بدأت استخراج النفط من حقل سانغومار... حقيقة انضمام السنغال لـ"أوبك"
أصل الالتباس هو بيان صادر عن وزارة الطاقة والبترول والمناجم السنغالية
ظهرت شائعات كثيرة أخيرا حول انضمام السنغال إلى منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، خاصة بعد بدء استخراج النفط من حقل “سانغومار”.
بدأت تلك الشائعات نتيجة بيان صادر عن وزارة الطاقة والبترول والمناجم السنغالية بعد لقاء الوزير، بيرام صولاي ديوف، مع الأمين العام لأوبك، هيثم الغيص، في مقر المنظمة في فيينا.
وتطرقت صحيفة "جون أفريك" الفرنسية إلى أساس هذه “المعلومات غير الدقيقة”، موضحة تفاصيل المحادثات بين الوزير والأمين العام لأوبك.
محادثات جارية
وقالت إنه بمجرد بدء الشراكة بين شركة "وودسايد" الأسترالية مع نظيرتها "بتروسين" المملوكة للدولة في استغلال حقل "سانغومار" البحري، أُعلن عن انضمام السنغال إلى أوبك.
ولكن بحسب ما ورد عن الصحيفة، فإن المعلومات المنتشرة لم تُؤكد بعد، والاحتمال الأكبر أنها خاطئة.
وفي هذا السياق، تلفت الأنظار إلى أن أصل الالتباس هو بيان صادر عن وزارة الطاقة والبترول والمناجم (السنغالية) عقب الاجتماع بين الوزير ديوف، والأمين العام لأوبك، هيثم الغيص في الأول من يوليو/تموز 2024.
وأشار البيان إلى دول منظمة أوبك بأنها "الدائرة الضيقة للدول المنتجة للبترول"، مما أثار اللبس حول انضمام السنغال إليها.
وبالنظر إلى أصل المحادثات، في اتصال مع "جون أفريك"، أكدت وزارة الطاقة والبترول والمناجم السنغالية "وجود مناقشات بين السنغالي بيرام صولاي ديوف والكويتي هيثم الغيص فقط".
وكما توضح الصحيفة، يدرس الطرفان "هذه الفرصة الجديدة، خاصة من حيث الإمكانات لتعزيز النمو الاقتصادي وخلق فرص عمل وتطوير الموارد الطبيعية بشكل كامل".
وبشأن إنتاجه للنفط، تذكر أنه من المتوقع أن تنتج السنغال مع بدء إنتاج حقل الغاز "جراند تورتو أحميم" (GTA)، من 100 إلى 125 ألف برميل من النفط يوميا من حقل "سانغومار"".
وتعد السنغال بالفعل عضوا مراقبا في منتدى الدول المصدرة للغاز (GECF).
وعلى الرغم من أن هذا الإنتاج متواضع، إلا أنه سيمكنها من الانضمام إلى قائمة العشرة الأوائل من منتجي النفط في القارة، وفق جون أفريك.
الانضمام إلى المصدرين
وبالحديث عن الشركة الأسترالية التي أقامت شراكة حديثة مع "بتروسين"، تذكر أن "وودسايد" -التي ضخت إجمالي 513 ألف برميل من النفط يوميا في عام 2023- تُعد هي المشغلة لمشروع "سانغومار" بحصة تبلغ 82 بالمئة، إلى جانب الشركة المملوكة للدولة بنسبة 18 بالمئة.
ووفق الصحيفة، يُحمل النفط السنغالي من سفينة الإنتاج والتخزين والتفريغ العائمة "ليوبولد سيدار سنغور" -باسم أول رئيس للدولة الإفريقية- البالغة طاقتها 1.3 مليون برميل، والتي ترسو على بعد نحو 100 كيلومتر قبالة سواحل داكار، عاصمة البلاد.
وفي صباح 1 يوليو/ تموز 2024، وصلت ناقلة النفط "ماران بوسيدون" -التي ترفع العلم اليوناني- إلى محطة التصدير الخاصة بالمشروع، والبالغة طاقتها 100 ألف برميل يوميا.
وتمثل شحنة التصدير الأولى -على حد وصف الصحيفة- علامة فارقة بالنسبة لدولة السنغال، التي تنضم إلى مصاف مصدري النفط في العالم بمشروع التطوير الذي تبلغ قيمته 5.2 مليارات دولار.
وفي الوقت نفسه، تعد هذه الشحنة بمثابة "براميل إضافية من النفط الخام من خارج تحالف أوبك تصل إلى السوق".
ويحدث ذلك في الوقت الذي يحاول فيه تحالف المنتجين تحقيق الاستقرار في السوق وتعزيز الأسعار، وسط ارتفاع الإنتاج في الأميركيتين والتضخم الثابت على مستوى العالم.
حقبة جديدة
وفيما يخص الوجهة التي سيُنقل الخام إليها بعد التحميل، صرح المتحدث باسم "وودسايد" في وقت سابق بأنه يحتوي على صفات حمضية متوسطة مماثلة لدرجات مثل خام عمان وحقل "يوهان سفيردروب" النرويجي.
وهنا، تلفت الصحيفة إلى أن خام مزيج عمان يُباع في المقام الأول إلى الصين، في حين يحظى خام "يوهان سفيردروب" بشعبية كبيرة بين المصافي في بولندا وهولندا وألمانيا.
وفي بيان سابق، قال رئيس شركة "بتروسين"، ثيرنو لي إن النفط الأول من حقل "سانغومار" يمثل حقبة جديدة، ليس فقط للصناعة والاقتصاد في بلادنا، ولكن الأكثر أهمية من ذلك لشعبنا.
وأكمل: "لم نكن في وضع جيد مثل هذا من قبل للحصول على فرص النمو والابتكار والنجاح في التنمية الاقتصادية والاجتماعية لأمتنا".
وفي هذا السياق، تشير الصحيفة إلى أن الشحنة الأولى تأتي بعد أقل من 4 أشهر من فوز مفتش الضرائب السابق، باسيرو ديوماي فاي، بشكل مفاجئ في الجولة الأولى من الانتخابات في السنغال.
وبحسب ما ذكرته، فقد وعد باسيرو ديوماي فاي بإعادة التفاوض على عقود النفط والغاز، إلا أن مصادر قالت إن "مثل هذا الإجراء لم يُتخذ حتى الآن".
وبالإشارة إلى الشروط اللازمة لانضمام السنغال فعليا إلى منظمة أوبك، تقول الصحيفة: "لكي تصبح داكار عضوا كاملا، يجب أن يكون لديها تصدير صاف كبير من النفط الخام وأن تكون مصالحها مشابهة بشكل أساسي لمصالح الدول الأعضاء"".
وفي هذا الصدد، تنوه الصحيفة أن "طلب العضوية سيخضع للتصويت في مؤتمر وزراء المنظمة الذي يُعقد مرتين بالسنة في فيينا".
وبشكل عام، توضح أن السنغال، بعد ساحل العاج، تعد ثاني دولة في القارة تعبر عن اهتمامها بالانضمام إلى أوبك.
جدير بالذكر أن المنظمة تتكون من 12 دولة، من بينها ست إفريقية؛ الجزائر والكونغو والغابون وغينيا الاستوائية وليبيا ونيجيريا.
وبحسب ما ورد عن الصحيفة، فإن حصص إنتاج الدول الأعضاء تُحدد للحفاظ على الاتجاه التصاعدي لأسعار الهيدروكربونات.