صحيفة تركية تنتقد باباجان: يخاطب الغرب وينكر فضل أردوغان عليه

12

طباعة

مشاركة

قالت صحيفة صباح التركية، إنّ المقابلة التي أجراها نائب رئيس وزراء تركيا السابق علي باباجان بعد استقالته من حزب العدالة والتنمية لم تأت بجديد؛ إذ ركز على مفاهيم حاول من خلالها مخاطبة الغرب من قبيل "الحرية، والديمقراطية، وحقوق الإنسان".

وأعرب "محمد بارلاس"، الكاتب في الصحيفة المقربة من الحكومة، في مقال له، عن فضوله بشأن ما إذا كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد شاهد اللقاء التلفزيوني الأخير، الذي يعد الأول من نوعه، مع باباجان، والذي أجراه الإعلامي التركي "فتحي ألتايلي".

وقال الكاتب: "في المقابل، ماذا لو شاهده أردوغان، هل أعطى ردة فعل ما كما لو كان شخص آخر يشاهد البرنامج؟".

وباباجان عضو مؤسس في حزب العدالة والتنمية الذي يحكم تركيا منذ عام 2002، وشغل منصب وزير الاقتصاد ثم الخارجية قبل أن يصبح نائبا لرئيس الوزراء بين 2009 و2015، وقد أعلن استقالته من حزب العدالة والتنمية الصيف الماضي، معللا ذلك بخلافات متفاقمة. 

وكانت مصادر قد تحدثت عن أن باباجان سلم أردوغان ملفا يتضمن الملاحظات على نظام الحكم الرئاسي الجديد، والأداء الاقتصادي، وأن أردوغان عرض عليه العمل المشترك لحل المشاكل من داخل الحزب، لكن الأخير أصر على المغادرة.

تأسيس حزب

وقال أردوغان لباباجان: إن "هذا الأمر تكرر كثيرا في السابق، ولم تنجح محاولات تأسيس أحزاب جديدة، فهو أمر صعب، وعليكم ألا تتمسكوا به، ولكن إن كنتم تريدون ذلك فافعلوه بأقرب وقت ممكن".

ورأى الكاتب أن علي باباجان تحدث في المقابلة كما لو أن أردوغان لم يكن له دور أو حضور في خلفيته وخبرته السياسية ولم يكن حتى الأمس ضمن كوادر العدالة والتنمية وضمن تيار المحافظين القوميين داخل الحزب، وكأن أحدا آخر هو القائد الذي حمله حتى يومنا هذا وعزز من وعيه السياسي في حزب ديمقراطي ليبرالي.

وفي أول مقابلة على الهواء منذ استقالته من العدالة والتنمية، قال باباجان: "رأينا أن تركيا دخلت نفقا مظلما مع تزايد مشكلاتها في كل قضية كل يوم"، محذرا من مخاطر "حكم الرجل الواحد"، مضيفا: "وبالتالي بدأنا جهودنا لإنشاء حزب جديد". 

وأشار إلى أن تركيا تعاني من مشكلة فيما يتعلق بقضايا العدالة والاقتصاد في ظل التفرد بالرأي وفرض سلطة الأمر الواقع، إضافة إلى التضييق على الحريات في البلاد والعمل على تصفية جميع خصومه السياسيين ومعارضيه تحت غطاء محاولة الانقلاب الفاشلة.

وأعلن باباجان في المقابلة المتلفزة، أنه سيؤسس حزبا سياسيا جديدا أواخر عام 2019، مؤكدا أن الجدول الزمني الموضوع لتأسيس الحزب هو بحلول نهاية العام.

وأضاف أن الحزب الجديد الذي لم يطلق عليه اسما بعد، يهدف إلى جمع قطاعات كبيرة من السكان، وأنه "سيكون حركة سياسية رئيسية"، مشيرا إلى أن الحزب لن تهيمن عليه شخصيات سابقة في حزب العدالة والتنمية.

طراز قديم

لو كان الأمر عاديا وأن أحد السياسيين أراد الانتقال من حزب لآخر، أو أن يؤسس حزبا ما، من أجل قيم ما، ليس بالموضوع الذي يستحق الحديث عنه كثيرا وبحث أعماقه والسبل التي أدت به لتلك الخطوة. 

لكن الفكرة هنا، وفق الكاتب، أن القيم التي يتحدث عنها القوم هنا ليست بالحديثة، بل هي أيضا قيم تحدث عنها العالم كله تقريبا.

ويتابع: "الأمر تماما مثل الإسلاموفبيا أو الكره من الإسلام الذي تتسم به دول أوروبا على الرغم من اختلاف طرازها الشرقي والغربي، وحتى نحن في تركيا كنا نتساءل: هل لو تركنا نحن جغرافيتنا الشرق أوسطية وارتمينا في أحضان الغرب، هل سيقول لنا الغرب تعالوا ويرتمون هم أيضا في أحضاننا؟ 

في غضون ذلك، هل من السهل تهيئة بيئة سياسية من خلال تجاهل محاولة الانقلاب وحقيقة منظمة غولن في 15 "يوليو/تموز" من العام 2016؟ هل يمكن أن يعمل في السياسة من يتجاهل حقيقة أن الظهر الحقيقي لمنظمة حزب العمال الكردستاني (بي كاكا) هي الولايات المتحدة الأمريكية؟! 

ويتابع الكاتب: "علي باباجان وأمثاله يتساهلون في ذلك كله، ويرمونه وراء ظهورهم ويركزون على مفاهيم أخرى تدغدغ الغرب مثل الحرية وحقوق الإنسان، في تساهل يحسدون عليه، هكذا مواضيع تضعك مباشرة في أحضان السعودية ومصر وكذلك إسرائيل، وتنهي بالطبع وحدتنا وتفردنا الذي نفخر به". 

وتطرق الكاتب إلى الصحفي الذي أجرى المقابلة التلفزيونية مع علي باباجان، مؤكدا أن باباجان كشخصية ليس معروفا كثيرا داخل الوسط التركي ولا حتى العالمي، ولكن ما نجح فيه "التايلي" هو أنه استضاف علي باباجان كموضوع بحد ذاته وليس شخصية.