آخرها القضاء على "والي العراق".. هل أنهت الضربات الأميركية خطر تنظيم الدولة؟

a month ago

12

طباعة

مشاركة

في عملية نُفذت منتصف شهر أكتوبر/ تشرين الأول 2024، أعلنت الولايات المتحدة قتلها أربع قيادات في تنظيم الدولة بالعراق.

وبعدها بعدة أيام أعلنت الحكومة العراقية في 22 أكتوبر عن تحقيق انتصار مهم ضد التنظيم؛ حيث ادعت نجاحها بمساعدة القوات الأميركية، في قتل ما يعرف بـ"والي العراق" في التنظيم.

في هذا السياق، يستعرض موقع "إي ريفرينسيا" البرتغالي تفاصيل هذه العملية الأخيرة، موضحا أهمية هذا الحدث وتأثيره على جهود محاربة التنظيم.

استهدافات متتالية

يبدأ الموقع في عرض مجريات العملية الأخيرة المشتركة بين القوات الأميركية والعراقية والتي "أفضت إلى قتل جاسم المزروعي أبو عبد القادر، الذي يعده تنظيم الدولة (حاكما) للعراق".

بحسب الموقع، فقد "تمت العملية في جبال حمرين شمالي العراق، بدعم (فني ولوجستي) من القوات الأميركية".

ووفق قيادة العمليات المشتركة العراقية، التي تحدثت عن العملية يوم 22 أكتوبر 2024، فقد "تم الاستيلاء على كميات كبيرة من الأسلحة".

من جهته، يشير الموقع إلى أن المتحدث باسم البنتاغون اللواء بات رايدر "أكد مقتل والي العراق"، وقال: "إن هجوما مشتركا نُفذ في العراق، واستهدف عددا من كبار قادة تنظيم الدولة". وذكر أن "جنديين أميركيين أصيبا، لكن حالتهما مستقرة".

بدوره، احتفل رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، بنجاح العملية"، وأصدر مكتبه بيانا سلط الضوء فيه على “اغتيال ما يسمى بحاكم العراق وثمانية من كبار قادة تنظيم الدولة الإرهابي”.

ويوضح الموقع أن "هذه العملية تأتي في سياق إعلان القيادة المركزية للقوات المسلحة الأميركية (سنتكوم) أن غارة جوية منتصف أكتوبر 2024، نفذتها القوات المسلحة العراقية أسفرت عن مقتل مسؤول آخر في تنظيم الدولة، بالإضافة إلى ثلاثة من مقاتلي التنظيم".

وأردف الموقع: "وتم التعرف على ضابط تنظيم الدولة الذي قُتل في العملية، ويدعى شحادة علاوي صالح عليوي البجاري، المعروف أيضا باسم أبو عيسى. وكان المسؤول الأعلى رتبة في التنظيم في شمال العراق".

وتجدر الإشارة إلى أن "الولايات المتحدة تحتفظ بحوالي 2500 جندي في العراق، لكنهم يستعدون لإنهاء المهمة بحلول سبتمبر/ أيلول 2025، بينما سيبقى الجنود في سوريا لمدة عام آخر، حيث سيغادرون في سبتمبر/ أيلول 2026".

أفول التنظيم

ويستعرض الموقع ما عُد أنه "أفول نجم تنظيم الدولة خلال السنوات الماضية"، فيقول: "مر تنظيم الدولة بعملية ضعف بدأت بهزيمة التنظيم في معقليه الرئيسين".

وتابع: "ففي العراق، استعاد الجيش العراقي جميع الأراضي التي سيطر عليها التنظيم منذ عام 2014".

"كما أعلنت قوات سوريا الديمقراطية -وهي مليشيا كردية تدعمها الولايات المتحدة- في عام 2019 نهاية (الخلافة) التي أنشأها الفصيل المتطرف في العراق وسوريا"، يقول الموقع.

وأضاف: "ومنذ فبراير/ شباط 2022، تعرض تنظيم الدولة لعدة ضربات موجعة، حيث قُتل ثلاثة من قيادات التنظيم خلال عمليات مكافحة الإرهاب". 

وأردف: "وآخرهم أبو الحسين الحسيني القرشي المتوفى في أبريل/ نيسان 2023، والذي تبنت الحكومة التركية مسؤوليتها عن العملية، على الرغم من أن التنظيم الإرهابي نفسه ادّعي أن القائد توفي في مواجهة مع هيئة تحرير الشام التي تصنفها الحكومة الأميركية على أنها إرهابية".

وأخيرا، يوضح الموقع أن التنظيم عاد للظهور مجددا، ويستشهد بما "أعلنته الولايات المتحدة عن عودة ظهور الجماعة المتطرفة المتمركزة في سوريا؛ حيث يُدرب أتباع جدد للعمل كانتحاريين".

واستطرد الموقع: "وفي مواجهة هذا السيناريو، تضاعفت الهجمات، في عام 2024، ضد القوات المتحالفة التي تحارب التنظيم في سوريا، وهو ما يحدث أيضا في العراق".

تنظيم الدولة في إفريقيا 

"ومع الهزائم المتلاحقة للتنظيم في العراق وسوريا، برزت القارة السمراء كملجأ آخر يحافظ فيه التنظيم على حضور أكثر أهمية، من خلال فروع محلية"، وفق الموقع.

واحد من تلك الفروع هو ما يسمى بـ "تنظيم الدولة في الصحراء الكبرى"، الذي "وسع منطقة عملياته مع زيادة الهجمات في مالي وبوركينا فاسو والنيجر".

وأوضح الموقع أن "هذا الفرع لا يزال يحاول الوصول إلى نيجيريا لأغراض لوجستية ولتجنيد المزيد من المقاتلين، ربما بالتعاون مع تنظيم الدولة في غرب إفريقيا".

ويشدد الموقع على أن "خطر التنظيم مازال قائما"، مستندا إلى تقرير صدر عن الأمم المتحدة في أغسطس/ آب 2023.

حيث قال: "على الرغم من التقدم المحرز في محاربة الأصول المالية للتنظيم واستهداف قياداته، إلا أن التهديد الذي يمثله تنظيم الدولة وفروعه الإقليمية لا يزال كبيرا وديناميكيا في المناطق الجغرافية الواسعة التي يوجد فيها".