اشتباكات بين المهاجرين والشرطة الأميركية.. إلى أين تنتهي فوضى ترامب؟

منذ يومين

12

طباعة

مشاركة

لليوم الرابع على التوالي تتصاعد الاحتجاجات في لوس أنجلوس ضد إجراءات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لمكافحة الهجرة غير الشرعية، لتمتد أخيرا إلى مدينتي دلاس وأوستن في ولاية تكساس.

وبعد أيام قليلة من تنصيب ترامب لولاية رئاسية جديدة، بدأ تنفيذ وعوده الانتخابية بإطلاق "أكبر حملة طرد جماعية" للمهاجرين غير النظاميين في التاريخ، وأصدر سلسلة أوامر تنفيذية تهدف إلى احتواء تدفقهم. 

وأعلن حينها "حالة الطوارئ الوطنية" على الحدود الجنوبية مع المكسيك مع نشر الجيش والتعهد بطرد "الأجانب المجرمين". 

وفي 6 يونيو/حزيران 2025، تحوّلت عملية تفتيش روتينية لملاحقة المهاجرين غير الشرعيين في لوس أنجلوس أكبر مدن ولاية كاليفورنيا وثاني أكبر مدينة في أميركا من حيث عدد السكان بعد نيويورك، إلى مواجهات عنيفة بين المحتجين وقوات الأمن المحلية.

وأظهرت لقطات مصورة تعرض سيارات عناصر الأمن للقذف بالحجارة أثناء محاولتهم مغادرة موقع احتجاج في منطقة باراماونت بولاية كاليفورنيا. 

كما احتج المتظاهرون على وجود القوات الأمنية، ورددوا شعارات مناهضة لها، إلى جانب مطالبتهم بحقوق المحتجين.

وأغلق المحتجون أحد الطرق الرئيسة باستخدام عربات التسوق والحجارة، مما أوقف حركة المرور تماما.

ودفعت الاشتباكات السلطات الأميركية إلى نشر نحو 2000 عنصر من الحرس الوطني في المدينة في مسعى من الرئيس الأميركي لإنفاذ قراراته ومواجهة الاحتجاجات بلوس أنجلوس.

والحرس الوطني للولايات المتحدة هو جيش من مكونات الاحتياط في القوات البرية والجوية، ويخضع لسيطرة مزدوجة من حاكم الولاية، والرئيس الأميركي، ونشره عادةً ما يكون بأمر الحاكم، أو بالتشاور معه، وهو ما لم يفعله ترامب.

وإثر قرار نشر الحرس الوطني، أعلن حاكم كاليفورنيا بغافن نيوسوم، أن الولاية ستقاضي إدارة ترامب، الذي وصف خطوته بأنها "تحريضية" و"مفتعلة".

وعلى خلفية الأحداث في لوس أنجلوس، اقترح ترامب على مسؤول الحدود في الإدارة الأميركية توم هومان اعتقال حاكم ولاية كاليفورنيا.

وتُعد كاليفورنيا معقلا تقليديا للحزب الديمقراطي، وقد وجه ترامب انتقادات متكررة لسياساتها، وهدد في مايو/أيار، بخفض التمويل الفيدرالي المخصص لها بسبب مشاركة رياضي متحول جنسيا في المنافسات الرياضية.

كما ألغت إدارته مشاريع للوقاية من الفيضانات بقيمة 126.4 مليون دولار كانت مخصصة لكاليفورنيا، إلى جانب انتقادها لإجراءات السلطات المحلية في مكافحة حرائق الغابات.

وفي ظل تصاعد الاحتجاجات المناهضة لترحيل المهاجرين، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) نشر 700 عنصر من قوات مشاة البحرية أو ما تعرف بـ"المارينز" في لوس أنجلوس.

وتفاعل ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي مع الاحتجاجات الأميركية وعدّوها عاكسة لغضب شعبي متزايد ضد سياسات الإدارة الأميركية.

