حلم الرئاسة الثانية يداعبه.. هل يفوز ترامب في انتخابات 2020؟

شدوى الصلاح | 5 years ago

12

طباعة

مشاركة

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يلعب على وتر ركود الاقتصاد وانهياره حال عدم انتخابه لفترة رئاسية جديدة في انتخابات نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، مواجهاً شعبه بعواقب عدم انتخابه، ومنتقدا كل استطلاعات الرأي التي تشير إلى ضعف حظوظه في الفوز بفترة أخرى مقابل حظوظ مرشحين محتملين، ويعتبرها مزيفة.

الرئيس الأمريكي يعمدإلى إظهار ثقته اللامحدودة في الفوز بتمديد 4 سنوات له رئيساً لأمريكا، ويعلن تمسكه بالفوز وعدم استعداده للخسارة، إلا أنه يواجه عقبات عدة قد تحول بينه وبين استمرار جلوسه على مكتب الرئاسة داخل البيت الأبيض.

ترامب يعاني من تراجع شعبيته إلى أدنى مستوياتها، حسب استطلاع لرويترز أجرته العام الجاري، فضلاً عن أن مستوى الاعتراض على سياساته الخارجية فاق الحدود، في حين أن كفة ميزان الحسابات الداخلية لا تبدو محسومة لصالحه رغم بعض نجاحاته الاقتصادية.

إضافة إلى تكريسه لجيش من الأعداء سواء ممن كانوا داخل إدارته أو في الكونغرس أو الإعلام، وملاحقته قضائياً، وتجاهله لملف حقوق الإنسان، وارتباك سياساته تجاه الشرق الأوسط، كل ذلك وأكثر ربما يربك حملته الانتخابية ويكلفه خسارة التمديد لولاية ثانية.

يمثل الكونغرس أكبر العقبات التي تقف أمام الرئيس الأمريكي إذ يمنع القوانين التي يرغب ترامب في تمريرها، ويناهض سياساته الخارجية، ويشرّع قوانين تحجم علاقاته، خاصة مع دول الخليج، ويلزمه بالحصول على موافقته قبل الشروع في تحركات عسكرية ضد الدول الأخرى، في تطويق محكم ولجم لسياسات ترامب، والتي يواجهها بالبحث دوما عن ثغرات القوانين.

كثرة الأعداء

من بين العقبات التي يواجهها ترامب، كثرة أعدائه وتزايد الغضب تجاهه، خاصة من الديمقراطيين، حيث ظهرت في مايو/آيار الماضي، مبادرة لجمع 10 ملايين توقيع، تطالب بعزله من منصبه.

وقدّم برلمانيون ديموقراطيون ومنظمات تقدمية في واشنطن عرائض وقعها في المجموع أكثر من 10 ملايين شخص يطلبون من الكونغرس إطلاق إجراءات عزل الرئيس الجمهوري.

ووصفت النائبة الديمقراطية رشيدة طليب ولاية ترامب بالـ "الحقبة القاتمة"، وأنه "حان الوقت للكفاح".

الدستور الأمريكي يمنح الكونغرس سلطة عزل الرئيس رغم أنه لم يحدث أن تم عزل أحد رؤساء الولايات المتحدة من خلال تلك العملية الشاقة، إلا أن هناك دعوات خرجت داخل الكونغرس تطالب بعزله، ورغم رفضها إلا أنها تبقى نقطة سوداء في سجل ترامب.

ليس الديمقرطيون وحدهم، فالجمهوريون الكارهون لترامب يمثلون أيضا عقبة أمام نجاحه في انتخابات 2020، حسب ما نشرته مجلة "واشنطن إكزامنر" الإلكترونية الأمريكية بقولها: "إن أعضاء متمردين في الحزب الجمهوري ينوون إقصاء ترامب من البيت الأبيض بانتخابات الرئاسة المقررة في عام 2020".

وكشفت المجلة أن أولئك الأعضاء رغم توافقهم على هدف مشترك، فإنهم منقسمون بشأن إستراتيجية واحدة، مع إقرارهم باحتمال ألا يصادف جهودهم النجاح المأمول، حيث إن الشيء الوحيد الذي يُجمع عليه هؤلاء الأعضاء هو "بغضهم ترامب".

وقسمت الصحيفة المناوئين للرئيس من الجمهوريين المنضمين لمجموعة تطلق على نفسها حركة "أوقفوا ترامب"، إلى 3 فئات. الفئة الأولى ترى أن الدفع بمنافس رئيسي هو الخطة الأجدى التي تملك مقومات النجاح.

