موجات صاروخية إيرانية متتالية تستهدف عمق الاحتلال.. وناشطون: طهران تصفع تل أبيب

منذ ٤ ساعات

12

طباعة

مشاركة

هجمات صاروخية واسعة شديدة التدمير والدقة شنتها إيران على الكيان الإسرائيلي المحتل مستهدفة مباني حكومية وعسكرية وإعلامية ومواقع سرية ونجحت في اختراق شيفرات منظومة الدفاع الجوية، واخترقت القبة الحديدية وكاميرات المراقبة العامة والمدنية.

وفي واحدة من أخطر التصعيدات والضربات الصاروخية التي نفذتها إيران ضد الاحتلال، ضربت في 20 يونيو/حزيران 2025، دفعة صواريخ ثقيلة مناطق عدة في الكيان الإسرائيلي المحتل، منها حيفا، وغوش دان، وبئر السبع ومجمع وزارت حكومية في القدس المحتلة.

ويفرض الاحتلال تعتيما مشددا على المواقع التي تتعرض لهجمات بصواريخ وطائرات مسيّرة إيرانية، لا سيما تلك التي تستهدف منشآت عسكرية أو بنى تحتية حيوية، بذريعة أن كشفها يُعد "مساعدة للعدو".

بدوره، قال الحرس الثوري الإيراني: إن تم تنفيذ الموجة السابعة عشرة من عملية "وعد الحقيقة 3" في جميع أنحاء الأراضي المحتلة وضد مجموعة من الأهداف.

وأوضح أن من بينها المراكز العسكرية والصناعات الدفاعية ومراكز القيادة والسيطرة والشركات الداعمة للعمليات العسكرية للنظام وقاعدتا “نافاتيم” و"هاتزريم" الجويتان.

وأضاف الحرس الإيراني: "لقد كانت هذه المراكز مركز الشر ضد الشعوب المظلومة في غزة ولبنان واليمن والحرب المفروضة على الجمهورية منذ بداية عاصفة الأقصى".

وأكد أن "إطلاق النار الواسع النطاق والإصابات الدقيقة في مدن تل أبيب وحيفا وبئر السبع يظهر أن القوة الهجومية للصواريخ الباليستية تتزايد حتى تتم معاقبة العصابة الإجرامية للنظام الإسرائيلي بشكل كامل".

وفي اليوم التالي، أطلقت طهران الموجة الصاروخية الـ18 مستهدفة مطار بن غوريون، وعددا من المراكز العسكرية، مستخدمة صواريخ باليستية ومسيرات انتحارية من طراز شاهد 136 –بحسب ما أكده الحرس الثوري-.

وأعلن جيش الاحتلال رصد إطلاق صواريخ من إيران باتجاه مناطق واسعة، ودعا المستوطنين إلى التزام الملاجئ، كما دوت صفارات الإنذار في عدة مناطق ومنها تل أبيب الكبرى.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية: إن دوي انفجارات سمع في مناطق بتل أبيب الكبرى والقدس وحيفا ووسط إسرائيل ومناطق السهل الساحلي، موضحة أنه جرى إطلاق نحو خمسة صواريخ من إيران في الموجة الأخيرة.

وبالتوازي مع ذلك، احتدمت معركة سيبرانية بين طهران وتل أبيب، وأعلنت إيران أنها هاجمت بالصواريخ "حديقة الفضاء السيبراني" وتحديدا شركة "غاف-يام 4" في بئر السبع، وألحقت بها أضرارا جسيمة صباح 20 يونيو.

بدورها، كشفت وزارة صحة الاحتلال عن إصابة 2517 إسرائيليا بينهم 21 حالة خطيرة و103 متوسطة، بينهم "10 تعرضوا لحالات هلع" جراء الصواريخ التي تطلقها طهران منذ بداية العدوان الذي تشنه تل أبيب على إيران منذ 13 يونيو.

وقالت سلطات الاحتلال: إن تلك الهجمات أسفرت عن مقتل 25 إسرائيليا فقط، وفق آخر معطيات، لكن مراقبين قالوا: إن الخسائر الإسرائيلية أكثر من ذلك، في ظل الرقابة الصارمة التي تفرضها تل أبيب على النشر.

وأشاد ناشطون بما حققته صواريخ إيران من إصابة أهداف داخل الأراضي المحتلة؛ حيث أظهرت دقة عالية وقدرة على اختراق الدفاعات الجوية الإسرائيلية. مشيرين إلى أن هذه القدرة تعكس تطورا كبيرا في التكنولوجيا العسكرية الإيرانية.

