تسبب دمارا هائلا.. تعرف على الأسلحة الإسرائيلية والأميركية لإبادة أهالي غزة

محمد عيد | منذ ٦ ساعات

12

طباعة

مشاركة

يشهد قطاع غزة منذ بداية العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 استخدام طيف واسع من الذخائر الإسرائيلية والأميركية. 

بدءا بالقنابل الجوية الثقيلة، مرورا بمقذوفات الدبابات ومدافع الهاون والمدفعية ووصولا إلى الصواريخ الموجهة، وهو ما أسفر عن ارتقاء أكثر من 53 ألف شهيد، و121 ألف مصاب.

نمط ممنهج

واستنادا لمعلومات حصلت عليها “الاستقلال” من “هندسة المتفجرات الفلسطينية” في قطاع غزة، بشأن أنواع الأسلحة والقنابل والصواريخ التي استخدمها الجيش الإسرائيلي خلال إبادته لغزة.

ومن القنابل المستخدمة، "GBU-31" (المسماة أحيانا MK-84 المزودة بدليل GPS) "إم كيه 84" التي يصل وزنها الإجمالي نحو 925 رطلا (حوالي 420 كجم)، وتحتوي على المادة المتفجرة Tritonal بحوالي 430 كجم.

حسب هندسة المتفجرات تستخدم هذه القنابل في تدمير المنشآت الثابتة (جسور، مطارات، مبان حكومية)، وعمليات التجريف الأرضي لتطهير مناطق واسعة من المقاومة، واقتحام التحصينات تحت الأرض. 

لهذه القنابل- وهي أميركية الصنع- تأثير ميداني وهو حفرة بعمق يصل إلى 9 أمتار في التربة وقطر قد يفوق 15 مترا، تختلف باختلاف نوعية التربة، إضافة إلى انتشار غازات وعناصر سامة تؤثر على جودة التربة والمياه الجوفية، مما ينعكس على الزراعة والأمن الغذائي. 

وكشفت دراسة أنه خلال الفترة بين 7 أكتوبر و17 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 أسقط جيش الاحتلال مئات القنابل شديدة التدمير تزن الواحدة منها ألف كيلوغرام، ولديها القدرة على إتلاف البنية التحتية للمستشفيات وقتل أو التسبب في إصابات خطيرة على بعد مئات الأمتار على مقربة من المستشفيات في جميع أنحاء غزة. 

واستنتج الباحثون الذين قاموا بالدراسة أن إسرائيل استخدمت “نمطا ممنهجا لإسقاط قنابل مارك-84 الضخمة قرب المستشفيات بما يكفي للتسبب عمدا في أضرار جسيمة وإصابات ووفيات”.

وأوضحوا أن "الأضرار التي تلحق بالمستشفيات بسبب هذه الذخائر وغيرها تكون لها آثار فورية وطويلة الأمد على صحة الفلسطينيين في غزة". 

وقد وجدت الدراسة أن 38 قنبلة من فئة "مارك-84" قد انفجرت قرب المستشفيات في منطقة الإخلاء التي حددتها إسرائيل لسكان غزة. 

ومن القنابل الأخرى المستخدمة ضد المدنيين في قطاع غزة، "1.2 GBU-31 V3/B"، ويصل وزنها الإجمالي إلى 961 رطلا (حوالي 435 كجم)، والمادة المتفجرة بداخلها من نوع Tritonal بوزن يقارب 240 كجم. 

وتؤكد هندسة المتفجرات أن هذا النوع من القنابل يستخدم لضرب التحصينات العسكرية والمخابئ، وتدمير الطرق والبنى التحتية، والمباني السكنية الكبيرة. 

وتأثيرها الميداني يتضمن تدميرا جزئيا أو كليا لمبنى مكوّن من طوابق متعددة ضمن دائرة نصف قطرها 100 متر مربع، وترك حفرة أعمق تصل إلى 9 أمتار في التربة، بغلاف صلب من الفولاذ يشتت شظايا معدنية سامة.

شظايا قاتلة

واستخدم الجيش الإسرائيلي أيضا قنابل "GBU-32 (المسماة MK-83 المزودة بدليل GPS)، والذي يصل وزنها الإجمالي إلى 459 كجم، ويبلغ طولها 3.03 أمتار، وقطرها 0.35 متر، ومدى الإلقاء حتى 28 كم من ارتفاعٍ عال. 