وأبدوا عبر تغريداتهم وتدويناتهم على منصتي “إكس” و"فيسبوك" ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #لوس_أنجلوس، #كالفورينا، #ترامب، #غزة، وغيرها، ارتياحهم وسعادتهم بحالة الفوضى والاحتجاجات وعدم الاستقرار التي تشهدها المدينة الأميركية.

ونظر ناشطون للأحداث على أنها عقاب إلهي للرئيس الأميركي لدعمه السياسي والعسكري اللامحدود للحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، والتي تصاعدت حدتها أخيرا نتيجة الحصار المفروض على الفلسطينيين.

ترامب أشعلها

وأشار أستاذ العلوم السياسية عبدالله الشايجي إلى أن الحرب محتدمة بين ترامب وحاكم ولاية كاليفورنيا المرشح الرئيس للحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة عام 2028.

وعرض الصورة التي نشرها حاكم ولاية كاليفورنيا موثقا حال الحرس الوطني الأميركي الذي أرسله الرئيس ترامب إلى لوس أنجلوس دون طلبه.

ولفت الشايجي إلى أن حاكم ولاية كاليفورنيا سخر من  القوات التي أرسلها ترامب بلا طعام ولا شراب ولا مأوى.

وقال مصطفى عثمان: إن الاحتجاجات بدأت ضعيفة، لكن ترامب المخبول أراد إثبات أن العمدة فاشل وأرسل 2000 من قوات الجيش أطلقوا الرصاص الحي والمطاطي والغاز على المحتجين فولعت لوس أنجلوس، إضافة إلى أنه سيرسل 700 من المارينز. وعلق قائلا: "اللهم انتقمْ لأهل غزة".

وأشار المغرد مخيمر إلى أن الاحتجاجات بدأت بشكل سلمي رفضا لسياسات الترحيل العنصرية ضد المهاجرين، مشيرا إلى أن المحتجين يرفعون أعلام دول لاتينية منها المكسيك تعبيرا عن الفخر بجذورهم.

ورأى أن "ترامب ولعها أكتر" بقرار مفاجئ غير تقليدي بنشر 2000 جندي من الحرس الوطني في شوارع لوس أنجلوس، بدون تنسيق مع حاكم كاليفورنيا، ما سبب أزمة سياسية كبيرة.

وكتب المغرد الكاسر: "رغم نشر 2000 جندي من الحرس الوطني بأوامر مباشرة من الحلاب الأحمق دونالد ترامب إلا أن لوس أنجلوس أصبحت خارج السيطرة".

وأكد الصحفي أنيس منصور أن تصريحات ترامب وقمع الحرس الوطني وسع الاحتجاجات. مشيرا إلى أن المهاجرين اللاتينيين هتفوا ضد سياسات الهجرة والتمييز التي تنتهجها إدارته بهتاف "طوفان_نحو_التحرير".

نهاية ترامب

وتحت عنوان “من لوس أنجلوس تبدأ نهاية ترامب!” أشار الصحفي مكاوي الملك إلى أن الشارع يغلي والديمقراطيون يشعلون المعركة أكثر، والرئيس الأميركي يواجه شعبه كعدو لا كرئيس، مؤكدا أن "هكذا تبدأ نهايات الطغاة".

وقال الصحفي يسري فودة: “بين سيل الصور والتفاصيل المتوفرة حتى الآن وتلك التي سيغرقنا بها الإعلام على مدى الأيام- وربما الأسابيع- القادمة، من الصعب مقاومة النظر إلى هذا بصفته عَرَضًا آخر من أعراض الذبول والتفكك والتداعي نحو انهيار لم يخترعه ترامب وإنما هو يُسرع من وتيرته”.

وعلق المغرد أبو معتز، على تغريدة للمحلل السياسي ياسر الزعاترة عرض فيها نماذج من رد فعل الصحافة الغربية على أحداث لوس أنجلوس، قائلا إن "ترامب بالعقلية السيساوية البشارية الأسدية ستكون نهاية الهيمنة الأميركية على يديه وربما تقسيمها وتمزيقها".

