مع تقدم الزحف الروسي .. ما سر التدخل الأميركي للمصالحة بين البرهان وحميدتي؟

إسماعيل يوسف | منذ ٥ أشهر

12

طباعة

مشاركة

مع تزايد التغلغل الروسي في إفريقيا، وكشف مساعد القائد العام للجيش السوداني ياسر العطا في 25 مايو/ أيار 2024 طلب روسيا قاعدة عسكرية في البحر الأحمر، مقابل تسليح الجيش، وقرب توقيع اتفاقيات بشأن ذلك، يبدو أن أميركا بدأت تسريع خطاها لمواجهة هذا النفوذ.

واشنطن دعت في نهاية يوليو/ تموز 2024، كلا من الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع، إلى مفاوضات من أجل التوصل لوقف لإطلاق النار في مدينة جنيف السويسرية برعاية السعودية ومشاركة الاتحاد الإفريقي ومصر والإمارات والأمم المتحدة، كي لا تسمح لروسيا باستغلال الحرب للتمدد بالسودان.

وبمشاركة وفد من الدعم السريع وغياب وفد حكومة السودان، بدأت في جنيف محادثات في 14 أغسطس/ آب 2024، بشأن السودان، وأعلنت واشنطن أن يومها الأول أسفر عن "أفكار ملموسة" حول سبل تنفيذ طرفي الحرب ما ورد في "إعلان جدة" بالسعودية من التزامات.

ومنذ منتصف أبريل/ نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" حربا خلّفت نحو 18 ألفا و800 قتيل وقرابة 10 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة.

وتوصل الطرفان، بوساطة سعودية وأميركية في مايو/ أيار 2023، إلى "إعلان جدة" الذي ينص على الالتزام بـ"الامتناع عن أي هجوم عسكري قد يسبب أضرارا للمدنيين".

كما يؤكد الإعلان على "حماية المدنيين"، و"احترام القانون الإنساني والدولي لحقوق الإنسان"، لكن لم يتم تنفيذه ووقعت خروقات لهدنات عدة مع اتهامات متبادلة؛ ما أدى لتجميد الوساطة.

تحركات لافتة

بسبب الموقف الأميركي السابق المائع من الحرب، واستمرار مليشيا الدعم السريع المدعومة إماراتيا في هجومها على مدن سودانية واحتلال منازل المواطنين ونهبها، رفض الجيش السوداني الدعوة الأميركية لجمع قائد الجيش عبد الفتاح البرهان بقائد المليشيا محمد حمدان دقلو "حميدتي".

ولكي لا يقال إنه تخلى عن فرصة لحقن الدماء وأفشل مباحثات جنيف بشروط مسبقة، طلب الجيش عقد اجتماع خاص مع الأميركيين في جدة للتشاور حول الدعوة المقدمة له.

أرسلت الحكومة السودانية وفدا إلى جدة يرأسه وزير المعادن محمد بشير عبد الله أبونمو، وقالت إنها حريصة على تحقيق السلام والأمن والاستقرار ورفع المعاناة الناجمة عن الحرب.

لكن رئيس الوفد السوداني أعلن أن الاجتماعات التشاورية مع الولايات المتحدة بمدينة جدة انتهت دون التوصل إلى اتفاق بشأن مشاركة وفد حكومي سوداني في محادثات جنيف يوم 14 أغسطس 2024.

مصادر حكومية سودانية قالت لـ"الاستقلال"، إن سبب دعوة أميركا لمفاوضات جنيف ليس حبا في السودان ولا حقنا لدماء شعبه.

وإنما بسبب قلقها من تمدد النفوذ الروسي في غرب إفريقيا ووصوله إلى السودان، ورغبة في الضغط على الجيش لمنعه من إعطاء موسكو قاعدة في بورتسودان على البحر الأحمر، لتموين سفنها الحربية بالوقود.

وزير المعادن السوداني محمد بشير عبد الله كشف في منشور عبر فيسبوك أسباب فشل اللقاء مع الأميركيين في جدة، واكتفى بالقول إن "هناك تفاصيل كثيرة قادتنا إلى هذا القرار بإنهاء الحوار التشاوري دون اتفاق" دون أن يكشف عنها.

لكن بيانه فتح الباب ضمنا لاحتمال مشاركة وفد من الجيش أو حكومة البرهان في اجتماعات جنيف، مع وفد الدعم السريع، ورفع توصية للقيادة بذلك، ما يعني أن القرار النهائي سيكون للبرهان وقادة الجيش.

لكن رئيس الوفد الحكومي في مشاورات جدة عاد ليكشف لصحف سودانية عن "تلقيهم تهديداً ووعيداً مبطنين من الجانب الأميركي بهدف دفعهم للذهاب إلى جنيف".

كشف لصحيفة "الكرامة" السودانية يوم 12 أغسطس تعرضهم للتهديد والوعيد المبطنين من قبل الجانب الأميركي في اللقاء التشاوري لكنهم لم يستجيبوا له، وقال: "أظهرنا أننا لم نفهم تلك اللغة".

