كندا تبحث عن المزيد من المهاجرين بعد كورونا.. ما الصعوبات؟
.jpg)
تحدثت صحيفة لوموند الفرنسية عن أهداف كندا من وراء استقبال أعداد كبيرة من المهاجرين، في خطوة قد يصعب تحقيقها ضمن الظروف الصحية الحالية، حيث انتشار فيروس كورونا.
وتشير لوموند إلى أن مليونا و200 ألف وافد جديد إلى كندا بحلول عام 2023 هو الهدف الذي حددته حكومة جاستن ترودو الليبرالية لنفسها في خطتها الجديدة للهجرة لمدة ثلاث سنوات.
وقالت الصحيفة: إن هدف كندا من استقبال المهاجرين هو اقتصادي، لتغطية نقص القوى العاملة. وهذا الهدف طموح، إذا تم تحقيقه، حيث سيحقق رقما قياسيا تاريخيا لهذا البلد الذي لديه بالفعل تقليد طويل من الضيافة.
تشير لوموند إلى أنه "أثناء تقديم هذه الخطة في 30 أكتوبر/تشرين الأول 2020 من قبل، ماركو ميندوسينو، وزير الهجرة واللاجئين والمواطنة.
لم يخف الوزير الغرض من هذه الدعوة التي اعتبرها إعادة إطلاق للاقتصاد وسدا للنقص في العمالة في القطاعات الأكثر احتياجا لها، مثل الصحة وتكنولوجيا المعلومات والزراعة.
وأفاد ماركو ميندوسينو أن بلده يعتزم استقبال أكثر من 1,2 مليون مهاجر بين 2021 و2023، أي بزيادة نحو 200 ألف مهاجر عن العدد الذي حُدد قبل الأزمة الوبائية.
وفي هذا البلد حيث يزيد عمر واحد من كل خمسة سكان عن 65 عاما، يعد معدل المواليد من أدنى المعدلات في الدول الغربية (1.47 طفل لكل امرأة)، ويعتبر النقص في العمال شيئا سيئا زاد في حدته وباء كورونا.
واعترف الوزير الكندي ميندوسينو بأن "خطة اليوم تساعدنا في تعويض الاضطراب الذي تسبب فيه كوفيد -19".
وتشير الصحيفة أنه من المتوقع بسبب الإغلاق الاقتصادي في الربيع أن ينخفض الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 5.7 ٪ على مدار العام من قبل البنك الوطني الكندي وانفجار البطالة إلى ما يقرب من 9 ٪ في أكتوبر/تشرين الأول (مقابل 5.5 ٪ قبل سنة واحدة).
وخلال خطابه من قاعة العرش في سبتمبر/أيلول 2020، قال رئيس الوزراء جاستن ترودو: إنه مقتنع بأن الهجرة ستسمح لكندا "بالحفاظ على قدرتها التنافسية" في المسرح الدولي.
في نفس السياق، قال: إنه "في الوقت الذي تغلق فيه البلدان الأخرى أبوابها أمام المواهب العالمية التي يمكن أن تساعد اقتصاداتها، فإن كندا لديها فرصة كجزء من خطة تعافيها، لتصبح الوجهة الرائدة في العالم للمواهب ورأس المال والوظائف".
وترى أن المشكلة هي أن هذا الإعلان عن استقبال المهاجرين يأتي على وجه التحديد وسط فترة تفشي فيروس كورونا.
فمنذ شهر مارس/آذار 2020، أدى الوباء إلى تعليق معظم الرحلات الجوية الدولية وإغلاق الحدود مع الولايات المتحدة لجميع العمال غير الأساسيين، مما تسبب في انخفاض فعلي في الهجرة.
وكانت كندا تأمل في استقبال 341 ألف مهاجر جديد عام 2020، ولكن في تقرير حديث بعنوان "الهجرة.. الحلم الكندي مرفوض"، قدر البنك الملكي أن 128.425 شخصا فقط وصلوا إلى أراضيها بحلول نهاية أغسطس/آب من نفس العام.
أوقات الاستجابة أطول
تقول الصحيفة: إن فيروس كوفيد-19 أعاق أيضا قدرة الحكومة الفيدرالية على معالجة الطلبات المعلقة، حيث توقفت خدمة الهجرة الكندية تقريبا عن العمل خلال أشهر الحبس الطويلة في الربيع.
وتطرقت إلى قصة روكسان، التي أنشأت وهي في الثلاثينيات من عمرها حين كانت تعمل في مجال السياحة، مجموعة على فيسبوك في مونتريال لنقل مخاوف المتقدمين للحصول على وضع الإقامة الدائمة، الذين يرون أن أوقات الاستجابة في كيبيك تزداد باطراد.
تنتظر روكسان منذ ديسمبر/كانون الأول 2018 العقد الذي من شأنه أن يسمح لها بتسوية وضعها كعاملة مؤقتة، فهي غاضبة من الحديث الكندي المزدوج.
وتفسر ذلك بقولها: "يقولون لنا تعال إلى كندا، تعال إلى كيبيك، ولكن بمجرد وصولنا إلى هناك، تكون تكاليف الأوراق الصحيحة كبيرة، 2000 دولار كندي (حوالي 1290 يورو) ولا تزال مرتفعة للغاية ومعقدة للحصول عليها".
وتحدثت لوموند عن مواجهة مقدمي طلبات الأعمال المُركبة، أو المهندسين المعماريين، أو المتخصصين في الذكاء الاصطناعي أو الممرضات، لما وصفته بعاصفة إدارية حقيقية.
فبضعة آلاف منهم، دون أي أخبار عن طلباتهم للحصول على أوراق، يجدون أنفسهم في وضع "مقيم ضمني" لا يحسدون عليه، دون تأمين صحي أو إمكانية عبور الحدود مع ضرورة الاضطرار لمطالبة صاحب العمل بتأشيرة عمل مؤقتة جديدة.
تقول الصحيفة: إن "هذه فترات من حيوات أناس تركت معلقة في الوقت الذي تحل فيه الإدارات الكندية 240 ألف ملف معلق".
وأشارت إلى أن "سلطات البلاد دشنت عدة مبادرات تهدف إلى إعادة إطلاق عملية الهجرة".
من بينها تخفيف برامج الكفالة للم شمل الأسرة، وتحسين معالجة طلبات الإقامة الدائمة لأولئك الذين استقروا بالفعل في البلاد، ومنح نقاط إضافية للناطقين بالفرانكفونية خارج كيبيك أو حتى تسهيل طلبات طالبي اللجوء الذين عملوا في الخطوط الأمامية لمكافحة الوباء بين 13 مارس/آذار و 14 أغسطس/آب في قطاع الصحة".
وذكرت أن إعادة فتح الحدود من شأنه أن يسمح للمهاجرين المحتمَلين بتحقيق حلمهم، مشيرة إلى أن الأمر متروك لحكومة جاستن ترودو للفوز برهانها.