استمرت 7 ساعات.. عملية هوليودية ضد الاحتلال تخلد اسم "مجاهد بركات منصور"
احتفى ناشطون على منصة إكس، بتنفيذ الشهيد مجاهد بركات منصور عملية إطلاق نار قرب مستوطنة دوليف غرب رام الله، أصاب خلالها 7 جنود إسرائيليين بينهم حالات خطيرة وفق اعتراف الاحتلال الذي حرك سلاح الجو لملاحقته وأطلق صاروخا من مروحية باتجاهه فارتقى شهيدا.
المجاهد استهدف صبيحة 22 مارس/آذار 2024 حافلة لمستوطنين إسرائيليين في الطريق الرابط بين قريتي دير إبزيع وكُفر نعمة غربي رام الله، ثم اشتبك مع التعزيزات العسكرية إثر العملية، ونجح في الانسحاب إلى منطقة جبلية خالية من السكان، إلا أن الاحتلال قصفه بطائرة مروحية قتلته بصاروخ.
وأفادت مصادر فلسطينية، بأن منفذ العملية التي استمرت 4 ساعات هو "مجاهد بركات منصور كراجة" من دير ابزيع، وكان يعمل عسكريا في حرس الرئيس وترك عمله منذ سنوات، وهو متزوج وله ولدان.
وتداول ناشطون عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #رام_الله، #الضفة_الغربية، #مجاهد_بركات_منصور، #بركات_منصور، #مستوطنة_دوليف، وغيرها، صورا نشرها الإعلام الإسرائيلي للمجاهد وهو يتخفى بين الأشجار أثناء تنفيذ العملية وأخرى له مع أفراد عائلته.
وتحدثوا عما تحمله العملية وشخصية منفذها الذي كان ضمن أفراد أمن السلطة الفلسطينية من دلالات، أبرزها أنها بمثابة إسناد ودعم لقطاع غزة الذي يشن عليه الاحتلال حرب إبادة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، وتأكيد رفض المنتسبين إلى السلطة لسياسات رئيسها محمود عباس.
وعن الوضع داخل غزة، سلط ناشطون الضوء على استهداف مسيرة إسرائيلية 4 مدنيين فلسطينيين بمنطقة السكة في خانيونس جنوبي القطاع، مستنكرين تصعيد الاحتلال جرائمه وعدم مبالاته بردود الفعل الدولية أو القوانين التي تجرم استهداف المدنيين.
وفي سياق آخر، أشاد ناشطون باستخدام روسيا والصين حق النقض (فيتو) ضد مشروع قرار أميركي في مجلس الأمن الدولي بشأن العدوان على غزة، ووصف المعارضون للمشروع بأنه مسيّس وغامض ويطلق يد إسرائيل، مذكرين بأن المشروع هو وقف إطلاق النار مقابل الأسرى الإسرائيليين فقط.
حفاوة وإطراء
وحفاوة بعملية رام الله، كتب الباحث صالح أبو عزة، أن الفدائي الشهيد "مجاهد بركات منصور"؛ تحصن خلفَ أشجار الزيتون في جبال رام الله، واشتبكَ مع جيش الاحتلال لأكثر من 5 ساعات، وأصابَ منهم 7 قبل أن يُلاقي ربه مُقبلا غير مدبر"، قائلا: "طُوبى للبنادق التي تُتقنُ قنصَ شذّاذ الآفاق".
من جانبه، قال الصحفي عز الدين أحمد: "لكم أن تتخيلوا: مقاتل واحد واجه جيشا، أطلق الرصاص على حافلة مستوطنين قرب دوليف غربي رام الله، قبل أن يكمن للقوة القادمة"، لافتا إلى أن قوات الاحتلال هرعت إلى المكان، فبادرهم باشتباك استمر 4 ساعات، أسفر عنه 7 إصابات في صفوف الجنود قبل أن يلجأ الاحتلال إلى قتله بصاروخ من طائرة أباتشي.
بدوره، كتب الناشط عباس مددي: "المجد لِمن عُرِف بأفعاله صائمًا مجاهدا مقبلا غير مدبر، المجد كُل المجد لمن حمل السلاح المقدَّس وثأر لأبناءِ البلاد ورفع من اسم الأوطان".
اسم على مسمى
وتحت عنوان "مجاهد اسم ومسمى"، كتب الناشط أدهم أبوسلمية: "السلام لأبناء أبو جندل.. المتمردين على الأوامر.. مقيمي الحجة على كل أصحاب السلاح والعساكر، السلام على شباب فتّح الشرفاء من يريدون إعادتها لصورتها الأولى".
وقال الباحث حذيفة عبدالله عزام، إن اسم مجاهد بركات منصور الثلاثي له النصيب كله، فقد كان مجاهدا بحق وأجرى الله على يديه من البركات ما قل أن يجريها على يد غيره، وكان منصورا بقوة الله فجندل سبعةً منهم ثلاثةً منهم إصاباتهم خطرة واشتبك معهم لمدة ثلاث ساعات ولم يقدروا عليه حتى استخدموا سلاح الطيران.
