حالة تأهب قصوى.. هل اقترب الهجوم الإسرائيلي على منشآت إيران النووية؟

"قرار الهجوم سيكون قرارا مشتركا بين نتنياهو وترامب"
تزداد المخاوف الإيرانية من احتمال شن الكيان الإسرائيلي "هجوما وشيكا" على المنشآت النووية، بحسب وسائل إعلام أميركية وإسرائيلية.
ودفع هذا الأمر طهران في الأسابيع الأخيرة إلى رفع درجة التأهب والاستعداد في عموم البلاد، وفق ما ذكره موقع القناة الـ 12 الإسرائيلية.
وتحدث الموقع العبري عن الدلائل التي تشير إلى قرب الهجوم الإسرائيلي على طهران، كما تناول فرص مشاركة الولايات المتحدة الأميركية في هذا العمل.
واستعرض الموقع كذلك التوقيت المحتمل للهجوم الإسرائيلي وآلية تنفيذه، مبينا الموقف البريطاني إزاء العمل المحتمل ضد طهران.

حالة تأهب قصوى
في البداية أشار التقرير العبري إلى ما كشفته صحيفة "التلغراف" البريطانية أن إيران "وضعت جميع أنظمتها الدفاعية بالقرب من منشآتها النووية في حالة تأهب قصوى، وسط مخاوف من أن تهاجم إسرائيل، وربما الولايات المتحدة، المنشآت النووية".
فقد صرح مسؤولان كبيران في الحكومة الإيرانية بأن إيران "زادت أيضا من حالة التأهب بالقرب من مواقع إطلاق الصواريخ في البلاد، ونشرت أنظمة دفاع جوي جديدة".
وقال أحد المصادر للصحيفة البريطانية: "إن القيادة في إيران تترقب الهجوم وتتوقع حدوثه كل ليلة، وكل شيء في حالة تأهب قصوى، حتى في المواقع التي لا يعرف أحد عنها شيئا".
مشددا على أن "عملية تعزيز دفاعات المنشآت النووية مستمرة منذ سنوات، لكنها تسارعت بشكل كبير خلال عام 2024، خاصة منذ أن شنّت إسرائيل الهجوم الأول في 18-19 أبريل/ نيسان 2024".
وأشار الموقع أيضا إلى أن "الذعر في إيران بسبب مخاوف من هجوم إسرائيلي على المنشآت النووية، تفاقم بسبب سلسلة المنشورات الأخيرة في وسائل الإعلام الأميركية حول الاستعدادات الإسرائيلية لهذا الأمر".
وبحسب هذه المنشورات، فقد "علمت الاستخبارات الأميركية في نهاية ولاية بايدن وفي بداية ولاية ترامب، أن إسرائيل تدرس إمكانية شن هجوم على إيران".

“هجوم محتمل”
كذلك أشار الموقع العبري إلى ما قاله أخيرا دان شابيرو، نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق والسفير الأميركي لدى إسرائيل، في المؤتمر الدولي السنوي لمعهد دراسات الأمن القومي؛ إذ أكد أن "شن هجوم على إيران أمر محتمل هذا العام ".
وأضاف: "ومن المرجح جدا أن يتخذ رئيس الوزراء نتنياهو والرئيس ترامب قرارا بشأن شن هجوم على إيران في وقت مبكر من هذا العام، وربما في وقت مبكر من هذا الخريف".
مع ذلك، أقر السفير بعجز إسرائيل عن مهاجمة إيران بمفردها في الوقت الحالي.
فقال: "نظرا لتداعيات نقل الأسلحة المناسبة للهجوم، فإن هجوم إسرائيل دون مساندة أميركا غير واقعي من حيث البيروقراطية والجدول الزمني المطلوب لتدريب للقوات الإسرائيلية".
وشدَّد على أن "قرار الهجوم سيكون قرارا مشتركا بين نتنياهو وترامب".

