مليشيا "قاسم سليماني".. ذراع إيران الطولى في الشرق الأوسط
"القوات الجديدة ستكون ذات هيكل تنظيمي هرمي يشبه هيكل الحرس الثوري الإيراني"
في الأيام الأخيرة، انتشرت بوسائل الإعلام ادعاءات عن بدء إيران في إنشاء قوة عسكرية مركزية موحدة، أطلقت عليها اسم "قوات قاسم سليماني"، تضم 10 آلاف مقاتل من المجموعات العسكرية المرتبطة بإيران في الشرق الأوسط.
وفي هذا السياق، نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية تقريرا استعرضت فيه أبعاد إنشاء هذه القوة الجديدة وأهدافها.
وتحمل القوة الجدية اسم القائد السابق لـ"فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، الذي قتلته الولايات المتحدة في يناير/ كانون الثاني 2020.
توحيد الوكلاء
وقالت الصحيفة إن 20 بالمئة من أفراد "قوات قاسم سليماني" هم من الحوثيين في اليمن، كما جندت القوات مقاتلين آخرين من الفصائل والجماعات الموالية لإيران في لبنان والعراق وسوريا.
وتسعى القوات الجديدة -بحسب الصحيفة- إلى توحيد وكلاء إيران والعمل في جميع الاتجاهات عبر المنطقة.
ونقلت عن مجلس العلاقات الخارجية الأميركي إعلانه في أبريل/نيسان 2024، أن إيران تأمل في زيادة الاستفادة من شبكتها المتنامية من الشركاء لتعزيز مساعيها للهيمنة الإقليمية وطرد القوى الغربية من المنطقة.
وذكرت الصحيفة أن المقاتلين في القوات الجديدة "يتلقون تدريبات في معسكرات بالعراق وإيران، وسيصبحون ذراعا عسكرية مركزية لمحور المقاومة"، في محاولة من طهران لتعزيز وجودها ونفوذها في المنطقة، والقدرة على الصمود في وجه أي ضغوط أخرى".
وأوضحت أن "القوات الجديدة عبارة عن مزيج من المقاتلين بالوكالة الذين يعملون لصالح إيران، وفي المرحلة الأولى ستضم القوة 10 آلاف مقاتل، مع استهداف زيادة هذا العدد في المستقبل".
وأضافت أن القوات الجديدة ستكون ذات هيكل تنظيمي هرمي يشبه هيكل الحرس الثوري الإيراني، مشيرة إلى أن حزب الله في لبنان سيشارك بشكل مباشر في الأدوار الإدارية والتنظيمية في القوة الإيرانية الجديدة.
ونقلت عن مصادر أمنية رفيعة المستوى لم تسمها إن جماعة الحوثي اليمنية نقلت أخيرا 1300 مقاتل من أكثر مقاتليها تطرفا إلى القوات الجديدة في إيران.
وذكرت المصادر أن هذا العدد من إجمالي ألفي مقاتل حوثي تخطط الجماعة لإرسالهم لتشكيل جزء من هيكل وبناء القوة العسكرية الجديدة، وستشرف طهران على إنشائها بمساعدة "حزب الله".
وأكدت المصادر أن جميع المقاتلين الحوثيين المنقولين تخرجوا من "المراكز الدينية الطائفية الرئيسة التابعة لمليشيا الحوثي، التي تفرض آليات صارمة لغسل أدمغة المشاركين وتدريبهم كنخب، خاصة المراكز المنتشرة في معقلها، محافظة صعدة اليمنية".
الحرب بالوكالة
وبحسب الخبير في الشؤون الإيرانية، راي تقية، فإن العمل من خلال الوكلاء يسمح لإيران بالتهرب من المسؤولية عن الأعمال التي تدعمها لكنها لا ترغب في تبنيها كي لا تتعرض للانتقام.
ويشرح تقية فكرته قائلا: "استراتيجية الحرب بالوكالة لديها ميزة وهي حماية إيران من الانتقام المباشر من الولايات المتحدة، حيث ركزت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، ردودها على الوكلاء".
وفي رد على تساؤلات حول كيفية وصول بقية المقاتلين الحوثيين البالغ عددهم 700 مقاتل إلى إيران، قالت المصادر إنهم غادروا اليمن عبر الجو والبحر، وبعضهم عبر عمليات تهريب.
وتابعت أن بعض المقاتلين وصلوا "عبر عمليات تهريب بحرية إلى الصومال والسودان عبر قوارب صيد مخصصة لهذه المهمة، ومن السودان يُنقلوا إلى إيران بطرق مختلفة".
"كما نُقلت مجموعات أخرى إلى عدد من الدول عبر رحلات الخطوط الجوية اليمنية بعد حصولهم على جوازات سفر عن بعد من المناطق الشرعية، وخاصة محافظة المهرة في أقصى شرق البلاد".
وانتقلت عناصر الحوثي بعد ذلك إلى دول أفريقية قبل أن تصل إلى موقعها النهائي إما في العراق أو إيران.
وتُنَسّق تحركاتهم من قبل وحدة أمنية متخصصة لإيران وحزب الله، والتي تواصل إدارة نقل مجموعات كبيرة من مقاتلي الحوثيين، بلغ عددهم 1300 عنصر حتى نهاية يوليو/ تموز 2024.
وتوفر الشبكة الأمنية التابعة لإيران وحزب الله المتطلبات كافة لنقل هذه المجموعات من عناصر الحوثي، وتسهل إجراءاتهم في المطارات وفي الدول الأجنبية التي اختيرت كنقطة منتصف الطريق لنقل هؤلاء المقاتلين إلى العراق وإيران، بحسب المصادر.
تعزيز النفوذ
وأوضحت الصحيفة أنه "نظرا لأن الحوثيين يشكلون النسبة الأكبر من المقاتلين في القوة الموحدة الجديدة، فإن نفوذ الجماعة اليمنية في المنطقة سيتعزز".
ونقلت أن هناك تكهنات دارت حول ما إذا كان حسين عبدالله مستور الشعبل (أبوجهاد)، القيادي الحوثي، الذي قُتل في العراق يوم 4 أغسطس/آب 2024، عضوا في قوات قاسم سليماني.
وقُتل الشعبل، الذي كان يحمل رتبة عميد، في غارات أميركية على مواقع كتائب حزب الله في العراق، بحسب تقارير إيرانية.
وكانت صحيفة "العين" الإماراتية قد ادعت أنه كان منخرطا "في القوة المركزية الجديدة التي أنشأتها إيران".
وذكرت مصادر أخرى أن الجنرال كان أحد المسؤولين عن إرسال المجموعات للتدريب في معسكرات عسكرية متخصصة إلى جانب عناصر حزب الله.
ويقال إن التدريب يشرف عليه خبراء إيرانيون في معسكرات محصنة في بلدة جرف الصخر، شمال محافظة بابل، جنوب بغداد.
وبحسب وسائل إعلام عربية، نفذت الولايات المتحدة ضربات في جرف الصخر نهاية يوليو/ تموز 2024، استهدفت على ما يبدو فيها قاعدة لكتائب حزب الله العراقي، وقيل إن عددا من المقاتلين لقوا حتفهم.
وقال معهد واشنطن إن "كتائب حزب الله" تسعى إلى دور أكبر في المنطقة وربما ترغب في تعظيم مشاركة العراق في الهجوم الإيراني المنتظر على إسرائيل.