وأكدوا عبر تغريداتهم وتدويناتهم على منصتي "إكس" و"فيسبوك"، ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #إيران، #إسرائيل_تحترق، #تل_أبيب_تحترق، وغيرها، أن الصواريخ الإيرانية غيرت قواعد الاشتباك وكشفت عجز الدفاعات الإسرائيلية وهشاشتها وأحدثت صدمة غير مسبوقة داخل الأوساط السياسية والعسكرية في تل أبيب.

وسلط ناشطون الضوء على فاعلية صواريخ إيران وقدراتها وخلصوا إلى أن الفعل الإيراني يتصاعد والفعل الإسرائيلي يتضاءل، ساخرين من تكتم الاحتلال على حجم خسائره وفرضه حالة من التعتيم على الأهداف التي تصيبها إيران وعدوا ذلك دليلا على ضخامة خسائره. 

إشادة بإيران

وإشادة بإيران وتأييدا لردها القوي على الاستهداف الإسرائيلي، أكد الكاتب محمد صاوي، أن "إيران اخترقت عمق إسرائيل صاروخيا وإلكترونيا ومعنويا، والنظام الدفاعي الإسرائيلي حرفيا كان نائما، وبدأ يظهر عليه الإنهاك".

وأوضح أن “هذا معناه أن إسرائيل ستبدأ الأيام القادمة استقبال عدد أكبر من الصواريخ الإيرانية”، متوقعا وقوع دمار شامل فعلي في إسرائيل.

وأشار الصاوي إلى أن "إيران نجحت في تدمير مناطق إسرائيلية حساسة كان المساس بها زمان مجرد خيال"، قائلا: "مدنيا إسرائيل تنزف بهدوء، الهلع يزيد داخل الكيان، وهناك هروب جماعي عبر اليخوت والزوارق في موانئ مثل حيفا وأشدود متوجهين لقبرص، ووصفه الإعلام العبري بأنه فرار جماعي بحري".

وأشار محمد بن علي الطحاوي إلى أن إيران نفذت واحدة من أعنف الضربات ضد إسرائيل، مزجت فيها بين الهجوم العسكري والاختراق السيبراني، ما كشف هشاشة غير مسبوقة في بنية الاحتلال الأمنية والعسكرية.

وقالت سالي صلاح: إن إيران تعيد صياغة المشهد بأكمله وبكل قوة وشراسة. مؤكدة أن إيران ليست مجرد خطر وإنما قوة تفرض واقع جديد على العالم.

وعد الصحفي عبدالهادي السيد، ما فعلته إيران في إسرائيل "صفعة تاريخية"، مؤكدا أن الضربات الإيرانية "مرعبة، ودقيقة، ومدمرة".

صواريخ إيران

وتسليطا للضوء على قدرات إيران الصاروخية، عرض الصحفي أحمد منصور مقطع فيديو لمحلل أميركي يوضح بالرسوم 7 مراحل لاعتراض الصواريخ الإيرانية، ومع ذلك ينجح بعضها في ضرب أهدافه في إسرائيل.

ولفت المحلل إلى أن الصواريخ الإيرانية يتم رصدها فور الانطلاق بواسطة إنذار مبكر، ثم اعتراضها بواسطة السفن الأميركية في الخليج، ثم اعتراضها من القواعد الأمريكية في العراق.

وأشار منصور إلى أن المحلل أوضح أن بعد ذلك يتم اعتراض الصواريخ بواسطة سلاح الجو والدفاعات الجوية الأردنية، ومن ثم تعترض بواسطة السفن الحربية الأميركية في البحر الأحمر، ثم يتم الاعتراض بواسطة السفن الحربية الأميركية في المتوسط.

وأفاد بأن الصواريخ الإيرانية يتم اعتراضها بعد ذلك فوق "إسرائيل" بواسطة ثلاث طبقات من نظام الدفاع الجوي الأفضل في العالم، مؤكدا أن رغم كل ذلك تفلت بعض الصواريخ الإيرانية وتصيب أهدافها في إسرائيل.

وكتب الصحفي فايد أبو شمالة: "الصاروخ الإيراني الذي فيه 26 صاروخا بصراحة ممتاز إذا اعترضوه يعمل مشاكل أكثر.. نسيت اسمه عنقودي أو انشطاري أو سجيل.. اللي عارف اسمه الإيراني يفيدنا وشكرا.. المهم الله يكثر من أمثاله".