وتميل الفئة الثانية إلى دعم مرشح مستقل، في حين تؤيد الفئة الثالثة مرشحا ديمقراطيا من يسار الوسط شبيها بالمرشح المعتدل الذي انتزع أصوات الجمهوريين الريفيين في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس.

 الشرق الأوسط

سياسات ترامب تجاه الشرق الأوسط أبرز المعوقات التي قد تعيق نجاحه في فترة رئاسية جديدة، فهناك إجماع على أنّ أمريكا في عهده خسرت نفوذها في منطقة الشرق الأوسط كلياً، بعد أن كانت خسارتها جزئية في عهد الرئيس السابق باراك أوباما.

كما تتصاعد الانتقادات للتناقض الفج في سياسة واشنطن بالشرق الأوسط، وغياب الثقة في التعامل مع الحلفاء، وشابها الكثير من الغموض خاصة في حملته الانتخابية السابقة، نتيجة ما اتسمت به تصريحاته الانتخابية النارية التي شابها الكثير من العنصرية تجاه مختلف القوميات والأجناس والأديان بدءا بالإسلام والمسلمين، مرورا بالجاليات اللاتينية التي تعيش في الولايات المتحدة، وصولا إلى الشركاء الأوروبيين الذين ربطتهم علاقات إستراتيجية بالولايات المتحدة على مدى عشرات العقود.

صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، انتقدت سياسات ترامب في الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن "مصالح أمريكا في المنطقة بالنسبة للرئيس انخفضت لمجرد صفقات سلاح، ونفط، وإيران".

وأشارت في تقرير لها بعنوان "الواقعية السياسية الفجة لترامب" نشرته في نوفمبر/تشرين الثاني 2018 إلى أن "مصالح أمريكا بالشرق الأوسط بالنسبة للرئيس انخفضت إلى مجرد صفقات سلاح ونفط وإيران، وهذا موقف يفتقد الحساسية، ولا توجد كلمة أخرى تصفه".

صحيفة "أي" نشرت مقالاً كتبه باتريك كوبرن، قال فيه إن الولايات المتحدة تقع مرة أخرى في قضية سوء فهم الصراع في الشرق الأوسط، متحدثاً عن وقوع واشنطن في الخطأ الذي سبق أن وقعت فيه منذ سقوط نظام الشاه قبل 40 عاما، وهو تدخلها في صراع بين الشيعة والسنة.

ملاحقات قضائية

يواجه "ترامب" تحقيقات ومتابعات قانونية تركّز على قضايا تشمل شركاته ومعاملاته المالية وسلوكه الشخصي ومؤسسته الخيرية ولجنة تنصيبه، قد يكون البت فيها عائقاً أمامه للاستمرار في البيت الأبيض، خاصة أنه يرفض التعاون مع سلسلة من التحقيقات، تتضمن عوائده الضريبية وقرارات تتعلق بفندقه في واشنطن وتصاريح أمنية خاصة بأبنائه، ما يعتبره مراقبون خوفا من الملاحقة القضائية.

محاميه الشخصي السابق مايكل كوهين، قال في شهادة أمام الكونغرس في 27 فبراير/شباط الماضي إن مكتب المدعي العام الأمريكي للمنطقة الجنوبية في نيويورك يعكف على فحص ممارسات ترامب التجارية ومعاملاته المالية.

وأكد أنه متورط في انتهاكات قانونية في تمويل الحملة الانتخابية، واعترف بأنه انتهك قوانين تمويل الحملات الانتخابية من خلال الترتيب، بناء على توجيهات ترامب، لدفع رشوة قبل الانتخابات الرئاسية عام 2016 بمدة وجيزة لممثلة الأفلام الإباحية ستورمي دانيالز ولعارضة أزياء مجلة بلاي بوي السابقة كارين مكدوجال لمنع  إلحاق أي ضرر بترشح ترامب.

تستمر دعوى تشهير ضد ترامب أقامتها سمر زيرفوس، المتسابقة السابقة في برنامجه على تلفزيون الواقع (ذا أبرنتيس)، في محكمة بولاية نيويورك بعد أن سمح لها القاضي في عام 2018 بمواصلة القضية.

كما رفع مكتب المدعي العام لولاية نيويورك دعوى قضائية ضد مؤسسة دونالد ترامب، الذراع الخيرية لإمبراطورية ترامب التجارية، وفي ديسمبر/كانون الأول 2018 تم حل المؤسسة، ولا تزال الدعوى مستمرة.

