ماركو روبيو.. وزير خارجية ترامب المحتمل المعارض للصين والداعم لإسرائيل
“بتعيينه يوجه ترامب رسالة شديدة اللهجة إلى نظيره الصيني”
تشير التوقعات إلى أن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب سيرشح السيناتور عن ولاية فلوريدا، ماركو روبيو، لمنصب وزير الخارجية في فريقه الحكومي المقبل.
ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مصادر لم تسمها قولهم إن القرار ليس نهائيا، لكن يبدو أن ترامب استقر على اسم روبيو الذي كان على لائحة ترشيحات الرئيس الجديد لمنصب نائب الرئيس.
وقد تردد اسم السيناتور باستمرار في الأيام الأخيرة كواحد من المرشحين الأوفر حظا لتقلد هذا المنصب، إلى جانب السفير السابق لدى ألمانيا، ريك غريني.
تقارب تدريجي
وفي تسليطه الضوء على مواقف ومسيرة وزير الخارجية الجديد، قال موقع "إيل سوسيداريوا" الإيطالي إن "الأخير تقرب رويدا رويدا من الرئيس بعد أن تحداه علنا في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري لعام 2016، وكان بينهما اختلافات كبيرة حول مسائل عدة وطرق ممارسة السياسة".
ولفت موقع "إيل سوسيداريوا" إلى أن الحزب الجمهوري يتطلع في تعيينه للسيناتور المولود في ميامي لأبوين مهاجرين كوبيين، إلى أميركا اللاتينية التي ينحدر والداه منها.
وذكر أن ترامب فاز بنسبة كبيرة من أصوات الأميركيين من أصول لاتينية في انتخابات الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني 2025.
وأشار إلى أن تعيينه مازال غير مؤكد في الوقت الحالي، رغم تأكيد وسائل إعلام أميركية نقلا عن المصادر المقربة من الرئيس المنتخب.
وروبيو سياسي ونائب ومحامٍ ولد في 28 مايو/ أيار 1971 في مدينة ميامي بولاية فلوريدا في الولايات المتحدة، وهو عضو في مجلس النواب من الحزب الجمهوري منذ 2011.
وظل وزير الخارجية المحتمل نقطة مرجعية في حركة حزب "الشاي"، وهو حزب هامشي محافظ ضمن الحزب الجمهوري، حتى الصدام المباشر مع ترامب في عام 2016.
ورغم المسافة الكبيرة في وجهات النظر التي كانت مع ترامب، كان روبيو أول من أعلن دعمه للرئيس المنتخب بعد الفوز في المؤتمرات الحزبية في ولاية أيوا.
ومنذ ذلك الحين، حدث تقارب تدريجي بين الاثنين إلى درجة التوافق اليوم حول السياسات ضد أعداء الولايات المتحدة التاريخيين، من الصين إلى روسيا، مرورا بإيران والدول اللاتينية حيث لا تزال "البيرونية" مهيمنة من فنزويلا إلى بوليفيا، وفق الموقع الإيطالي.
وعلى غرار موقف ترامب، يعتقد روبيو أن الحرب في أوكرانيا يجب أن تنتهي في أقرب وقت ممكن وهو ما يشكك، بحسب الموقع، في إمكانية الاستمرار في دعم كييف وتزويدها بالسلاح في مواجهة القوات الروسية.
من ناحية أخرى، أشار الموقع "إيل سوسيداريوا" إلى أن دعمه للاحتلال الإسرائيلي سيظل ثابتا، كما سيكون دوره أساسيا في العلاقات مع جيران الولايات المتحدة اللاتينيين لتنفيذ سياسة مكافحة الهجرة غير النظامية التي يرغب فيها الحزب الجمهوري.
وخصوصا، يعد رئيس الدبلوماسية الأميركي المقبل والمحتمل، معارضا قويا للتوسع الصيني على المستوى العالمي.
