"السعادة" التركي يطرح حلا لإحباط مخطط تقسيم سوريا.. هذه تفاصيله
كشف حزب "السعادة" التركي على لسان المتحدث باسمه إلياس تونغوج، عن وجود خطة إسرائيلية أمريكية روسية مشتركة من أجل تقسيم سوريا إلى دويلات مختلفة، وأن واشنطن تماطل أنقرة وتلهيها باتفاقيات مختلفة لكسب الوقت وفرض أمر الواقع في سوريا جديدة مقسمة.
وقال الحزب في بيانه الذي تلاه تونغوج خلال مؤتمر صحفي: "إن الربيع العربي والذي ظهر كردة فعل على وجود أنظمة ديكتاتورية عربية، نجح في إزاحة بعض الديكتاتوريات عن الحكم، إلا أن حالة الفراغ أو الفوضى التي نتجت بعدها جعلت المنطقة ملائمة وسهلة لأي تدخل أجنبي خارجي".
مؤتمر بازل
وأوضح، أن ما جرى في الفترة الماضية ويجري حاليًا ينبغي قراءته في إطار الأسباب والمسببات الحقيقية، والتي بدأت منذ مؤتمر بازل الذي عقدته الحركة الصهيونية عام 1897، والذي كان من مقرراتها هدم الدولة العثمانية، وإقامة دولة إسرائيل على الأرض الموعودة بين الفرات والنيل، وإخضاع العالم الإسلامي للهيمنة الصهيونية، وأن هذه الأهداف يجري رعايتها من قبل الدول الغريبة والولايات المتحدة الأمريكية.
وأضاف الحزب، أن الخطوات العملية لهذا التقسيم بدأت حين أسست الدول الاستعمارية دولة على رأس كل حقل نفط، كما أن تقرير وكالة الإستخبارات الأمريكية الصادر عام 1981 أوصى بتقسيم سوريا، بالإضافة إلى مشروع "الشرق الأوسط الكبير" الذي أعلن عن الرئيس الأمريكية جورج بوش، والذي يهدف إلى تقسيم الشرق الأوسط وإعادة تشكيل حدود المنطقة مرة أخرى.
خطة مشتركة
وأشار "السعادة" إلى أن إسرائيل نفذت هجمات متعددة داخل الأراضي السورية بعد عام 2011، ودعمت الولايات المتحدة هذه الهجمات، فيما منعت روسيا النظام السوري استخدام منظومة "أس 300" للدفاع عن نفسها، وأصدرت بيانات شجب مقتضبة لهذه الهجمات، الأمر الذي يعني دعم النظام الصهيوني بطريقة أخرى.
وبحسب البيان، فإن روسيا وإسرائيل والولايات المتحدة اتفقوا على رؤية واحدة تقريبًا لمستقبل سوريا، وذلك في الاجتماع الذي عقده مستشارو الأمن القومي لكل من الدول الثلاث في القدس المحتلة بتاريخ 25 يونيو/ حزيران 2019، والذي ناقش مستقبل سوريا، وأن الولايات المتحدة وإسرائيل يريدان تقسيم سوريا إلى أربع مناطق وهي: غرب الفرات، شرق الفرات، دمشق وما حولها، الجنوب السوري، وتشكيل دويلات صغيرة في كل من هذه المناطق الأربعة.
المنطقة الآمنة
وحول الاتفاق الأخير بين تركيا والولايات المتحدة لإدارة المنطقة الآمنة شمال سوريا، فقد بين الحزب في بيانه أن "تركيا أعلنت العام الماضي بشكل رسمي نيتها القيام بعملية عسكرية شرق الفرات لإزالة التهديدات التي تواجهها من الوحدات الكردية، وحشدت تعزيزات عسكرية كبيرة في المنطقة ولا تزال ترسل تعزيزات عسكرية، وكانت عقدت اتفاقًا مع الولايات المتحدة حول منبج، ولكن الأخيرة لم تف بالتزاماتها في منبج".