ويواجه ترامب اتهامات في دعوى قضائية رفعها ممثلا ادعاء ديمقراطيان في ماريلاند ومقاطعة كولومبيا، لانتهاكه مواد مكافحة الفساد في الدستور الأمريكي من خلال تعاملات شركاته مع الحكومات الأجنبية.

ويحقق ممثلو ادعاء اتحاديون في نيويورك فيما إذا كانت اللجنة التي نظمت تنصيب ترامب في يناير/كانون الثاني 2017 قبلت تبرعات غير قانونية من أجانب، أو أساءت استخدام الأموال، أو توسطت في وصول الإدارة بشكل خاص للجهات المانحة.

ملفات قديمة

فيما بدأ معارضون لترامب فتح ملفاته القديمة، وخرج إلى العلن مقطع فيديو من عام 1992 يجمع ترامب برجل الأعمال جيفري إبشتاين المتهم في قضايا أخلاقية وجرائم جنسية عدة، ليؤكد المقطع ما يحاول ترامب نفيه دائما عن علاقة جيدة تربطه بإبشتاين.

ترامب قال مرارًا إنه "ليس من محبي جيفري إبشتاين"، وذلك بعد القبض على جيفري واستقالة وزير العمل الأمريكي ألكس أكوستا بسبب علاقته بجيفري وتدخله لمساعدته على الإفلات من العقاب.

وذكر ترامب عام 2000 في حوار مع مجلة "نيويورك" الأمريكية إن "جيفري ممتع للغاية"، موضحا أنه يشبهه كثيرا في إقامة علاقات مع النساء صغيرات السن.

 كثرة الإقالات

وعلى ذكر استقالة وزير العمل الأمريكي، فإن من بين نقاط ضعف ترامب هي كثرة إقالات واستقالات المسؤولين في عهده بسبب خلافات معه مما قد يحول هؤلاء المسؤولين إلى ورقة ضغط تستخدم ضده نظراً لأن أغلبهم شخصيات مازال لهم ثقل سياسي وكلمة مسموعة.

إدارة ترامب سجلت تغييرات قياسية في مناصب قيادية، مع 4 وزارات يقودها الآن أعضاء حكوميون بالإنابة.

استقال وزير العمل في 12 يوليو/تموز الجاري، على خلفية إدارته قبل نحو 10 أعوام للملف القضائي لـ"جيفري إيبشتاين"، ودوره في تخفيف العقوبة عليه حين كان يشغل منصب محام عام في ذلك الحين.

وفي أبريل/نيسان الماضي، أعلن ترامب استقالة كيرستن نيلسن وزيرة الأمن الداخلي الأمريكية، وعقب الديمقراطيون على الخبر بأنها الوزيرة التي فصلت أطفال المهاجرين غير الشرعيين عن آبائهم "ليست متطرفة بما يكفي"، إلا أنها أوضحت أنها استقالت.

وتعد وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" من أبرز الوزارات التي شهدت فراغا قياديا وتوالى عليها 3 وزراء في عهد ترامب.

كما قدّم مبعوث الرئيس الأمريكي للتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة، بريت ماكغورك، استقالته في ديسمبر/كانون أول 2018، احتجاجاً على انسحاب قوات بلاده من سوريا.

وسبق استقالات وزارة الدفاع، عدة استقالات أخرى منها استقالة جون كيلي، أقرب مستشاري ترامب وكبير موظفي البيت الأبيض في 8 ديسمبر/كانون الأول 2018 في سياق تداعيات التحقيق في احتمال حصول تواطؤ مع روسيا، كما استقال جاري كوهن كبير المستشارين الاقتصاديين لترامب في مارس/آذار 2018.

وفي الشهر ذاته قرر ترامب إقالة ريكس تيلرسون من منصب وزير الخارجية بسبب "اختلافات كبيرة" في مواقفهما حول ملفات عدة ومنها الصفقة النووية مع إيران، التي انتقدها صاحب البيت الأبيض بشدة مرارا وتكرارا قبل وبعد توليه الرئاسة.

وتمت إقالة وزير العدل الأمريكي جيف سيشنز من منصبه في نوفمبر/تشرين الثاني 2018 بطلب ترامب، إذا قال في خطابه: "بناء على طلبكم، أقدم استقالتي".

