بعد تأجيل متكرر.. هل يستبعد "فيفا" المنتخب الإسرائيلي من مسابقاته الرسمية؟
سيتم النظر بالمطالب الفلسطينية في 3 أكتوبر 2024 داخل مقر الفيفا
يدرس مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” ومقره بزيوريخ السويسرية، في 3 أكتوبر/تشرين الأول طلب استبعاد المنتخب الإسرائيلي من المشاركة في المسابقات الرسمية وفي المقام الأول التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026.
وقد أجّل “فيفا” بشكل متكرر، تقديم رده القانوني على الطلب الذي كان تقدم به الاتحاد الفلسطيني للعبة في مايو/أيار 2024.
وهو ما دفع موقع "إنسايد أوفر" الإيطالي لاستنكار هذا التأخير الذي لم يَنَل روسيا واتخذ قرار طردها سريعا على خلفية غزوها أوكرانيا.
دواعي الطلب
وطالب الاتحاد الفلسطيني بتجميد عضوية إسرائيل بصورة "فورية" على خلفية انتهاكات حكومتها وجيشها المتكررة وعدوانها الغاشم الذي نال أيضا الرياضيين والمنشآت الرياضية الفلسطينية.
وكان رئيس الاتحاد الفلسطيني جبريل الرجوب قد قال قبيل كلمة رئيس “فيفا” جاني إنفانتينو خلال اجتماع الجمعية العمومية في العاصمة التايلاندية، بانكوك في نفس الشهر إن "الشعب الفلسطيني، بما في ذلك أسرة كرة القدم الفلسطينية، يعانون من كارثة إنسانية غير مسبوقة".
وتابع أن الاتحاد الإسرائيلي انتهك قواعد الاتحاد الكروي و"لا يمكن لـ"فيفا" أن يبقى غير مبالٍ بتلك الانتهاكات أو الإبادة الجماعية المستمرة في غزة".
وأعرب الاتحاد الفلسطيني عن استيائه من بعض الحوادث المحددة، على غرار المشاهد التي عرضها الإعلام الإسرائيلي لعشرات الفلسطينيين مجردين من ثيابهم، بينهم أطفال، احتجزوا في ملعب اليرموك وسط مدينة غزة في ديسمبر/كانون الأول 2023.
وسبق أن دعا في مارس/آذار إلى التصدي لإدراج فرق كرة قدم في مستوطنات غير قانونية مقامة على أراض فلسطينية، ضمن الدوري الإسرائيلي "وهي الأراضي التي ينتمي لها اتحاد الكرة الفلسطيني".
وانضمت على الأقل خمسة من أندية المستوطنات غير القانونية بموجب القانون الدولي في الضفة الغربية إلى الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم.
وقد أدان الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم تدمير البنية التحتية الرياضية وقتل لاعبين في غزة منذ بداية العدوان في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 بعد عملية طوفان الأقصى التي شنتها فصائل المقاومة ضد المستوطنات في غلاف غزة.
وفي يوليو/تموز 2023، قال الأمين العام للاتحاد الفلسطيني للإعلام الرياضي مصطفى صيام إن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة تسبب في استشهاد أكثر من 300 رياضي في مختلف الرياضات، معظمهم من منتسبي الأكاديميات الرياضية وهم من الأطفال.
وأشار إلى أن "90 بالمئة من المرافق الرياضية في المحافظات الجنوبية الفلسطينية تعرضت للتدمير والتخريب منذ بداية الحرب الإسرائيلية على القطاع".
أبرز التوقعات
وفي تقرير حول فرضيات أن يكون القرار إيجابيا لصالح الاتحاد الفلسطيني أو أن يقع “فيفا” في تطبيق المعايير المزدوجة، يذكر موقع "إنسايد أوفر" أن منتخبات وأندية الاحتلال تشارك ضمن المسابقات الأوروبية بعد طردها من الاتحاد الآسيوي في السبعينيات.