وكتب استاذ الإعلام السياسي الدكتور أحمد بن راشد بن سعيد، تغريدة مطولة عن منفذ العملية برام الله عنونها بـ"مجاهد منصور في شهر البركات"، قال عنه "اسمه مجاهد، وأبوه بركات، وجدُّه منصور، 32 عاماً، متزوج وأب لطفلين، حاز شرف الزمان والمكان، فقد نفّذ عمليّة مقاومة عظيمة في الجُمُعة الثانية من رمضان".
ووصف المعركة بأنها "أشبه بالأساطير"، موضحا أنها امتدّت 7 ساعات، استنفر صاحبها سلاح الجو الإسرائيلي لملاحقته.
وأشار إلى أن مجاهد تمكّن من إسقاط طائرة مسيّرة ببندقية قنص كان يستخدمها بمهارةٍ عالية. وعَجَزَ الجيش عن إيقافه، فاستدعى طائرة أباتشي لقصفه، لكن رشقاتها لم تُصبْه، بينما نجح هو في إطلاق النار عليها مباشرة، ثم توجّه إلى مكان أكثر تحصيناً فواصل إطلاق النار على الطائرة.
ووصفه الصحفي صلاح بديوي، بأنه كان "كالأسد بوجه الاحتلال".
صفعة للسلطة
وعن دلالات العملية، رأى حسين العبدالله، أن عملية بركات منصور الذي كان يعمل بأجهزة السلطة الأمنية وتقاعد دليل على أن ليس كل فتح راضية بقرارات سلطة عباس.
وأضاف: هناك مقاومون يريدون مساعدة أهلهم في الضفة وفي غزة وغيرها من المدن الفلسطينية وينفذون عمليات إغارة وعمليات استشهادية تغيظ العدو وحاشيته.
وشدد الكاتب محمود ناجي الكيلاني على أنه "بقدر ما سعت سلطة عباس لغسل أدمغة أهالي الضفة وأجهزتها الدايتونية إلا أن الشرف يطغى لدى بعض الضباط والأفراد، فيدوسون الرتب والرواتب بأقدامهم، ويقدمون على أعمال كلها كرامة وشهامة".
وأضاف: "كان منهم اليوم البطل مجاهد بركات منصور (تمعن باسمه كيف يوافق فعله) والعجيب أنه كان عسكريا في حرس عباس، وأصاب 7 من الكلاب، وبذلك إعلان براءته من سلطة الخيانة".
وعد أبو راسيل "المُشتبك الصائم الشهيد مجاهد بركات منصور هو حُجة على كل فلسطيني بالضفة الغربية وبالأخص على جماعة السلطة وحركة فتح"، مؤكدا أن "الشريف ما ينطر إذن العميل محمود عباس ليستشهد فدا أرضه وعرضه وبلده".
وناشد أهل فلسطين والضفة قائلا: "هذه الأيام أيامكم والليالي المباركة بانتظاركم لتكون وبَّال على عدوكم".
وأشار الكاتب ماجد أبو دياك، إلى أن قوات الاحتلال داهمت منزل المجاهد الشهيد مجاهد منصور ابن قرية دير ابزيع منفذ عملية مستوطنة دوليف غرب رام الله الذي استهدفته طائرات هليكوبتر ومسيرات هجومية، بعد أن خاض معركة بطولية مع قوات الاحتلال، وأسقط منهم 7 جرحى.
وأضاف أن منصور اتضح أنه تقاعد من حرس رئاسة عباس قبل نحو 10 سنوات، كما كان سجينا أمنيا في سجون الاحتلال قبل ذلك، ليعود للمقاومة الآن وينال شرف الشهادة بعيدا عن سلطة سخرت نفسها لخدمة الاحتلال.
ودعا أبو دياك: "تقبله الله شهيدا، وجعل دمائه لعنة على جلادي شعبنا، وعلى الخونة العملاء الذين أبوا إلا أن يوجهوا سلاحهم نحو شعبهم".
وكتب الباحث علي أبو رزقي: "بعد أن فشلت الحلول الجماعية عبر قمع السلطة وتحييد الاحتلال للنخب والمؤسسات والنقابات الفلسطينية في الضفة الغربية، رأينا اليوم أحد الحلول الفردية بالغة التأثير والإثخان، شاب فلسطيني استلَّ سلاحه وقرر الثأر وحده، بلا توجيه ولا دعم أو رعاية، فكان الفعل شديد الإيلام للاحتلال نتيجة عدم رصده وتوقعه".
وأضاف: "رحم الله البطل الشهيد وأسكنه الفردوس الأعلى وألهم الآلاف من شبابنا النجباء السير على دربه ومواصلة طريقه…!".
وقالت براء صالحي: "الواحد ينبسط جداً لما يسمع أن المُنفذ من رام الله بعد ما عباس حاول بكل أنواع الطرق يقضي على شيء اسمه مقاومة ويدعو للسُلم بل للاستسلام".