 

تغريدات ترامب

يعد موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أبرز العقبات التي قد تمنع استمرار جلوس ترامب على مقعد الرئاسة، إذ أظهر استطلاع في مايو/آيار الماضي، أن قرابة نصف عدد الناخبين الأمريكيين يرون أن تغريدات الرئيس الأمريكي تضر بفرص نجاحه في الانتخابات الرئاسية المقبلة في عام 2020.

وأشار الاستطلاع، الذي أجرته مجلة "بوليتيكو" الأمريكية بالتعاون مع مؤسسة "مورنينج كونسالت " للأبحاث والاستطلاعات، إلى أن نسبة هؤلاء بلغت 46% وهو ما يمثل ضعف عدد من اعتبروا أن تغريداته المباشرة للناخبين تأتي بمردود إيجابي.

ويرى محللون أن حساب الرئيس الأمريكي على تويتر، والذي يتابعه نحو 60 مليون شخص، كان يمكن استغلاله كسلاح إعلامي انتخابي قوي بدلا من تخصيص 280 تغريدة فيه خلال الأيام الأخيرة فقط للنيل من جو بايدن المرشح الانتخابي المنافس والإساءة له بوصفه بـ" النعسان".

إلا أن ما يبدو أن الرئيس الأمريكي لا يستمع لأراء المحللين إذ يواصل إثارة الجدل على تويتر، وكان آخرها تعليقاته العنصرية التي استهدفت 4 نائبات ينحدرن من أقليات عرقية أو دينية.

وانتقدت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي حديث ترامب قائلة: "الرئيس لا يريد جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى، بل يريد جعل أمريكا بيضاء مرة أخرى".

وعلى إثر التغريدات قدم النائب الديمقراطي آل غرين مقترحا بعزل ترامب، إلا أن 332 نائباً صوتوا ضد الاقتراح، في حين أيده 95 من أعضاء المجلس.

وأفاد مراقبون بأن ترامب يسعى بتغريداته لاستقطاب قاعدته الانتخابية البيضاء في أكثريتها، وبث الفرقة في صفوف خصومه الديمقراطيين، إلا أن تغريداته هذه المرة كان لها ردود فعل قوية.

 

وشن الرئيس الأمريكي عدة هجمات على وسائل الإعلام الأمريكية، ووصفها في تغريداته بأنها "عدو الأمريكيين". وكتب ترامب في فبراير/شباط 2017: "وسائل الإعلام الكاذبة هذه نيويورك تايمز، وشبكات سي إن إن، وإي بي سي، وسي بي إس، وإن بي سي نيوز، ليست عدوي، هي عدو الأمريكيين".

كما سبق أن انتقد الصحفيين، ووصفهم بـ "المنحازين" و"غير النزيهين"، خلال حملته الانتخابية، مثيراً بذلك حماس مناصريه. 

وأظهر استطلاع للرأي أعلن نهاية العام الماضي، أن معظم الأمريكيين يريدون عزل ترامب، أو إخضاعه رسمياً لمراقبة من قبل الكونغرس. وأفاد الاستطلاع بأن 59% ممن شملهم الاستطلاع أبدوا رغبتهم في ذلك، حسبما أفادت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية.

حقوق الإنسان

الرئيس ترامب يدعم الاستبداد والديكتاتورية ولا يعنيه ملف حقوق الإنسان ولا القيم الإنسانية، إذ اتهمته منظمة العفو الدولية بانتهاج سياسات تتسم بالكراهية وتمثل تهديدا لحقوق الإنسان عالمياً.

وقالت في تقريرها السنوي العام الماضي، إن ترامب ينتهج سياسات من شأنها تقويض حقوق الإنسان في الولايات المتحدة وفي الخارج.

وتواجه "العفو الدولية" أغلب قرارات ترامب التي تنتهك حقوق الإنسان، وسبق أن أعلنت مواجهته قضائيا في يناير/كانون الثاني 2017 حين أصدر قرارا بمنع دخول رعايا 7 دول إلى الولايات المتحدة.

وقالت إن القرار يحوي توجهاً ضد المسلمين ومشاعرهم، واصفة القرار أنه "لا إنساني وظالم، ويحمل انتهاكاً للقوانين الدولية، وخرقاً واضحاً لقوانين حقوق الإنسان الدولية التي تحظر التفرقة على أساس الدين أو الجنسية".

موقع "غلوبال ريسيرش" أشار إلى أن ترامب لا يجيد ترتيب بيته الداخلي، لافتاً إلى أنه ما لم يكن هناك أمن إنساني في الداخل لا يمكن أن يكون هناك سلام دائم في العالم.

