تضم إيهود باراك.. ما حقيقة توقيع الجزائر عقدا مع شركة ضغط مرتبطة بإسرائيليين؟

2 months ago

12

طباعة

مشاركة

توقيع الجزائر عقدا مع شركة أميركية لتمثيل مصالحها في واشنطن، أثار الانتباه والتساؤلات حول طبيعة هذه الشركة وأهدافها الحقيقية. 

وقالت مجلة "جون أفريك" الفرنسية إن “هذه الشركة لها علاقات قوية مع إسرائيل، مما يعد مفاجئا بالنظر إلى موقف الجزائر المناصر للقضية الفلسطينية والمعادي لإسرائيل”. 

عقد اعتيادي

وفي بداية سبتمبر/ أيلول 2024، وقع السفير الجزائري في واشنطن، صبري بوقادوم، عقدا مع شركة "BGR Group" للقيام بعمليات ضغط "لوبي" في الولايات المتحدة لصالح الدولة الجزائرية.

وذكرت المجلة أن “هذا العقد يدخل حيز التنفيذ بدءا من 10 سبتمبر/ أيلول 2024، ويبلغ قيمته 720 ألف دولار سنويا، دون احتساب النفقات الأخرى التي قد تتكبدها الشركة في إطار أنشطتها لهذا العميل”.

ووفقا للوثيقة الموقعة من قبل السفير بوقادوم والمسجلة وفقا لقانون تسجيل الوكلاء الأجانب الأميركي، ستقدم مجموعة "BGR" خدمات في الشؤون الحكومية والعلاقات العامة لصالح العميل فيما يتعلق بالعلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والجزائر. 

وهذا العقد بين الشركة الأميركية والسفارة الجزائرية في واشنطن سيكون تحت إشراف الرئيس السابق لمركز الأعمال الأميركي الإفريقي "USAfBC" في غرفة التجارة الأميركية، سكوت آيسنر، بحسب ما ورد عن المجلة.

وفي هذا السياق، أوضحت أن "لا شيء أكثر اعتيادية من هذا النوع من العقود، خاصة في الولايات المتحدة حيث يعد اللوبي الضغط أمرا أساسيا". 

لكن ما يثير التساؤلات -بحسب المجلة- هو الشركة التي اختارتها الجزائر. 

تاريخ الشركة

وفي هذا الصدد، ذكرت "جون أفريك" أن مجموعة "BGR" تعد واحدة من أهم شركات الضغط والاتصالات في واشنطن، كما أنها تعمل مع ما يقرب من 200 عميل في الولايات المتحدة وحول العالم.

ووفقا لوسائل إعلام أميركية، حققت الشركة إيرادات بلغت 41.70 مليون دولار عام 2023، مقارنة بـ39.22 مليون دولار في 2022.

ومن ناحية أخرى، رغم أن الشركة تصف نفسها بأنها "ثنائية الحزبية"، أي قادرة على العمل مع كل من الديمقراطيين والجمهوريين، إلا أن المجلة تعكس أن "الشركة في الواقع أكثر تحيزا سياسيا مما تدعي".

وبالحديث عن تأسيسها، أوضحت جون أفريك أن الشركة الأميركية تأسست عام 1991 على يد إد روجرز وهايلي باربور، وهما مسؤولان سابقان في إدارة الرئيس الأربعين للولايات المتحدة، رونالد ريغان.

إضافة إلى ذلك، شغل الثاني أيضا منصب حاكم ولاية ميسيسيبي -تحت راية الحزب الجمهوري- من 2004 إلى 2012.

وفي عام 1992، انضم إلى المؤسسين لاني غريفيث، وأصبحت الشركة تُعرف باسم “باربور، غريفيث وروجرز”.

ولكن بحسب ما نقلته المجلة الفرنسية عن موقع "هاف بوست"، لم تقم الشركة بتغيير اسمها إلى "BGR" إلا بعد انتخاب باراك أوباما رئيسا في 2008، وذلك بهدف تقليل التركيز على هوية مؤسسيها المعروفين بانتمائهم للحزب الجمهوري، ولتقديم نفسها على أنها "ثنائية الحزبية". 

ومنذ ذلك الحين، شملت قائمة عملائها الدوليين كلا من السعودية والبحرين وأذربيجان وصربيا والهند وبنما وكوريا الجنوبية (..).

