عبر إعلام موجه وخطاب متطرف.. هكذا يعيد نتنياهو تشكيل وعي الإسرائيليين

أصبحت القناة 14 المتطرفة واحدة من أكثر مصادر الأخبار مشاهدة في إسرائيل
تسعى حكومة الاحتلال الإسرائيلي إلى إعادة تشكيل المشهد الإعلامي الداخلي بما يتماشى مع أجندتها السياسية، عبر تعزيز نفوذ القنوات اليمينية المتطرفة وتهميش الأصوات اليسارية والمستقلة.
وتأتي هذه الإستراتيجية في سياق أوسع لهندسة وعي المجتمع الإسرائيلي، وترسيخ الخطاب القومي والديني المتشدد، بما يخدم مشاريع الاستيطان والتوسع، ويفرض رؤية أحادية على الرأي العام المحلي.
لكن هذه الخطوة لا تهدف فقط إلى تشكيل الوعي الداخلي، بل تمتد أيضًا إلى التأثير على الفلسطينيين، من خلال دعم تشريعات وسياسات تستهدفهم والترويج لروايات تعزز هيمنة الاحتلال.

إعلام دموي
وتتخذ حكومة بنيامين نتنياهو التي تعد الأكثر تطرفا في تاريخ إسرائيل، من القناة الـ14 العبرية نموذجا تحاول تطبيقه على وسائل إعلام أخرى أو إنتاج قنوات مشابهة.
وفي مكافأة لها على دورها، أعفى الائتلاف الحاكم القناة 14 اليمينية المتطرفة من دفع مستحقات مالية للحكومة، في خطوة لم يفعلها مع قناتي 12 و13 المنافستين أو أي وسيلة إعلام أخرى.
وأعلن النائب الليكودي دفيد بيتان، رئيس اللجنة البرلمانية المسؤولة عن إقرار التشريعات الخاصة بالإعلام في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) أنه سيتم التصويت خلال مارس/آذار 2025 على قانون خاص بالقراءتين الثانية والثالثة يشرع منح الأفضلية للقناة 14.
وانتقد موقع العين السابعة الإسرائيلي الذي يراقب عمل وسائل الإعلام في تل أبيب هذه الخطوة عبر عدة تقارير، مطلقا على التشريع اسم "قانون الرشوة الصغيرة".
وذلك في إشارة إلى أن الائتلاف الحاكم يهدف إلى تشجيع القناة 14 التي تمثل أهم أبواق اليمين المتطرف، على مواصلة اتجاهات تغطيتها الإعلامية في تبني سردية الحكومة.
وقالت صحيفة الغارديان البريطانية في 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، "أصبحت القناة 14 المتطرفة المدعومة من الحكومة واحدة من أكثر مصادر الأخبار مشاهدة في البلاد، على الرغم من تأكيد الجماعات الليبرالية بأنها تحرّض على جرائم الحرب، وتصريحات الجيش بأنها تثير الكراهية ضد جنرالاته".
في أكتوبر/تشرين الأول 2024، تفوقت القناة 14، على القناة 12 منفذ الأخبار الرئيس في إسرائيل، في تقييمات المشاهدين عندما شاهد 343 ألف إسرائيلي برنامجها الشهير "Patriots" والمعروف بخطابه العنيف حول غزة.
ويقول محللون إعلاميون: إن صعود القناة 14 هو علامة ومحرك لتحول الرأي العام الإسرائيلي إلى أقصى اليمين الذي تسارع بسرعة منذ بدء حرب غزة، وفق الغارديان.
أسس القناة 14 رجل الأعمال اليهودي روسي المَوْلِد والمترعرع في إسرائيل إسحاق ميريلاشفيلي، وهو نجل ملياردير يدعى ميخائيل.
وتأسست عام 2014 كقناة متخصصة في التراث تحت اسم القناة 20، وخالفت شروط الترخيص مرارا وتكرارا في محاولة للتحول إلى قناة إخبارية، حتى غيرت حكومة نتنياهو القانون الخاص بها.
فبدعم من نتنياهو، أقر الكنيست تعديلا في فبراير/شباط 2018 يسمح لها بالبث تحت اسم القناة 14 وتحديد نفسها كقناة أخبار.
وحصلت القناة التي كانت لا تحظى بمشاهدة عالية حتى سنوات قليلة مضت، على امتيازات إضافية بلغت قيمتها عشرات الملايين من الشواكل (العملة الإسرائيلية) سنويا، في شكل مزايا حكومية وفق ما قال موقع العين السابعة في 9 مارس 2025.
كما جرى تعريفها رسميا على أنها "قناة صغيرة"، مما أعفاها من العديد من القواعد والقيود المطبقة على منافسيها الرئيسين، القناتين 12 و13.