وذكر الموقع أنه من بين الخطوات "المتخلفة" التي يتخذها ترامب، لا شيء أكثر خزياً من الدوس المتعمد على حقوق الإنسان سواء في داخل الولايات المتحدة أو خارجها.

وأضاف الموقع: "الحكومة التي لا تحترم حقوق الإنسان لمواطنيها لن تظهر أي احترام لحقوق الإنسان في البلدان الأخرى، وستعمل مع الحكومات الأخرى التي تسعى إلى قمع حقوق مواطنيها، وعلاوة على ذلك، فإن الحكومة التي تفشل في تعزيز حقوق الإنسان في فنائها الخلفي ستفتقر إلى المصداقية إذا ما انتقدت قمع الآخرين لحقوق الإنسان".

وفي السياق ذاته، تظهر استطلاعات نشرها الموقع أن مكانة الولايات المتحدة تراجعت في التصنيفات الدولية، حيث لم تعد المدافع عن حقوق الإنسان، وعلى وجه الخصوص فيما يتعلق بالتمسك بالحقوق الإنسانية والحريات المدنية اللتين تعتبران مؤشر سيادة القانون في مشروع العدالة العالمية.

أسلوب صدامي

المحلل السياسي فهد صقر قال: "هناك حالة من السأم والامتعاض تسود المجتمع الأمريكي من جراء سياسات ترامب وتصريحاته الرعناء غير المسؤولة على تويتر وعلى الصحافة والضرر التي ألحقته على العلاقات مع الحلفاء والأصدقاء".

وأشار في حديثه مع "الاستقلال" إلى أن علاقة ترامب العدائية مع الصحافة الرئيسية في بلاده لن تجعل مهمته لإعادة انتخابه سهلة، نظراً للتأثير القوي للصحافة في أمريكا، وهذا لن يكون في صالحه، لافتاً إلى أن الدولة العميقة وغالبية الأمريكيين لا يحبون أسلوب ترامب الصدامي العدواني وكثير من الدبلوماسيين والبيروقراط يعبرون عن امتعاضهم.

وأكد "صقر" أن تصريحات ترامب العنصرية ودعمه لليمين العنصري بالإضافة إلى ما سبق ستجعل مهمته في توحيد الحزب الجمهوري خلفه صعبة في انتخابات 2020 فهو يشكل إحراجا للكثير من الجمهوريين الذين يرونه عبئا عليهم.

الدكتور صفي الدين حامد مدير مركز العلاقات المصرية الأمريكية، قال إن ترامب دخل في معاداة مع المكسيك وكندا والصين وبريطانيا، وكل هذه التحرشات تقلق العقلاء في أمريكا وتستخدم ضده دائما أنه يثير الفتن والصراعات إلى حد كبير.

وأوضح في حديثه مع "الاستقلال" أن كل شحنات الكراهية التي بثها في المجتمع الأمريكي ستحسب عليه، لافتا إلى المعارك التي أثارها داخل المجتمع الأمريكي واشتعال الحروب الكلامية في الكونغرس بين الجمهوريين والديمقراطيين، أو ما بين الأقليات والمجموعات البيضاء العنصرية المتعصبة.

وأضاف "حامد" أنه رغم ذلك يصطف خلف ترامب حوالي ثلث المجتمع الأمريكي من المتعصبين والمجموعات المسيحية في الجنوب، المرتبطين به لأنه يحمل الأجندة الإسرائيلية الصهيونية لإيمانهم بأن إسرائيل لابد أن تصبح دولة قوية حتى يعود المسيح إلى الأرض، لافتا إلى أن هذه الكنائس قوية وكثيرة العدد.

وأشار "حامد" إلى أن فرصة عزل ترامب قبل نهاية مدته أصبحت ضئيلة جدا، رغم كل ما يعرف عنه من أنه "صفيق ولا يجيد التعامل بأدب، وعنصري ومتهور ويسبب مشاكل مع دول المختلفة".

وأكد أن الرهان الآن على "كيف يعد الخصوم الديمقراطيون خطة يكون فيها مرشحون أقوى يستطيعون حشد أصوات أكثر تستطيع كسب الانتخابات.

وأشار إلى أن الحزب الديمقراطي يفضل أن يضعف الرئيس الأمريكي أمام الشعب الأمريكي والعالم، بحيث يكون من السهل على المرشح الديمقراطي هزيمته بسهولة في انتخابات نوفمبر 2020.


المصادر