تركيا.. لماذا يتقرب أوزغور أوزيل من "العمال الكردستاني" و"الشعوب الديمقراطي"؟
أوزيل يواصل التعاون مع منظمة حزب العمال الكردستاني
سلطت صحيفة تركية معارضة، الضوء على تعاون حزب الشعب الجمهوري مع حزبي العمال الكردستاني “بي كا كا” والشعوب الديمقراطي “HDP” وتأثير ذلك على السياسات الداخلية.
وبينت صحيفة “حرييت” أن الشعب الجمهوري يعول على التعاون مع الحزبين خاصة في الانتخابات المحلية المقبلة عام 2028.
و"بي كا كا" تنظيم مصنف إرهابيا في تركيا ينشط بعدة دول بالمنطقة بينها سوريا والعراق وإيران، وتعمل أنقرة على مكافحته ردا على هجمات يشنها ضد مواطنيها وقواتها الأمنية والعسكرية.
أما “HDP” الذي يعده كثيرون حزبا كرديا رغم ادعائه تمثيل جميع الأتراك، فهو واحد من الأحزاب المثيرة للجدل في الساحة السياسية التركية، إذ يواجه تهما بدعم الإرهاب من خلال وجود صلة بين قادته وحزب العمال الكردستاني.
ادعاءات خطيرة
ويقول الكاتب نديم شينر: إن تانجو أوزجان، النائب السابق لحزب الشعب الجمهوري وعمدة بولو الحالي، أدلى بتصريحات غير مسبوقة في التاريخ السياسي والحزبي التركي بعد الانتخابات العامة التي جرت عام 2023.
وأوضح أوزجان أنه واجه مشكلة مع رئيس حزب الشعب الجمهوري السابق كليتشدار أوغلو وإدارته منذ عام 2012.
وأشار إلى حادثة وقعت خلال عشاء للنواب الشباب، حيث حضر كليتشدار أوغلو واستخدم باستمرار عبارة "حزب الشعب الجمهوري الجديد".
وعندما سأل أحد النواب عن ذلك، أجاب كليتشدار أوغلو بأن الرئيس الأسبق للحزب دنيز بايكال حاول وضع الأخير بين المركز وحزب الحركة القومية.
في حين يحاول هو وضعه بين المركز وحزب السلام والديمقراطية، وهو الاسم القديم لـ"الشعوب الديمقراطي".
وبدوره رد أوزجان على هذه التصريحات بأن محاولة بايكال صحيحة إلى حد ما، ولكن ما يحاول كليتشدار أوغلو فعله خاطئ للغاية.
فلا يمكن تقريب حزب مثل الشعب الجمهوري الذي يتميز بالتوجه القومي والكمالي من آخر مثل حزب السلام والديمقراطية الذي يعمل كمتحدث باسم منظمة إرهابية مثل “الشعوب الديمقراطي”. وأكد أوزجان أن النتيجة ستكون كارثية إذا جرى ذلك.
وأشار الكاتب التركي إلى أنّ الأحداث حصلت تماما كما خطط كليتشدار أوغلو.
وخطوة بخطوة بدأ “الشعب الجمهوري” باتخاذ موقف متقارب مع “العمال الكردستاني”/"الشعوب الديمقراطي".
وأعلن تانجو أوزجان أنه طُرِد من حزب الشعب الجمهوري بناء على طلب نواب العمال الكردستاني / الشعوب الديمقراطي والرؤساء المشاركين.
وقال هؤلاء: "طالما أنك لا تطرد هذا الفاشي والعنصري من الحزب، لا يمكننا أن نتعاون مع الشعب الجمهوري"، وفق الكاتب.
فيما قال تانجو أوزجان أيضا إن موقف كليتشدار أوغلو السياسي ينبع من عدائه لمؤسس الدولة الحديثة مصطفى كمال أتاتورك.
وتابع أوزجان: "أقول هذا لأول مرة. كليتشدار أوغلو لديه ضغينة ضد أتاتورك بسبب مجزرة ديرسم، ولهذا السبب لا أعتقد أنه كان لديه أي تعاطف معه.
وأوضح الكاتب التركي أن ديرسم، التي جرى تغيير اسمها إلى تونجلي عام 1935، هي المنطقة التي ينحدر منها كمال كليتشدار أوغلو.
إذ شهدت ديرسم في منتصف الثلاثينيات من القرن الماضي أحداثا دامية عقب حملة عسكرية شنتها الحكومة المركزية التركية بقيادة أتاتورك لوضع المنطقة الكردية تحت سيطرتها، وانتهت بمقتل وتهجير الآلاف من السكان، الأمر الذي يصفه الأكراد بـ"المجزرة".
