خلافات عميقة.. هذه سيناريوهات توقيت تفكيك حكومة نتنياهو

15318 | 7 months ago

12

طباعة

مشاركة

مشهد سياسي معقد في حكومة الاحتلال الإسرائيلي منذ عملية “طوفان الأقصى” في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حيث يتنازع الحكومة ثلاثة من أبرز قادتها، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس الأركان السابق بيني غانتس.

وأوضحت صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية موقف كل منهم ونقاط قوته ومواطن ضعفه، متسائلة: "متى يحين وقت تفكك الحكومة؟".

هيئة غير متفقة

وقالت "لو فيغارو" إن "المجلس الوزاري الإسرائيلي -المكون من ثلاثة أعضاء، نتنياهو، وغالانت، وغانتس- أصبح ساحة معركة للمنافسات ومعارك (الأنا) منذ 7 أكتوبر". 

وأشارت إلى أنه "في مناخ من انعدام الثقة الشديد، يتعارض هؤلاء الرجال الثلاثة عمليا في جميع الملفات، سواء العمليات العسكرية أو المفاوضات بشأن الإفراج عن الرهائن أو العلاقات مع الحليف الأميركي الكبير، ناهيك عن سيناريو ما بعد الحرب في قطاع غزة".

ولفتت إلى أن هذه الهيئة (المجلس الوزاري) "شُكلت على الورق، تحت ضغط الرأي العام والإعلام، بعد 4 أيام من الصدمة التي تسببت بها الهجمة التي نفذتها (حركة المقاومة الإسلامية) حماس" على المستوطنات. 

وكان الهدف من هذه الهيئة -وفق الصحيفة- هو "تقديم جبهة موحدة في مواجهة هذه الحرب العنيفة". 

ووافق غانتس، رئيس الأركان السابق ووزير الدفاع السابق والمعارض الوسطي الأكثر شعبية، على لعب دور الوحدة الوطنية. 

وجدير بالإشارة أنه كان دائم المطالبة باستقالة نتنياهو قبل الحرب. 

ومن ناحية أخرى، يمكن القول إن "وزير الدفاع، غالانت، رغم كونه عضوا في الليكود، حزب رئيس الوزراء اليميني، إلا أن لديه حسابات ثقيلة للغاية يريد تسويتها مع نتنياهو".

وفيما يخص الشخص الأبرز في هذه الهيئة، لفتت الصحيفة الفرنسية إلى أن "نتنياهو، الذي حطم جميع الأرقام القياسية في فترة البقاء في السلطة، يشعر بالتوتر بشكل خاص لأن شعبيته في مسار سقوط حر، وفق استطلاعات الرأي". 

وأكدت أنه "يعلم أنه سيتعين عليه تحمل مسؤوليته السياسية عن الإخفاقات التي تسببت في الفشل الذريع الذي حدث في 7 أكتوبر". 

ورأت الصحيفة أن "فرصته الوحيدة للنجاة هي تحقيق (النصر الكامل) على حركة حماس، والذي لا يتوقف عن التلويح به". 

وأردفت: "ولأنه يعلم في أعماقه أن هذا هو السبيل الوحيد لبقائه، فإنه يعد الحرب مجالا خاصا به".

تعدد الأخطاء

وأشارت "لو فيغارو" إلى وجود "خلاف كبير" بين غالانت ونتنياهو. 

وبالعودة إلى عام 2023، ذكرت الصحيفة أن "رئيس الوزراء كان قد أقال غالانت لجرأته على الدعوة إلى تأجيل الإصلاح القضائي الذي ندد به عشرات الآلاف من المتظاهرين، وكذلك آلاف جنود الاحتياط وجزء كبير من أرباب العمل". 

ووصفت المشهد قائلة إن "الضغط كان شديدا لدرجة أن بنيامين نتنياهو اضطر إلى إعادة يوآف غالانت إلى منصب وزير الدفاع".

وفي هذا الصدد، أكد دبلوماسي إسرائيلي على صعوبة المشهد بقوله: "إنه من الصعب، على أقل تقدير، أن يتلقى الجيش أوامر من رئيس وزراء يختلف معه وزير الدفاع".

وفي مثل هذا الجو المشحون، قالت الصحيفة إنه "ليس من المستغرب أن تتكاثر الأخطاء والخلافات".

ومن أمثلة هذه الأخطاء، لفتت إلى أن "غالانت كان يؤيد شن غارات قوية جدا على حزب الله اللبناني، الذي كثف إطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار، منذ بداية الحرب، بينما رفض نتنياهو ذلك".

وتابعت: "ومن ناحية أخرى، وبينما يدافع غانتس عن المزيد من المرونة في المفاوضات غير المباشرة مع حماس بشأن الرهائن، فإن نتنياهو وغالانت يعتقدان أنه يجب ضرب (حماس) بأقوى قوة لإجبارهم على الخضوع". 

وأضافت أن رئيس الوزراء اعترض على زيارة غالانت وغانتس للولايات المتحدة، في مارس/ آذار 2024، دون موافقته.

وهناك نقطة خلاف عميقة أخرى، وفق ما ذكرته الصحيفة، "تتعلق بمسألة من سيدير ​​قطاع غزة بدلا من حماس بعد انتهاء الحرب".

واستطردت: "فمن جانبه، لا يريد نتنياهو أن تحل السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس كبديل، كما أوصت واشنطن والأوروبيون، وبدلا من حماس، يدعو نتنياهو إلى إيجاد شخصيات فلسطينية مستقلة".

في المقابل، يرى "غالانت أن هذا الحل غير عملي، وأنه سيتعين على أعضاء السلطة الفلسطينية أن يشاركوا بشكل أو بآخر في إعادة إعمار قطاع غزة"، موضحا أنها "مسألة (أخف الضررين)".

متى النهاية؟

وبالمجيء إلى الحديث عن النقطة الأكثر سخونة في المشهد الحالي، وهي مسألة هجوم جيش الاحتلال على رفح، حيث لجأ أكثر من مليون فلسطيني فرارا من العدوان الإسرائيلي، وهي المدينة التي يدعي الاحتلال أنها "آخر معقل عسكري لحماس، فإن الثلاثي يكافح أيضا للاتفاق على مسار"، على حد قول الصحيفة. 

وذكرت أن “نتنياهو أعلن أخيرا أن تاريخ عملية غزو رفح حُدد دون الكشف عنه، وهو ما سارع غالانت إلى نفيه”.

واستحضرت "لو فيغارو" المقولة السابق ذكرها من قبل دبلوماسي إسرائيلي: "فمن الصعب، على أقل تقدير، أن يتلقى جيش أوامر من رئيس وزراء لا يتفق معه وزير الدفاع".

والأكثر من ذلك، قالت إن "التسريبات حول المناقشات التي أدت إلى الهجوم الإسرائيلي المحدود النطاق بطائرات بدون طيار على إيران، والتي كانت ردا على وابل الصواريخ والطائرات بدون طيار التي هطلت على إسرائيل مطلع أبريل/ نيسان 2024، قد تم احتواؤها حتى الآن".

وبناء على هذا المشهد المليء بالخلافات والضغوط، تساءلت الصحيفة الفرنسية: "متى ستنتهي هذه التحالفات التكتيكية البحتة ويحين وقت تفكك الحكومة الإسرائيلية؟". 

وختمت بالإشارة إلى أن "غانتس حدد موعدا ودافع عن إجراء انتخابات مبكرة في سبتمبر/ أيلول 2024، وهو ما يرفضه نتنياهو بشكل قاطع".