غزة في اليوم 166.. الاحتلال يتوحش والمقاومة تتصدى والسمسار يقتات
جيش الاحتلال اعترف بإعدامه لأكثر من 80 مدنيا فلسطينيا بدم بارد في مستشفى الشفاء
لليوم الـ166، ومع انقضاء عشرة أيام من شهر رمضان المبارك، لا يزال الاحتلال الإسرائيلي يكثف عدوانه غير المسبوق وقصفه العنيف ويشن هجمات شرسة على عدة محاور في قطاع غزة، مخلفا عشرات الشهداء والجرحى.
ولليوم الثالث على التوالي يفرض الاحتلال حصارا على مجمع الشفاء الطبي، عقب ارتكابه مجزرة وصفها المكتب الإعلامي في غزة بالدامية خلال اقتحام جنوده المدججين بالسلاح بمساعدة كلاب بوليسية، ما أسفر عن استشهاد 50 شخصا واعتقال نحو 200 آخرين.
وفجر 20 مارس/آذار 2024، نفذ طيران الاحتلال قصفا عنيفا على منزل في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، أسفر عن استشهاد 27 فلسطينيا معظمهم نازحون وأصيب آخرون، وذلك بالتزامن مع قصف مدفعي على مناطق أخرى في مدينة غزة وشمالها.
وواصل الاحتلال استهداف الفلسطينيين أثناء توجههم لاستقبال المساعدات، حيث استشهد أكثر من 23 فلسطينيا على الأقل بعد قصف قوات الاحتلال للجان عشائرية تؤمن توزيع المساعدات بدوار الكويت في مدينة غزة.
وتداول ناشطون على منصة إكس مقاطع فيديو وصورا توثق جرائم الاحتلال في مختلف مناطق القطاع كان أبرزها صور لأطفال قضوا نتيجة القصف الإسرائيلي، مستنكرين غياب أي ردة فعل عربية أو عالمية.
وعبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #مجمع_الشفاء، أشادوا بدور المقاومة الفلسطينية وتفانيها في التصدي لعدوان الاحتلال ووجودها في ميدان القتال وقدرتها على إلحاق خسائر في العتاد والأرواح في صفوف الجيش.
وتعاطوا على المستوى السياسي مع تصريح لجاريد كوشنر، صهر الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، جاء في خضم التصعيد الإسرائيلي عل غزة، قال فيه إن على إسرائيل ترحيل المدنيين خلال عملها على ما سماه "تطهير" قطاع غزة من المقاومة الفلسطينية، إلى صحراء النقب، أو مصر.
ونددوا بتصريحات كوشنر التي قالها خلال لقاء له في جامعة هارفارد منتصف فبراير/شباط 2024، ونشرت أخيرا على يوتيوب، ونقلتها صحيفة الغارديان البريطانية واستحضروا مقترحا مماثلا قدمه رئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
مستشفى الشفاء
وتفاعلا مع التطورات، أشار الكاتب السياسي إبراهيم المدهون، إلى أن جيش الاحتلال اعترف بإعدامه أكثر من 80 مدنيا فلسطينيا بدم بارد في مستشفى الشفاء منهم مرضى وجرحى ومسنون.
وأكد أن توحش هذا الجيش يشبه لحد كبير العصابات والقوى النازية الفاشية التترية، وكل القوى المندثرة التي امتهنت القتل بدافع عنصري واستخدمت التطهير العرقي كسياسة عمياء.
وقال المدهون، إن كل هذه الدماء ترتد على القتلة أضعاف مضاعفة، ومع كل هذا الخراب الذي أحدثه جيش العدو لم يستطع حسم معركته، ومرعوب من أي هدنة، فأي توقف للعدوان يكشف حقيقة ومدى عمق هزيمة هذا الكيان.
وقال رئيس المرصد الأورومتوسطي رامي عبده، إن قوات االاحتلال توسع من دائرة القصف في محيط مستشفى الشفاء عقب تسديد مجموعات المقاومة ضربات متتالية للقوات الغازية في محيط الشفاء في محاولة لكسر حصار المستشفى وإنهاك الجيش.
وأضاف أن ما يرشح عما يجرى في مستشفى الشفاء ومحيطها مرعب ووحشي للغاية، لافتا إلى ارتكاب قوات الاحتلال مجازر وحشية، بينما العالم لا يبدي حتى تعبيرات الغضب.
