الاحتلال يواصل خطة التهجير القسري في القطاع وناشطون: تواطؤ عربي ودولي
حرب إبادة جماعية على شمال غزة وتهجير أهله قسريا بمنع الطعام والماء والدواء
لليوم الثامن على التوالي، يرتكب الاحتلال الإسرائيلي بسلاح أميركي وتواطؤ عربي رسمي وتدجين أُمة إبادة جماعية بشمال قطاع غزة خاصة جباليا، مستهدفا القطاعات الحيوية سعيا لتحقيق خطة التهجير القسري وفصل الشمال عن غزة مخلفا عشرات القتلى والجرحى.
يحدث ذلك تمهيدا لتطبيق خطة الجنرالات التي أعدها الاحتلال قبل أيام وصادق المستوى السياسي عليها، بهدف إفراغ سكان شمال غزة ودفعهم للنزوح قسرا نحو جنوب القطاع وسيطرة الاحتلال على المنطقة بأكملها.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، في 13 أكتوبر/تشرين الأول 2024، إن جيش الاحتلال يعزز ممارسة الإبادة الجماعية في جباليا ومحافظة شمال قطاع غزة ويمنع الطواقم الإسعافية والدفاع المدني من انتشال أكثر من 75 شهيدا حتى الآن.
وأضاف أنه لليوم الثامن على التوالي من حصار جباليا وشمال غزة؛ يمنع جيش الاحتلال الطواقم الإسعافية والدفاع المدني من انتشال أكثر من 75 شهيدا من أصل 285 شهيدا قتلهم الاحتلال خلال الأيام الثمانية الماضية.
وأكد المكتب الإعلامي أن جيش الاحتلال يرتكب مجازر ضد الإنسانية ويمارس القتل العمد من خلال قصف مراكز النزوح والإيواء، ويرتكب عدة مجازر فظيعة ضد المدنيين من خلال القصف المقصود لتجمعات الأطفال والنساء.
وأوضح أن الاحتلال يعمل على القضاء بشكل كامل على المنظومة الصحية من خلال إخراج جميع مستشفيات الشمال عن الخدمة وإطلاق النار عليها بشكل مباشر، داعيا كل دول العالم إلى إدانة هذه الجرائم الوحشية.
وحمل المكتب الإعلامي في الوقت ذاته، الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأميركية كامل المسؤولية عن استمرار جريمة الإبادة الجماعية ومواصلة استهداف وقتل المدنيين في جباليا وشمال غزة، خاصة قتل الأطفال والنساء.
وقالت وسائل إعلام إن عددا من الفلسطينيين قتلوا وأصيب آخرون، الأحد، جراء قصف مدفعي وجوي إسرائيلي عنيف يستهدف مخيم وبلدة جباليا وبلدتي بيت لاهيا وبيت حانون شمالي غزة، في حملة الإبادة الجديدة التي تنفذها القوات الإسرائيلية.
ونفذ جيش الاحتلال عمليات نسف لعشرات المباني السكنية في مخيم وبلدة جباليا ومنطقة التوام في بلدة بيت لاهيا، وعشرات القتلى تتناثر جثثهم في شوارع وأزقة المخيم والبلدة جراء قصف إسرائيلي يستهدف أيضا كل من يحاول الوصول إليهم -بحسب شهود عيان للأناضول.
وكان جيش الاحتلال قد بدأ في 6 أكتوبر عملية عسكرية ضد مخيم جباليا، تحت ذريعة القضاء على محاولات ترميم حماس قدراتها العسكرية وبدء العملية بإطلاق قذائف مدفعية تجاه منازل المواطنين وإطلاق النار تجاه كل من يتحرك في الشوارع والطرقات.
وتعد هذه العملية البرية الثالثة التي ينفذها الاحتلال في مخيم جباليا منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023 والتي أسفرت عن استشهاد 42 ألفا و126 فلسطينيا؛ إذ سبق وهاجمه بريا مرتين سابقتين في نوفمبر/تشرين الثاني، وديسمبر/كانون الأول 2023.
