الاحتلال يؤخر خطته المشبوهة لتوزيع المساعدات ويواصل جرائمه ضد النازحين

منذ يومين

12

طباعة

مشاركة

ضمن جرائمه المتواصلة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي مجزرة مروعة استشهد فيها 25 فلسطينيا نتيجة قصفه مدرسة تؤوي نازحين في حي الدرج شرق مدينة غزة.

السلطات الصحية المحلية، أفادت باستشهاد 25 شخصا وإصابة العشرات في قصف إسرائيلي استهدف مدرسة فهمي الجرجاوي التي تؤوي نازحين في حي الدرج، مع تصعيد الاحتلال الإسرائيلي لعدوان على القطاع.

وأفادت مصادر طبية بأن 6 أطفال كانوا من بين الشهداء، ووصلت جثث عدد من الشهداء، إلى مستشفيي المعمداني والشفاء وكانت بعض الجثامين متفحمة، بينما نقل الجرحى لتلقي العلاج وسط ظروف صحية صعبة.

ودوت أصوات انفجارات متواصلة جراء عمليات نسف في مناطق شرق وشمال خانيونس جنوب قطاع غزة، وسمع المواطنون أصوات انفجارات بالتزامن مع قصف مدفعي بطول المناطق الشرقية لهذه المدينة.

وعلى جانب آخر، حذّرت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، سيندي ماكين، من تدهور الوضع الإنساني في قطاع غزة إلى درجة كارثية، قائلة إن هناك "نصف مليون شخص يعانون من انعدام شديد في الأمن الغذائي".

وأشارت في مقابلة مع قناة "سي بي إس" الأميركية، إلى أن المعونات الإنسانية الوافدة إلى قطاع غزة لا تفي بالحاجة الفعلية، ووصفتها بأنها "نقطة في بحر" مقارنةً بحجم الاحتياجات.

وكانت إذاعة جيش الاحتلال قد قالت في 25 مايو: إن آلية توزيع المساعدات الإنسانية الجديدة في القطاع، ستبدأ العمل الإثنين، بوجود ثغرات كبيرة، وذلك بالتعاون مع شركات أميركية خاصة.

ونقلت إذاعة الجيش عن مصدر عسكري أنه سيتم تشغيل 4 مراكز لتوزيع المساعدات الإنسانية، 3 في رفح وواحد في وسط القطاع، مشيرا إلى أن كل مواطن سيحصل على حزمة غذائية لمدة أسبوع لأفراد أسرته.

إلا أن منظمة "ترايل إنترناشونال"، وهي منظمة غير حكومية معنية بمكافحة الإفلات من الجرائم الدولية ودعم ضحاياها، حذرت من خطر عسكرة المساعدات للقطاع، وطالبت الحكومة السويسرية بالتأكد من عدم مخالفة "مؤسسة غزة الإنسانية" القانون الدولي.

ودعت المنظمة، إلى اتخاذ إجراءات للتأكد من عدم وجود مخاطر على السكان مرتبطة بخطة المساعدات الجديدة، معربة عن قلقها من استخدام شركات أمن خاصة للإشراف على توزيعها في قطاع غزة.

وفي أعقاب حالة إثارة الجدل التي خلفتها مؤسسة غزة الإنسانية المدعومة أميركيا، أعلن المدير التنفيذي لها استقالته "الفورية"، وفق بيان صادر عن المنظمة.

 وقال المدير التنفيذي للمنظمة جيك وود في البيان: إنه تولى منصبه القيادي قبل شهرين لأنه شعر بأنه “مدفوع لأفعل ما باستطاعتي للمساعدة في تخفيف المعاناة”، مضيفا: "بات من الواضح عدم إمكانية تنفيذ الخطة "مع الالتزام الصارم بالمبادئ الإنسانية والحياد والنزاهة والاستقلالية".

وتصاعدت ردود الفعل الغاضبة بين الناشطين على منصات التواصل الاجتماعي، متداولين مقاطع فيديو وصورا توثق الفظائع التي نتجت عن القصف الإسرائيلي الذي استهدف مدرسة النازحين وتظهر حجم الدمار والمعاناة الإنسانية التي خلفها استهداف المدنيين.

وأعربوا عبر تغريداتهم وتدويناتهم على منصتي "إكس"، "فيسبوك"، ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #خانيونس، #غزة_تباد_بسلاح_أميركي، #غزة_تباد وغيرها، عن توجسهم من أهداف الاحتلال وراء آلية توزيع المساعدات الجديدة، محذرين من اتجاهه لتهجير الفلسطينيين.

رصد وتوثيق

ونقلا لمعاناة الأهالي وتنديدا بارتكاب الاحتلال مجزرة بحق النازحين واستنكارا للصمت العربي، أكد مراسل الجزيرة أنس الشريف، أن النازحين داخل مدرسة فهمي الجرجاوي أحرقوا بالكامل.