وقالت أيالا بانيفسكي، الزميلة في قسم الصحافة في جامعة سيتي سانت جورج في لندن: “إنه أمر جامح إلى حد ما؛ لأن الإسرائيليين يستهلكون الكثير من الأخبار من خلال القنوات التلفزيونية الكبرى، 12 و13، وإلى حد أقل من خلال هيئة البث العامة”.
لكن القناة 14 لم تكن في اللعبة حتى وقت قريب جدا ويبدو أن الحرب ساعدت هذه القناة على ركوب القومية لكسب المزيد من الدعم، وفق ما أضافت بانيفسكي لصحيفة الغارديان.
ومنذ توليه منصبه قبل عامين ونصف، أعلن وزير الاتصالات شلومو كرعي، عزمه إعادة تنظيم قطاع الإعلام بما يخدم خطاب اليمين الإسرائيلي، بزعم أنه واقع تحت تأثير "النخب اليسارية".
وتعاقب حكومة الاحتلال وسائل الإعلام التي تعارض سرديتها، ومن ذلك توقفها عن نشر الإعلانات في صحيفة هآرتس اليسارية؛ بسبب انتقاداتها المتكررة لسياسة العقاب الجماعي ضد الفلسطينيين وسياسات الفصل العنصري.

النموذج المطلوب
ويبدو أن القناة 14 هي النموذج الذي يريد ائتلاف نتنياهو تطبيقه ونشره ودعمه في مقابل تهميش وسائل الإعلام الأخرى.
وقال موقع العين السابعة: إن القناة 14 تنشر الأخبار الكاذبة وتحرّض على الكراهية والدعاية السياسية، فيما وصفتها صحيفة "ذي نيويوركر" الأميركية بـ"آلة السم الإعلامية" وأنها “أداة وبوق لنتنياهو”.
ولطالما كان نتنياهو مؤيدا متحمسا للقناة 14، مدعيا أنه "قاتل مثل الأسد" من أجلها، ومنحها المقابلة الوحيدة التي أجراها مع وسائل الإعلام المحلية في السنوات الأخيرة.
وخلال الحرب على غزة، وزّعت القناة في أستوديوهاتها البقلاوة واحتفلت بالاغتيالات وبثّت تهديدات متواصلة بقتل الفلسطينيين.
وركّزت “نيويوركر” في يناير 2025، على المذيع يونان ميغال بصفته شخصية محورية في القناة؛ إذ يحرص على الدفاع عن نتنياهو ومهاجمة خصومه ومنتقديه خلال برنامجه.
وأشارت الصحيفة أيضًا إلى دور القناة بالتحريض على أهالي الأسرى الإسرائيليين في غزة، واتهمتهم بـ"العمل لصالح (حركة المقاومة الإسلامية) حماس" من خلال تنظيمهم مظاهرات أسبوعية لمطالبة الحكومة بصفقة تقضي بالإفراج عنهم.
ووصف مذيع القناة ميغال المتظاهرين ضد ما تسمى “خطة الإصلاحات القضائية” بـ"حارقي الحظائر والكابو"، في إشارة إلى المتعاونين مع النازيين.
كما يستضيف ميغال ضيوفا متطرفين يهاجمون كل من ينتقد نتنياهو ويدعمون إبادة الفلسطينيين ويهددونهم على الهواء.
وشككت القناة 14 حتى في ولاء الجيش الإسرائيلي بسبب “افتقاره الملحوظ للحماسة الأيديولوجية”.
في نهاية أكتوبر 2024، كتب المتحدث باسم الجيش الذي استقال أخيرا دانيال هاغاري، شكوى إلى هيئة البث الرسمية ووزارة الدفاع متهما القناة 14 بالتحريض ضد القيادة العسكرية.
وقال هاغاري وقتها: إن الجيش يمكنه قبول الانتقادات ولكن القناة 14 “تجاوزت خطا أحمر”، وذلك بعد نشرها فيديو لرئيس الأركان السابق هرتسي هاليفي، جرى فيه تشويه وجهه ليبدو مختلا عقليا ويصرخ عند رؤية شعارات دينية مسيحية على زي جندي.
أتى هذا المقطع، ردا على تقارير أفادت بأن هاليفي أمر جنديا يقاتل على الحدود في الجنوب اللبناني بإزالة رقعة كان يرتديها وعليها كلمة "المسيح".
وترمز تلك العبارة بالوجدان اليهودي إلى مجيء "المسيح" الذي سيقيم دولة اليهود العادلة، وفق مفهومهم.
وأردف هاغاري: "هذا تحريض وإذلال متعمد أثناء الحرب، ومن المؤسف أن هذه ليست المرة الأولى التي تتخذ فيها القناة 14 مثل هذا الإجراء تجاهنا".