وبينت هندسة المتفجرات الفلسطينية أن استخدامات هذا النوع من القنابل يستخدم في استهداف المنشآت العسكرية والأهداف تحت الأرض وجسور المنافذ الحدودية، بالإضافة إلى المباني السكنية والمباني الحكومية. 

وتحدث هذه القنابل حفرة بقطر يتراوح بين 6–8 أمتار وعمق يقارب 6 أمتار، وتلوث كيميائي للمياه الجوفية نتيجة انبعاث غازات وعناصر سامة عند الانفجار، والحديث لهندسة المتفجرات. 

واستخدم الجيش الإسرائيلي أيضا القنبلة 1.4 GBU-39/B وهي صغيرة موجهة، ويصل وزنها الإجمالي إلى 113كم، وتحمل رأسا حربيا AFX‑757 بوزن 17 كجم، ويبلغ طولها 1.8 متر، وقطرها 0.19 متر. 

ويستخدم هذه النوع من القنابل في ضرب الملاجئ تحت الأرض، وتدمير الأهداف داخل المباني بدقة عالية لتقليل الأضرار الجانبية، كما لها قدرة اختراق تصل إلى 2.4 متر من الخرسانة.

ويمكن توجيهها إلى إصابة أهداف ضمن نطاق ضيق جدا، ورغم صغر حجمها، فإن تشكيلاتها المصنوعة من الفولاذ الصلب تنتج شظايا قاتلة داخل المباني السكنية  

ومن القنابل المستخدمة أيضا "Spice 2000" وهي موجهة بإنتاج شركة رافائيل الإسرائيلية، يصل وزنها الإجمالي إلى 924 كجم، والمادة المتفجرة المستخدمة تحمل اسم Tritonal بحوالي 430، حسب هندسة المتفجرات. 

وتعمل هذه القنبلة ضمن نظام التوجيه GPS + IR + TV، وهي قابلة لإعادة البرمجة على الهدف أثناء الطيران، وتستخدم في استهداف الأبراج السكنية، والمقرات الحكومية، ومساحات واسعة من الأراضي الزراعية. 

وتتسبب هذه القنبلة في تدمير منزل مكون من عدة طوابق ضمن دائرة نصف قطرها 150 مترا، وحفرة بعمق 9 أمتار في التربة، وتحدث تلويثا بيئيا طويل الأمد نتيجة انتشار شظايا ومعادن ثقيلة ضمن التربة والمياه الجوفية.

مجازر أليمة

في صباح 13 يوليو/تموز 2024، في منطقة مواصي خان يونس، استهدفت طائرات الجيش الإسرائيلي خيام النازحين في تلك المنطقة المصنفة أنها آمنة، بعدد من الصواريخ وهو ما أدى إلى حدوث مجزرة وارتقاء أكثر من 90 شهيدا. 

وعثر النازحون والصحفيون على بقايا الصواريخ المستخدمة في تلك المجزرة وتبين أنها من طراز "سبايس 2000″، التي تزن طنين من الحمم. 

وأظهرت تحليلات ثلاثة خبراء تحدثوا إلى صحيفة "نيويورك تايمز"، حينها واستنادا إلى نمط الشظايا وعمق الحفر، أن القنبلة التي استخدمت في تلك المجزرة كانت من هذا الطراز، وبلغ عدد الشهداء ما لا يقل عن 90 فلسطينيا، بينما امتلأت المستشفيات بمئات المصابين، حسب وزارة الصحة في غزة. 

كذلك ارتكب الاحتلال مجزرة أخرى في منطقة المواصي غرب خان يونس في سبتمبر/ أيلول 2024، وتسببت في قتل عشرات النازحين، وتبين استخدام قنبلة أميركية الصنع من نفس طراز المستخدمة في المجزرة السابقة، وفقا لتأكيدات هندسة المتفجرات الفلسطينية.

إلى جانب تلك المجزرة أسقط الاحتلال أيضا قنابل على مخيم للنازحين في مدينة رفح جنوب قطاع غزة في مايو/أيار 2024. 

ونشر بعض المواطنين صورا لبقايا القنابل المستخدمة وتبين أنها أميركية الصنع من نوع "جي بي يو-39". 

