طالبوا بها سابقا.. لماذا يرفض سودانيون تعيينات الولاة المدنيين؟

12

طباعة

مشاركة

تباينت ردود الفعل على موقع تويتر، حول تعيينات الولاة المدنيين، التي أعلن عنها رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، في 22 يوليو/تموز، بعد تأخر دام 6 أشهر، إذ كان مقررا إعلانها في يناير/كانون الثاني وفق جدول زمني لاستكمال هياكل السلطة الانتقالية.

وتحفظ ناشطون عبر مشاركتهم في وسوم ‏#تعيين_الولاة_المدنيين، ‏#لا_للمحاصصات_الحزبية، على الأسماء المعلنة، والطريقة التي تم بها تعيين حكام الولايات الـ18، مشيرين إلى اتباع نهج المحاصصة الحزبية، وتجاهل الكفاءات والخبرات العلمية.

تجمع المهنيين السودانيين، الذي يعد أبرز مكونات قوى "إعلان الحرية والتغيير"، أعلن فجر اليوم الخميس 23 يوليو/تموز، تحفظه على الطريقة التي اتبعت في تعيين حكام الولايات الـ(18).

واستنكر اعتماد منهج المحاصصة الحزبية وتخطي المعايير والاعتبارات المتصلة بمؤهلات المرشحين، وتجاوز رؤى من قوى الحرية والتغيير ببعض الولايات بتجاهل مرشحيهم أو فرض آخرين يحظون بتزكية المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير".  واستهجن أيضا ضعف الحضور النسوي وتكريس ممارسة تهميش دور المرأة ومشاركتها.

فيما رأى آخرون أن تعيين الولاة المدنيين خطوة مهمة رغم تأخرها، من أجل الوصول إلى أهداف الثورة، مشيرين إلى أنها جاءت في وضع سياسي واقتصادي يفتقد لأبسط مقومات النجاح.

واختلفت آراء الناشطين بشأن تعيين سيدتين في منصب الوالي في كل من ولاية نهر النيل التي عينت فيها آمنة محمد المكي، والولاية الشمالية التي عينت فيها آمال محمد عز الدين، إذ رأوا أن نسبة تعيين النساء ضعيفة، فيما قال آخرون إنها أحد مكتسبات الثورة.

ويدير عسكريون شؤون الولايات السودانية منذ سقوط نظام الرئيس المعزول عمر البشير في أبريل/ نيسان 2019 بعد حراك شعبي مناهض له واحتجاجات على نقص الوقود والخبز، وكان أبرز مطالب الثوار المشاركين في إسقاطه تعيين حكام مدنيين للولايات.  

محاصصات حزبية

واستنكر ناشطون اختيار شخصيات محسوبة على النظام المخلوع وأخرى تنتمي للأحزاب السياسية، في مناصب الولاة، مؤكدين أن الثورة لم تقم ليتسلقها "أحزاب الفشل والخنوع والتسوية مع العسكر".

وأشار أويب إلى أن السودان الآن تم تقسيمه لأحزاب وتعيين الولاة من صلب الأحزاب، بل قيادات عليا فيها، متساءلا: "ماذا ترون؟ وهل سيتم إقالة بعض حكام الولايات لصالح الجبهة الثورية".

وتساءل جبريل إبراهيم عضو حركة العدل والمساواة: "هل تم استشارة أهل الولايات وعلى رأسهم لجان المقاومة في اختيار الولاة المدنيين؟"، مؤكدا أن سيل البيانات التي صدرت من بعض الولايات منذ إعلان أسماء الولاة الجدد، يوحي بأن المشورة لم تكن كافية، أو لم يؤخذ بنتائجها. 

وأعرب مني أركو مناوي رئيس حركة جيش تحرير السودان، عن خوفه من الولاة الحزبيين في الأقاليم الملتهبة، مشيرا إلى أنهم يعملون لصالح أحزابهم "التي تكمن فيها أجندات الدولة القديمة، مصدر الفتن والفتك الاجتماعي". 