وعرضت الصحفية شيرين عرفة، مقطع فيديو يوثق لحظة استهداف الاحتلال مدرسة تؤوي نازحين في شرق مدينة غزة بالصواريخ الإسرائيلية، قائلة: "لا أريد إزعاجكم.. لكن هذا الفيديو، تم نشره منذ قليل".

وأشارت إلى أن الاستهداف الإسرائيلي نتج عنه ارتقاء عشرات الشهداء والجرحى الذين احترقوا أحياء، في مجزرة مروعة، تتكرر يوميا، ويشاهدها العالم أجمع، عبر شاشات هواتفهم.

وقدم رسام الكاريكاتير كمال شريف، رسما يجسد الدعم العربي لإسرائيل وأميركا بالبترول لإشعال غزة، مشيرا إلى أن مجزرة النازحين في مدرسة فهمي الجرجاوي خلفت "جثث متفحمة وصرخات نازحين تشتعل النيران في أجسادهم".

واستنكر براهيم الأشول، أنه في الوقت الذي يغط الأعراب في النوم العميق، والصمت المخزي، والتواطؤ القبيح، فإن نيران الإبادة تلتهم أجساد النازحين، وتُفحم جثثهم، عارضا مشاهد من المجزرة الصهيونية بحق النازحين في مدرسة "فهمي الجرجاوي".

وعرض الباحث السياسي نصار المطحني، مقطع فيديو يظهر طفلة وسط نيران مشتعلة تحاول النجاة من المحرقة التي ارتكبها العدو الإسرائيلي في مدرسة فهمي الجرجاوي، داعيا لتخيل الطفلة ابنة.

وقال محمد الجبور: "ما زلنا في بيوتنا ولم ننزح من خانيونس! لم نعد نحتمل يا الله، الناس تسقط جوعا ومن شدة القصف والإبادة! القصف مستمر وكتير من جيرانا استشهدوا! الحشرات وبالذات البعوض ما بتخليك تعرف تقعد ثانية على بعضها!".

توزيع المساعدات

وعن الآلية التي أعلن الاحتلال تطبيقها لتوزيع المساعدات برعاية شركات أميركية خاصة، عرض الباحث في الشؤون السياسية وسام عفيفة، تصريحات لرجل أعمال إسرائيلي كشف فيها عما وصفه بـ"خديعة إسرائيلية" تقف خلف تعثّر تنفيذ الخطة حتى الآن.

وعد تصريحات رجل الأعمال الإسرائيلي كاشفة لطبيعة الشركات المتورطة، وأن غطاء "المساعدات" وسيلة جديدة لفرض هندسة التجويع تحت غطاء إنساني.

وتساءل عفيفي: "هل تحوّلت غزة إلى حقل تجارب لشركات الاحتلال الأمنية؟ وأين تقف واشنطن من كل ذلك؟"، مستحضرا المثل القائل: "ما شافوهم وهم بيسرقوا.. انكشفوا وهم بيتقاسموا".

وتوقع الباحث في العلاقات الدولية علي أبو رزق، أن اليوم قد يكون أحد أكثر الأيام خطورة في تاريخ الشعب الفلسطيني منذ سنوات، وقد تُبنى عليه قرارات مصيرية وكارثية، وقد تكون نتائجه سببا في إفشال مؤامرة في منتهى اللؤم والقذارة السياسية.

وأشار إلى أنه من المفترض أن تبدأ اليوم ما يسمى بمؤسسة غزة الخيرية، ذات التوجه الأميركي والإسرائيلي بامتياز، بتوزيع المساعدات المسيّسة في أقصى جنوب القطاع.

وأوضح أبو رزق، أن الفكرة الرئيسة لعمل المؤسسة هي الفصل بين غزة وغزة، وشعبها وشعبها، ومواطنيها ومواطنيها، وعائلاتها وعائلاتها، بحيث يكون المواطن الصالح الذي يستحق المساعدة ليس الذي ترضى عنه إسرائيل فحسب، بل الذي يعلن الولاء لتل أبيب وحكومتها المارقة.

وأكد أن هدف المؤسسة الأكثر أهمية هو دفع تدريجي للناس للرحيل من أقصى شمال غزة إلى جنوبها بحيث يتم كسر مشهد العودة التاريخي الذي حصل قبل شهور من الجنوب للشمال، لتجبر المجاعة والألم الشديد الناس على العودة بمشهد انكساري ذليل، يرضي الغرور والحقد الإسرائيلي.

وأضاف أبو رزق، أن الهدف الأكثر أهمية أيضا هو حصر وتجميع أو حتى حشر سكان قطاع غزة الذين مزقتهم الحرب والمجاعة، في منطقة أقصى جنوب القطاع ليسهل اتخاذ قرارات مصيرية وغير مسبوقة بحقهم، التهجير، وهذا ما تكلم عنه نتنياهو بمنتهى الوضوح.