جريمة خانيونس
وتعقيبا على قتل قوات الجيش الإسرائيلي أربعة فلسطينيين عزل في خانيونس باستخدام طائرات بدون طيار، تساءل المغرد محمد: “هل رأيت اللحم يتحول إلى غبار؟”
وأكدا أن رماد الغارة التي قتلت الشبان الأربعة في خانيونس عالق في عيون الغزيين منذ الأمس؛ لأنها قصة غزة مختصرة، تقتل حزناً على الرفاق، خوفاً على دروب الموت، حسرة حد الزحف، قائلا إن إسرائيل تكرر الموت لعل الغياب يأكل المدينة، لكن غزة مازالت حاضرة كالأطفال يوم العيد.
وقالت المغردة ضحى: "هذا هو الإرهاب، هذا هو إرهاب الاحتلال في أبشع صورة له، يلاحقون مدنيين ثم يجعلونهم أشلاء".
وأضافت: "شيء يفطر القلب لقسوة ما نشاهده، ثم يأتي سفلة حقيرون ليلصقوا تهمة الإرهاب بحماس ويمسحوا تلك الجرائم والمجازر التي يرتكبها نتنياهو ومن معه التي راح ضحيتها أكثر من 30 ألف شهيد فلسطيني".
وقال رئيس تحرير جريدة الشرق القطرية جابر الحرمي: "لو حدثت مثل هذه الجريمة لأي أمة، ولو كانت مكوّنة من 4 أشخاص ، لما نامت قبل أن تأخذ القصاص من المجرم.. إلا العرب.. 400 مليون، يُحيطون بالمجرم من كل صوب، برا وبحرا وجوا، لكنهم غثاء كغثاء السيل".
واضاف: "يرتكب الصهاينة أبشع أنواع الجرائم لا وصف لها، على مدار 170 يوما ، دون أن يُحرّك ذلك ساكنا فيهم.. عار ليس بعده عار ..".
موقعة مجلس الأمن
وعن استخدام روسيا والصين والجزائر حق النقض في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع قرار أميركي يشترط وقف إطلاق النار بتسريح الأسرى، أكد الكاتب التونسي رفيق عبدالسلام، أن مشروع القرار في ظاهره يدعو إلى وقف إطلاق النار في شهر الصيام وفي باطنه خدعة أميركية إسرائيلية تقوم على استرجاع الأسرى بلا شروط ولا ضمانات.
وأوضح أن ذلك يعني استرجاع الأسرى ثم إعطاء الضوء الأخضر لرئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حتى يتمادي أكثر في العدوان ويقتل المدنيين ويجوعهم بغطاء دولي.
وأشاد الكاتب إبراهيم المدهون، بقول المندوب الروسي: "لو اعتمد هذا القرار فسيغلق النقاش بشأن وضع غزة وسيطلق يد إسرائيل هناك، مشروع القرار الأميركي محاولة لجعل إسرائيل تفلت من العقاب".
ووصفها بأنها تصريحات "قوية جدا، ودليل على تراجع واشنطن الدولي، وعلى نبذ إسرائيل وخسارتها، ومهمة جدا وتنبه أن العالم يستيقظ وبدأ يتمرد على الهيمنة الصهيونية".
وأكد أن القرار الأميركي فخ نجى منه العالم، ودليل على تراجع أميركا وخسارتها بانحيازها القبيح ومشاركتها بالعدوان، وأوضح القرار تأثير طوفان الأقصى على المعادلة الدولية مما ينبئ بأفول الظلم الأميركي وتآكله.
وأضاف المدهون أنه "مع الفيتو الصيني والروسي ونطالب بالمزيد فروسيا والصين يمكنهما لعب دور أكبر في الضغط على إسرائيل، والدخول على خط المساعدات وإمداد شعبنا بما يحتاج".
وقال الصحفي إسماعيل الثوابتة، إن وقاحة الأميركان تزيد من كمية الكراهية لها في كل العالم، وهذا سيكون سببا أساسيا في سقوط محورهم بالكامل.
واستحسن الكاتب ياسر الزعاترة، ما فعلته الصين وروسيا بإسقاطهما مشروع واشنطن في مجلس الأمن، قائلا إنه "مشروع حقير ومنحاز بالكامل للاحتلال".
وأشار إلى أن مشروع القرار يربط وقف نار مؤقت بإطلاق أسرى العدو وحدهم دون ذكر لآلاف من شعبنا اعتُقلوا بعد 7 أكتوبر، ودون ذكر لسحب جيشهم من القطاع، متسائلا: “هل سيطرح بلينكن مشروعا لا يرضي كيانه؟!”
وعد أستاذ العلوم السياسية الدكتور عبدالله الشايجي، إسقاط مشروع القانون الأميركي، انتكاسة وإحراجا يضاف لعجز وإذلال نتنياهو وتحالفه الفاشي المتطرف لبايدن وإدارته.
وأكد السياسي المصري محمد البرادعي، أن مشروع القرار الأميركي فى مجلس الأمن كان مشروعا خادعا من النواحي كافة، قائلا: "حسنا فعل من صوت ضده".