وبدورها، قالت حركة المقاومة الإسلامية حماس إن "مجازر الاحتلال النازي باستهداف مربع سكني في جباليا البلد مساء الجمعة، والتي أوقعت العشرات الشهداء والمصابين، هي استمرار لحرب الإبادة الصهيونية الإجرامية المستمرة بغطاء أميركي بحق شعبنا".
وأضافت في بيان أصدرته في 12 أكتوبر، أن "مجازر الاحتلال التي تشتد هذه الأيام ضد أهلنا في جباليا تهدف لمعاقبتهم على صمودهم على أرضهم ورفضهم كل محاولات التهجير".
وتابعت حماس: "الجرائم الإرهابية النازية التي تتواصل للعام الثاني تؤكد للعالم أن هذا الكيان المارق الفاشي متعطش للدماء والانتقام ولمزيد من الإبادة الجماعية بحق شعبنا في غزة والشعب اللبناني".
وأعرب ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي عن غضبهم من شن الاحتلال الإسرائيلي حرب إبادة جماعية على شمال غزة وتهجير أهله قسرا بمنع الطعام والماء والدواء وباستخدام الصواريخ والمُسيرات والطائرات والدبابات والبوارج الحربية.
ونددوا عبر تغريداتهم وتدويناتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #شمال_غزة_يباد، #جباليا_تباد، وغيرها من الوسوم الأخرى، ارتكاب الاحتلال لكل هذه الجرائم على البث المباشر وبأعلى جودة وأمام أنظار الجميع دون ان يحرك ذلك ساكنا.
واستنكر ناشطون تمادي الاحتلال في مجازره أكثر وممارسته أبشع جرائم الحرب تحت صمت وتواطؤ عربي ودولي وإصرار أميركي وغربي على دعمه، مؤكدين أن غزة خاصة شمالها يعيش الفترة الأصعب في تاريخه.
حقيقة الأوضاع
وعن حقيقة الأوضاع في شمال القطاع الميدانية والإنسانية، أوضح الصحفي أنس الشريف، أن أهالي شمال غزة يرفضون الإخلاء القسري ويصرون على البقاء في مناطقهم، متنقلين من شارع إلى آخر ومن زاوية لأخرى.
وأشار إلى أنه شاهد عددا من الأسر التي انتقلت إلى غرب المدينة، ينام الناس في الشوارع تحت البرد والمطر، مصرّين على البقاء في الشمال وعدم مغادرته.
ولفت الصحفي محمد عبدالعزيز، إلى أن أهالي مخيم جباليا ممن هو قادر على التواصل ينشر وصيته على مواقع التواصل الاجتماعي من شدة القصف والقتل الذي يجرى هذه الأثناء، داعيا لتكثيف الدعاء لجباليا وأهلها وشمالها الصامد.
وقال المراسل التلفزيوني يوسف فارس، إن جيش الاحتلال ينفذ أكبر عملية إخلاء وتهجير قسري في شمال القطاع، لكن أدواته مغايرة عما تم الحديث عنه في "خطة الجنرالات".
وأضاف: "نحن نواجه الموت قصفا وليس جوعا"، مؤكدا أن لدى العدو متسعا ليفعل ما يشاء طالما لم تلق جرائمه حتى مجرد إدانة واستنكار، وأهل الشمال في امتحان عظيم وابتلاء كبير.
دوافع الاحتلال
وبرز حديث ناشطين عن أهمية ورمزية جباليا وأسباب إصرار الاحتلال الإسرائيلي على تنفيذ إبادة جماعية وتطهير عرقي يتلوها إخلاء تام هناك، منها أن سقوطها يعني سقوط الشمال كله.
ومخيم جباليا يقع في الشمال الشرقي لقطاع غزة بمحاذاة مدينة تحمل الاسم ذاته، وعلى مسافة كيلومتر واحد عن الطريق الرئيسة غزة-يافا، وتحده من الشمال قرية بيت لاهيا ومن الجنوب والغرب مدينة جباليا وقرية النزلة ومن الشرق بساتين الحمضيات.
وهو أحد أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في القطاع، أنشئ بمحاذاة بلدة جباليا بعد نزوح آلاف الفلسطينيين إليه قادمين من قرى ومدن جنوب فلسطين عقب النكبة عام 1948.