ونفت القناة 14 تهمة التحريض ونصحت هاغاري بسخرية بعدم التحول إلى ناقد تلفزيوني. ودعم وزير الاتصالات الليكودي القناة على حساب الجيش.
وفي 23 سبتمبر/أيلول، طالبت ثلاث منظمات مدنية إسرائيلية المدعي العام غالي بهاراف بفتح تحقيق جنائي ضد القناة، متهمين إياها ببث مواد تحرّض على جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، بما في ذلك الإبادة الجماعية.
وخلال شكواهم، قدمت منظمات "زولات" للمساواة وحقوق الإنسان، و"هاتسلاخا.. حركة تعزيز المجتمع العادل"، و"الكتلة الديمقراطية"، قائمة تضم 265 اقتباسا من مضيفين وضيوف برامج حوارية على القناة 14، شملت تصريحاتهم دعوة إلى “الإبادة الكاملة” لسكان قطاع غزة.
وقالت الشكوى القانونية: إن ما لا يقل عن 50 اقتباسا وردت في القائمة “تدعو إلى ارتكاب إبادة جماعية أو تدعمها" عبر الحديث عن “محو غزة وقتل سكانها وعدم عدّهم بشرا وتصنيف 90 بالمئة منهم على أنهم إرهابيون”.

نهج مختلف
وبالعموم، كان هناك ارتفاع في خطاب الكراهية في إسرائيل منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر، وظهر في منافذ إخبارية أخرى، من بينها القناة 13 و12.
ولكن القناة 14 تجاوزت الأمر بشكل كبير؛ حيث إنها في عالم مختلف تماما ولا يمكن مقارنتها بالقنوات الأخرى، وفق ما تقول أيالا بانيفسكي.
ومن المشاهد المختلفة، ظهرت مقدمة الأخبار بالقناة 14، ليتال شيمش، في يناير 2024، وهي تضع سلاحا فرديا على خصرها داخل الأستديو.
وقالت صحيفة "إسرائيل اليوم" اليمينية وقتها: إن القناة 14 هي الأقل مشاهدة ومصداقية وفق استطلاع للرأي.
وأظهر الاستطلاع القناة 12 بالمرتبة الأولى ثم القناة 13 تلتها القناة 11 ثم القناة 14، قبل أن تتقدم الأخيرة بدعم من حكومة نتنياهو.
وفي أكتوبر 2024، نشرت القناة، صورة للمرجع الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني بصفته أحد أهداف خطط الاغتيال؛ مما أثار ضجة كبيرة في العراق؛ حيث قالت بغداد إنها ترفض أي مساس بمكانة "المرجعية الدينية العليا".
وظهرت صورة السيستاني إلى جانب صور لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والأمين العام الحالي لحزب الله نعيم قاسم، والمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، إضافة إلى قيادات في الحرس الثوري الإيراني وحركة حماس.
وأكثر من ذلك، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية في مارس 2025 أن مؤسسة الجيش والأجهزة الأمنية رصدت حملة على الإنترنت تتعلق بتعزيز الجيش المصري لقواته في سيناء، وتسعى لنشر شائعات عن نية مصر تنفيذ هجوم على إسرائيل.
وقالت: إنه لم يجر بعد تحديد هوية الشخص أو الجهة التي تقف وراء هذه الحملة الدعائية الأجنبية، لكنها أشارت إلى القناة 14 الإسرائيلية.
ولم يستبعد المسؤولون الإسرائيليون احتمال أن يكون مسؤولون من داخل إسرائيل وراء نشر هذه التسريبات، في محاولة لإضعاف موقف مصر كوسيط مع الولايات المتحدة في القضايا المتعلقة بالشرق الأوسط بشكل عام وقطاع غزة بشكل خاص.
وأكد موقع العين السابعة، أن القناة 14 تروج لانتهاك مصر اتفاقية السلام وأن مؤسسة الدفاع الإسرائيلية ترصد نشاطا عسكريا للجيش المصري في وسط سيناء.
وكشف أن القناة 14 صعدت من وتيرة حملتها مع بداية العام 2025؛ حيث بدأت هجوما مباشرا ضد الجيش الإسرائيلي، متهمة إياه بعدم اتخاذ إجراء صارم ضد مصر بسبب ما وصفته بانتهاكات لاتفاقية السلام في سيناء.
وبدأت الحملة بتقارير تزعم أن التهديد ضد إسرائيل يأتي من الجنوب، خلافا لتصريحات الجيش الإسرائيلي التي تقلل من هذا الوضع.
وفي 18 فبراير/شباط 2025، جاء في أحد عناوين البرامج الرئيسة على القناة: “ماذا وراء تعزيز الجيش المصري لقواته وهل الخوف من الحرب مبرر؟”
وفي اليوم التالي، جاء رد المذيعة تال مائير على برنامج "إسرائيل هذا الصباح"، بالقول: “إسرائيل ليست مستعدة للحرب مع مصر”.