علاقات مع إسرائيل

وبخلاف ما ذُكر سابقا، قالت المجلة إن "ما يثير الدهشة في اختيار السلطات الجزائرية هو أن مجموعة (BGR)، بالإضافة إلى نفوذها في دوائر صنع القرار بواشنطن، معروفة بعلاقاتها مع إسرائيل أو مع جهات إسرائيلية". 

ومن بين المستشارين الرئيسين في المجموعة يوجد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك. 

وبالبحث في موقع الشركة، لفتت المجلة إلى أن باراك يُقدم بهذه العبارات: "بعد مسيرة في قوات الدفاع الإسرائيلية، حيث كان الجندي الأكثر تتويجا في تاريخ إسرائيل، شغل منصب رئيس الأركان العامة. وانخرط في السياسة وخدم إسرائيل في عدة مناصب، بما في ذلك رئيس الوزراء ووزير الدفاع" .

بالإضافة إلى ذلك، في حسابها على منصة "لينكد إن"، تؤكد مجموعة "BGR" أيضا على أن "إيهود باراك هو عضو في مجلس الخبراء والمستشارين التابع لها".

وذكرت المجلة أنه في "الفترة التي كان فيها إيهود باراك رئيسا للحكومة، التقى بالرئيس آنذاك عبد العزيز بوتفليقة على هامش جنازة الملك الحسن الثاني، التي جرت في يوليو/ تموز 1999 بالرباط".

وادعت أنه “خلال هذا اللقاء، تعهد بوتفليقة بفتح سفارة في إسرائيل إذا وافقت الأخيرة على الاعتراف بدولة فلسطينية، لكن الأمور لم تتقدم بعد ذلك”.

علاوة على ذلك، قالت "جون أفريك" إن "الروابط بين مجموعة (BGR) وإسرائيل لا تقتصر على شخص إيهود باراك". 

ففي عام 2020، عملت شركة الضغط الأميركية "بشكل نشط على تطبيع العلاقات بين إسرائيل والبحرين، في إطار اتفاقيات إبراهيم". 

ووفقا لوثائق اطلعت عليها المجلة الفرنسية"، دفع النظام البحريني مبلغ 730 ألف دولار عام 2023 لمجموعة "BGR" مقابل خدماتها.

تبرعات للنجمة 

وعقب عملية “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، أعلنت مجموعة "BGR" عن "دعمها للشعب الإسرائيلي". 

كما أشارت الشركة إلى أنها قدمت تبرعات لمنظمة “نجمة داوود الحمراء” لصالح "ضحايا الهجمات الإرهابية الأخيرة"، كما وصفتها الشركة دون الكشف عن قيمة الدعم المالي.

جدير بالذكر أن "نجمة داوود الحمراء" هي خدمة الطوارئ الرسمية في إسرائيل، وتدير بشكل خاص سيارات الإسعاف وحملات التبرع بالدم. 

وتأسست هذه المنظمة عام 1930، وتضم حاليا 1300 موظف و32 ألف متطوع، ولها فروع في فرنسا وبلجيكا وكندا. 

وأضافت المجلة الفرنسية أنه في 4 سبتمبر/ أيلول 2024، أي بعد يوم واحد من توقيع العقد بين مجموعة "BGR" والسفير الجزائري في واشنطن، أعلنت المجموعة "تعيين وزير الأمن العام الإسرائيلي، جلعاد أردان، رئيسا عالميا لها". 

ووفقا للبيان الصحفي الصادر عن الشركة، فإن أردان سيعمل على تعزيز أنشطة الطوارئ الطبية وخدمات الدم في المنظمة وتمثيلها على الساحة الدولية، بالإضافة إلى الدفاع عن مصالح "نجمة داوود الحمراء" في المحافل الدولية والأحداث العالمية الأخرى.

وفي إطار ما ذُكر سابقا، ذهبت المجلة إلى أنه "ليس من المؤكد أن التمثيل الدبلوماسي الجزائري في واشنطن قد درس أنشطة مجموعة (BGR) بشكل كاف قبل التعاقد معها". 

واستطردت: “فالجزائر، التي تدعم القضية الفلسطينية بشكل غير مشروط، تعد إسرائيل عدوا لدودا”.

علاوة على ذلك، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، لم تتوقف السلطات الجزائرية عن تأكيد دعمها للشعب الفلسطيني ولحركة المقاومة الإسلامية “حماس”. 

وأضافت المجلة أن “الزعيم الجديد لحركة حماس، يحيى السنوار، أرسل أخيرا رسالة تهنئة للرئيس عبد المجيد تبون بمناسبة إعادة انتخابه لولاية ثانية”.