إمام أوغلو بالخلفية.. لماذا يسعى زعيم المعارضة التركية للتقرب من أردوغان؟

7 months ago

12

طباعة

مشاركة

على عكس رئيس حزب الشعب الجمهوري السابق كمال كليتشدار أوغلو، يتبنى أوزغور أوزيل الرئيس الجديد لأكبر حزب معارض في تركيا، نهجا منفتحا جديدا تجاه الحكومة والرئيس رجب طيب أردوغان.

وفي هذا السياق، نشر مركز الدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التركي "سيتا" مقالاً للكاتب "برهان الدين دوران" ذكر فيه أن أوزيل يظهر أسلوبا سياسيا مختلفاً عن الأسلوب "الجدلي" المعتاد من الحزب ومسؤوليه.

نهج جديد

وقال الكاتب التركي إنه بعد الانتخابات المحلية الأخيرة تشكلت أجواء إيجابية بين الحكومة والمعارضة. حيث أعلن أوزيل، أنه سيجتمع مع الرئيس أردوغان.

وصرح أوزيل بأنه سيقوم بتحديد جدول أعمال الاجتماع الذي سيجريه مع الرئيس وسيطلب موعدًا من الرئيس". 

وبالفعل تم الإعلان عن موعد الاجتماع في 2 مايو في القصر الرئاسي في أنقرة.

وبعد حفل الاستقبال الذي أقيم في 23 أبريل في البرلمان التركي، بمناسبة عيد السيادة، التقى الرئيس أردوغان بممثلي الأحزاب السياسية بمن في ذلك أوزيل.

ولوحظ أن أوزيل يستخدم خطابًا يُظهر احترامًا فيه لمنصب الرئيس أردوغان، حيث يقوم بطلب مواعيد للقاء ويتحدث عن الحوار والتفاوض ويشير إلى فضائل إنهاء الاستقطاب. وبهذه الخطوات يقوم أوزيل بالتخلي عن النهج القديم لحزب الشعب الجمهوري.

وبعد اجتماع الرئيس أردوغان بممثلي الأحزاب السياسية، بمن في ذلك أوزيل، يمكن القول إن هذه العملية دخلت مرحلة جديدة.

فإصرار أوزيل على اللقاء مع أردوغان يغير من سياسة حزب الشعب الجمهوري التي تشكك في نظام الحكم الرئاسي.

حيث كان الرئيس السابق لحزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو منتقدًا حادًا لأردوغان وسياساته، وكان يروج لرؤية معارضة قوية للحكومة.

ولذلك كانت هناك توترات مستمرة بين كيليتشدار أوغلو وأردوغان، وتتجلى هذه التوترات في الخطابات العلنية والتصريحات المتبادلة بين الطرفين. 

فكلتشدار أوغلو كان ينتقد أردوغان بشدة ويتهمه بالتراجع عن الديمقراطية والحريات الأساسية في تركيا. 

ومن جانبه كان أردوغان يرد على هذه الانتقادات بشكل حاد ويصف كليتشدار أوغلو وحزبه بأنهم يعارضون تقدم تركيا ويسعون لزعزعة الاستقرار

ويبدو أن كليتشدار أوغلو يعتقد أن تخفيف الاستقطاب أو تخفيف معارضة الرئيس أردوغان لن يفيد حزب الشعب الجمهوري.

ما هدف أوزيل؟

وأشار الكاتب التركي إلى أن أوزيل ربما يعتقد بأن تقربه لأردوغان سيجعله محل اهتمام الرئيس والذي بدوره سيعزز من رئاسته للحزب، خاصةً في مواجهة رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو.

أو ربما يحاول أوزيل دعم مساعي "التغيير" في حزب الشعب الجمهوري من خلال أسلوبه الجديد هذا.

وقد يعتقد أن هذا الأسلوب ربما كان عاملاً مساهمًا في النجاح خلال الانتخابات المحلية.

وقد يكون زعيم حزب الشعب الجمهوري يتلقى أيضًا ردود فعل إيجابية لاستمراره في تنفيذ تكتيكات حملة الانتخابات المحلية التي آتت أكلها بنتائج إيجابية في الانتخابات.

ويبدو هذا الموقف كما لو كان نتاج ملف مدروس، حيث تبرز جهود حزب الشعب الجمهوري لصياغة "تغيير سياسي" ليس بالأيديولوجيا اليسارية أو الأتاتوركية المعتادة، بل بمنهجية نفسية غير تصادمية تبدو جذابة للناخبين.

وكجزء من هذا الجدول الزمني المدروس، يبرز أيضًا تركيز حزب الشعب الجمهوري على البلديات الاجتماعية واستخدام توجه الاقتصاد كوسيلة للمعارضة.

نهج مزدوج

وأشار الكاتب التركي إلى أنّ الأسلوب السياسي الجديد لأوزيل يعتمد على نهج مزدوج.

الأول هو رغبته في إقامة حوار مع السلطة لمناقشة مشاكل البلاد. ويعزز هذا من موقفه في مواجهة أكرم إمام أوغلو ومنصور يافاش.

والثاني هو أسلوب يذكرنا بموقف أوزيل القديم المعارض للحكومة أثناء توليه منصب نائب رئيس الكتلة البرلمانية وأيضاً موقف الرئيس السابق لحزب الشعب الجمهوري كليتشدار أوغلو.

فإنّ عبارة "سأقيم مظاهرات من أجل المتقاعدين والشباب" تشير إلى استعداده للخروج إلى الساحات في أي وقت وهذا يشير إلى أنه يريد حل مشاكل البلاد و مستعد للتغيير.

وفي الوقت نفسه يقوم أوزيل بتصريحات يقول بها إنه "يجب الالتزام بالدستور الحالي قبل الخوض في مناقشة صياغة دستور جديد"، وهذه عبارة تذكرنا بتصريحات كيليتشدار أوغلو الذي كان يرفض عبرها التغيير.

ولفت الكاتب التركي النظر إلى نقطة أخرى تستحق الانتباه وهي تغيير أوزيل السريع لخطاب "الانتخابات المبكرة".

فبعد انتخابات المحليات في 31 مارس/ آذار 2024، رفض أوزيل دعوات الانتخابات المبكرة في خطاباته، لكنه أخيرا وصل إلى نقطة قول "إذا أراد الشعب، فأنا مستعد للقول هيا إلى الانتخابات المبكرة".

والسؤال هنا هو: هل ستؤدي مقابلة أردوغان وأوزيل وتليين الخطاب إلى خلق مناخ سياسي جديد؟

يجيب الكاتب التركي بالقول: لا يمكننا الإجابة عن هذا السؤال دون رؤية التطورات الحاسمة في الأشهر القليلة القادمة.

فمن الضروري أن نتابع تطور مناقشات الدستور الجديد، والعملية ضد حزب العمال الكردستاني في العراق، وعواقب سياسات التقشف ومسار الاقتصاد، وجهود حزب الشعب الجمهوري لتسييس هذه القضايا. 

فكل هذه القضايا من بين القضايا المهمة على جدول أعمال تركيا السياسي والاجتماعي. وسوف تستمر هذه القضايا في أن تكون جزءًا من المناقشات السياسية وعمليات صنع القرار بالبلاد.

ومصير محاولات أوزيل لإنشاء أسلوب سياسي جديد في حزب الشعب الجمهوري سيتضح أيضًا في هذا السياق، يختم الكاتب التركي.