وفي هذا الصدد، يذكر أن الصين كانت قد فرضت ضده وضد مسؤولين أميركيين آخرين عقوبات عام 2020 ردا على خطوات مشابهة اتخذتها واشنطن بحق مسؤولين صينيين على خلفية حملة بكين الأمنية في هونغ كونغ.
ويدعو السيناتور الجمهوري الولايات المتحدة إلى الرد بنشاط على القوة الآسيوية، سواء الاقتصادية أو الجيوسياسية، كما أنه رافض لفكرة تقبل النفوذ الصيني في مختلف المجالات الدولية.
رسالة شديدة
وبتعيينه يوجه ترامب رسالة شديدة اللهجة إلى نظيره الصيني شي جين بينغ، على حد تعبير الموقع الإيطالي.
ولفت إلى أن عدم قدرته على السفر إلى الصين بسبب العقوبات المفروضة عليه عام 2020، يشكل مشكلا في الحوار الدبلوماسي مع نظيره وانغ يي.
لذلك تساءل الموقع بشأن الكيفية التي سيتطور بها الملف الأكثر أهمية لإدارة ترامب التي ستتسلم السلطة في يناير/ كانون الثاني 2025.
ويواصل الرئيس الجمهوري المنتخب تشكيل الفريق الحكومي الذي يتوسع أكثر فأكثر كل يوم بإعلان أسماء جديدة.
فبعد تعيين سوزان ويلز في منصب كبيرة الموظفين في البيت الأبيض وإليز ستيفانيك سفيرة للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، اختار ترامب المتشدد توم هومان مسؤولا عن الوكالة المكلفة بالإشراف على حدود الولايات المتحدة في الإدارة المقبلة.
وكتب ترامب على منصته تروث سوشال، "يسعدني أن أعلن انضمام المدير السابق للوكالة المكلفة بإنفاذ قوانين الهجرة (آي سي إي) والنصير القوي في مراقبة الحدود توم هومان إلى إدارة ترامب وسيكون مسؤولا عن أمن حدودنا (قيصر الحدود)".
كما تم تعيين ستيفن ميلر مديرا لإدارة الهجرة والجمارك، واختار الرئيس المنتخب النائب الجمهوري مايكل والتز ليكون مستشاره القادم للأمن القومي.
وأعلن في 12 نوفمبر، اختياره لمقدم البرامج في شبكة "فوكس نيوز"، بيت هيغسيث، لمنصب وزير الدفاع، في إدارته.
وخدم هيغسيث في الجيش الأميركي بين غوانتانامو والعراق وأفغانستان في فترات ممتدة من عام 2003 وصولا إلى 2012.
فيما أعلن الرئيس السابع والأربعون للولايات المتحدة أنه سيعين كريستي نويم حاكمة ولاية ساوث داكوتا وزيرة للأمن الداخلي في إدارته المقبلة.
وكانت نويم تعد مرشحة محتملة لتكون نائب ترامب في انتخابات 2024، لكنها واجهت انتقادات واسعة بعد أن اعترفت في مذكراتها التي نشرتها في مايو/ أيار بأنها أطلقت النار على كلبها البالغ من العمر 14 شهرا بسبب سلوكياته العدوانية.
وبالعودة إلى الحديث عن وزير الخارجية المحتمل وأول أميركي من أصل لاتيني قد يصل إلى هذا المنصب، وصف الموقع الإيطالي بأنه سيكون مع مستشار الأمن القومي أهم البيادق بيد ترامب.
وأشار إلى أن رئيس الدبلوماسية الجمهوري الذي يعتزم ترامب تعيينه، بات بعد اجتماع سري مع الرئيس المنتخب في مارالاغو، من أشد المؤيدين لحركة "لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى" المعروفة اختصارا باسم "ماغا"، وهو تيار يُتهم بالعنصرية وتبني خطاب كراهية ضد الأقليات والتحريض على العنف.