وتشرف وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (أونروا) على مختلف الخدمات الاجتماعية المقدمة لسكان المخيم، الذي يعاني من الاكتظاظ.
وترجع رمزية المخيم، إلى انطلاق شرارة "انتفاضة الحجارة" الانتفاضة الفلسطينية الأولى منه في 8 ديسمبر 1987، عندما دهس سائق شاحنة إسرائيلي مجموعة من العمال الفلسطينيين في حاجز إيريز، مما أسفر عن استشهاد 4 عمال وجرح 7 آخرين.
واستمرت هذه الانتفاضة إلى حين توقيع اتفاق أوسلو بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية عام 1993.
ويعد مخيم جباليا أحد المعاقل الرئيسة للمقاومة الفلسطينية، مما يجعله مستهدفا من إسرائيل في كل عملياتها العسكرية بغاية إخضاع سكانه وكسر شوكة المقاومة.
وأوضح الإعلامي تامر المسحال، أن مخيم جباليا ليس كأي مخيم، بل هو المخيم الدي انطلقت منه شرارة الانتفاضة الأولى وكان شوكة في حلق الاحتلال في الانتفاضة الثانية.
وأشار إلى أن مخيم جباليا هو علامة صمود على مر السنين وعلامة وحدة بين كل مقاوميه على اختلاف فصائلهم ومنه برز عدد كبير من القادة والرموز، مضيفا أنه "الوطن والهوية والمقاومة وقضية العودة، ولأجل كل هذا يريد الاحتلال إبادته وإبادة أهله".
وحذر الصحفي كرم حسان، من أن سُقوط مُخيِّم جَباليا يعني سُقوط شمال قطاع غزّة، ويعني سقوط حلم عودة النازحين إلى بيوتهم، ونجاح خطط الاحتلال الملعُون في تهجير أهله، مؤكدا أن مخيّم جباليا هو آخر القِلاع، ولن يسقط بثبات أهله.
وقال توفيق حميد، إن مخيم جباليا هو قلعتنا الأولى والأخيرة، وعنوان الحرب، إذا سقط فسقطنا وخسرنا المعركة.
وكتب محمد عبدالرحمن: "هذه والله حرب على جباليا وحدها، تختلف تماما عن الحرب على غزة، إنه انتقام صريح من جباليا وأهلها الذين كانوا رأس الحربة في التصدي لخطط التهجير، هذه المرة بالذات، لا يريد منا أن نرحل جنوبا كما يدّعي في منشوراته؛ هدفه الوحيد هو قتلنا، وقتلنا فقط هو ما سيشفي غليله".
خذلان عربي
وندد ناشطون بصمت الأنظمة العربية الحاكمة وخذلانها للفلسطينيين وغضهم الطرف عن التصعيد الإسرائيلي غير المسبوق على شمال القطاع وما يرتكبه الاحتلال من جرائم حرب وإبادة جماعية هناك.
وخلص مقال للصحفي سونجيف بيري في موقع انترسبت الأميركي إلى أن الحلف الذي أقامه رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو مع الأنظمة العربية الحاكمة واتفاقيات التطبيع مع دول غير ديمقراطية برعاية الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب والحالي جو بايدن، هو الذي مكن الاحتلال من تدمير غزة.
وقال إن موجات العنف المدمر الأخيرة يمكن إرجاعها كلها إلى الجهود الأميركية الأخيرة لتشكيل واقع جيوسياسي جديد للشرق الأوسط يفتقر إلى أي دعم ديمقراطي حقيقي من المجتمعات المتضررة.
وأشار الكاتب إلى أن كلا من إدارة ترامب وبايدن سعت في إطار اتفاقيات إبراهيم، إلى بناء تحالفات عامة بين إسرائيل وممالك النفط المجاورة في الشرق الأوسط وقد جاء هذا الجهد المستمر بتكلفة حقيقية للفلسطينيين.
وأضاف: "فإذا تمكنت إسرائيل من إقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع الدكتاتوريين المجاورين لها، فقد تتمكن من الاستمرار في تدمير المجتمع الفلسطيني دون أي تكلفة دبلوماسية إقليمية."
