إبادة جماعية.. تنديد بصمت الغرب والعرب والمسلمين على دك الأسد لدرعا

12

طباعة

مشاركة

أعرب ناشطون عن غضبهم من تصعيد النظام السوري هجماته على الأحياء المحاصرة في "درعا البلد"، بعد رفض اللجنة الممثلة لسكان المنطقة والمفاوضة للنظام السماح لقواته بدخول المدينة أو تسليم أسلحة معارضي درعا، مهد ثورة السوريين 2011.

ويفرض النظام السوري حصارا اقتصاديا قاسيا على أهالي درعا منذ حزيران/ يونيو 2021، ولأكثر من شهرين، فيما رفضت اللجنة المشكلة من الأهالي للتفاوض مع نظام دمشق طلباته المجحفة، ما جعله يدفع بقواته لقصف درعا مجددا. 

"المرصد السوري لحقوق الإنسان"، أكد تصاعد وتيرة القصف الصاروخي والمدفعي بشكل غير مسبوق على أحياء ​درعا​ البلد تزامنا مع زيادة حدة المعارك بين الفرقة الـ4 المدعومة بمليشيات إيرانية، ضد المسلحين المحليين.

بيان للمرصد 30 أغسطس/ آب 2021، أوضح أن النظام السوري يمهد لاقتحام درعا بقصف ناري كثيف دون وجود أي تغيير على خارطة السيطرة حتى اللحظة، لافتا إلى أن نحو 20 صاروخا "أرض - أرض" طال الأحياء السكنية في درعا البلد.

ناشطون نددوا عبر وسوم عدة بـ"تويتر" أبرزها "#درعا_البلد"، "#درعا_تحت_الحصار"، "#درعا"، "#درعا_تقاوم"، "#حوران"، بسقوط قتلى وجرحى من الأهالي واستمرار الأزمة الإنسانية التي تعيشها المدينة.

وأكدوا أن درعا تواجه القصف والحصار والتجويع والتهديد باقتحام قوات النظام لها وارتكاب المجازر، داعين العالم للتحرك لإنقاذها، مستنكرين صمت المجتمع الدولي، والمنظمات الدولية، والحقوقية، على جرائم بشار الأسد.

ورصد ناشطون تزايد القصف بمرور الوقت على أحياء درعا المحاصرة وذلك لليوم الـ68 من قبل مليشيات مدعومة من إيران، مشيرين إلى أن إجرام بشار الأسد ومليشيات إيران وقوات روسيا فاق الوصف على أهالي درعا.

إبادة جماعية 

ناشطون أجمعوا على أن ما يجري في درعا هو إبادة جماعية لمكون سوري، اجتمع عليه النظام السوري بمشاركة قوى خارجية، داعين الأهالي للفزعة والتصدي ومقاومة التصعيد السوري.

ولفت ناشطون إلى أن المفاوضات التي جرت بين اللجنة المكلفة من أهالي درعا البلد، والنظام، لم تحقق أي تقدم حتى الآن، في ظل إصرار قوات النظام على اجتياح المدينة.

الناشطة ياسمين المراوي، قالت: إن ما يحدث الآن في درعا البلد ليس قصفا اعتياديا، بل إنه حرق بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، داعية أحرار "حوران" إلى دعم درعا.

 

 

 

الناشط عبدالوهاب عليوي، أكد أن درعا البلد تتعرض لإبادة جماعية بكل معنى الكلمة على يد مليشيات إيرانية في ظل صمت مطبق من القوى المحلية وتخاذل المجتمع الدولي.

وقال: لو جرى استهداف الساحل يوميا بـ10 صواريخ لتوقف حصار درعا.

 

 

 

عدنان حميدان، وصف ما يحدث في درعا بـ"إبادة حقيقية وجريمة وحشية".

وأشار إلى أن "مئات الصواريخ تنهمر على درعا البلد، وطريق السد ومخيم اللاجئين الفلسطينيين، والريف الغربي، ومساكن جلين، وتل شهاب، وطفس، واليادودة".

وعبر عن غضبه بالقول: "العالم يتفرج، والأسوأ أن كثيرين لم يعودوا يكترثون".

 

 

 

تجاهل إعلامي

وندد ناشطون بتجاهل الإعلام العالمي للتصعيد السوري في درعا، داعين الجميع لنصرتها.

المنسق العام في الثورة السورية الدكتور عبدالمنعم زين الدين، قال: "واجب على الجميع نصرة درعا كل بما يستطيع عسكريا وإعلاميا وسياسيا".

ودعا "أهل حوران بكل قراها ومدنها وأريافها لنصرة أهالي درعا البلد".

وأضاف أن "العدو لن يترك بلدة أو قرية دون أن يدنسها ويذل أهلها إن استطاع، فلا تعطوه بغيته، ولا تتركوا درعا وحيدة يتفرد بها العدو". 

 

 

 

أعربت راما بوذ، عن يأسها من التعويل على الإعلام قائلة: "تعبت قد (قدر) ماقلت وين (أين) الإعلام العالمي والعربي الحر.. ما لنا غير الله".

 

 

 

وتساءل الدكتور محمد ماهر الحكيم: "هل سمعنا من قادة المسلمين صوتا؟".

وأضاف: "اجتمع نفر منهم في العراق و لا حياة لمن تنادي"، في إشارة إلى "مؤتمر بغداد" لتعزيز التعاون والشراكة 28 أغسطس/ آب 2021، والتي ضمت قادة دول عربية وعالمية عديدة.

وأضاف: "هل تسمع للإعلام الذي يمجد اليوم الجنود الأميركيين صوتا تجاه مسلمي درعا؟".

 

 

 

صمت مستنكر

واستنكر ناشطون صمت المنظمات والهيئات الحقوقية الرسمية وغير الرسمية، منددين ترصدهم لتحركات حركة "طالبان" التي سيطرت على الحكم في أفغانستان 15 أغسطس/ آب 2021، وكانت سببا في خروج الاحتلال الأميركي من بلادها.

ونشرت الناشطة نجوى، مقطع فيديو لتفجير مناطق بدرعا، متسائلة: "أين المتباكون على حقوق الإنسان والحيوان؟".

 

 

 

وقال وائل سعيد: "يدعون القلق على حقوق الإنسان بعد سيطرة (طالبان) على أفغانستان، وأهالي درعا يبادون على بعد حجر من قواعدهم العسكرية، وهم قادرون على وقف المجازر بطلعة جوية واحدة".

وأضاف: "فعلا إنه عالم قذر".

 

 

 

الباحث التاريخي حسين صالح السبعاوي، أشار إلى أن الغرب وأميركا يتباكون على نساء أفغانستان وحقوق الإنسان فيها، بينما يخرسون على ما يفعله بشار من تدمير وقتل أطفال ونساء درعا.

وأكد أن "قمة الخسة والإجرام والنفاق تجدها لدى الحكومات الغربية".

 

 

 

الكاتب الصحفي عبدالوهاب الساري، أرجع سبب صمت جمعيات حقوق الإنسان، والأمم المتحدة، ومجلس الأمن، وجامعة الدول العربية، على دك درعا، إلى أن المحاصر فيها "مسلم".