استعداد إيراني
في المقابل، أوضح الموقع العبري أنه "على مدى الشهرين الأخيرين، كثف الحرس الثوري من تدريباته العسكرية المتنوعة، وعزز منظومة الدفاع الجوي للبلاد، على خلفية الهجوم الإسرائيلي على إيران، نهاية أكتوبر/ تشرين الأول 2024، والذي قيل إنه ألحق أضرارا بمنظومة الدفاع الجوي للبلاد".
وأردف: "نشرت إيران العديد من أنظمة الدفاع الجوي، وأجرت تدريبات محاكاة لإحباط الهجمات على المنشآت النووية تحت الأرض في مدينة نطنز وقرية فوردو".
"ويمكن العثور على دليل إضافي على المخاوف المتزايدة في طهران بشأن هجوم محتمل في المستقبل القريب من خلال التهديدات العديدة التي أطلقها كبار المسؤولين الإيرانيين في الأيام الأخيرة". يقول الموقع العبري.
ويتابع: "هدد عدد من المسؤولين الإيرانيين، بمن فيهم وزير الدفاع ونائب قائد الحرس الثوري، نهاية فبراير/ شباط 2025، بأن الهجوم الإيراني الثالث على إسرائيل سيحدث في الوقت والمكان المناسبين، بل حتى قالوا: إن إسرائيل (ستُمحى عن الخارطة)".
من جهته، قال قائد القوة الجوية بالحرس الثوري الإيراني، أمير علي حاجي زادة: "إن إيران تعمل على تطوير صاروخ خاص للدفاع الجوي ضد أي هجوم إسرائيلي". وفقا لما أورده الموقع العبري.

تسوية مستبعدة
وفي السياق، ذكّر الموقع العبري بموقف ترامب من الملف النووي الإيراني؛ فمنذ تولى الرئيس الأميركي منصبه وهو يشير إلى اهتمامه بالتوصل لاتفاق نووي مع إيران، ولم يعرب عن دعمه لإمكانية شن هجوم على المنشآت النووية.
وفي إحدى تغريداته، كتب أنه يتوقع التوصل إلى اتفاق سلام نووي مع إيران، وقال: إن التقارير حول استعداد إسرائيل والولايات المتحدة لمهاجمة إيران “مبالغ فيها إلى حد كبير”.
وفي تغريدة أخرى قال: "سيكون من الجيد لو لم تقصف إسرائيل المنشآت العسكرية الإيرانية بينما نحاول حل الأمور".
في هذا الصدد، استعرض الموقع العبري تقرير صحيفة واشنطن بوست منتصف فبراير 2025، الذي قالت فيه: إن هجوما إسرائيليا على المنشآت النووية الإيرانية قد يحدث في النصف الأول من عام 2025.
ووفقا لتقرير الصحيفة، فإن الأهداف التي حُددت هي منشآت نووية تحت الأرض في قرية فوردو ومدينة نطنز.
وأشارت الصحيفة إلى أن "إسرائيل قد تنفذ الهجوم بإطلاق صواريخ باليستية من الطائرات، وبالتالي تتجنب دخول المجال الجوي الإيراني، أو المخاطرة في الدخول ثم إسقاط قنابل من طراز BLU-109 القادرة على اختراق المخابئ".
أما عن موقف لندن من هذا الهجوم، فقد صرح السفير البريطاني في إسرائيل سيمون والترز، في مؤتمر معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، أن بريطانيا "لا تزال تدعم الخطوط العريضة للاتفاق النووي والتهديد الذي تتعرض له إيران من خلال آلية (العودة السريعة)، التي تسمح بفرض سلسلة من العقوبات الشاملة عليها، دون موافقة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والتي ستنتهي في أغسطس/ آب 2025".
وأضاف والترز: "دعم العمل العسكري الإسرائيلي هو قرار كبير للغاية سيتعين على رئيس الوزراء كير ستارمر اتخاذه. في الوقت الحالي، نحن ندعم التسوية السياسية".