التعاون مع “الإرهابيين”
وأردف الكاتب: ومع تولي أوزغور أوزيل رئاسة “الشعب الجمهوري”، أصبح أهم اسم في عملية التعاون مع منظمة العمال الكردستاني الإرهابية.
بل وتولى وأكمل عملية التعاون مع “العمال الكردستاني/ الشعوب الديمقراطي” من بعد كليتشدار أوغلو.
وبمجرد انتخابه، ذهب مع أعضاء الحزبين المذكورين للاستماع إلى بيرفين شاكار، مغنية الأوبرا ذات العقلية الانفصالية في منطقة كاديكوي.
وكما لو أن هذا لم يكن كافيا، عمل أوزيل على تقبيل يد برفين شاكار، التي "تريد دولة كردية وترى تركيا كمحتل".
ودافع أوزيل عن تصرفه باستخدام اسم أتاتورك حيث قال: "إن قيمه هكذا. سأقبل يد السيدة بيرفين مرة أخرى إذا لزم الأمر. شاكار هي شرف وفخر لتركيا ".
وتماما مثل كليتشدار أوغلو، استخدم أوزيل اسم أتاتورك مرة أخرى كما فعل بعد كل خطوة اتخذها حزب الشعب الجمهوري ضد مبادئه التأسيسية.
واستدرك الكاتب: إن أوزغور أوزيل، الذي يعزو نجاح “الشعب الجمهوري” في انتخابات 31 مارس 2024 (المحلية) إلى حزبي العمال الكردستاني والشعوب الديمقراطي، أعلن أنه يربط حياته السياسية المستقبلية بهذا التعاون.
وكما فعل في انتخابات 31 مارس 2024، يعول أوزغور أوزيل أمله في التعاون مع الحزبين خلال الانتخابات المقبلة عام 2028.
وقد زاد من وتيرة هذا التعاون بالقول إن الحكم الصادر بحق (الزعيم السابق لحزب الشعوب الديمقراطي) صلاح الدين دميرتاش، الذي يعد شريكا لـ“العمال الكردستاني”، هو قرار سياسي. وأعلن أيضا أنه سينفذ زيارة "عمل" له في السجن.
وكما لو أن هذا لم يكن كافيا فقد عارض أيضا تعيين وصي ليحل محل عمدة هكاري (محمد أكيش)، الذي اعتقل في يونيو/حزيران 2024 بسبب ما قيل عن صلته بحزب العمال الكردستاني المحظور، وهو الأمر الذي يعزز موقف أوزيل تجاه بي كا كا.
وأردف الكاتب التركي: بالأمس اتخذ أوزيل خطوة أخرى وجعل مسلم دوغان عضوا في حزب الشعب الجمهوري.
ومسلم دوغان هو نائب حزبي العمال الكردستاني/ الشعوب الديمقراطي الذي يعمل من أجل إطلاق سراح زعيم عصابة بي كا كا القاتل الكردي المعتقل عبد الله أوجلان، وفق وصف الكاتب.
وتابع: “من المعروف أنه على اتصال مع الإرهابيين في منظمة حزب العمال الكردستاني، ويتعاون معهم في الدعاية والمساعدة والتحريض على الجرائم، ويشارك في السياسة من أجل عودة أولئك الذين فصلوا بموجب مرسوم إلى مناصبهم في الدولة”.
وأوضح الكاتب أن مسلم دوغان عضو في العمال الكردستاني وحزب ديم الكردي الانفصالي، الذي يسعى إلى التعليم والحكم الذاتي باللغة الكردية، وهذا يتعارض مع تعريف اللغة التركية في الدستور.
وختم قائلا: إن نواب حزبي العمال الكردستاني والشعوب الديمقراطي-ديمقراطيون يمارسون السياسة في صفوف حزب الشعب الجمهوري.
وبما أن مسلم دوغان لم ولن يغير أفكاره الانفصالية، فإن "التغيير" يحدث في “الشعب الجمهوري”، الذي أسسه أتاتورك. إذ يتعرض حزب الأخير الذي يعد، مؤسس ورمز الوحدة الوطنية، للغزو خطوة بخطوة، وفق الكاتب.
وأردف: “ما يحدث سيؤثر على “الشعب الجمهوري” والناخبين الكماليين والقوميين، أما أنصار الحزب صامتون". وأكد أن من يسمون بـ الكماليين والأتاتوركيين المزيفين" يراقبون ما يحدث فقط.