وول ستريت: أمريكا تتوعد مصر بالعقوبات.. وهذا السبب
حذرت الولايات المتحدة الأمريكية، مصر من احتمال فرض عقوبات عليها بسبب قرار الأخيرة المضي قدما في شراء طائرات حربية روسية، وفقا لما أفادت به صحيفة "وول ستريت جورنال".
وفي هذا التحذير، إشارة جديدة على توتر العلاقة بين الجانبين، رغم أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دائما ما يستقبل رئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي بود، ويمتدحه، بل ويعتبره من أصدقائه.
وجاء التحذير في رسالة بتاريخ 13 نوفمبر/تشرين الثاني، من وزير الخارجية مايك بومبيو ووزير الدفاع مارك إسبر يحثان فيها وزير الدفاع المصري على إلغاء صفقة لشراء طائرات روسية من طراز سو 35.
وجاء في الخطاب الذي استعرضته صحيفة وول ستريت جورنال: أن مصر خاطرت بالتعرض للعقوبات بموجب قانون أمريكي يمنع هذا النوع من المشتريات.
وكثيرا ما تفرض الولايات المتحدة عقوبات لتأكيد هيمنتها على المسرح العالمي، بما في ذلك ضمان عدم قيام منافسيها - مثل روسيا والصين - بتقويض نفوذ واشنطن من خلال تعزيز العلاقات مع حلفائها.
وتجد مصر نفسها عالقة من الآن في ضغوط التقاطع الخاصة بالعقوبات الأمريكية لمحاولتها تنويع إمدادات سلاحها إلى روسيا، مما قد يشكل سابقة للحلفاء الأمريكيين الآخرين الذين ينخرطون في إستراتيجيات مماثلة.
قانون كاستا
خلال جلسة لميزانية مجلس الشيوخ في التاسع من أبريل/نيسان الماضي، أعلن مايك بومبيو: أن الولايات المتحدة ستعاقب مصر بموجب قانون مكافحة خصوم أمريكا من خلال العقوبات (CAATSA) إذا اشترت القاهرة مقاتلات روسية من طراز سو 35.
ومصر لم تكن الأولى التي تتعرض للتهديد بالعقوبات أو حتى تطبيقها، فقد طبقت الولايات المتحدة قانون كاتسا ضد الصين في 2018 لشرائها معدات عسكرية من روسيا.
وبعث مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين الأمريكيين برسالة إلى بومبيو قبل الجلسة، يحثونه فيها على الضغط على مصر لتجنب صفقة الأسلحة بينما السيسي في واشنطن.
ورد بومبيو على مخاوف أعضاء مجلس الشيوخ بقوله: إنه يعتقد أن مصر تفهم هذا التحذير، وقال: إنه يأمل ألا تتم الموافقة على أي صفقة من هذا القبيل.
وكانت مصر قد وقعت على اتفاق بقيمة ملياري دولار للحصول على أكثر من 20 من مقاتلات سو- 35، في إطار سعيها لتعزيز تحالفها العسكري مع روسيا.
وقدمت الولايات الأمريكية لمصر مساعدات عسكرية واقتصادية في العقود الأخيرة، تقدر قيمتها بالمليارات، من ضمنها مبيعات طائرات "إف-16" النفاثة ومروحيات هجومية وغيرها من الأسلحة.
وتفرض الولايات المتحدة عقوبات على أي دولة تجري "تبادلات ضخمة" مع روسيا أو إيران أو كوريا الشمالية.
سو 35
باستثناء المقاتلة "سو-57"؛ تعد المقاتلة الروسية سوخوي 35 أو "سو-35 إس" واحدة من أكثر المقاتلات الروسية تطورا، وهي من بين الأسطول الجوي الروسي الموجود بقاعدة حميميم الجوية بسوريا.
وبحسب تقرير للجزيرة: فإن سو-35 إس مقاتلة متعددة المهام، وتعد تحديثا فائق التطور للمقاتلة سو-27 الموروثة من الحقبة السوفيتية. تتميز بمواصفات فائقة، ويعتبرها الغرب من أكثر المقاتلات تطورا، ويطلق عليها بعض الخبراء العسكريين لقب "الفارس المدرع".
كما أنها مقاتلة من الجيل الرابع ولكن بمسمى فريد يطلق عليه (الجيل الرابع++)، حيث لا تختلف مواصفاتها عن مواصفات مقاتلات الجيل الخامس إلا قليلا، بما في ذلك عدم امتلاكها تكنولوجيا التخفي الشبحية.
وسو-35 إس مقاتلة ذات إطار جديد خفيف الوزن، وتمتلك قدرة توجيه ثلاثي الأبعاد، وبها "إلكترونيات على متن الطائرات" على درجة عالية من التطور، كما تتمتع بأجنحة تسلح أكثر اتساعا، وتحمل صواريخ جو-جو وصواريخ جو-أرض وصواريخ مضادة للسفن والغواصات.
لديها قدرة فائقة على المناورة، بما في ذلك القيام بالحركة الجوية (بلينتشيك) بالدوران 360 درجة في المستوى الأفقي دون فقدان السرعة، كما لديها قدرة تحليق بسرعة تفوق سرعة الصوت بدون حارق لاحق.
