"لو فيغارو" الفرنسية تشرح خطة نجل ترامب لخلافة والده عام 2028
في منتصف يوليو/ تموز 2024 قدم النجل والده كأنه بطل خارق
ينشط دونالد ترامب جونيور، الابن الأكبر للرئيس الأميركي السابق، خلف الكواليس تحت ظل والده، المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة في نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
وفي هذا السياق، تلفت صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية إلى أنه منذ بداية الحملة الانتخابية، جاب الابن الأكبر البلاد من الاجتماعات إلى حفلات جمع التبرعات للإشادة بمزايا والده.
خلف الكواليس
وتتساءل الصحيفة “هل هذا يعني جعله وريثا مستقبليا؟” متطرقة إلى تفاصيل انخراط نجل ترامب في المشهد السياسي الأميركي.
وفي خطابه خلال المؤتمر الجمهوري في منتصف يوليو/ تموز 2024، قدم النجل والده كأنه بطل خارق.
ووصفه بأنه “رجل قوي بقلب أسد، ينهض برأس مرفوعة حتى بعد أن كان مغطى بالدماء -عقب محاولة اغتياله”، أثناء إلقائه كلمة بتجمع انتخابي في بنسلفانيا.
وأضاف دونالد ترامب الابن الذي يبلغ من العمر 46 عاما، ويتمتع أيضا بنفوذ كبير وراء الكواليس: "لقد شاهد العالم عزيمة لا يمكن كسرها أبدا"، حيث ظهر والده رافعا يده في إشارة تحدٍ بعد محاولة اغتياله.
وعلى جانب آخر، تلفت الصحيفة إلى أن نجل ترامب هو من دفع لاختيار صديقه جي دي فانس، السيناتور عن ولاية أوهايو، كمرشح نائب الرئيس.
وجاء ذلك على الرغم من تردد بعض الجمهوريين الذين كانوا قلقين بشأن مواقفه المتطرفة.
كما أنه هو من شجَّع على التقارب مع المرشح المستقل روبرت كينيدي، لتجنب خطر استنزافه لأصوات الجمهوريين.
علاوة على ذلك، تفاوض دونالد ترامب جونيور مع كينيدي للتخلي عن ترشحه والانضمام لحملة والده، وفق ما ورد عن الصحيفة.
ماضٍ مشبوه
وبالبحث قليلا في ماضيه، تنوه "لو فيغارو" أن دونالد ترامب جونيور لطالما واجه صعوبة في إيجاد مكان له.
فبعد مرحلة شبابية مضطربة وعلاقات متوترة مع والده، انضم في النهاية إلى المجموعة العقارية العائلية.
وفي عام 2016، شارك في الحملة الرئاسية، كما نظم اجتماعا مع الروس للحصول على ما يُزعم أنه معلومات مثيرة عن المنافسة الديمقراطية في ذلك الوقت هيلاري كلينتون.
وأدت هذه الفضيحة -كما أسمتها الصحيفة الفرنسية- إلى فتح تحقيق حول التواطؤ بين فريق ترامب وموسكو.
وعند وصوله إلى البيت الأبيض، اختار الرئيس ترامب ابنته إيفانكا وزوجها جاريد كوشنر كمستشارين رئيسين. أما ابناه، فكانت مهمتهما الاهتمام بالمجموعة العائلية، كما ذكرت الصحيفة.
ولكن دونالد جونيور وجد السياسة أكثر متعة؛ إذ يتمتع بالحيوية ويعرف كيف يشعل الحماسة في القاعة.
وتعليقا على هذه النقطة، تنقل ما عبر عنه السيناتور جي دي فانس بخصوص دونالد جونيور، حيث قال: "باستثناء والده، لست متأكدا من أنني رأيت شخصا لديه اتصال طبيعي قوي بهذا القدر مع القاعدة الشعبية".
وبالإشارة إلى أنه يشبه والده، تؤكد الصحيفة أن "النجل الأكبر يكرر نفس الأكاذيب ونظريات المؤامرة والإهانات، ولكن مع مهارة أكبر من والده".
وفي الوقت نفسه، توضح أنه بدلا من التشتت في تفاصيل غير مهمة، فإن خطاباته قوية ومليئة بالفكاهة.
ومن ناحية أخرى، تلفت الصحيفة الفرنسية النظر إلى أن دونالد جونيور، كوالده، لديه بعض الخيانات في سجله.
فوفقا للصحف الشعبية، لقد خان زوجته الأولى فانيسا عدة مرات، حيث انتهى زواجهما، الذي أثمر عن خمسة أطفال، بالطلاق.
وفي الوقت الحالي، يعيش دونالد ترامب جونيور اليوم مع كيمبرلي غيلفويل، وهي صحفية سابقة في قناة "فوكس نيوز" تبلغ من العمر 55 عاما.
ولم تفوت مواقع "الشائعات" الإشارة إلى أنه "في الليلة الأخيرة من المؤتمر الجمهوري، كانت كلتا المرأتين جالسة في المنصة الرسمية، ولكن في زوايا متقابلة".
وريث المستقبل
وفي هذا الإطار، تقول "لو فيغارو" إنه "منذ ذلك الحين، أصبح واحدا من أكثر الشخصيات شهرة، ويظهر في كل مكان برفقة كيمبرلي النشيطة".
كما أنه حاضر بشكل دائم على وسائل التواصل الاجتماعي حيث يمتلك 12 مليون متابع على منصة إكس.
وعلى جانب آخر، تلفت الصحيفة إلى أنه أسس دار نشر للكتب الترامبية، وكتب كتابين هجائيين ضد النخب اليسارية والرئيس الديمقراطي الحالي جو بايدن.
وقد أسهم الحزب الجمهوري ومنظمات أخرى في زيادة مبيعات كتبه بشراء آلاف النسخ.
كما يواصل نجل المرشح الحالي إجراء مقابلات بشكل مستمر على وسائل الإعلام اليمينية المتطرفة التي يرتبط بها.
بالإضافة إلى تقديمه برنامجه الخاص "Triggered"، حيث يهاجم المرشحة الديمقراطية للرئاسة كامالا هاريس واليساريين والمتحولين جنسيا والمهاجرين.
وتعليقا على ما يفعله، أشاد روجر ستون وهو صديق قديم للعائلة، بدونالد جونيور في صحيفة "واشنطن بوست" قائلا إنه "الصوت الصارخ للترامبية".
وخلال الحملة الانتخابية، تبرز الصحيفة أنه في عام 2024، يتولى النجل الأكبر مع شقيقه إريك بشكل رئيسي مهمة تجنيد فرق الإدارة المستقبلية.
وفي حالة الفوز، يميل دونالد جونيور -كما يقول- إلى التأكد من اختيار “مخلصين جيدين لترامب”.
كما يريد "ممارسة سلطة الفيتو الخاصة به لاستبعاد الجمهوريين الزائفين وكائنات المستنقع في واشنطن، الذين يعتقد أنهم أفشلوا إصلاحات والده".
وتقول "لو فيغارو" إنه "داخل الحزب الجمهوري، يعد ترامب الابن وريثا سياسيا، ويراه الكثيرون مرشحا محتملا للانتخابات الرئاسية عام 2028".
وفي رأيها، ربما لأن مهمة المسؤول المنتخب أكثر تقييدا وأقل متعة من دور المحرض، يبدو أنه غير مهتم كثيرا بالبيت الأبيض.
ولكن في يناير/ كانون الثاني 2024 أثناء وجوده في ولاية أيوا، ترك النجل الأكبر الباب مفتوحا بقوله: "لن أقول لا لترشح محتمل".