معارض سوري: جيش الأسد متهالك ويعتمد على المليشيات ونهايته كانت حتمية (خاص)

منذ ٤ أيام

12

طباعة

مشاركة

أكد الشيخ مضر حماد الأسعد رئيس المجلس الأعلى للقبائل والعشائر السورية، أن نهاية نظام بشار الأسد كانت حتمية، وبداية ذلك حدثت بتحرير حلب ومن ثم حماة فحمص، وبعد ذلك تم الوصول إلى العاصمة دمشق.

وأوضح في حوار مع “الاستقلال”، أنه تم التخطيط لعملية “ردع العدوان” منذ نحو عام بعد أن نقض نظام الأسد وإيران وروسيا و"حزب الله" ومليشيات “قسد”، كل الهدن ولم يعترفوا بالعملية السياسية.

 وأضاف أن أميركا وإسرائيل ودولا أخرى لم تكن مع إسقاط نظام الأسد، بل كانوا يريدون المحافظة عليه لأنه أكثر من وفّر حماية مطلقة للحدود الشمالية لفلسطين المحتلة.

وشدد على أن “لا أميركا ولا إسرائيل لها علاقة بالثورة السورية أو الشعب السوري؛ بل على العكس أميركا هي من حمت نظام الأسد ومنعت سقوطه طيلة السنوات الماضية".

وعن سرعة تحرير المحافظات السورية، قال إنها تدل على تهالك بقايا نظام الأسد وانهيار الروح المعنوية لجيشه ووصولها مرحلة الصفر، مضيفا أن الأسد كان يعتمد بنسبة أكثر من 80 بالمئة على المليشيات الأجنبية.

ومنذ 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، تخوض فصائل المعارضة السورية اشتباكات مع قوات النظام بعدة مناطق في البلاد، حررت على إثرها مدينة حلب، وبسطت سيطرتها على محافظة إدلب وحماة وحمص ودمشق.

“ردع العدوان”

  • كيف ترى عملية “ردع العدوان”؟

تم التخطيط لهذه العملية منذ حوالي عام بعد أن نقض نظام الأسد وإيران وروسيا وحزب الله ومليشيات “قسد” الإرهابية، كل الاتفاقيات والهدن ولم يعترفوا بالعملية السياسية؛ بل مارسوا القتل والتدمير بحق الشعب السوري.

فكان لا بد لثوار سوريا أن يتصدوا ويردعوا هذا العدوان من خلال تنفيذ عملية ردع العدوان المزدوجة باتجاه حلب وحماة ومن ثم حمص ودمشق.

والعملية الثانية هي عملية فجر الحرية لتحرير مدينة تل رفعت ومن ثم -إن شاء الله- بقية المناطق المتاخمة لمدينة تل رفعت ومنها منبج وبعد ذلك الطبقة والرقة، وأي من المناطق التي تقع تحت سيطرة مليشيات قسد الإرهابية.

وبفضل الله المعارك العسكرية والسياسية كانت تسير بشكل منظم ومنتظم، حيث إن الأمور جرت كما هو مخطط لها بشكل كبير جدا.

  • ما تفسيرك لهذه السرعة في عمليات التحرير؟

في عام 2012 أقدمت الأمم المتحدة ودول العالم على أن يكون الحل السياسي هو الحل لما يجرى في سوريا، ولكن نظام الأسد المدعوم من قبل الفيتو الروسي والصيني والمدعوم من قبل المليشيات الإيرانية وحزب الله وحزب العمال الكردستاني، ضرب بعرض الحائط كل الاتفاقيات.

سواء اتفاقيات جنيف أو اتفاقيات أستانة أو سوتشي، وكذلك اللجنة الدستورية، بالإضافة إلى التفاهمات في فيينا وغيرها من الاجتماعات الكثيرة التي عقدت من أجل الحل السياسي في بداية الأزمة..

إلا أنه برغم ذلك نجد أن نظام الأسد كان دائما يرفض ويرفض ويرفض تنفيذ أي من القرارات وخاصة القرارات الدولية، لا سيما القرارين 2254، و2118. ولذلك كان لا بد من الشعب السوري أن ينتفض ويقوم بالهجوم على قوات النظام، وعلى القواعد العسكرية للنظام، والقواعد العسكرية لروسيا وإيران، وحزب العمال الكردستاني الذين ارتكبوا جميعا جرائم مروعة بحق الشعب السوري على مدار 12 عاما.

