابع: "كما تدرك إيران بشدة مخاطر الوجود العسكري الأميركي طويل الأمد في أفغانستان، ويمكن اعتبار الهجوم الصاروخي الموجه بالليزر في 18 مارس/آذار 2021 على مروحية عسكرية أفغانية والذي أسفر عن مقتل العديد من الأفراد العسكريين في ولاية وردك، من قبل المليشيات الموالية لإيران، على أنه تحذير في الوقت المناسب للجيش الأميركي".
ومع ذلك، يبدو بايدن واثقا من عدم رغبة أي من الدول الإقليمية الرئيسة -الصين وروسيا وباكستان وإيران- في مواجهة الولايات المتحدة، ويمكن له أن يشعر بالرضا عن النفس طالما لم "تنتشر أكياس الجثث في حقول القتل الأفغانية"، وفق التقرير.
ويبدو أن دول المنطقة الرئيسة، بما في ذلك باكستان والصين وروسيا وإيران، لديها توافق واسع في الآراء بشأن عملية السلام الأفغانية، حيث "يريدون جميعا تسوية سياسية للحرب الأفغانية ويعترفون أيضا بطالبان ككيان سياسي".
وفيما أعطت موسكو رد فعل "فاتر" على خطة بايدن لتأجيل الانسحاب، تاركة الأمور لواشنطن و"طالبان"، وتعتمد روسيا على باكستان لفعل الشيء الصحيح وتعميق تعاونها مع الجهود النشطة والبناءة مع الصين.
ولفت الموقع إلى أن "اثنين من كبار القادة البريطانيين وصلا قبل أيام إلى مدينة روالبندي الباكستانية لمناقشة ملف أفغانستان مع قائد الجيش قمر جاويد باجوا، بما في ذلك قائد القيادة الإستراتيجية الجنرال باتريك نيكولاس ياردلي، الذي يتولى العمليات السرية والعلنية لبريطانيا خارج البلاد.
واعتبر أن "لندن كانت تقليديا في طليعة العمليات العسكرية والاستخباراتية الأميركية على أراضي الإمبراطورية البريطانية السابقة".
وختم الموقع تقريره بالإشارة إلى أن "بايدن أجرى مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون حيث اتفقا، من بين أمور أخرى، على العمل بشكل وثيق معا بشأن أولويات السياسة الخارجية المشتركة، بما في ذلك الصين وإيران".