وأشارت إلى أن مصر، على عكس حماس، دولة ضخمة، والجيش المصري يشكل تهديدا من أبعاد أخرى، ويجب على إسرائيل أن تستعد وفقا لذلك.
خطورتها وتأثيرها
التوجه الرسمي الإسرائيلي دفع القنوات التجارية إلى تبني خط جديد على صعيد التغطية والتحرير ينسجم مع توجهات الخطاب الإعلامي للحكومة.
ففي مقال نشرته صحيفة هآرتس، لفت الكاتب عيدو دفيد كوهين إلى أن قنوات التلفزة الإسرائيلية باتت "نسخة كبيرة" من القناة 14، من حيث جوهر تغطيتها لمسار الحرب على غزة واستماتتها في الدفاع عن رواية الحكومة وتجاهلها المتعمد لفظائع الجيش.
ويقول المختص بالشؤون الإسرائيلية صالح النعامي: "لعلّ أحد أبرز الأمثلة على منافسة القنوات الإسرائيلية، القناة 14، على دغدغة غرائز الانتقام لدى جمهور المشاهدين الإسرائيليين، ما أشارت إليه ياسمين ليفي، ناقدة الإعلام في هآرتس".
وتحدثت ليفي عن إقدام مقدم البرامج الحوارية في القناة 14 داني كشمارو، على توثيق نفسه وهو يضغط على زر جهاز كان بحوزة لواء المشاة جولاني لتفجير منزل في جنوب لبنان أثناء العدوان الأخير، في مشهد بث حينها مباشرة في برنامج "أستوديو الجمعة" الذي يقدمه المذيع.
وقد أفضى هذا الواقع إلى تكريس نمط الصحافة المجندة، التي يرى البعض في إسرائيل أنها تضر بمصالح الدولة الإستراتيجية، وفق ما قال النعامي خلال مقال في 3 مارس 2025.
وقال موقع زمان إسرائيل: إن تل أبيب لا تسعى إلى إعادة صياغة المنظومة الإعلامية من أجل خدمة خطاب اليمين السياسي فقط؛ بل أيضا امتثالا لتعليمات مرجعيات دينية ترى وجوب توظيف الإعلام في تسويق المسوغات "الفقهية" التي تشرع تهجير الفلسطينيين.
وذكر أن وزير الاتصالات كرعي يجاهر بأنه يرى في الحاخام مئير مزوز مرجعيته الدينية الوحيدة، لافتا إلى أن الأخير معروف بحماسه لأفكار الحاخام مئير كهانا الذي أسس حركة "كاخ"، أواخر سبعينيات القرن الماضي.
وكاخ هي أول حركة سياسية في إسرائيل، تطالب علناً بتهجير الفلسطينيين وتصنف إرهابية من جانب دول الاتحاد الأوروبي.
وعن خطورة التوجه الإسرائيلي الجديد، قال أستاذ الدراسات الإسرائيلية بجامعة المنصورة في مصر يحيى عبد الله: “إن القناة 14 تقف خلفها معظم الأحزاب اليمينية، وتخدم أجندتها التوسعية والعدوانية والعنصرية”.
وأردف خلال مقال في أكتوبر 2024: “إنها شعبوية ممنهجة ومؤسسية؛ إذ تصنَّف القناة على أنها تابعة لليمين السياسي الإسرائيلي خاصة الليكودي، بزعامة نتنياهو، وتعكس برامجها دعما واضحا له”.
وقد أوصى بعض أعضاء الكنيست من الليكود، من بينهم زعيم الحزب، نفسه، نتنياهو، وزعيم حزب الصهيونية الدينية، بتسلئيل سموتريتش، وزعيم حزب “شاس” للمتدنيين المتشددين، أرييه درعى، الإسرائيليين بمشاهدة القناة.
وتابع: “لا تخلو وسيلة إعلامية إسرائيلية من تحريض على تجويع وطرد وإبادة الشعب الفلسطيني، لكن القناة 14 الإسرائيلية، بمقدمي برامجها، وبالضيوف الذين تنتقيهم، فاقت كل وصف في الفجاجة والشعبوية”.
المصادر
- The ultranationalist TV channel fast becoming Israel’s most-watched news source
- תנופה ובלימה
- نموذج القناة 14 إسرائيلياً.. خطاب إبادة غزة نووياً! Continue reading at نموذج القناة 14 إسرائيلياً.. خطاب إبادة غزة نووياً! | 180Post
- توظيف القناة 14 لهندسة وعي الإسرائيليين
- 3 منظمات إسرائيلية: القناة 14 بثت أكثر من 50 تصريحا يدعو لإبادة الفلسطينيين بغزة