تطورات الوضع لتحرير سوريا على يد الأحرار كانت تسير بشكل متسارع بسبب الانهيار الواضح لبقايا مليشيات نظام الأسد، وكذلك لمرتزقة المليشيات الإيرانية والحرس الثوري الإيراني وحزب اللات والمليشيات العراقية، وحزب العمال الكردستاني.

حيث انهارت كل النقاط والقواعد العسكرية لهؤلاء أمام ضربات الثوار.

وسرعة التحرير تدل حقيقة على أن بقايا نظام الأسد متهالكة، وجيشه انهارت الروح المعنوية لديه حتى وصلت صفرا، وكذلك لدى المليشيات الإيرانية والعراقية.

كما أن هذه المليشيات قطاع كبير منهم انخدعوا بأن قتالهم من أجل تحرير فلسطين، ولكنهم وجدوا أنفسهم يقومون بقتل الشعب السوري في حماة وحلب وحمص وإدلب، ما أدى إلى انكسار المعنويات والحالة النفسية بشكل كبير جدا لديهم.

 ومن عوامل سرعة تحرير سوريا هي عملية التنظيم الدقيق لجيش التحرير لدى ثوار سوريا، تحت قيادة موحدة ومنظمة بشكل حقيقي على الأرض، وهذا الجيش توجد فيه قيادة سياسية وإدارة سياسية ومعنوية وكذلك توجيه معنوي صحيح وسليم، بالإضافة إلى الإعلام.

  • ما حقيقة جيش بشار الآن وماذا يملك من قوة في العدد والعتاد؟

جيش بشار الأسد متهالك، وضعيف عسكريا، وتسليحا، ومعنويا ونفسيا، جيش منهار فالأسد كان يعتمد بنسبة أكثر من 80 بالمئة على المليشيات الإيرانية والأفغانية والعراقية وحزب الله.

وقام بإعطائهم لباس الجيش السوري على أساس أنهم من سوريا، وكذلك قام بإعطائهم هُويّات سورية وقام بتجنيسهم، لذلك هذا الجيش كان يقاتل من أجل لا شيء، ولذلك نجد أن عملية الانهيار كانت سريعة جدا.

  • كيف تعلق على المواقف التركية والروسية والإيرانية حول ما يجرى في سوريا؟

لتركيا مواقف إيجابية جدا مع الشعب السوري، فهي من قدمت وتقدم الدعم للشعب السوري وللثورة السورية منذ انطلاقتها، كما ساعدت في حماية الشعب السوري في شمال سوريا وفي تركيا نفسها.

وتركيا حاليا تحت إشرافها وتحت حمايتها حوالي ثمانية ملايين نسمة، هؤلاء يقيمون في إدلب وفي شمال حلب وفي شمال الرقة وفي شمال الحسكة وداخل تركيا؛ لذلك تركيا لها موقف كبير جدا.

بينما روسيا هي دولة معادية للثورة السورية والشعب السوري، وإيران كذلك دولة معادية للشعب السوري، وإيران أدخلت إلى سوريا حوالي 50 مليشيا، ارتكبت جرائم مروعة، ونشرت الفتن والدسائس والمخدرات والاغتيالات والاعتقالات وعمليات الخطف.

كما حاولت إيران تغيير العقيدة الدينية للشعب السوري وفرضت العقيدة الصفوية عليهم، بالإضافة إلى عمليات النهب والسلب التي أقدمت عليها وسرقة النفط والغاز الموجود في ريف دير الزور وفي البادية الشامية، وفي بادية حماة وحمص.

وهدفهم هو تهجير ما تبقى من الشعب السوري بعد أن أقدموا على ارتكاب جرائم مروعة في القصير، وفي الحولة، وفي حمص، وفي حماة وفي حلب.

 حتى إنهم قطعوا رؤوس الأطفال والنساء بالسواطير والسكاكين والسيوف في الزبداني، وفي داريا، وفي عدرا، وفي دوما وفي سيرغايا ومضايا، وفي تل كلخ وفي بانياس وكذلك في أحياء مدينة دمشق.

بصراحة هذه المواقف السلبية من قبل روسيا وإيران تركت أثرا سيئا جدا لدى الشعب السوري، ولذلك نحن كنا نتمنى من القيادة الإيرانية والقيادة الروسية أن تقف مع الشعب السوري؛ لأن الشعب السوري هو من سيبقى.