وقال الحزب: " إن تصريحات أردوغان ووزير الدفاع الحالية بعد عقد الاتفاق تبين أن تركيا تراجعت عن أهدافها في المنطقة الآمنة، والتي كان من المقرر أن تكون بطول 460 كم وعمق 32 كم، ولهذا يبدو من الواضح أن الولايات المتحدة تقوم بمماطلة تركيا وإلهائها في المنطقة الآمنة، كما قامت من قبل شرق الفرات".
وأضاف: "الولايات المتحدة تقوم بتدريب أكثر من 110 ألف مقاتل من الوحدات الكردية في المنطقة، وذلك من أجل فرض الأمر الواقع هناك وتشكيل دويلة شمال سوريا، وأن الحل الوحيد أمام تركيا هو القيام بعملية عسكرية هناك لمنع قيام الدويلة الكردية كما قامت من قبل في درع الفرات وغصن الزيتون".
وحذر الحزب من أن "العمل بشكل مشترك مع الولايات المتحدة قد يؤدي إلى مزيد من التفتيت في المنطقة، ويحقق أهداف إسرائيل والولايات المتحدة بتفتيت المنطقة".
أبز المصاعب
وحول المخاطر والمصاعب التي تواجه المنطقة، فقد عددها الحزب في أربع نقاط رئيسية، وهي:
- المقاتلون الأجانب، والذين أتوا إلى سوريا من دول العالم المختلفة، وهي من المشاكل التي تواجه المجتمع الدولي بشكل عام، حيث لا ترغب الدول التي خرج منها هؤلاء المقاتلون أن يعودوا إليها مرة أخرى، فترفض الصين مسلمي تركستان الشرقية الذين ذهبوا إلى سوريا، بينما ترغب روسيا بالقضاء على مقاتلي القوقاز الذين خرجوا إلى سوريا على أرض سوريا نفسها.
- إدلب، حيث تعقدت المسألة السورية الآن في مسألة مدينة إدلب، ولم تقم تركيا ولا روسيا بالالتزام باتفاقاتها التي تم التفاهم عليها في مذكرة سوتشي، وحين ننظر إلى البنود العشرة للاتفاق، نرى أنها لا تقترح حلا نهائيًا لإدلب، ولكن التزام الدول بتعهداتها الموجودة في الاتفاقية سيخفف من حدة الأزمة، والمشكلة الأساسية في المدينة هو وجود مقاتلي هيئة تحرير الشام المصنفة إرهابيًا من تركيا والعالم، إلى جانب المقاتلين العاديين، إضافة إلى وجود عدد كبير من المقاتلين الأجانب في إدلب.
- مخاطر اشتباك تركي سوري مباشر، ففي الأيام الأخيرة عاشت المنطقة لحظات حرجة، وأي اشتباك مباشر بينهما سيعمق الأزمة السورية وسيجعل الحل شبه مستحيل، ولذا فإن الالتزام ببنود اتفاقية سوتشي هو أمر ضروري من أجل تخفيف المخاطر وتحقيق التهدئة حتى لو كانت بشكل جزئي في المنطقة.
- الوحدات الكردية، تهدف الولايات المتحدة إلى تشكيل نظام سياسي شرق سوريا يتشكل من الوحدات الكردية بشكل أساسي، ومن الواضح أن النظام الذي سيؤسس شمال سوريا سيكون شبيهًا بالمؤسس شمال العراق، الأمر الذي يعني تشكيل قوات مسلحة شرق الفرات، وتقوم الولايات المتحدة منذ سنوات عدة بتشكيل هذه القوات المسلحة تحت مسمى قوات سوريا الديموقراطية.
وختم حزب "السعادة" بيانه قائلًا: "إن على تركيا العمل بكل جهودها من أجل الحفاظ على وحدة الدولة السورية والأراضي السورية، وأن الولايات المتحدة وإسرائيل تعملان على تفتيت سوريا وتشكيل دولة شبيهة بلبنان، من حيث توزع الأعراق والأديان والمذاهب، الأمر الذي يجعل الدولة في حالة عدم استقرار دائم، وتكون سهلة التدخل من القوى الأجنبية".