تجبر زبائنها على شراء الجديد.. تعرف على حيل شركات المحمول

12

طباعة

مشاركة

كل عام وخاصة خلال فترة الاحتفالات برأس السنة، يشعر البعض بالحاجة إلى الحصول على أحدث الهواتف المحمولة، في حين أن هاتفهم ما زال يعمل بشكل جيد.

هذه الرغبة فسرها المركز الفرنسي للبحوث "ESSEC Knowledge"، بأن وراءها ما يسمى في علم النفس بـ"التقادم المتخيل" أي الإحساس أن هناك جهاز أفضل في الأسواق.

بالنسبة للمتخصصين في علم النفس، فإن شركات الهواتف النقالة تصدر نسخا جديدة بوتيرة سريعة، وتقترح باستمرار أشكالا وتطبيقات مختلفة، ما يعطي للمستخدم إحساسا أن جهازه أصبح متجاوزا، ما قد يشعره بنوع من الخجل، حتى لو كان جهازه يعمل بشكل مثالي وبه جميع الميزات التي يحتاجها. 

تدرك شركات الهواتف المحمولة البعد النفسي للموضوع، بحسب المركز، فتقوم باستغلاله عبر تضخيم شعور "التقادم المتخيل" لديه، لكن على المدى الطويل قد يحس المستخدم أنه يمارس عليه نوع من الضغط، وأن الأمر لا يتعلق بتحديث حقيقي، إنما هي أداة لاستدراجه وتحقيق مزيد من الربح للشركات. 

وقال مركز البحوث الفرنسي: "حتى وإن كنا نعلم أن للشركات المصنعة مصلحة قصيرة الأجل في تعزيز هذا الشعور، من أجل إطلاق التحديثات، إلا أن البعض منا لا يستطيع -حتى الآن- اتخاذ أي إجراء".

آبل تعترف

في تحقيق أجرته وزارة العدل الأمريكية أواخر عام 2017، أقرت شركة " آبل" أنها كانت تبطئ هواتفها القديمة، وأدى الاعتراف إلى موجة غضب عارمة، ما أجبر الشركة على الاعتذار وكسب ود زبائنها من جديد بتخفيضات في أسعار بعض منتجاتها.

أطلقت الشركة حينها جهازا جديدا تحت اسم "باتري هيلث" يصلح العطل من خلال التعرف على مدى جودة وظائف البطارية، وما إذا كانت ميزة إدارة الطاقة التي تتسبب في بطء السرعة قد تم تنشيطها على الهاتف أم لا؟ وتتيح لك إيقاف البرامج المثيرة للجدل التي قد تُبطئ أداء الآيفون في بعض الحالات. 

بعد الاعتذار الذي تقدمت به "آبل" إلى مستخدمي هواتف "أيفون" بسبب تعمدها إبطاء الهواتف القديمة، أعلنت شركتا "سامسونج" و"إل جي" أن الهواتف المحمولة التي تصنعها لا يمكن أن تتباطأ مع التحديثات، كما حصل مع هواتف "أيفون".

ونفت الشركتان، اللتان تعتبران أكبر شركتين مصنعتين للهواتف العاملة بنظام "أندرويد"، تهمة إبطاء سرعة الهواتف المحمولة مع قدم عمر البطارية.

وأتى إعلان الشركتين بعد إعلان مشابه صدر عن شركتي "موتوريلا" و"اتش.تي.سي"، إذ نفت الأخيرتان إبطاء الهواتف التي تصنعها مع قدم البطارية.

وبعد الإعلانين، قال المتخصصون إن: "طريقة تنظيم شركة آبل لعمل وحدة المعالجة المركزية والبطارية لا يعد سلوكا رائجا لدى شركات تصنيع الهواتف".

ملايين الدولارات

واجهت كل من "آبل" و"سامسونج" -التي سبق وتبرأت من التهمة- غرامات تقدر بملايين الدولارات، في وقت سابق، بسبب ما وصفته هيئة حماية السوق والمنافسة الإيطالية في بيانها بممارسات انتهكت حقوق المستهلكين.

ووصلت غرامة "آبل" إلى 5 ملايين يورو، بسبب عدم توفيرها لمعلومات تفصيلية حول بطاريات أجهزتها، مثل العمر الافتراضي للبطارية وإجراءات حمايتها وكيفية استبدالها.