ووصف الصحفي مالك الروقي، الكلام الذي قاله الجيش الإسرائيلي بخصوص الصاروخ الإيراني الذي يحمل بداخله صواريخ صغيرة بأنه "كلام خطير"، وينهي فاعلية الدفاعات الجوية بنسبة كبيرة، أي عندما يضرب الدفاع الصاروخ تنطلق الصواريخ الصغيرة للضرب بشكل عشوائي.

وأكد الباحث معاذ حمزة، أن "صواريخ خرمشهر وسجيل تغيّر قواعد اللعبة وإيران تختبر عمق القدس" وتُشل رادارات إسرائيل". مشيرا إلى أنها استخدمتهم في ضربة مركّزة أحدثت اختراقا نوعيا تقنيا وعسكريا".

ولفت إلى أن إيران استخدمت في ضربة صاروخية مركزة جيلا متقدما من الصواريخ الباليستية متوسطة المدى، استهدفت بها مواقع حساسة داخل الكيان، موضحا أنها استخدمت سجيل-3 بدقة لاستهداف مجمع الوزارات في القدس، وتجاوز أنظمة GPS في مرحلته الأخيرة.

وأشار حمزة إلى أن صاروخ خرمشهر-4، المزوّد برؤوس متعددة وسرعة خارقة، لم يُرصد بالرادارات، وهو ما لم تنكره إسرائيل، بل صمتت حياله، مؤكدا فشلها في الرصد والفهم، ما يمثل نقطة تحوّل كبرى في موازين الردع الإقليمي.

ضربة تاريخية

وتحت عنوان "برج الصاروخ  الذي بُني على أنقاض سرايا حيفا.. ضربة تعيد التاريخ!"، أوضحت الصحفية الفلسطينية ديما الحلواني، أن البرج الذي استهدف الصاروخ الإيراني محيطه ليس مبنى عاديا إنّه "برج الشراع" في مدينة حيفا المحتلة، والمعروف باسم "برج الصاروخ".. وكأن الاسم كان نبوءة.

وأشارت إلى أن البرج مخصص لمكاتب حكومية في لواء حيفا، ويرتفع 137 مترا ويتكون من 29 طابقا فوق الأرض و8 طوابق تحتها، ساخرة بالقول عن البرج: إنه "شامخ في شكله، ومفتوح على احتمالات الخطر.. تماما كما هي إسرائيل اليوم".

وقالت حلواني: "اليوم، وإن لم يسقط البرج.. إلا أن جزءا من هذه الرمزية المعمارية سقط بضربة عسكرية مباشرة، فلا الهندسة حمت، ولا الاسم أُنقذ".

وعرض إبراهيم محمد الوريث، صور مجمع وزارة الداخلية في حيفا الذي ضربه الصاروخ الإيراني ودمره، مشيرا إلى أنه بجوار المجمع الحكومي والذي يتكون من مبنى 36 طابقا (28 فوق الأرض، 8 تحت واسمه برج الصاروخ لأنه يشبه الصاروخ).

ولفت إلى أن صواريخ إيران الثقيلة دكت وزارة الداخلية ودمرت بنسب متفاوتة 500 متر حول الهدف من كل اتجاه.

تكتم الاحتلال

وسخرية من إخفاء الاحتلال الإسرائيلي خسائره، قال أحد المغردين: "صواريخ الجيش الإيراني مركزة وتعرف أهدافها بدقة"، لافتا إلى أن الاحتلال يفرض تعتيما شاملا على نتائج الضربات الإيرانية.

وأكد أن الاحتلال يفرض حظر نشر على أماكن السقوط والمعلومات والفيديوهات القليلة المنشورة تشير إلى استهداف مواقع حكومية وبنية تحتية إستراتيجية في القدس وحيفا وبئر السبع.

وأشار الأكاديمي حمود النوفلي، إلى أن مسيرة إيرانية ضربت هدفا في بيسان بالكيان الصهيوني، مؤكدا أن ضربات المسيرات مستمرة طول 24 ساعة دون توقف ولأنها تكون غير واضحة كالصواريخ يتم التعتيم على اختراقها.

وأضاف أن "المسيرات شغالة بتدمير رائع جدا ضد بني صهيون".

وأكد المغرد جداد، أن التعتيم الكبير داخل فلسطين المحتلة عما يحدث هو دليل عجز كبير وخوف ورعب. مشيرا إلى أن التسريبات جميعها تشير إلى تفكك هذا الكيان المؤقت الغاصب وانهياره.

وقال: "لو فتحت الأبواب للمستوطنين لوجدتموهم يفرون بالآلاف من هذا الجحيم وما مهاترات ترامب والتراجع عنها سوى تعبير عن غضبه من قرب نهاية الكيان".