“البحث عن موقع قوة”.. لماذا اختار وزير خارجية حفتر "مغازلة" بوتين؟

15321 | منذ ٨ أشهر

12

طباعة

مشاركة

أجرت صحيفة روسية حوارا مع عبد الهادي الحويج وزير الخارجية الليبي في حكومة قوات الشرق بقيادة الجنرال الانقلابي خليفة حفتر، تحدث فيه عن العلاقات مع روسيا ودورها في المنطقة، وسياسة موسكو التي عدها "قائمة على المساواة مع شركائها".

وأعرب الحويج عن “رفضه سباقات التسلح والصراعات المستمرة في المنطقة العربية والإفريقية”، داعيا إلى “تشكيل عالم متعدد الأقطاب”.

وركزت المقابلة على إبراز رأي الحويج “الإيجابي بشأن السياسة الخارجية الروسية”، حيث زعم أنه "عكس الدول الغربية، تتفاعل موسكو مع شركائها على أساس المصلحة المتبادلة، وليس القوة، وهذا النهج الذي تتبعه في السياسة الخارجية هو الذي يشجع اللاعبين الإقليميين على زيادة الاتصالات الدبلوماسية مع روسيا".

قوة ضعيفة

واستهلت صحيفة "إزفستيا" الروسية حديثها بالإشارة إلى المنتدى الاقتصادي الذي عُقد خلال الفترة بين 14 و19 مايو/ أيار 2024، تحت عنوان: "روسيا - العالم الإسلامي: منتدى قازان".

وسألت الصحيفة الحويج: "مرة أخرى يبدو أن روسيا مستعدة لمواصلة تحسين العلاقات مع الدول الإسلامية والعربية والإفريقية، خاصة خلال الثلاث سنوات الأخيرة، ما هو برأيك سبب هذه الثقة ببلادنا في ظل الحضور الكبير للغرب في المنطقة؟".

وأجاب معللا ذلك الحضور المتنامي، بكون روسيا "دائما صديقة للعالم الإسلامي والعربي، ورفيقة للدول الإفريقية".

وأضاف أن "الاتحاد الروسي لم يكن قط دولة استعمارية، مثل بعض الدول الأخرى -أي الدول الغربية- وعليه، فمن المهم تعزيز وتطوير العلاقات والروابط التاريخية الراسخة المبنية على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل ومراعاة خصائص الشعوب الإسلامية والعربية".

وأكد على أن "قرار التوجه لموسكو جاء نتيجة دراسة وتأن، والتحول ليس بأي حال من الأحوال قرارا فوضويا أو عاطفيا".

وأكمل: "على العكس من ذلك، تتخذ مثل هذه الخطوة بهدف تحقيق توازن القوى نفسه، فنحن لا نريد عهدا جديدا من الحروب والصراعات المسلحة وسباقات التسلح التي لا نهاية لها، وفي رأينا أنه من الأفضل للجميع أن يتنافسوا في إنتاج الأدوية ومكافحة الفقر".

واتجهت الصحيفة للحديث عن الملف العسكري قائلة: "في الآونة الأخيرة، لم تعزز موسكو وجودها الاقتصادي فحسب، بل عززت حضورها العسكري أيضا، كيف تقيمون تزايد الحضور الروسي؟".

ورد المسؤول التابع لحفتر: "يعود نمو الوجود العسكري والاقتصادي الروسي في المنطقة خلال السنوات الأخيرة إلى توازن القوى".

وبرر التدخلات العسكرية الروسية في دول المنطقة بقوله: "عندما تكتشف أي قوة منطقة ضعيفة، فإنها تدرك ضرورة تعبئتها وتعزيزها".

طريق طويل 

وتسوّق الصحيفة لدور موسكو في المنطقة، حيث سألت الحويج: “لقد لاحظت أن روسيا لم تكن قط قوة استعمارية في إفريقيا والشرق الأوسط، حيث يقول كثيرون إنها تنتهج سياسة التعاون المتساوي مع دول هذه المناطق، في حين أن تصرفات الغرب تهدف للديكتاتورية الأحادية الجانب، إلى أي مدى تعد مثل هذه التصريحات صحيحة؟”

وأكد الحويج الادعاء قائلا: "صحيح تماما، إذ تتعاون روسيا مع دول المنطقة وفق مبدأ (أعطني أعطك)".

وتابع موضحا: "حيث يستفيد الجميع نتيجة العلاقات الوثيقة في إطار سياسة الشراكة المتساوية، وهذه مسألة بالغة الأهمية، ولهذا السبب تميل هذه الدول أكثر إلى التعاون مع (الصديق الروسي)".

ويرى وزير حفتر أن "عالما متعدد الأقطاب يعني انتهاء عصر الهيمنة الغربية على الدول، فقال: "نتحدث عن عالم لن يكون هناك فيه انقسام إلى قوي وضعيف، عالم سيصبح متعدد الأقطاب، حيث يتم استبعاد السيناريوهات التي يملي فيها أحدهم إرادته، والآخر مجبر على الطاعة والتنفيذ بإخلاص".

لكنه أقر، في ذات الوقت، أن "الطريق ما زال طويلا للوصول إلى هذا العالم"، فقال: "يجب أن نعترف بأن تحقيق مثل هذه الحالة لا يزال صعبا للغاية".

ودعا في الوقت الحالي إلى "إعادة بناء الخريطة الجيوسياسية مع مراعاة مصالح العالم العربي والإسلامي".

وختمت الصحيفة حوارها بسؤال حول مستقبل العلاقة قائلة: "بين بلدينا علاقات تاريخية، والتفاعل يتطور بشكل مثمر، رغم الأزمات السياسية الإقليمية والعالمية، ما هي آفاق التعاون بين البلدين في نظرك؟".

ليوضح الحويج أشكال التعاون الحالي، مبديا رغبته في المزيد من التطوير المشترك في القطاعات كافة، فقال: "نتعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والتعليمية، ولا ننسى أيضا صناعات الطاقة والحبوب، بالإضافة إلى الأسمدة واللقاحات".

وطالب روسيا بالمزيد من التعاون البناء بينهما، قائلا: "كل هذه الأنشطة واعدة للغاية، ولكننا نرغب في تطويرها وتعزيزها وزيادتها إلى الحد الذي يؤدي في النهاية إلى إقامة علاقات على مستوى سياسي رفيع".

وأشار إلى أنه "غير راض عن الوضع الحالي، حيث أكد أن العلاقات الاقتصادية والتجارية حاليا دون المستوى الذي نسعى إليه، ولهذا السبب نريد أن نعطي زخما قويا للتعاون الثنائي بين بلدينا".

جدير بالذكر أنه تحدث مع الصحيفة كأنه المسؤول الفعلي في ليبيا في وقت هناك مؤسسات رسمية شرعية، أبرزها المجلس الأعلى وحكومة الوحدة الوطنية.

الكلمات المفتاحية