مشهد متداخل

  • من اللاعبون الأساسيون في سوريا ومدى تأثيرهم على المشهد المتداخل الراهن؟

لا شك أن تركيا هي اللاعب رقم واحد في سوريا حيث تمتلك حدودا مشتركة مع سوريا تبلغ 900 كم في الشمال، وكذلك هي من تشرف على المناطق المحررة في شمال سوريا.

بالإضافة إلى وجود أميركا في منطقة الجزيرة والفرات، وهي التي تقدم الدعم السياسي والعسكري والأمني والإعلامي إلى حزب العمال الكردستاني.

وكذلك هناك إيران ومليشياتها المتنوعة وروسيا، وهؤلاء كذلك يشكلون لاعبين في سوريا من خلال دعمهم لنظام الأسد وقدموا له الدعم العسكري وساعدوه على مواصلة ارتكاب الجرائم المروعة بحق الشعب السوري حتى اليوم.

  • هل هناك أصابع أميركية أو إسرائيلية في هذه الاحداث.. وكيف؟

لا أميركا ولا إسرائيل لها علاقة بالثورة السورية أو بالشعب السوري، والأميركان لم يقدموا أي شيء للثورة السورية أو للشعب السوري؛ بل على العكس تماما أميركا هي التي حمت نظام الأسد ومنعت سقوط النظام عسكريا.

ونحن عندما التقينا مع التحالف الدولي بقيادة أميركا في عام 2014 و2015 وطلبنا منهم مساعدات عسكرية وإنسانية واقتصادية، فقالوا لنا بالحرف الواحد نحن مستعدون أن نقدم لكم كل أنواع المساعدة ولكن لدينا أربعة شروط لا يمكن التنازل عن أيا منهم: 

  • الشرط الأول عدم مقاتلة نظام الأسد وعدم إسقاط النظام عسكريا.
  • الشرط الثاني عدم مقاتلة إيران أو المليشيات الإيرانية وإفساح المجال لهم بالدخول إلى سوريا.
  • الشرط الثالث عدم مقاتلة روسيا أو منعها من البقاء في سوريا.
  • الشرط الرابع عدم مقاتلة عناصر حزب العمال الكردستاني وعدم الاقتراب منهم.

 وهذه الشروط هي التي فرضتها علينا واشنطن، تدل على أن أميركا هي من تحمي نظام بشار الأسد، وهي من أبقت نظام الأسد حتى هذا اليوم.

بينما الجميع يعرف أن إسرائيل هي التي سمحت لحزب الله بالدخول إلى سوريا في عام 2012 من أجل حماية نظام الأسد، وإسرائيل هي التي سمحت كذلك للمليشيات الإيرانية والعراقية بالدخول إلى سوريا وحماية نظام الأسد، وهي التي أعطت الموافقة لروسيا في عام 2015 من أجل احتلال سوريا والدفاع عن نظام الأسد وضرب الثورة السورية.

فأميركا وإسرائيل ودول أخرى لم تكن ترغب في إسقاط نظام الأسد نهائيا، بل كانت تريد المحافظة على بقائه لأنه أكثر من وفر حماية مطلقة للحدود الشمالية لفلسطين المحتلة "إسرائيل" سنوات طويلة من أية تهديدات. 

  • كيف ترى الموقف التركي وسط الحديث عن "خطوات احتياطية" بشأن الصراع في سوريا؟

كل التقدير إلى تركيا على ما تقوم به وما تقدمه من دعم متنوع للثورة السورية والشعب السوري، فنحن لا ننكر الموقف التركي وبنفس الوقت لا يمكن أن ننكر دور الدول العربية التي قدمت لنا المساعدات المتنوعة، والمملكة العربية السعودية، وقطر، وبعض دول الخليج، وبعض الدول العربية كذلك بعض الدول الأجنبية الصديقة، فالجميع لم يقصر تجاه الشعب السوري والثورة السورية..

الشكر والتقدير لكل من قدم لنا حبة دواء أو حبة تمر أو أي مساعدة أخرى والدول العربية لم تقصر؛ إلا أنه للأسف دول عربية -لا نريد أن نذكر أسماء- مازالت تقف مع نظام الأسد، وتقدم له الدعم العسكري والأمني والسياسي والإعلامي.

ونحن نقول لهذه الدول إن الشعب السوري حاليا يقاتل المشروع الإيراني في المنطقة العربية، وهو بمثابة خط الدفاع الأول عن كل الدول العربية تجاه ما تقوم به وما تريده إيران.