واستنكر أن "ترامب يتساءل بغباء من وراء أحداث لوس أنجلوس"، مضيفا: "لا يدري أن سياساته وغطرسته سبب كل ذلك، وأن عقلية الحاكم العربي المريض لديه ستشعل حربا أهلية بأميركا".

وتوقع مغرد آخر أن عطلة نهاية الأسبوع القادمة قد تكون الأخطر على حكومة دونالد ترامب.

وتوقع أحدهم أن تطورات الأحداث في لوس أنجلوس وتوسع الاحتجاجات ضد سياسات الهجرة الفيدرالية، ونشر قوات الحرس الوطني في وسط المدينة، وانقسام الشارع الأميركي بين مؤيد ومعارض لسياسات ترامب، قد يفضي إلى عنف داخلي واسع النطاق، وحتى إلى صراع أهلي.

وبين أن هذا السيناريو قد يشير إلى بداية النهاية للاستكبار الأميركي، وفق تعبيره.

جحيم غزة

وإعرابا عن الارتياح لما تشهده لوس أنجلوس، عرض الصحفي الفلسطيني فايد أبو شمالة، مقطع فيديو يوثق مظاهر الفوضى قبل وصول قوات المارينز.

وتساءل: “ماذا سيحدث بعد دخول المارينز بأمر من ترامب؟” مؤكدا أن الرئيس الأميركي سيفتح أبواب الجحيم في أميركا.

وأكد عبدالستار بوشناق أن كل العالم يراقب نهاية المشهد، متسائلا: “هل ستكون نهاية ترامب والعصابة التي جاءت به للسلطة مرة ثانية لتخريب العالم؟ ”

وقال: إن كل شخص له علاقة بترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مجرم حرب حقيقي.

وعرض نزار فرسان صورة من أحد جوانب الاحتجاجات الأميركية، قائلا: "هذا ليس السودان ولا تشاد ولا الصومال ولا غزة ولا اليمن إنها أميركا لوس أنجلوس".

وعلق الأكاديمي ناصر الندابي على مقطع فيديو يوثق مظاهر الفوضى في لوس أنجلوس، معربا عن فرحته الغامرة، ومتمنيا أن يلحق بهم ما فعلوه بغزة.

وعرضت مادية بنت محمد مقطع فيديو يوثق مظاهر الفوضى في المدينة الأميركية، قائلة: "هذه ليست سوريا، ولا العراق، إنها لوس أنجلوس تحت ظل أميركا ذاتها.. الفوضى والدمار اللذان بذروهما في العالم، يعودان الآن لينهشا أحشاءهم".

استهداف صحفية

واستنكر ناشطون إطلاق الشرطة الأميركية النار على مراسلة القناة التاسعة الأسترالية على الهواء مباشرة عند تغطيتها الاحتجاجات.

وقالت زوزو عبدالستار، إن "مذيعه من استراليا بتغطي الأحداث في كاليفورنيا ظابط شافها حدد الهدف زي ما ظاهر في الصورة وتعمد إصابتها في رجلها الست معملتش أي حاجه ولا غلطت في حد نهائي".

وأضافت: "البوليس الأميركي عنده مشكلة كبيرة جدا في العقل.. بجد دماغهم تعبانة جدا، الغرور يعمل أكتر من كده".

وقالت إحدى المغردات: "حرية الإعلام في زمن الطاغية ترامب.. أعتقد هذه بداية النهاية، ولكن ما مصير مليارات الخليج؟؟".

وقال حساب يحمل اسم الشهيد الفلسطيني نزار ريان: "لو حصل إطلاق نار على صحفية في غير أميركا، لانتفضت الأمم المتحدة!، لكن في لوس أنجلوس  شرطة أميركا - الحرس الوطني، يطلق النار على مراسلة قناة 9 الأسترالية على الهواء مباشرة أثناء تغطية الاحتجاجات، وكأن شيئًا لم يكن!".