وأشار إلى أن عائلات قطاع غزة الكبيرة ترفض حتى الآن الاستجابة لهذه العروض والانصياع لهذا المخطط، وتصر على أن تكون المساعدات عبر المؤسسات الأممية مثل الأمم المتحدة، وليس عبر مؤسسات مشبوهة ذات طابع مخابراتي وتحمل أجندة إسرائيلية بامتياز.

وأوضح أبو أحمد سمور، آلية الحصول على المساعدات الأميركية ومنها  العبور من بوابة إلكترونية في خمسة مواقع عسكرية تشرف عليها قوات أمنية أميركية، لافتا إلى أن المواقع تبتعد 300 متر عن القواعد العسكرية الإسرائيلية المتمركزة بموراج وكيسوفيم جنوب ووسط القطاع.

وأشار إلى أن دخول البوابة سيتم من خلال بصمة العين، ويمنع استلام بديل عن أي شخص ، ما يعني طلبا مباشرا لحضور جميع المواطنين، موضحا أنه بحسب جمعية مشاركة بالخطة ، لا يوجد ضمانات أمينة بعدم التعرض الإسرائيلي اعتقالا أو قتلا للمستفيد.

ولفت سمور، إلى أن في حال طلب الجيش شخصا ما ، يمنع عليه الهروب ، كما أنه يحق للأمن الأميركي توقيفه والتحقيق معه، مؤكدا أن هذه معسكرات اعتقال وليست مراكز مساعدات إنسانية.

وتساءل أحدهم قائلا: "توزيع مساعدات؟! ولا خطة تهجير تحت غطاء المارينز؟"، مشيرا إلى أن منظمة مؤسسة غزة الإنسانية يقف وراءها عساكر سابقون وشخصيات غامضة.

واختصر هدف الاحتلال من المؤسسة المعنية بتوزيع المساعدات بالقول: "بيفرضوا على الناس تتحرك من الشمال للجنوب علشان تاخد أكل ودواء، ولما تتعوّد هناك، يبقى التهجير القسري خلّص وهو متغلف في كرتونة إغاثة!".

وحذر حسن بريري، من كارثة توزيع المساعدات، قائلا: "تبدو "مؤسسة غزة الإنسانية" في ظاهرها وكأنها معنية بتقديم العون الإنساني للفلسطينيين، لكنها في حقيقتها تُكرّس منطق التهجير والنزوح إلى جنوب القطاع وفقًا لسياسات موجهة تخدم أهداف الاحتلال".

وعد توزيع المساعدات المُسيّسة بهذه الطريقة يمثّل آلية لئيمة تهدف إلى تهجير تدريجي مُقنّع تحت ستار العمل الإنساني ذلك أنه لا يمكن فصل نشاط هذه المؤسسة عن المخطط الإسرائيلي الأوسع لإضعاف التضامن الدولي مع القضية الفلسطينية وتقويض حملات الضغط ضد التجويع والابتزاز.

وأكد بريري، أن  ما يجرى لا يهدف إلى الإغاثة بقدر ما يسعى إلى إخضاع الفلسطينيين وإجبارهم على القبول بواقع الاحتلال.

وأشار إلى أن الحل يكمن في وقف الحرب لا في تطبيع نتائجها الكارثية، بمعنى، لا حل أمام الفلسطينيين في غزة إلا وقف الحرب حتى لا يصلوا إلى نقطة اللا عودة.

واختتم قائلا: "في وقت نحذر فيه من مغبة الانصياع وراء هذه المؤسسة (فكرة أميركية صهيونية) ندرك حجم المعاناة اليومية ونتعاطف مع الأمعاء الخاوية التي باتت تبحث عن لقمة خبز وشربة ماء لا أكثر ولا أقل، ولست بصدد المزايدة على المتشبثين بتراب غزة".

غطاء أميركي

وهجوما على الولايات المتحدة الأميركية واستنكارا لدعمها اللامحدود للاحتلال الإسرائيلي واستنكارا لضعف الموقف العربي، أوضح عبدالله فرج، إلى أن ثمن السلاح الأميركي مدفوع مقدما للرئيس الأميركي دونالد ترامب من شبه الجزيرة العربية.

وأكد يحيى الشامي، أن الغرب كله شريك في القتل، قائلا: لن ننخدع اليوم ببضع تصريحات.. لا تتركوا غزة لا تخذلوها".

وأكد المغرد يحيى، أن أميركا تدعم الإجرام الإسرائيلي، وأن إسرائيل تقتل الأطفال والنساء في غزة بغطاء أميركي.

وقالت منال بربري: "يا إلهي رحماك بأهل غزة يا رباه ألطف بهم يا لطيف أطفالهم يحرقون أحياء بسلاح أميركي وبصواريخ الاحتلال المختل".