وتحت عنوان "عن الإبادة شمال القطاع"، أكد المحلل السياسي ياسر الزعاترة، أن العدو يستغل الانشغال العالمي بجبهة لبنان كي يوسّع حملة الإبادة والتهجير في شمال القطاع.
وأضاف أن المصيبة أن الإدانات الدولية رغم تواضعها تبدو أفضل من مواقف أنظمتنا، قائلا: "لا قتال هنا، بل حرق بالطيران وحسب، لم يعودوا يخفون وحشيتهم، وهذا دليل سُعار، وليست سياسة ورؤية."
وتساءل الكاتب رضوان الأخرس: "إلى متى الصمت والتخاذل؟"، مشيرا إلى أن جباليا وعموم شمال قطاع غزة يتعرض لعدوان وحشي هذه الأيام وحصار خانق، الأوضاع الإنسانية صعبة جدا، الاحتلال يستهدف المنازل والخيام ومراكز النزوح والمستشفيات.
ولفت إلى أن الاحتلال يمنع دخول الطعام والشراب والمساعدات للأهالي، ويمعن الاحتلال في عدوانه ضد شعبنا المظلوم قتلا وحصارا وتجويعا.
وقال الأكاديمي خالد عبيد العتيبي: "لا أعرف ماذا سيقول الحكام العرب والمسلمون لله يوم القيامة وهم يرون بأعينهم ما يحدث في غزة من إبادة جماعية ومجازر يومية".
وأشار إلى أن شمال غزة الآن محاصر تماما ويتم قتل وتفجير أي صورة للحياة فيه، وشهادات الأهالي مروعة، لا إسعافات أولوية و لا دفاع مدني ولا إنقاذ، ينتظرون الموت تحت أنقاض بيوتهم!
ووجه تساؤل لحكام الأنظمة: "ألا تحركون ساكنا، هل وصل بنا الهوان لهذه الدرجة"، مؤكدا أن التاريخ لن يرحم كل متخاذل قادر على فعل شيء ما.
وعد العتيبي صمت الحكام والمسؤولين في العالم العربي والإسلامي أمام ما يتعرض له الأبرياء في غزة وصمة عار في تاريخنا الحديث، قائلا إن المشاهد المروعة التي تصلنا من شهادات الأهالي التي تتحدث عن الموت المحتم تحت الأنقاض، وتدمير كل مقومات الحياة، تجعلنا نتساءل أين الكرامة والإنسانية؟ وأين دور الحكام؟"
وأشار الباحث جلال الورغي، إلى أن إسرائيل تواصل جريمتها التي بدأتها منذ عام ويزيد، ويواصل العرب الفرجة والصمت والخذلان والتخاذل.
وعرض مقطع فيديو يوثق عدوان قوات الاحتلال وسيرها بالدبابات على ركام البيوت التي قصفتها في جباليا، قائلا: "هذه هي النازية الجديدة المتوحشة.. هكذا تدوس دبابات الاحتلال كل شيء واقف فيها، في عدوان همجي يسحق كل شيء، من أجل أن يحوّل الأحياء إلى أماكن غير قابلة للحياة".
وأكد الورغي، أن هذا الاحتلال المجرم كرّ على جباليا المرة والمرتين والثلاث، وفي كل مرة تقاوم جباليا حد التعب ولكنها أبدا لا تتعب ويتعب المحتل.
واستنكر الناشط أحمد القارئ، إبادة جباليا بينما عالم حقوق الإنسان والحضارة والتقدم مشغول بكرة القدم والترفيه كأن لا شيء يحدث.
ورأى مدير معهد لندن للإستراتيجية العالمية مأمون فندي، أن المطلوب بلورة موقف عربي بصورة مصغرة ليقول كلمة واحده وهي " كفى" لأن الإبادة في غزة ليست مقبولة ولا الهجوم على بيروت مقبول.
وأكد أن المشهد يحتاج أربعة دول ذات ثقل وجادة وصارمة في إعلان "كفى" وسيسمع العالم كله هذه الكلمة ويأخذها في الحسبان، مشيرا إلى أن حالة الترهل العربية الحالية تخلق فوضى سياسية غير مقبولة.