والجميع يعرف حاليا أن لديها مليشيات إرهابية في العراق وفي سوريا وفي لبنان وفي اليمن، وكذلك تقوم بتهريب المخدرات إلى الدول العربية، وأنها لا تريد الخير للدول العربية.

ونحن كشعب سوري كنا نقاتل إيران والمليشيات الإيرانية تحت مسمى نظام الأسد، وكان بقاء أو انتصار نظام الأسد يعني انتصار المشروع الإيراني بما يعني التهديد المباشر لدول الخليج والدول العربية الأخرى. 

  • كثر الحديث عن إرسال العراق مليشيا لدعم بشار الأسد.. ما حقيقة ذلك؟

سمعنا أن العراق الشقيق قد أرسل قوات من أجل حماية نظام الأسد، فنقول لهم إن نظام الأسد سابقا قد أرسل الآلاف من المرتزقة، وأرسل المئات من السيارات المفخخة وتم تفجيرها في المدن العراقية، خاصة في بغداد أثناء الاحتلال الأميركي، ما أدى إلى مقتل الآلاف من الشعب العراقي الشقيق.

ونظام الأسد هو ضد العراق وضد الشعب العراقي قلبا وقالبا، والجميع يعرف أن أثناء حكومة المالكي قدم أكثر من شكوى إلى الأمم المتحدة ضد نظام الأسد؛ لأنه يقوم بإرسال المرتزقة وكذلك إرسال سيارات مفخخة إلى العراق مما أدى إلى ارتكاب جرائم مروعة في العراق..

 وكان نظام الأسد قد سهل عبور كل المرتزقة من جميع دول العالم بالدخول إلى سوريا والاتجاه إلى العراق من أجل زعزعة الوضع في العراق من أجل تخريب العملية السياسية في العراق، ومازال حتى هذا اليوم.

وأنا أتعجب حقيقة من موقف الحكومة العراقية التي مازالت تحارب البعث في العراق؛ بينما هي تدعم البعث في سوريا، وهذا الشيء مستغرب جدا جدا جدا.

ولذلك نحن كشعب سوري كقبائل عربية وكردية وتركمانية وسريانية ودرزية وعلوية كل القبائل والقوميات والطوائف السورية لنا علاقة مباشرة مع الشعب العراقي، ومع القبائل العراقية، فنحن إخوة.

ولذلك كنا نتمنى من الحكومة العراقية إعادة النظر في دعم نظام الأسد وعليهم كسب الشعب السوري والوقوف معه حيث إن العشائر العراقية والسورية هي عشائر واحدة، مثل قبائل الجبور، وعنيزي، والعقيدات، والبقارة، والنُعيم، والحديديين، وبني خالد، وطيفي، والمشاهدة، وبني خابور أو الـ بوخابور وجميعهم موجودون في العراق وفي سوريا.

سبل التسوية

  • ما حكومة الإنقاذ السورية غير المعترف بها وماذا تعني دعوتها روسيا للشراكة في مستقبل سوريا؟

توجد في المنطقة المحررة حكومتان هما حكومة الإنقاذ الموجودة في إدلب، وهناك الحكومة المؤقتة الموجودة في الشمال السوري المحرر، وهما من يديران الشؤون الإدارية والتنظيمية والإنسانية والخيرية في المناطق المحررة في شمال سوريا.

وعندما ندعو روسيا، فروسيا دولة كبرى وهي القطب الثاني في العالم، لذلك نحن نتمنى منها أن تعيد النظر في علاقتها مع نظام الأسد وأن تستعيد علاقتها مع الشعب السوري، وأن تترك نظام الأسد، لأنه ساقط، بينما الشعب سيبقى، وهو من سيكون الحاكم في سوريا في المستقبل.

ولذلك نتمنى من روسيا ومن جميع دول العالم أن ينظروا إلى مصلحتهم الشخصية من خلال العلاقة مع الشعب السوري وليس مع نظام الأسد الساقط الظالم الديكتاتوري.

  • ما دور تركيا في المرحلة الراهنة؟ 

لا شك أن تركيا لها دور كبير جدا في المسألة السورية، فالشعب السوري في شمال سوريا وداخل تركيا يثق في السياسة التركية من خلال ما تقدمه من دعم للشعب السوري وللثورة السورية.