وأشار الموقع الإيطالي إلى أن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم رفض، بعد "اندلاع الحرب بين إسرائيل و(حركة المقاومة الإسلامية) حماس"، أي العدوان الذي يستهدف المدنيين في غزة خاصة، أي "فرضية لاستبعاد الفرق الإسرائيلية من المشاركة في مسابقات الأندية، مثل دوري أبطال أوروبا".
كما لم يصدر عن أي اتحاد أوروبي فردي أو أندية أي رفض صريح للعب ضد الأندية الإسرائيلية.
وذلك على النقيض مما حدث عام 2022 إثر الغزو الروسي لأوكرانيا، إذ إنها سريعا ما استبعدت آنذاك المنتخب والأندية الروسية من المسابقات الأوروبية، يستنكر الموقع الإيطالي.
في خضم هذا الوضع، سيتم النظر بالمطالب الفلسطينية في 3 أكتوبر 2024 داخل مقر “فيفا”، الذي يضم 211 اتحادًا وطنيا وست اتحادات قارية.
وفي هذه المؤسسة الرياضية الدولية، تتمتع فلسطين فيه بعضوية كاملة بعد أن جرى قبولها في عام 1998.
ويتعين على أعضاء مجلس “فيفا” البالغ عددهم 37 عضوًا، أن يتخذوا قرارهم بعد التقييم بشأن استبعاد إسرائيل من عدمه وتقديم الرد القانوني على الطلب الفلسطيني.
وفي حالة صدور قرار إيجابي ستنتقل الكرة، وفق تعبير الموقع الإيطالي، إلى تصويت الاتحادات الفردية.
ويتوقع أن ينحاز جزء كبير من الاتحادين الإفريقي والآسيوي، اللذين يشكلان وحدهما نصف “فيفا”، إلى قرار تجميد عضوية الاتحاد الإسرائيلي، فضلا عن حقيقة أن يدفع في هذا الاتجاه الانقسام في أوروبا وأميركا الجنوبية.
معايير مزدوجة
علاوة على ذلك، يلاحظ الموقع أن الاتحاد الدولي لكرة القدم سيدرس المسألة في مناخ ساخن بعد التصعيد في الشرق الأوسط في لبنان تحديدا، نتيجة الهجمات الإسرائيلية واغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.
وكذلك ما وصفه الموقع الإيطالي بهجوم رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو على الأمم المتحدة خلال خطابه بالدورة الـ79 للجمعية العامة في 27 سبتمبر/أيلول 2024، ووصفه لها بأنها أصبحت "مهزلة مثيرة للازدراء".
وادعى أن "إسرائيل تسعى إلى السلام، لكنها ستقاتل في غزة إلى أن تحقق النصر الكامل، وستواصل ضرب لبنان إلى أن تحقق هدفها، بإعادة مواطنيها بأمان إلى منازلهم في الشمال".
بدوره، هاجم الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم على لسان رئيسه “شينو موشيه زواريس” المطالب الفلسطينية ونعتها بأنها "محاولة خبيثة لإلحاق الضرر بكرة القدم الإسرائيلية".
يستنكر الموقع الايطالي فرض عقوبات على روسيا في غضون أيام قليلة بعد غزوها في فبراير/شباط 2022 لأوكرانيا بينما لم يجر استبعاد أندية الاحتلال من المشاركة في المسابقات.
وتساءل عما إذا كان ذلك يندرج ضمن المعايير المزدوجة، في إشارة إلى التعامل بسياسة الكيل بمكيالين مع الملفات الدولية والقضايا العادلة.
ويتوقع أن يثير القرار المنتظر للاتحاد الدولي لأكثر رياضة شعبية في العالم الجدل خصوصا في صورة مرور المسألة إلى الجمعية العمومية للتصويت عليها.
ويرى أن ذلك قد يتسبب بانقسامات في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، "الذي يعد الأثقل وزنا سياسيًا واقتصاديًا"، وينتظر أن يحدث رفض الطلب الفلسطيني الجدل الأكبر.