بسبب حادث شخصي.. كيف انقلبت ألمانيا على اللاجئين وتخطط لتقنين ترحيلهم؟

منذ ٦ أشهر

12

طباعة

مشاركة

عقب الهجوم الذي نفذه طالب لجوء أفغاني في مدينة مانهايم جنوب غرب ألمانيا أثناء فعالية لحزب مناهض للإسلام، عاد الجدل في الأيام الأخيرة بشأن تشديد قوانين الهجرة واللجوء وترحيل غير المرغوب فيهم.

وفي هذا السياق، سلط موقع "تيليبوليس" الألماني الضوء على ردود الفعل السياسية في ألمانيا بعد الهجوم الذي أسفر عن مقتل شرطي وإصابة 5 آخرين.

وباستثناء أحزاب اليسار والخضر، باتت غالبية الأحزاب السياسية في ألمانيا تطالب بتسريع عمليات الترحيل إلى أفغانستان وسوريا، بالرغم من الأوضاع الأمنية المتردية في البلدين.

مطالب بالترحيل

في 31 مايو/ أيار 2024، شهد ميدان "ماركتبلاتس" بمدينة مانهايم الألمانية هجوما نفذه طالب لجوء أفغاني ما أسفر عن مقتل شرطي وإصابة آخرين.

وكرد فعل، أطلقت الشرطة النار على منفذ الهجوم وأصابته بجروح، وفق وسائل إعلام ألمانية.

ويوضح الموقع سبب الهجوم قائلا إنه "وقع بسبب مواطن أفغاني رُفض طلب لجوئه إلى ألمانيا".

وأشار إلى أن الناشط اليميني المتطرف المعروف بعدائه للإسلام، مايكل ستورزنبرجر، كان من بين المصابين الذين نُقلوا إلى المستشفى.

وبحسب الموقع، يروج حاليا جل السياسيين من جميع الأحزاب تقريبا لخطط الترحيل القديمة بعد هذا الحادث، باستثناء اليسار والخضر.

جدير بالإشارة إلى أن عمليات الترحيل إلى سوريا وأفغانستان متوقفة حاليا بسبب الأوضاع الأمنية غير المستقرة بالبلدين.

لكن حاليا، عاد سياسيون للمطالبة بتغيير ذلك التوقف بسبب الهجوم في مانهايم.

ومع ذلك، يرى الموقع أن عمليات الترحيل إلى أفغانستان إذا أصبحت ممكنة مرة أخرى، فإن هذا من شأنه أن يؤثر على عدد كبير من اللاجئين الذين لا يتفقون بأي حال من الأحوال مع قيم نظام طالبان، ولكن سيتعين عليهم الخوف من الانتقام هناك.

الترحيل لإيران

وفي مقابل تصاعد التوترات والمطالبات العديدة بالترحيل، ينقل "تيليبوليس" عن صحيفة "ليجال تريبيون" نقد حقوقيين لترحيل أفغان إلى دول خارج أوروبا مثل إيران.

وأكد أن عمليات الترحيل إلى نظام الملالي الإيراني ليست مستبعدة أو متوقفة تماما في الوقت الحالي. 

ففي المؤتمر الأخير لوزراء الداخلية الأوروبيين، لم يُصوت على ما إذا كان ينبغي تمديد الحظر على الترحيل إلى أفغانستان، وهو ما يعني انتهاء هذا الحظر.

ووفق الموقع الألماني، رُحل منذ ذلك الحين أربعة أشخاص على الأقل من بافاريا إلى إيران.

وهنا، يشير الموقع إلى أن "العديد من الرجال الذين تضامنوا مع (حركة حرية حياة المرأة) أُعدموا بعد وفاة مهسا أميني في خريف عام 2022"، وهذا هو "أحد المصائر التي تنتظر هؤلاء الأشخاص الذين يُرحلون إلى إيران".

وبالنسبة لطلبات الترحيل التي كانت محظورة سابقا، يوضح الموقع أن مؤتمر وزراء الداخلية، في ديسمبر/ كانون الأول 2023، كان قد أعلن أنه "ينبغي للجنة أن تتعامل مع كيفية ترحيل المجرمين المدانين إلى أفغانستان وسوريا". 

ووضعت اللجنة بعض الشروط التي تنص على أنه "لا يشترط على المجرمين المدانين أن يكونوا إسلاميين دائما أو أن يكونوا قد ارتكبوا أعمال عنف خطيرة". 

وبالعودة إلى الوقت الحالي، يذهب الموقع إلى أن "الهجوم الأخير يضمن الآن طرح هذه الاقتراحات مرة أخرى".

لا للترحيل 

وعلى جانب آخر، في مقابل المطالبات بالترحيل، يقول المحرر القانوني في صحيفة "ليجال تريبيون أونلاين" إنه "لا يجوز ترحيل الأجنبي إلى بلد تكون فيه حياته أو حريته مهددة". 

وفي رأيه، ينطبق هذا أيضا على ترحيل ما يُسمى بـ "المجرمين" الذين، وفقا للمادة 60 الفقرة 8 من قانون الإقامة، لا يمكنهم الاستفادة من مبدأ عدم الإعادة القسرية الذي تفرضه اتفاقية جنيف للاجئين.

ويتفق معه الحقوقي كلاوس بليز، والذي يرفض بشكل قاطع هذا المطلب، سواء أتى من الأحزاب التي تُسمى الوسط أو من اليمين المتطرف.

وفي تصريح لـ"تيليبوليس"، يقول بليز: "عندما تدعو منظمة الشباب التابعة لحزب (البديل من أجل ألمانيا) إلى ترحيل اللاجئين في وقفة احتجاجية في مانهايم ردا على الجريمة، فإنها بذلك تقف إلى جانب مرتكبي أعمال العنف".

ومن وجهة نظره، يعني هذا الطلب في الواقع "ترحيل الأشخاص الذين فروا من العنف إلى بلدانهم الأصلية وتعريضهم هناك مرة أخرى لمضطهديهم".

وفي الوقت نفسه، يحذر بليز والمنظمة من "التقليل من أهمية هجوم مانهايم".

ولكنه يعتقد أن "هذا الحال سيظل كما هو، بسبب أن المنخرطين بعمق في الوسط اليميني، حتى وإن كان مايكل ستورزنبرجر من بين المصابين في الهجوم، يحاولون إثارة الكراهية العامة للإسلام والاستياء العنصري بدلا من الانخراط في انتقادات موضوعية".