وكتب الناشط خالد صافي: "للعلم يواصل جيش الاحتلال حصاره واقتحامه لمجمع الشفاء الطبي وسط غزة لليوم الثالث على التوالي، وهذا خبر يرقى لدرجة عاجل وخطير".
تصدي المقاومة
وتحت عنوان "معركة كسر حصار مستشفى الشفاء"، تحدث الباحث سعيد زياد عن دور المقاومة الفلسطينية ووقع عملياتها وجسارتها في نفوس الاحتلال، مؤكدا أنها لا تزال تقاتل بكفاءة واقتدار.
وأشار إلى أن ذلك رغم تخطيط العدو الدقيق للعملية المستمرة منذ 48 ساعة تقريبا، واستخدامه تكتيكات تضليل وخداع كثيرة، ورغم الكثافة النارية الهائلة التي صاحبت العملية في محيط مسرح العمليات، لعزل أي مجموعات مقاتلة عن التدخل في الحدث.
وأوضح زياد، أن العملية يشارك فيها العديد من الوحدات القتالية المعادية التي تقودها الفرقة 162، كونها مسؤولة عملياتيا عن منطقة غزة والشمال وهي، وحدة شييطت 13 (الكوماندوز البحري)، وتشكيل قتالي من لواء ناحال، وتشكيل قتالي من لواء جفعاتي، ومجموعة قتال من لواء 401 المدرع، بالإضافة إلى وحدات خاصة من جهازي الشاباك وأمان.
وأكد الكاتب رضوان الأخرس، أن مجاهدي كتائب القسام يواصلون التصدي لقوات الاحتلال المتوغلة في محيط مستشفى الشفاء ويعلنون عن تمكنهم من استهداف مجموعة من جنود الاحتلال بقذيفة "TBG" ويوقعونهم بين قتيل وجريح وقد نجحت الكتائب في استهداف وتدمير 7 آليات صهيونية.
وأشار الناشط الإنساني أدهم أبو سلمية، إلى قتل كتائب القسام قائد كتيبة في جيش العدو واستهدفت 7 دبابات وآليات ومجموعة من الجنود في مستشفى الشفاء، ومازالت تخوض اشتباكات ضارية وكأنك في اليوم الأول للحرب.
ورأى أن ما يحدث في محيط مستشفى الشفاء يُؤكد حقيقة واحدة أن العدو الصهيوني وقادته مجموعة من الكذابين الذين يتقنون فقط فن الكذب والخداع، لافتا إلى قول الاحتلال قبل أكثر من 100 يوم إنهم قضوا على كتائب القسام في شمال القطاع، وفككوا كل كتائبها.
مخطط صهيوني
وتعقيبا على مقترح كوشنر إعادة توطين سكان غزة في النقب، قال أستاذ العلوم السياسية عبدالله الشايحي: "ما خلصنا من تعصب وانحياز بايدن وإدارته حتى تطلع لنا زوج ايفانكا ونسيب ترامب جاويد كوشنير اليهودي رجل الأعمال والعقارات الفاشل وكبير مستشاري عمه ترامب الذي لا يفقه شيئا سوى التعصب الانحياز الصهيوني لإسرائيل".
وأشار إلى أن كوشنر تسبب بعاصفة من الغضب وانتقادات واسعة ورفض مخططه في جامعة هارفارد نقل سكان غزة لصحراء النقب "لإقامة مشاريع عقارية على واجهة غزة البحرية الرائعة"، مضيفا: "يبدو هذا هو مخطط الصهاينة وترامب في حال فوزه بالانتخابات!!".
وسخر الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة، من مقترح كوشنر، قائلا: "تاجر العقارات اليهودي الصهيوني يقترح حلا لأهل غزة!!".
وأضاف: "يتحدث هذا الصهيوني اليهودي الحقير عن شعبنا كما لو كان قطيعا من الخراف يمكنه أن يسوقهم إلى أي مكان يشاء دون أي مشكلة ولا ضجيج".
وذكر الزعاترة بأن "هذا الفتى الغر وقف من قبل خلف ما يسمّى بصفقة القرن التي قلنا منذ لحظة طرحها إنها مشروع تافه من ولد تافه تبنّاه والد زوجته عن جهل، وإن لن يمرّ بحال من الأحوال، وهذا ما كان".