أما بالنسبة لـ"سامسونج" فعوقبت بغرامة مماثلة بعد أن تسبب إصدار "مارشمللو" من نظام تشغيل "أندرويد" في مشاكل كبيرة على هواتف "نوت 4"، علما أن الإصدار مصمم في الأساس لهواتف "نوت 7".

وجاء في تقرير الهيئة الإيطالية أن قرار الشركتين لحث المستخدمين على التحديث للبرمجيات الأحدث على أجهزتهم القديمة سبب أعطالا خطيرة وقلل الأداء بشكل واضح، ما عجل باستبدال تلك الأجهزة لاحقا.

وكانت الشركة قد واجهت 8 دعاوى قضائية منفصلة في الولايات المتحدة رفعت ضدها، كما أنها كانت تواجه إجراءات قانونية إضافية في إسرائيل وفرنسا.

وأقيمت دعوتان قضائيتان في ولاية كاليفورنيا ومدينة شيكاغو، من جانب مجموعات من مستخدمي "أيفون" يمثلون غيرهم من المستخدمين الآخرين، الذين قالوا إن الأمر تسبب لهم في "ضرر اقتصادي".

أيفون 6

أقرت "آبل" أنها كانت "تبطئ" أداء "أيفون 6" و"أيفون SE" عمدا لإطالة عمر البطاريات، وذلك لمدة عام تقريبا، حسب صحيفة "ذا صن" البريطانية، تقوم آبل بهذا من خلال التحديث الصادر عن نظام "آي أو إس" الذي يمنع أجيال أيفون القديمة من العمل بسرعة.

أصرت الشركة على مستخدمي هواتفها لتحديث البرمجيات الجديدة التي تسببت لاحقا بإبطاء الهواتف القديمة، ولم تبلغهم بمعلومات مهمة حول أجهزتهم.

تضررت بعض هواتف "أيفون 6" بعد التحديث عبر نظام التشغيل "آي أو إس 10"، الذي سبب للإصدارات الأقدم موجة من الإيقاف نظرا لكونه يحتاج إلى طاقة أكبر للتشغيل وقدرات أعلى للهاتف.

وقامت الشركة بإطلاق نظام التشغيل لحل هذه المشكلة، لكن دون الإيضاح للمستخدمين أنه يقوض عمل المعالج المركزي ويؤدي لتباطؤ الأداء للهاتف، وذلك من أجل المحافظة على البطارية وتفادي مشكلة الإيقاف المفاجئ.

زعمت "آبل" أنّها تفعل ذلك من أجل الحفاظ على طاقة وعمر البطاريات القديمة، التي قد تتسبب في انطفاء هواتف أيفون فجأة حين تستخدم بكثرة. وبعد مواجهة الانتقادات بشأن سياسات البطارية، اعتذرت "آبل" رسميا وخفضت سعر استبدال البطارية خارج الضمان من 79 دولارا إلى 29 دولارا فقط.

إيقاف التشغيل

ولحسن الحظ، يمكن لمستخدمي "أيفون X" والنسخ السابقة إيقاف تشغيل "إدارة الأداء" إذا شعروا أن أجهزتهم أصبحت بطيئة.

وأوضحت صحيفة "ذا صن" أن على المستخدمين اتباع الخطوات التالية:

  1. اذهب إلى "الإعدادات" Settings.
  2. اضغط على "البطارية" Battery.
  3. اضغط على "صحة البطارية" Battery Health.
  4. ابحث في الأسفل عن "قابلية الأداء الأقصى" Peak Performance Capability، ومن ثم اضغط على "تعطيل" Disable.

لكن أشارت الصحيفة إلى أنه بمجرد تعطيل خاصية "إدارة الأداء" فإنه لا يمكن تفعيلها يدويا من جديد. عوضا عن هذا، سيجري تفعيلها آليا إذا أُغلق الهاتف بصورة غير متوقعة unexpected shutdown. لذا، قد يكون من الأفضل أن تثق في "آبل" وتتحمّل أداء أبطأ لكن أكثر ثباتا، بحسب المصدر ذاته.