"تجرب فينا أنواع الموت".. لبنانيون ينتقدون السلطة الحاكمة بعد انفجار عكار

12

طباعة

مشاركة

أثار انفجار خزان وقود تابع للجيش اللبناني في بلدة "التليل" بقضاء عكار شمال لبنان، غضب اللبنانيين بموقع "تويتر"، فيما دفع الحادث الكثير منهم لاتهام سلطات بلادهم بالفشل في حل أزمات البلاد.

ووسط ما يعانيه لبنان من أزمات زاد انفجار الخزان الذي يحوي آلاف اللترات من "البنزين"، 15 أغسطس/ آب 2021، من آلام اللبنانيين، خاصة بعد مقتل 22 شخصا وإصابة 79 آخرين، وفق حصيلة أولية أعلنها وزير الصحة اللبناني لصحيفة "الأنباء".

وعن ملابسات الحادث، قال الجيش اللبناني: إنه ناجم عن استهداف الخزان الذي يحوي وقودا  صادره الجيش وكان يعتزم توزيعه على المواطنين، الأمر الذي دفع الناشطين لإطلاق وسوما عدة أبرزها "#انفجار_عكار"، و"#مجزرة_عكار"، و"#لبنان_ينهار".

ناشطون ربطوا بين انفجار عكار، وانفجار مرفأ بيروت 4 أغسطس/ آب 2020، والذي أسفر عن مقتل أكثر من 204 لبنانيين وإصابة أكثر من 6500 آخرين، وفق وزارة الصحة اللبنانية، مجمعين على أن المجرمين ذاتهم والشعب هو الضحية.

وحمل ناشطون مسؤولية الأحداث لحاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة، لرفعه الدعم بدون أي خطة ما أدخل البلاد في أزمة اقتصادية طاحنة بشح الوقود، كما حملوا المسؤولية للطبقة السياسية والمحتكرين ورئيس الحكومة حسان دياب.

ناشطون طالبوا رياض سلامة ورئيس الجمهورية ميشال عون، وقائد الجيش اللبناني جوزيف عون، باستقالة فورية لفشلهم في إدارة البلاد واحتواء الأزمات، داعين إلى محاكمتهم، مع طرد المسؤولين بالأجهزة الأمنية التي تحمي مجرمي السلطة، وفق تعبيرهم.

وأشار ناشطون إلى أن اللبنانيين جربوا في عهد السلطة الحالية كل أنواع الموت، سواء بأكبر انفجار وقع في العصر الحديث، أو من أجل رغيف العيش، أو بسبب نقص الدواء، أو ارتفاع معدلات الموت في حوادث الطرقات، وأخيرا من أجل الحصول على البنزين.

معاناة عكار

وأوضح ناشطون أن عكار بلا خدمات منذ سنوات؛ سواء مستشفيات أو طرقات مجهزة، منددين بغياب دور الأجهزة الأمنية، أيضا.

الناشط يوسف سعادة، أشار إلى أن عكار محرومة من الأمن قبل كل شيء، وأكد أنه ناشد الدولة التدخل والضرب بيد من حديد لمنع الاحتكار، ومراقبة التجار، وفتح الطرقات والعمل على منع إذلال الأهالي يوميا.

 الصحفي سلمان أندري، وصف الحادث بـ"مجزرة عكار"، مؤكدا أن انفجار الصهريج كان بالفقراء الباحثين عن حياة.

وجزم بأن "المتوفين ضحايا التهريب والتخزين والاحتكار والإهمال وعجز الدولة وفشلها وإجرامها وفوقيتها وتغاضيها وضعفها". 

ولعن أندري، ما أسماه بـ"المازوت والبنزين والدولة المجرمة والذل".

وقالت سالي حمود: ما حصل في عكار نتيجة غياب دور أجهزة الأمن في منع التخزين لأجل التهريب، لأن التدخل المتأخر من الجيش وضعف أدائه وإنهاك جنوده في ساحات الاعتصامات ومحطات البنزين، حتما يمنح المجرم والسارق والمهرب حق الاستقواء.

رشا أبي حيدر، أوضحت أن أزمة المحروقات في لبنان ناتجة عن غياب الدولة مما دفع الأمور بالخروج عن السيطرة في كل المناطق اللبنانية على مرمى الأمن ومن دون أي تحرك، وترك الأمر لمافيات المحروقات ومن يحميها.

وأشارت وعد هاشم، إلى أن الاجتماع الأمني الذي اتخذ قرار التحول من تنظيم السير إلى تفريغ الخزانات بطريقة عشوائية وخطيرة أدى إلى انفجار عكار.

مرفأ بيروت

وذكر ناشطون حادث مرفأ بيروت  4 أغسطس/ آب 2020، دون أن يقدم أحد للعدالة، مستنكرين عدم محاسبة المتورطين في كافة الأحداث التي تشهدها لبنان.

النائبة في البرلمان رولا الطبس جارودي، اعتبرت محرقة عكار مثل تفجير المرفأ، داعية لمحاسبة كل المسؤولين من أكبرهم إلى أصغرهم.

وقالت: إن لبنان في موت معلن، ينام اللبنانيون على وجع ويصبحون على وجع، وأيامهم مجازر ومحارق، معربة عن أملها أن يصحو اللبنانيون قريبا ليجدوا هذا الجهنم وراءهم.

وقال رئيس تحرير صحيفة "الشرق الأوسط" غسان شربل: "من مرفأ بيروت إلى عكار سلطة مجرمة وفاسدة ترقص فوق جثث المواطنين".

الناشط عبدالوهاب عليوي، استنكر موت اللبنانيين بين تفجير نترات الأمونيوم وتفجير صهريج البنزين، دون رادع أو محاسبة للمجرمين.

فيما ندد آخر، بأن كل أنواع الموت واردة دون أي محاسبة أو عقاب، وقال: إن أكثر شيء يقومون به هو حفلات الاستنكار والتطبيل وتمييع الحقيقة وإغلاق الملف وتسييسه.

مطالبات بالاستقالة

ناشطون أكدوا أيضا أن انفجار عكار يستدعي استقالة جميع أركان السلطة دون استثناء وتشكيل حكومة مستقلين لإدارة المرحلة الانتقالية وإجراء انتخابات حرة.

إيلي محفوظ، قال: ما لم يفعله طاقم الحكم بعد انفجار مرفأ بيروت عليهم القيام به اليوم، وإعلان استقالة فورية تبدأ برئيسي الجمهورية والمجلس.

ورأى جوي حداد، أنه بعد مجزرة واغتيال المظلومين في عكار وجبت استقالة الرؤساء جميعا، حتى الرئيس المكلف يعتذر.

بطرس مخلوف قال: "بكفي ترقص على أشلاء اللبنانيين"، مؤكدا أن "استقالة ميشال عون ومحاكمته واجب وطني"، موضحا أن مجزرة تلال عكار فاتورة للتهريب.