وأعلن صلاح كردي عن خيبة أمله قائلا: "استبشرت خيرا بعد مليونية 30 يونيو لكن الشيء الذي حصل في #تعيين_الولاة_المدنيين أكد لي أن التسلق أسلوب حياة وأن الأحزاب التائهة لم ولن تجد ضالتها".

وسخر محمد الجاك ودالجاك من التعيينات قائلا: "عندما تمارس الحكومات الغباء الإستراتيجي الذي يؤدي إلى الفشل التاريخي بقيادات محدودة القدرات ذهنيا وعلميا وعمليا وشعوب غير مسموح لها سوى بالتصفيق، فلا حاجة للأعداء في التآمر علينا، عليهم فقط أن يتفرجوا ويستمتعوا مع قليل من الفشار والفول السوداني المملح". 

وأشار مغرد آخر إلى أن التعيينات تعني أنه "لم ينجح أحد، سقطت قحت (قوى إعلان الحرية والتغيير) وسقط حمدوك الذي لا يريد الانفصال عن عباءة قحت"، لافتا إلى أن معظم الولاة حزبيون وغير أكفاء.  

وقال خالد طه: "كنا نحلم بحكومة #انتقالية_بدون_محاصصات وب #تعيين_الولاة_المدنيين على أساس الكفاءة والقبول من أهل الولاية والوقوف مع أهداف الثورة، الآن نحن نعيش خروقات الوثيقة الدستورية وأحزاب تنكص التزامها بعدم المشاركة، ما علينا إلا أن نستمر فى المراقبة وبذل الضغط الشعبي لتقويم ما يمكن تقويمه". 

ورأت سلمى أن #تعيين_الولاه_المدنيين كان أساسه المحاصصات الحزبية لا الكفاءة، ولم يراعوا رغبة أهل الولاية في اختيار وقبول الولاة بل راعوا رغباتهم وأطماعهم الحزبية، وفق تعبيرها.  

تأييد التعيينات

في المقابل، أثنى ناشطون على التعيينات واعتبروها خطوة جيدة نحو حل مشاكل الولايات وأزماتها، وأن لا ضرر في المحاصصات إذا كان المعيار الكفاءة والمقدرة، ووجود الشخص المناسب القادر على المواجهة واتخاذ القرار. 

ولفتوا إلى أن تلك الخطوة طال انتظارها كثيرا في وقت تعاني فيه كل الولايات فوضى في الأسعار وكوارث صحية، متمنين أن يكون الولاة الجدد على قدر المسؤولية.

ورأى خالد أحمد أن الولاة المدنيين الجدد أمامهم مهام صعبة ومعقدة جدا، حيث سيواجهون المشاكل المؤجلة لحين وصولهم.

واعتبر ظافر عواد الليم أن تعيين الولاة المدنيين خطوه نحو استكمال هياكل السلطه الانتقاليه المدنيه وتكوين المجلس التشريعي الانتقالي.

ورأى طلال فيصل أن تعيين سيدتين على ولايتين نتاج طبيعي لنضالات وتضحيات حواء #السودان عبر التاريخ وهي ليست منة ولا عطف عليهن من أحد بل استحقاق اقتلعنه بجدارة واقتدار فتحن لهن الطريق به رائدات منذ فجر الاستقلال.

وأكد مجاهد أيوب أن من ثمار ثورة ديسمبر المجيدة، كنداكات السودان يتبؤن ولاة كأول تعيين للمرأة في هذا المنصب، فخرا للمرأة السودانية ودورها الحيوي في المجتمع السوداني. 

وأشارت نورة إلى أن تأخير تعيين الولاة وبقية هياكل السلطة المدنية لما يقارب العام، لم يفعل شيئا غير إضعاف القوى المدنية، مؤكدة أن تعيينهم هو خطوة للحاق بما ضاع من زمن الثورة.

وخاطب أبو بكر الولاة الجدد قائلا: "فليعلموا أنها تكليف وليس تشريف وأنهم مسؤولون أمام الله عن معاش الناس"، وحثهم على تسهيل المعيشة وضبط الأسواق والمواصلات، وإزالة كل ما يعيق تحقيق التنمية وتقديم الخدمة للمواطن.