وحينها أكدت شبكة "سي إن إن" الأميركية أن إسرائيل استخدمت قنابل "جي بي يو-39" من طراز "سي دي بي" أميركية الصنع لقصف مخيم النازحين في رفح جنوبي قطاع غزة، مؤكدة أن مثل هذا النوع من القنابل “لا يمكن أن يستخدم في المنطقة التي استهدفها الجيش الإسرائيلي”. 

ومن خلال تحليل مقطع فيديو جرى تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي من مكان الحادث بناء على تأكيدات خبراء بالأسلحة المتفجرة شددت الشبكة على أن ذيل القنبلة الأميركية الذي يبقى بعد انفجارها وُجد في مكان الاستهداف.

ونقلت الشبكة عن خبير بالأسلحة قوله: إن القنبلة -التي تصنعها شركة بوينغ- هي ذخيرة عالية الدقة مصممة لمهاجمة "أهداف ذات أهمية إستراتيجية"، مشيرا إلى أن استخدام ذخيرة بهذا الحجم “سيؤدي إلى مخاطر في منطقة مكتظة بالسكان". 

قذائف الدبابات

واستخدم سلاح المدرعات في الجيش مقذوفات دبابات من نوع M325، وهي قذيفة شديدة الانفجار متعددة الأغراض، مزودة بشحنة HEAT لاختراق الدروع (45 مم) وتحول COM‑B للتدمير المحلي، وزن المتفجرة نحو 1.8 كجم، واستخدمت لاستهداف المنازل القريبة من الحدود ولقتل الأفراد داخلها.

وأيضا استخدم الجيش قذيفة M329، وهي عنقودية تضم 6 ذخائر فرعية مليئة بالشظايا المعدنية الثقيلة، تبرمج لتنفجر إما عند الصدم داخل المبنى أو فوق الهدف، مدى فعال حتى 4 كم، تُستخدم ضد الملاجئ والبنى الخفيفة.

ومن القذائف المستخدمة أيضا M339، وهي قذيفة شديدة الانفجار متعددة الأغراض ببرمجة إلكترونية لصماماتها (PD/PDD/AB)، وزن المتفجرة نحو 2.3 كجم، وتنتشر شظايا عند الانفجار الجوي ضمن دائرة واسعة.

ورصدت هندسة المتفجرات، استخدام البحرية الإسرائيلية قذيفة HE‑PD 76mmK وهي بحرية شديدة الانفجار بوزن متفجر 660 غراما، تطلق من الزوارق الحربية لاستهداف الشواطئ والمنازل القريبة من الساحل. 

وأيضا استخدمت البحرية الإسرائيلية مقذوف 155mm M107 HE، وهو مدفعي شديد الانفجار أميركي الصنع، وزنه نحو 43.9 كجم، مدى يصل إلى 18–39 كم، ينتج عنه آلاف الشظايا لخلق مناطق محروقة واسعة ضمن القصف المساحي. 

كذلك استخدمت البحرية قذيفة M150 Smoke، وهي دخانية تطلق لتشكيل ستار دخاني لتعمية تقدم القوات، استخدمت للمرة الأولى خلال العدوان الأخير، وتصدر دخانا يستمر 2–3 دقائق. 

ومن القذائف المستخدمة M485، وهي إنارة بعبوة مغنيسيوم-نترات صوديوم، تضيء السماء ليلا لمساحة قطرها 1 كم ولمدة 120 ثانية، لتوجيه القصف ومراقبة الحركة ضمن الليل والنهار.

الصواريخ الموجهة  

أكدت هندسة المتفجرات أنها رصدت استخدام الجيش الإسرائيلي صاروخا من نوع  AGM‑114 Hellfire، وهو موجه بالليزر، وهو مضاد للدبابات يطلقه الأباتشي والمنصات الأرضية، استُخدم في استهداف الشقق السكنية والمواقع المقاومة. 

ومن الصواريخ المستخدمة صاروخ "سبايك" (Spike)، وهو متوسط المدى (حتى 2.5 كم)، يرميه جنديان مزودان بعدسة IR، برأس حربي مزدوج الشحنة لاختراق التحصينات وتفجيرها. 

وأيضا استخدم الجيش صاروخا من نوع Spike NLOS، وهو بعيد المدى (حتى 25 كم)، يطلق من منصات أرضية أو طائرات استطلاع، مع تحكم عبر موجات راديو مشفرة، برأس حربي ناسف وتاندوم لاختراق الدروع (120 مم).

