"المنتدى العالمي للاجئين".. هل ينهي أزمة السوريين في تركيا؟

12

طباعة

مشاركة

نشرت صحيفة "يني شفق" التركية، مقالا للكاتب حسن أوزترك، سلط فيه الضوء على قمة اللاجئين التي انطلقت في جنيف؛ بهدف حشد دعم لهم، في وقت لا تزال فيه أعداد النازحين قسرا ترتفع، مشيرا إلى أن تركيا تتصدر منذ سنين دول العالم في استضافة اللاجئين.

وقال الكاتب في مقاله: إن الغرب يتخلى عن تعهداته بدعم السلطات التركية من أجل الاستمرار في رعاية اللاجئين، ولا سيما من يقبعون تحت بند "الحماية المؤقتة" وفي غالبيتهم من اللاجئين السوريين.

إشادة وتعويل

وذكر أن "قضايا الهجرة واللاجئين تناقش في أهم مدينة تعدها الأمم المتحدة بالنسبة لها بعد نيويورك، وهي العاصمة جنيف"، مشيرا إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كان من بين الرؤساء المشاركين للمنتدى.

وخلال كلمته أمام المنتدى جدد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مطالبته المجتمع الدولي بتقديم مزيد من الدعم، وتحدث عن رغبته بإعادة اللاجئين السوريين إلى "منطقة آمنة" في شمال سوريا.

وقال أردوغان: إن غياب المساعدات الدولية لتركيا لدعم ملايين اللاجئين المقيمين على أراضيها دفع أنقرة لتنفيذ عمليتها العسكرية في شمال شرق سوريا.

وأعلن خلال المنتدى "عندما لم نحصل على الدعم الذي كنا نحتاجه من المجتمع الدولي، اضطررنا لتولي زمام أمورنا بأنفسنا"، في إشارة إلى قرار أنقرة إقامة "منطقة آمنة" تهدف لإعادة عدد من اللاجئين السوريين المقيمين لديها والذين يناهز عددهم ثلاثة ملايين.

وفي معرض رده على سؤال من أحد الصحفيين حول النسخة الأولى من اجتماعات المنتدى، قال أردوغان لدى خروجه من مكتب الأمم المتحدة بجنيف: "أستطيع القول إنه كان عملا ناجحا، وأتمنى أن تكون نتيجته أيضا مليئة بالنجاحات".

أهداف المنتدى

وأشار الكاتب إلى الهدف الرئيسي للمنتدى هو ضمان التزام البلدان المعنية وأصحاب المصلحة باللاجئين والبلدان المضيفة، ولذلك تركيا تولي اهتماما كبيرا لهذا المنتدى، ولا سيما وأن الحديث في تركيا حول عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم من عدمه يأخذ حيزا كبيرا من مساحات النقاش اليومية في البلاد، وتحقيق المصلحة والمنفعة المتبادلة هو الغاية من ذلك كله.

وبحلول نهاية عام 2018، نزح حول العالم نحو 71 مليون شخص قسرا هربا من الحرب والعنف والاضطهاد، بينهم قرابة 26 مليونا عبروا الحدود كلاجئين، وتتوقع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن ترتفع هذه الأعداد مع صدور إحصائيات 2019.

وبين الكاتب أن اعتماد البنية التحتية لتنظيم منتدى اللاجئين لأول مرة في إعلان نيويورك، بعد اجتماع رفيع المستوى بشأن اللاجئين في 19 سبتمبر/أيلول 2016، ثم تم اعتماد مذكرة تفاهم في الجمعية العامة للأمم المتحدة في 17 ديسمبر/كانون الأول 2018.

وأردف: غير أن أمريكا والمجر لم يوقعا على المذكرة، والتي باتت تعرف بأنها "الميثاق العالمي بشأن اللاجئين" وذلك بعد عامين من المشاورات المكثفة التي قادتها المفوضية مع الدول الأعضاء والمنظمات الدولية واللاجئين والمجتمع المدني والقطاع الخاص والخبراء.

وتتمثل أهدافه الرئيسية الأربعة في تخفيف الضغوط على البلدان المستضيفة وتعزيز قدرة الاعتماد على الذات لدى اللاجئين؛ وتوسيع نطاق الوصول إلى حلول البلدان الثالثة؛ ودعم الظروف في بلدان الأصل للعودة بأمان وكرامة.

ونوه إلى أن البعض رأى معظم هذه الأهداف صيغت من أجل تركيا، فيما يرى الكاتب أن هذه الشروط في الغالب هي ضد تركيا، وذلك لأن الكثير من الفرق العاملة في شؤون اللاجئين يريدون حصر تركيا وتعريفها في أنها دولة تستضيف اللاجئين وتقبل بهم.

وبحسب الكاتب، فإن المنتدى العالمي للاجئين، يعقد لأول مرة في جنيف، وسيكون انعقاده دوريا مرة كل 4 سنوات، وهو قدم لتركيا فرصة واضحة للتعبير عن رؤاها وما يمكن أن تقدمه أو قدمته في هذا الصدد وهي الدولة الأولى عالميا في استضافة اللاجئين.

وتابع: تقول الإحصائيات أن 1 من كل 5 لاجئين في العالم موجود في تركيا، ويعمد ممثلو الحكومة والمجتمع المدني، وجلسات نقاش واجتماعات لشرح وجهات النظر ومشاكل اللاجئين في تركيا والحلول المطروحة.

تنصل أوروبي

ويبحث الاجتماع أيضا الحاجة الملحة لإيجاد دول ثالثة يتم فيها إعادة توطين اللاجئين ممن لديهم احتياجات أو نقاط ضعف خاصة، حيث أن إعادة توطين اللاجئين اليوم متاحة فقط لنسبة صغيرة جدا ممن يحتاجونها.

وقالت نائبة المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين كيلي كليمنتس: "قدّرنا أنه بحلول العام 2020 سيكون هناك 1.44 مليون شخص في العالم هم لاجئون بحاجة لإعادة توطينهم كشكل من أشكال الحماية الدولية. لكن عدد المواقع المتاحة (أمامهم) هي بعشرات الآلاف". وأضافت: "هناك حاجة هائلة لإحراز تقدّم في هذا الصدد".

وختم الكاتب مقاله، بالقول: إن تركيا تبقى وحدها تعاني مشاكل اللاجئين السوريين، بما في ذلك اللاجئين تحت الحماية المؤقتة، حيث لم تف الدول الأوروبية بالتزاماتها حتى الآن، معربا عن أمله في أن يتم تنفيذ القرارات والوعود التي سيتم اتخاذها في هذا المنتدى.

وانطلقت أعمال "المنتدى العالمي للاجئين" الثلاثاء، بعد عام تماما على تبني الجمعية العامة للأمم المتحدة، إطار عمل يهدف لوضع نهج أكثر ثباتا وإنصافا لتقديم المساعدات للاجئين والجهات التي تستضيفهم وسيكون الاجتماع الأول من نوعه.

ويشارك في المنتدى قادة دول ووزراء وكبار الشخصيات في عالم المال والأعمال، إلى جانب العاملين في المجال الإنساني واللاجئين أنفسهم لطرح أفكار وتعهدات تفضي لتقديم مساعدات أكثر فعالية ويعد هذا المنتدى أيضا منصة مهمة لأصحاب المصلحة لتغطية تكاليف بناء القرى والبلدات والمدن، والتي من المخطط أن يتم بناؤها في المناطق الآمنة في سوريا بجانب حدودنا مع عملية نبع السلام الأخيرة.