"إبعاد حماس".. ما الذي يخطط له نتنياهو بإعادة تشكيل فريق التفاوض؟

منذ ٨ أيام

12

طباعة

مشاركة

طرأت تغيرات على فريق التفاوض الإسرائيلي بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، حيث تم تعيين وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر ممثلا رفيع المستوى في المفاوضات مع حركة المقاومة الإسلامية “حماس”.

وقال موقع "ماكو" العبري: إن “التغيير يعكس تحولا من التركيز على الجوانب الأمنية إلى التركيز على الجوانب الدبلوماسية”.

وأضاف أن "أبرز التحديات التي قد تواجه المفاوضات، هو تشبث حركة حماس بالحفاظ على سلطتها الأمنية في غزة. 

"دبلوماسية التنقل"

وأشار الموقع العبري إلى أن تولي المبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف، منصبه أدى إلى "تغيير ملحوظ في إدارة المفاوضات مع الوسطاء ومع حركة حماس". 

وذكر أن “ويتكوف، الذي كلفه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمهمة تحقيق تسوية إقليمية وإنهاء الحرب في الشرق الأوسط، هو رجل أعمال اعتاد على إبرام صفقات بملايين الدولارات”.

ومن المتوقع أن يعمل المبعوث الخاص لترامب بأسلوب "دبلوماسية التنقل"، كما وصفها الموقع، خاصة بين إسرائيل وقطر. 

جدير بالذكر، أن “ويتكوف سيفهم موقف حماس من خلال اجتماعات في الدوحة، وموقف إسرائيل بشكل أساسي عبر الوزير ديرمر، الذي يتناغم بشكل شبه كامل مع نتنياهو”.

وفي هذا السياق، أوضح الموقع أنهم “يدركون في الولايات المتحدة أن الوزير ديرمر هو المرجع الأساسي في إسرائيل، وأن كلمته تعادل كلمة نتنياهو”.

ولفت إلى أنه "في الإدارة الأميركية، أصبح واضحا أن تحقيق الانفراجة في المرحلة الأولى من الصفقة جاء فقط بعد المحادثة المتوترة مع نتنياهو صباح 1 فبراير/ شباط 2025". 

وفي هذا الإطار، ذهب الموقع إلى أن “سلوك الإدارة الأميركية يتماشى مع موقف نتنياهو، الذي يفضل تجنب جولات طويلة من النقاشات التي يقودها المختصون، والذين يحملون موقفا مختلفا عن موقفه”. 

يعتقد نتنياهو أن "إبعاد المختصين عن موقع القيادة سيمكنه، عبر الوزير ديرمر، من تحقيق تنسيق أقصى".

وبحسب الموقع العبري، فإن الدليل على التغيير في أسلوب إدارة المفاوضات ظهر بالفعل، في 1 فبراير 2025، مع الإعلان عن إلغاء الاجتماع الذي كان من المقرر أن يتناول المرحلة الثانية من الصفقة مع حماس.

تغيير في القيادة

وبجانب هذه التغييرات، تحدثت "ماكو" عن حقيقة أن "إسرائيل تقف عند مفترق طرق".

وبحسب الموقع، هناك خيار آخر لإسرائيل، كما يخطط رئيس الوزراء، وهو أن "تتناول المفاوضات قضايا أكثر تعقيدا، مثل نزع سلاح القطاع وإبعاد قادة حماس، وذلك بالطبع مقابل إطلاق سراح جميع الأسرى". 

وذكر أنه "يبرز القلق من أن حماس قد تجد صعوبة في التخلي عن بقائها، مما قد يؤدي إلى انهيار المحادثات، وربما إلى استئناف الحرب".

وفي الوقت نفسه، سلط الموقع الضوء على أنه "بمجرد أن عين نتنياهو الوزير رون ديرمر على رأس فريق المفاوضات، أصبح واضحا أن الهدف الرئيس سيكون إطلاق سراح الأسرى، لكن أيضا، وربما بنفس الأهمية، إنهاء وجود حماس في غزة". 

وبالإشارة إلى أن رئيس الوزراء أوضح أن المفاوضات أصبحت حدثا سياسيا أكثر من كونها أمنيا، قال الموقع: إن "نتنياهو يحتاج إلى الوزير ديرمر، الذي يتمتع بعلاقة جيدة مع إدارة ترامب ويحظى بقبولها".

والسؤال الكبير -من وجهة نظر ماكو- هو “ما إذا كان ويتكوف سيتمكن من فرض هذه الشروط على حماس؟”

وأجاب قائلا: إن "حماس من الواضح، من حيث المبدأ، لن تكون مستعدة للتخلي عن سيطرتها الأمنية على القطاع، مما يشكل اختبارا حقيقيا أمام إدارة ترامب".

 “نحن اليوم التالي”

وفي المقابل، نوه "ماكو" إلى أن مصدرا مطلعا على التفاصيل أوضح أن "إسرائيل مستعدة، في هذه المرحلة، للاستمرار في وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين. 

ومع ذلك، اختتم الموقع تقريره بالتأكيد على أن الموقف المختلف الذي قدمه نتنياهو في الاجتماع مع الرئيس ترامب، يفيد بأن "إسرائيل لن تكون مستعدة لإنهاء الحرب دون تحقيق جميع أهدافها".

وأوضح أن "هذه الأهداف تشمل ضمان عدم وجود تهديد أمني للمناطق الجنوبية والتأكد من أن حماس لن تبقى كجهة حاكمة في القطاع".

ولم يوضح الموقع إذا ما كان قد تم تقديم هذا العرض إلى "حماس" عبر الوسطاء، كما لم تحدد الدولة التي يمكن لقادة حماس أن يتوجهوا إليها.

لكن كتائب “عز الدين القسام”، الجناح المسلح لحركة حماس، رفعت في 8 فبراير/ شباط 2025 لافتة كبيرة على منصة تسليم الأسرى الإسرائيليين ضمن الدفعة الخامسة من صفقة التبادل، وكتبت عليها "نحن الطوفان.. نحن اليوم التالي".

هذه العبارة، كتبتها القسام على اللافتة باللغات الثلاث العربية والعبرية والإنجليزية، بينما حملت صورة للعلم الفلسطيني إلى جانب "قبضة يد".

واختيار القسام لهذه العبارة "نحن اليوم التالي"، جاء بعد حديث الإعلام العبري حول قبول إسرائيل بمغادرة جميع أو بعض قادة "حماس" من قطاع غزة إلى دولة أخرى، في ضوء حديث ترامب عن اقتراح لتهجير الفلسطينيين من غزة إلى مصر والأردن وأماكن أخرى من العالم.

وبدعم أميركي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير/ كانون الثاني 2025، إبادة جماعية بغزة خلّفت أكثر من 159 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، وإحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.