الغارديان: هكذا تغيرت حياة الشباب العربي منذ ثورتهم قبل 10 سنوات

12

طباعة

مشاركة

أكدت صحيفة "الغارديان" البريطانية، أن غالبية الشباب العربي يشعرون بـ"عدم المساواة" أكثر بعد اندلاع الثورات في بلدانهم، بالتزامن مع احتفال تونس (في 17 ديسمبر/كانون الأول) بالذكرى العاشرة لاندلاع الثورة التي حذت حذوها دول عدة.

وأشار تقرير للصحيفة إلى أن "الغالبية في 9 دول عربية تشعر أنها تعيش في مجتمعات غير متكافئة بشكل ملحوظ اليوم أكثر مما كانت عليه قبل الربيع العربي، وفق استطلاع أجرته شركة يوجوف للدراسات (مقرها لندن)".

ولفت إلى أن "أغلبية الشباب في كل بلد تقريبا اتفقت على أن ظروفهم المعيشية تدهورت منذ عام 2010، حين أحرق بائع الفاكهة التونسي محمد البوعزيزي نفسه وتسبب في إطلاق مظاهرات وثورات حاشدة انتشرت في جميع أنحاء المنطقة".

واستمرت أصداء تلك اللحظة حتى عام 2019 مع الإطاحة بالرئيس السوداني السابق عمر البشير وحركات الاحتجاج الكبيرة في لبنان والجزائر والعراق.

وذكرت الصحيفة أن "نتائج الاستطلاع الذي شمل 5 آلاف و275 شخصا من الجنسين والفئات العمرية تشير إلى أن مشاعر اليأس والحرمان التي غذت هذا الفصل المضطرب في الشرق الأوسط قد زادت، لا سيما في البلدان التي أدت إلى اندلاع حرب أهلية".

أسوأ حالا

وقالت "الغارديان": إن "الشعور بأن الوضع أسوأ مما كان عليه قبل الربيع العربي كان هو الأعلى بشكل غير مفاجئ في سوريا (75٪ من المستطلعين موافقين)، واليمن (73٪) وليبيا (60٪)، حيث أفسحت الاحتجاجات في الشوارع المجال لحروب أهلية وتدخل أجنبي حطم هذه البلدان".

وأضافت: أن "الاستطلاع شمل أيضا مصر وتونس، حيث تمت الإطاحة بحكام مستبدين، وكذلك الجزائر والسودان والعراق، التي شهدت في البداية اضطرابات على نطاق صغير فقط قبل عقد من الزمان، قبل أن تظهر تحركات كبيرة مناهضة للنظام منذ ذلك الحين". 

وقال أقل من نصف الذين شملهم الاستطلاع في مصر والعراق والجزائر: إنهم "أسوأ حالا" مقارنة بما قبل عام 2010، لكن في أي من البلدان الثلاث لم يشعر أكثر من ربع الناس أنهم كانوا أفضل حالا أيضا.

وفي بعض البلدان، كان الجيل الأصغر من البالغين -أولئك  الذين لديهم ذاكرة أقل بشأن طبيعة الحياة قبل الثورات- هم الأقل سلبية بشأن التغييرات.

وأظهر الاستطلاع أن الجزائريين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاما، إلى جانب نظرائهم في تونس ومصر والعراق، كانوا أقل ميلا إلى القول بأن الاحتجاجات والثورات الجماهيرية في تلك الحقبة "كانت مؤسفة".

فيما كان آباؤهم بشكل عام أكثر تشاؤما، حيث اتفق الأغلبية منهم في كل من الدول الثمان على أن الأطفال الذين يكبرون اليوم يواجهون مستقبلا أسوأ من أولئك الذين نشؤوا في السنوات التي سبقت عصر الربيع العربي.

وحتى في تونس "قصة النجاح" حيث قاومت المؤسسات الديمقراطية، الاغتيالات والاقتتال الداخلي، "كانت هناك خيبة أمل عميقة".

واتفق 27 في المائة من الذين شملهم الاستطلاع على أنهم أصبحوا في وضع أفضل بعد الثورة، وهي أعلى نسبة بين البلدان التي شملها الاستطلاع.

لكن وسط ركود النمو الاقتصادي وارتفاع معدلات البطالة التي تفاقمت بسبب جائحة كورونا، قال نصف التونسيين: إنهم "أصبحوا الآن في وضع أسوأ".

في المقابل، شهدت البلاد مكتسبات كبيرة في الحقوق المدنية، حيث قال 86٪ من المستطلعين: إن هناك الآن المزيد من الحرية في انتقاد الحكومة

نخبة مهترئة

قالت الصحيفة البريطانية: إن "الاعتقاد بأن العقود الاجتماعية اهترأت، مع إثراء نخبة صغيرة على حساب الأغلبية، ساعد على تأجيج الثورات".

وأوضحت أن "الاستطلاع أظهر  أن هذا الشعور قد تعمق منذ عام 2010، وأن عدم المساواة أصبح أسوأ بكثير".

وكان هذا رأي 92٪ من السوريين، وهي أعلى نتيجة لأي سؤال في الاستطلاع، يليهم 87٪ من اليمنيين و84٪ من التونسيين.

وقال ما لا يقل عن سبعة من كل 10 جزائريين وعراقيين: إنهم شعروا بنفس الشعور (عدم المساواة)، كما شعر بذلك 68٪ من المصريين.

ويشعر ما يقرب من نصف المصريين أن حقهم في التعبير عن أنفسهم قد تضاءل الآن مقارنة بما كان عليه في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، رغم أن خمسهم قالوا: إنهم أصبحوا الآن أكثر حرية في الكلام.

وكان عدم اليقين ثابتا عبر الردود الواردة من مصر، الدولة الأكثر اكتظاظا بالسكان في العالم العربي.

وردا على سؤال حول ما إذا كانت لديهم حياة أفضل اليوم مما كانت عليه قبل عقد من الزمان، قال عدد كبير منهم: إنهم "غير متأكدين". 

وقد انعكس ذلك أيضا على آرائهم بشأن ثورة يناير 2011 التي أطاحت بمبارك وصعدت بجماعة الإخوان المسلمين أولا، ثم حكم رئيس النظام عبد الفتاح السيسي الذي يهيمن عليه الجيش، تقول "الغارديان".

وانقسم المصريون تقريبا حول ما إذا كانوا قد دعموا الانتفاضة، وانقسموا أيضا بين أولئك الذين تزيد أعمارهم عن 25 عاما حول ما إذا كانوا قد ندموا على سقوط مبارك والسنوات المضطربة التي تلت ذلك.

وأكدت الغارديان" أنه "لم يتضح ما إذا كانت مراوغات المصريين نابعة من مخاوف تتعلق بالأمن، حيث قالت (يوجوف) إن جميع المشاركين في الاستطلاع تلقوا تأكيدات بأن إجاباتهم ستخضع للسرية وأن جميع الردود ستكون مجهولة المصدر".