تواطؤ أميركي
وقرن ناشطون إدانة الخذلان العربي بالحديث عن الدور الأميركي في توحش الاحتلال بغزة خاصة شمالها، فيما خصص آخرون تغريداتهم لاستنكار دور الإدارة الأميركية في توفير الدعم المطلق سياسيا وعسكريا واستخباراتيا للاحتلال والمشاركة في جرائمه.
وتتجلى آخر أشكال الدعم العسكري الأميركي للاحتلال، بإعلان الجيش الإسرائيلي في 12 أكتوبر، أن الولايات المتحدة نشرت في إسرائيل منظومة "ثاد" المخصصة لاعتراض الصواريخ الباليستية بعيدة المدى تحسبا لتهديدات إيران".
وقالت القناة الـ"12" العبرية (خاصة)، إن جنودا أميركيين "سيديرون للمرة الأولى" بطاريات هذه المنظومة في إسرائيل.
ومنظومة "ثاد" من صنع شركة "لوكهيد مارتن" الأميركية، وتعد سلاحا دفاعيا لإسقاط الصواريخ البالستية قصيرة ومتوسطة المدى ذات الارتفاعات العالية.
وقال عبدالله الناصر، إن شمال غزة يعيش وضعا كارثيا يعجز اللسان عن وصفه في ظل تواطؤ رسمي عربي صهيوني أميركي غربي مفزع ومقزز.
وأكد أن جباليا تُباد فعلا وليس شعارا للتسويف والتدليس والعشرات من المدنيين يسقطون يوميا في كل شبر من هذا المخيم المنكوب وشعوب العرب في حالة تبلد وانكفاء مخيف ومرعب.
وكتب الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية حذيفة عزام: "372 يوما من الخذلان الذي سنذوق عواقبه جميعا.. عام ثانٍ بدأه نتنياهو بإجرام قلما تجد له نظيرا في التاريخ.. عام جديد شاهد على إجرام نتنياهو وبايدن.. عام ابتدأه جيش الكيان الغاصب بإبادة جماعية وتطهير عرقي في جباليا".
وقال أستاذ العلوم السياسية عبدالله الشايجي: إن "الهوان والضعف والعجز الأميركي والأوروبي في مواجهة والتصدي وتحميل الصهاينة مسؤولية جرائمهم مقرف ومعيب لدرجة التواطؤ والشراكة فضحته حرب إبادة الصهاينة على غزة ولبنان".
واستنكر الباحث السياسي والإستراتيجي سعيد زياد، انتهاء الحديث عن المفاوضات ومحور فيلاديلفيا والأسرى والصفقة وجميع أساليب الإلهاء والخداع، وباتت الإبادة في أوضح تجلياتها.
وانتقد أن في ذات الوقت، غابت محاكم العدل والجنايات وجميع أوامر القبض على مجرمي الحرب، وقرارات مجلس الأمن ودعوات الهدن الإنسانية.
دعوات للإغاثة
واستنهض ناشطون الهمم للتركيز على ما يحدث في شمال غزة وإدانة الاحتلال ورفع الأصوات المنددة ونقل الوقائع بالصوت والصورة وتداولها والتغلب على العزلة المفروضة على الشمال وتحريك المجتمع الدولي والمطالبة بوقف الحرب.
وقالت الصحفية يافا أبو عكار: "أغيثوا شمال غزة أغاثكم الله وارفعوا أصواتكم ومنشوراتكم ونداءكم ودعاءكم...كلكم ستسألون أمام الله، الأطفال في شمال غزة يموتون بالعشرات يبادون بصمت عالمي خائن يموتون من الجوع والعطش". وأشارت إلى أن صراخ الأطفال وعويلهم في كل مكان يتضورون جوعاً، أمعاؤهم خاوية، يشربون الملح مع الماء فقط، أنهكتهم الأمراض من قلة الغذاء والماء.
ورأت المغردة نور أنه جب على الكل أن يترك كل شيء ويركّز مع هذه القضية الآن، قائلة إن "كل من كان إلى فلسطين أقرب فصوته أعلى وأكثر تأثيرا، ومن لم يستطع إلا الدعاء فليدعُ بقلبه قبل لسانه."
وحث حسام عارف على إنقاذ شمال غزة، وتفعيل الوسوم التي تتحدث عنه.