هجوم لافت.. لماذا تسعى إسرائيل لإبعاد ويتكوف عن مفاوضات الشرق الأوسط؟

"ويتكوف غير قادر على أداء هذه المهمة وهو عرضة للخداع"
في 19 أبريل/ نيسان 2025 تُعقد الجولة الثانية من المحادثات بين إيران والولايات المتّحدة في العاصمة العمانية مسقط.
وذلك بعد أيام من عقد جولة أولى شارك فيها وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي مع المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، وهو أعلى تمثيل للجانبين في مفاوضات منذ انهيار الاتفاق النووي المبرم عام 2015 عقب سحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب بلاده أحاديا منه في 2018 أثناء ولايته الأولى.
ورأت صحيفة "مشرق نيوز" الفارسية أن محادثات مسقط الأولية شكَّلت انتكاسة كبيرة للخط الإعلامي الذي حاول تصوير إيران في موقف ضعيف، لكن موقف ويتكوف أظهر موقفا آخر.
“طهران فرضت إرادتها”
وقالت الصحيفة: إن طهران فرضت إرادتها في عملية التفاوض مع الولايات المتحدة، سواء في عملية اختيار عُمان كدولة مضيفة أو في الإدارة غير المباشرة لهذه المفاوضات، أو حتى من خلال تصريحات ويتكوف التي أثارت غضبا شديدا وصدمة لدى الإسرائيليين.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب: "أرسل إلى المرشد الإيراني علي خامنئي عبر دبلوماسي إماراتي في طهران، دعوة لعقد المفاوضات في أبوظبي، لكن إيران فضّلت مواصلة المفاوضات عبر سلطنة عُمان بدلا من الإمارات".
لكن ما يمكن عدّه انتصارا إيرانيا بحق، هو ما عدته الصحيفة تراجعا في الموقف الأميركي حول متطلباته من طهران، فقد كان ويتكوف تحدث عن تفكيك البرنامج النووي بالكامل قبل هذه المفاوضات.
ولكن في صباح يوم المشاورات تراجع عن هذا الموقف الأميركي وأشار إلى أن إيران يمكن أن تمتلك برنامجا نوويا، وهو الأمر ذاته الذي قيل فيما يتعلق ببرنامج إيران الصاروخي وحضورها الإقليمي.
وقد أثار هذا "التراجع الأميركي" موجة غضب عارمة في أوساط الإسرائيليين؛ حيث وصف رد فعل الإسرائيليين بعد اليوم الأول من المفاوضات بـ "الصدمة"، التي "دفعتهم في محاولة يائسة لشن هجوم عنيف على المبعوث الأميركي، واصفين إياه بأنه يفتقر إلى القوة والكفاءة اللازمتين".

“سلبية للغاية”
حيث وصف حساب إسرائيلي على موقع “إكس” نتائج هذه المفاوضات بـ "السلبية للغاية"، وخلص من كلام ويتكوف إلى أن إيران "قادرة على امتلاك كل شيء، بما في ذلك الصواريخ والأسلحة الليزرية".
وهاجم حساب إسرائيلي في منشور آخر ويتكوف بشكل مباشر، وكتب: "بدأت المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة، ويجب أن يكون الهدف التوصل إلى اتفاق على غرار الاتفاق الليبي".
وتابع: "وهي مسألة أكد عليها نتنياهو، حيث من الضروري الوصول إلى تفكيك برنامج إيران النووي والقدرات الصاروخية والطائرات بدون طيار والليزر والذكاء الاصطناعي بشكل كامل، تحت إشراف صارم".
واستدرك: "ولكن مع وجود ستيف ويتكوف في المقدمة، هناك خطر من أن تسير هذه المفاوضات على نفس النهج الذي اتبعته كوريا الشمالية".
وعلى نفس المنوال، لم تتمكن "إيميلي شريدر"، وهي مذيعة ومراسلة إسرائيلية بارزة، من "إخفاء استيائها الشديد من المبعوث الأميركي وطريقة سير المفاوضات"، بل إنها وصفت ويتكوف بـ "الساذج".
وكتبت في تعليق يعكس غضبها الشديد: "ستيف ويتكوف ساذج بشكل خطير، ولا يفهم قضايا معقدة مثل المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، وغزة وإسرائيل، وإيران والولايات المتحدة".
ورأت أنه "يمنح النظام الإسلامي الإيراني فرصة لمواصلة توسيع برنامجه النووي المدني، ويفترض أن المشكلة الوحيدة هي تسليح البرنامج النووي".
وأضافت الصحفية الإسرائيلية: "لم يتسبب ويتكوف في فضيحة وطنية فحسب، بل إن سذاجته تجعل الولايات المتحدة وحلفاءها يبدون حمقى".
حملة إسرائيلية
وذكرت الصحيفة الإيرانية أن شبكات الضغط الإسرائيلية والمعارضة الإيرانية قد بدأت حملة تهدف إلى إظهار ويتكوف كشخص عاجز وساذج في مواجهة إيران، والضغط من أجل إقالته، واستبدال شخص آخر به أكثر قدرة وكفاءة.
وهو أمر أشارت إليه كذلك صحيفة "نيويورك تايمز" نقلا عن مصادر إسرائيلية.
واستمرارا لهذا الخط من العمليات النفسية، صرّح سعيد قاسمي نجاد -أحد أعضاء المعارضة الإيرانية وعناصر مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات- بأن ويتكوف غير قادر على أداء هذه المهمة، وهو عرضة للخداع.
وقدّرت الصحيفة الإيرانية أنه "بحسب الأدلة والبيانات في الفضاء الإلكتروني والحسابات والعناصر الصهيونية، فإن خط تدمير ويتكوف هو خط إسرائيلي بالكامل".
وتوقعت "أنه في الأيام المقبلة، ستشكل وسائل الإعلام المعادية حملة أوسع لتغيير ويتكوف، وستبدأ في نشر تقاريرها وأخبارها في هذا الاتجاه".