وأعتقد أن الأسد خسر كثيرا من رفضه عقد لقاء مع أردوغان، لأن الأسد يعرف حق المعرفة أن اللقاء مع أردوغان يتطلب منه أن يوافق مبدئيا على قرارات جنيف والقرارين 2254 و2118، وكذلك على ترتيبات أمنية كثيرة جدا، ومنها طرد المليشيات الإيرانية وعدم التعامل مع حزب العمال الكردستاني، وكل هذه الأمور لم يكن نظام الأسد يسنطيع تنفيذها.

بشار الأسد منذ عام 2012، رفض الحلول السياسية، لأن القرار ليس بيده، لكنه بيد المليشيات الإيرانية والاحتلال الروسي وحزب الله.

كانت هناك أكثر من جهة داخل سوريا هي التي تملك القرار ومنها حزب العمال الكردستاني، والفرقة الرابعة بقيادة ماهر الأسد والحرس الثوري الإيراني.

كانت هناك ضغوط أميركية وإسرائيلية تمارس على بشار الأسد، كل هذه الأمور هي متداخلة في قرار النظام السوري، وهو لا يستطيع الخروج من هذه البوتقة نهائيا أبدا، لذلك فنهاية نظام الأسد كانت حتمية السقوط، وبداية السقوط وقعت بتحرير حلب ومن ثم حماة وحمص، وبعد ذلك الوصول إلى دمشق.

الموقف العربي

  • كيف ترى الموقف العربي من هذه الأحداث المفاجئة؟ 

لا شك أنه تم تقديم أكثر من فرصة لنظام الأسد من أجل تحسين مواقفه وسلوكه والموافقة على الحل السياسي في سوريا، لكنه كان يكذب على الدول الخليجية وعلى الدول العربية، وكان يمارس التقية تجاه الدول العربية والخليجية..

وهذا الموقف قد كشف أكاذيب وحيل بشار الأسد وبأنه محكوم من قبل إيران وروسيا، ولذلك تنظر إليه هذه الدول نظرة صغيرة وغير إيجابية استوجبت سقوطه في عيون الدول الخليجية وبعض الدول العربية.

وهل هناك موقف خليجي موحد من أحداث سوريا، وماذا عن دور الإمارات المشبوه في الأحداث؟ 

الإمارات لا تستطيع الخروج عن القرار الخليجي الذي يدعم الحل السياسي وطرد المليشيات الإيرانية وإيران وحزب الله من سوريا وتفكيك كل المليشيات، وعودة الأمن والأمان إلى سوريا، وتنفيذ قراري  جنيف واحد وقراري 2254 و2118.

والإمارات هي إحدى دول الخليج العربي ولا تستطيع الخروج عن الإجماع الخليجي نهائيا، ونحن نتمنى أن يكون لدول الخليج العربي دور فعال على مستوى الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي من أجل تحويل سوريا إلى الفصل السابع، وتنفيذ القرارات الدولية. 

والإمارات مع شقيقاتها دول الخليج العربي لديهم القدرة على تنفيذ القرارات الدولية، حتى لو كان بالقوة على الأطراف أو كل الأطراف في سوريا من أجل إيجاد حل لوقف شلال الدم في سوريا. 

  • وماذا عن موقف مصر من هذه الأحداث؟ 

مصر هي الشقيقة الكبرى للدول العربية مع السعودية، وكان لها دور كبير جدا سابقا ونتمنى أن يعود الدور المصري على المستويين العربي والإقليمي والدولي، وأن تعمل مصر مع الأمم المتحدة ومع الأشقاء العرب، ومع دول الخليج العربي من أجل بلورة الحل السياسي وتنفيذه من خلال إجبار كل الأطراف في سوريا على تنفيذ القرارات الدولية.

لا سيما قرارات جنيف؛ فجميع السوريين موافقون عليها ويريدون تنفيذ القرارات الدولية من أجل إنهاء ما يجرى في سوريا.

ومصر يجب أن يكون لها دور أكبر وفعال بالجامعة العربية ومجلس الأمن والأمم المتحدة، وإذا لم يكن هناك حل سياسي، تتبنى مصر تحويل سوريا إلى الفصل السابع من أجل وقف شلال الدم وإنهاء الفوضى والحفاظ على وحدة سوريا أرضا وشعبا.

وأعتقد أن مصر مع الأشقاء العرب عندهم المقدرة على تنفيذ القرارات الدولية حتى لو كانت بالقوة عن طريق الفصل السابع.