وأكد أن "هذا التافه لا يعرف شيئا عن هذا الشعب ولا عن هذا الصراع التاريخي، ويتعامل معه كأنه صفقة عقارات، وقد أبدع مراسل الغارديان الذي نقل الخبر حين ذكّر بمهنته، قائلا إن "الطوفان" سيكون محطّة لكنس كيانه، طال الزمان أم قصر، ومشاريع التصفية ستذهب إلى الجحيم مع أصحابها.. ليس لدينا شك في ذلك.
ووصفت إحدى المغردات، كلام كوشنر بأنه كوشنر خطير جدا جدا، ويكشف السياسة التي يريد ترامب تنفيذها في حال فوزه في الانتخابات".
وأوضحت أن تلك السياسية هي "تطهير" الواجهة البحرية من غزة من المدنيين، واستغلال الواجهة البحرية وتحويلها إلى منطقة سياحية، لافتة إلى تصريحات كوشنر كشفت أن مصر تشترك مع إسرائيل في هدف القضاء على المقاومة.
وأكدت المغردة أن هناك مخططا لطرد أهل غزة وتحويلهم إلى لاجئين في الأردن وتركيا كما مع حصل مع السوريين، وأن من يخرج من غزة فلن يُسمح له بالعودة إليها مرة أخرى.
ودعا عمر عبدالعزيز، لمشاهدة الطريقة التي تحدث بها كوشنر عن المدنيين فيها بكل غطرسة وعنجهية، قائلا: "التاجر كوشنر سمسار شولوم الأول يتحدث عن غزة وكأنه يتحدث عن مشروع استثماري بحت".
تصهين السيسي
وقال الإعلامي أسامة جاويش، إن جاريد كوشنر يؤكد على مقترح السيسي بتهجير الفلسطينيين من غزة إلى صحراء النقب، قائلا إن صهر ترامب "شايف أن العقارات على شاطئ غزة هتكون مهمة جدا للاستثمارات، وإسرائيل لازم تهجر الفلسطينيين وبعدها تنضف المنطقة بالكامل".
ولفت إلى قول كوشنر إن التهجير ده ممكن يكون في اتجاه رفح وتحديدا مصر ممكن تستوعب عددا منهم، والعدد الآخر ممكن يتهجر لصحراء النقب بعد تجهيز معسكر فيها لاستقبال الفلسطينيين القادمين من غزة.
وأشار وزير خارجية تونس سابقا رفيق عبدالسلام، إلى أن كوشنر ذكر في " محاضرة" له بجامعة هارفرد وعملا بنصيحة المكسيكي "الذهبية" التي وجهها للمستشار الألماني شولتز، بأن أفضل طريقة للتخلص من الصداع الفلسطيني هي "تطهير" القطاع -وفق تعبيره- من سكانه ونقلهم لصحراء النقب.
ولفت إلى أن مقترح كوشنر يهدف إلى استخراج المخزون الواعد من الغاز في الواجهة البحرية لغزة على ما يقول، قائلا إنه "زاد في الشعر بيتا في محاضرته، أو بالأحرى في تفاهته بقوله: لو كنت في موقع القرار الإسرائيلي فإن أول شيء أقوم به هو إخلاء سكان الجنوب في رفح، ثم الدفع بهم نحو مصر عبر آلية الدبلوماسية".
وحذر عبدالسلام: "انتظروا أياما قليلة وستجدون هذا الفتى الغر، يستقبل في الكثير من العواصم العربية بالأحضان والورود وربما معها الأموال والمنقولات والاستثمارات"، قائلا: "يبدو أن الجرو قد كبر، كما كبرت أنيابه وازدادت حدة، ولكن جاء أسوء وأقذر من أبيه".
وكتب شريف المصري: "كوشنر، يهودي أميركي صهيوني وزوج بنت ترامب،يقول إن على إسرائيل إزاحة الفلسطينيين من غزه إلى صحراء النقب، كما قال اليهودي المصري الصهيوني عبد الفتاح السيسي بعد بدء قصف غزة. مصر محتلة من إسرائيل من خلال عميلهم عبد الفتاح السيسي".