استخدم الجيش أيضا صاروخا من نوع Spike LR/SR/ER، وهو من نماذج قصيرة وطويلة المدى تعمل بالأشعة تحت الحمراء أو تلفزيونيا، يستخدمها الجيش وطائرات الهليكوبتر والسفن الحربية لتغطية الظروف الجوية والليلة كافة. 

ورصدت هندسة المتفجرات استخدام الجيش الإسرائيلي وسلاح المشاة تحديدا قذائف هاون شديدة الانفجار من نوع 120mm HE، ويصل مداها إلى 3 كم، خضراء زيتونية اللون، استخدمت ضمن قصف المناطق الحدودية بشكل محدود. 

 وأكدت أن الجيش استخدم لأول مرة قذائف هاون موجهة إسرائيلية الصنع بعيار 120 مم، وطرحت في رفح خلال عدوان 2014 دون الإفصاح عن تقنية التوجيه، وتعكس تحولا نحو دقة أعلى حتى في قذائف الهاون. 

واستخدم الجيش أيضا قذائف من نوع Smoke120 mm، وتحتوي على نترات الصوديوم والمغنيسيوم لإنارة ساحة المعركة، مدى يصل إلى 9.5 كم، كما تحتوي على مادة هكسا كلورو إيثان لإنتاج ستار دخاني، تستخدم للقناصة والتعتيم على تحركات المقاومة. 

آثار مدمرة 

هندسة المتفجرات أكدت أن العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع أظهر تنوّعا كبيرا في الذخائر الإسرائيلية من القنابل الثقيلة الموجهة جراحيا (GBU‑31/GBU‑39) إلى الصواريخ المضادة للدروع والدقة العالية (Hellfire وSpike)، إلى المدفعية الثقيلة وقذائف الهاون التقليدية والموجهة. 

 ويترتب على هذا الاستخدام المكثف، آثار مدنية وإنسانية وبيئية خطيرة، تشمل خسائر بشرية كبيرة نتيجة الدقة الفائقة والفعالية التدميرية للذخائر، وتدمير البنى التحتية المدنية. 

وأيضا إحداث تلوث بيئي طويل الأمد للمياه الجوفية والتربة بالعناصر السامة والشظايا المعدنية، وتهديد الأمن الغذائي بفعل تضرر الأراضي الزراعية والآبار. 

وأكد الخبير العسكري يوسف الشرقاوي، أنه من خلال الصور التي تخرج من قطاع غزة لبقايا القنابل التي استخدمت في قصف خيام النازحين والمستشفيات، تبين أنها أميركية الصنع.

وأوضح الشرقاوي لـ"الاستقلال" أنه "وفق ما شهدناه من صور لبقايا بعض القنابل تبين أنها قنابل مارك 84 التقليدية، وهي تزن حوالي 900 كغم وتعرف بالقنابل الغبية نظرا لعدم دقتها". 

ولفت إلى أن “هذه القنابل تستخدم بشكل واسع وتسبب دمارا هائلا في المناطق المستهدفة، مما يؤدي إلى خسائر بشرية ومادية كبيرة”.

وأضاف: "كذلك قنابل JDAM (ذخائر الهجوم المباشر المشترك) تضاف أنظمة توجيه GPS إلى القنابل التقليدية لتحسين دقتها، ورغم ذلك، في بيئة مكتظة مثل غزة، قد تؤدي إلى أضرار جانبية كبيرة".

ويبين الشرقاوي أن قنابل "سبايس" الإسرائيلية تستخدم لتحويل القنابل التقليدية إلى قنابل موجهة بدقة عالية، وتحتوي على كاميرات وأنظمة توجيه متقدمة، لكنها لا تزال تسبب دمارا واسعا في المناطق المدنية. 

وأشار إلى أن “استخدام القنابل يؤدي إلى تسرب مواد سامة إلى المياه الجوفية والتربة، مما يجعلها غير صالحة للاستخدام الزراعي أو البشري، كما أن القصف المكثف يدمر شبكات المياه والصرف الصحي، مما يؤدي إلى انتشار الأمراض وتفاقم الأوضاع الصحية”. 

ويوجد لهذه القنابل، حسب الشرقاوي، آثار صحية طويلة الأمد، حيث التعرض للمواد السامة الناتجة عن القنابل قد يؤدي إلى أمراض مزمنة، بما في ذلك السرطان وتشوهات خلقية.