  • ما موقف الشعب السوري نفسه مما يحدث على أراضيه اليوم؟ 

ما عاناه الشعب السوري لم يعان أي شعب على سطح الكرة الأرضية منذ عام 2011 وحتى اليوم الشعب السوري واجه العالم.

فأغلب دول العالم وقفت مع نظام الأسد وقدمت له الدعم العسكري والمالي والاقتصادي والسياسي والإعلامي، وظل الشعب السوري يحارب الكرة الأرضية وحيدا، ورغم ذلك بقي صامدا ومنتصرا في أغلب الحالات والأمكنة، ولم ولن يستكين حتى يحقق مراده..

والشعب السوري خرج بثورة ضد الظلم والفساد، والديكتاتورية والفوضى التي أحدثها نظام الأسد منذ عام 1970 حتى هذا اليوم، لذلك لن يعود عن ثورته حتى ينتصر، ويعيد بناء سوريا الجديدة.

دولة العدالة والقانون والحرية والكرامة والمواطنة بعيدا عن الفساد والفوضى، دولة ديمقراطية تحترم آراء شبابها ونسائها ورجالها وأطفالها والنهوض بسوريا من جديد بعيدا عن نظام الأسد ومليشيات إيران والاحتلال الروسي وحزب العمال الكردستاني.

كما أن السوريين الذين كانوا تحت سيطرة نظام الأسد قد ملوا منه ومن جرائمه المروعة بحقهم؛ ولذلك فجميع السوريين يريدون الخلاص من خلال إسقاط نظام الأسد والمليشيات الداعمة له.

  • وهل ترى أن هذه جولة انتصار حقيقة أم محاولة لتدمير ما تبقى في سوريا؟

الثوار في سوريا أسهموا وعملوا على إعادة الإعمار في المناطق الشمالية من سوريا بمساعدة الأشقاء العرب وبعض الدول الأجنبية الصديقة، الشعب السوري في شمال سوريا أو ثوار سوريا يريدون وقف شلال الدم من خلال إسقاط نظام الأسد وطرد الاحتلال الروسي الإيراني وحزب العمال الكردستاني والمليشيات العراقية والأفغانية واللبنانية.

هذه المليشيات التي أدخلها نظام الأسد علينا من أجل تدمير سوريا وقتل الشعب السوري وتهجير ما تبقى، ورغم ذلك ثوار سوريا مازالوا يدافعون عن الأرض وعن الإنسان من أجل وحدة سوريا أرضا وشعبا.

  • وما حقيقة عودة تنظيم الدولة إلى سوريا اليوم؟

حقيقة لا يوجد حاليا شيء اسمه داعش، بل توجد عصابات إرهابية تابعة للدول الموجودة في سوريا، فإيران تقدم الدعم إلى بعض المليشيات تحت مسمى داعش، وأميركا كذلك وبعض الدول الأوروبية إضافة إلى نظام الأسد وروسيا، وهذه العصابات الإرهابية تنتشر في مناطق الجزيرة والفرات والشامية وجنوب دمشق وفي ريف دمشق، كل هذه العصابات الإرهابية تدعي أنها داعش ..

كما أن الدول الداعمة لها جميعها مستفيدة من بقاء هذه العصابات وكل مجموعة تخدم الدولة الممولة لها ، ولذلك الجميع يريد بقاء أكذوبة "داعش" لكي يكون لهم شرعية البقاء في سوريا بحجة القضاء على ما يسمى داعش!

إضافة الى شرعنة وجود حزب العمال الكردستاني بحجة محاربة داعش وكذلك أميركا والتحالف الدولي ونظام الأسد يظل موجودا في سدة الحكم من أجل محاربة داعش.

وهو نفس سبب وجود روسيا وهذه المليشيات الإرهابية ترتكب جرائم ومجازر مروعة بحق الشعب السوري بزعم محاربة داعش بينما لا وجود أساسا لهذا البعبع.

فهذه الدول روسيا وإيران وأميركا وتحالف دول أوروبا ونظام الأسد هم من صنعوا الإرهاب من أجل أن تبقى الفوضى في سوريا ومنطقة الشرق الأوسط وهي الفوضى الخلاقة التي أعلنت عنها وزيرة خارجية أميركا سابقا لاستمرار السيطرة على العالم العربي وثرواته وحرمان شعوبه من الحصول على حريتهم.