الوزير السوداني أوضح أن "الوفد الأميركي جاء بمبدأ (خذها أو اتركها)، فعندما حضرنا وجدنا أنهم قد جاؤوا بأجندة جاهزة دون مشاورتنا في إعدادها، بالإضافة إلى أنهم لم يقدموا سبباً واحداً لنقل المفاوضات من جدة إلى سويسرا".

كما أصر الأميركان على حضور بعض الدول والمنظمات الإقليمية كوسطاء أو مراقبين، (في إشارة لضم الإمارات للمفاوضات) ورفضوا اعتراض الجانب السوداني وأصروا على إحضارهم، لذا أوصى بعدم الذهاب لمفاوضات جنيف.

أيضا رغم أن الأميركان قبلوا بوفد ممثل للحكومة السودانية بدل الوفد العسكري في مفاوضات جدة، إلا أنهم أصروا على وفد عسكري بقيادة رفيعة لو قررت الحكومة الذهاب إلى جنيف.

وأصدرت حكومة السودان بيانا يوم 11 أغسطس شرحت فيه أسباب فشل اللقاء التشاوري بين حكومة السودان والوفد الأميركي بجدة، بشأن دعوة السودان للمشاركة في ملتقى جنيف.

البيان أكد "عدم التزام الوفد الأميركي بدفع المليشيا المتمردة للالتزام بتنفيذ إعلان جدة الذي يتضمن الالتزام بحماية المدنيين في السودان ويستند على القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان".

ومن ثم، تمسكت حكومة السودان بتنفيذ إعلان جدة الموقع في 11 مايو 2023 ورفضها وجود أي مراقبين جدد، بحسب وكالة الأنباء السودانية.

وانتقد إصرار الوفد الأميركي على مشاركة الإمارات كمراقب في اللقاء، رغم أن السودان يتهمها بأنها تدعم وتمول قوات حميدتي بالسلاح.

وتقول مصادر سودانية: إن الجيش السوداني يرهن الذهاب إلى جنيف أو أي مفاوضات مع الدعم السريع بخروجهم من المدن التي يحتلونها ويجلسون في منازل المدنيين وينهبونها ويمارسون أعمال عنف فيها.

لذا يتوقع بعد رفض الجيش إرسال وفد لاجتماعات جنيف أن تعلق أو تؤجل إلى وقت لاحق.

ويرون أن تشدد الجيش السوداني مع أميركا ربما يرجع للعبة بالورقة الروسية، كما أنه يشعر بأن واشنطن ليست في وضع يسمح لها بالضغط عليه أو التفرغ لفرض حل حاسم وواضح، لانشغالها في قضايا فلسطين وأوكرانيا وإيران وانتخابات الرئاسة وانهيار البورصة.

وفي المؤتمر الصحفي الذي عقده في جنيف 13 أغسطس 2024 قال المبعوث الخاص إلى السودان "توم بيريللو" إن هناك "لاعبين سلبيين جدا" في السودان حاليًا يحاولون وضع أجوبة سياسية قبل جهود وقف العنف، دون أن يحدد من هم.

قال إنهم يعرفون أنهم لا يحظون بأي دعم من الشعب السوداني، ويحاولون الوصول إلى السلطة من الباب الخلفي عن طريق استغلال السودانيين وهم في أشد الحالات ضعفًا.

و"لديهم مصلحة في إطالة أمد الحرب للاستفادة من هذا الضعف لتحقيق مكاسب سياسية"، وفق تعبيره، فيما قالت مصادر سودانية إنه ربما يقصد بحديثه الإسلاميين وأنصار نظام الرئيس السابق عمر البشير.

وفي تطور لاحق، قال مجلس السيادة السوداني في بيان بتاريخ 15 أغسطس، إن البرهان تلقى اتصالا هاتفيا من وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، تناول محادثات جنيف.

وتمسك البرهان، بـ"الموقف السوداني الثابت، متمثلا في تنفيذ اتفاق إعلان جدة، حسب الرؤية التي تم تقديمها".

وأكد البرهان، خلال الاتصال، أنه “ليس هناك مانع للجلوس مع المسهلين لمنبر جدة للنقاش معهم حول كيفية التنفيذ، مع تأكيد الرفض لتوسعة قائمة المسهلين”، لكن لم يعلن بعد عن مشاركة نهائية بجنيف.

موقف حميدتي

في تسجيل مصور نشره عبر إكس في 12 أغسطس، أعلن حميدتي مشاركته في محادثات جنيف، من أجل إنهاء الحرب، وفق زعمه.

حميدتي زعم إن "الحركة الإسلامية تتحكم في الجيش ولن تسمح له بالذهاب للسلم"، متهما إياها بعرقلة الذهاب للاتفاق لأنه "لا يعيدهم للسلطة".

وزعم عدم وجود أي حكومة شرعية في السودان، قائلاً إن هناك انهيار دستوري كامل في البلاد بعد انقلاب 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2021.

لكنه عاد وقال إنهم لن يغلقون باب السلام وملتزمون بالذهاب إلى محادثات جنيف وخروج العسكريين من الحياة السياسية.

والأغرب أن حميدتي اعترف ضمنا بتجاوزات من جانب قواته، و"انتشار المتفلتين"، كما أسماهم، وأعلن إنشاء قوة خاصة لحماية المدنيين توفر الأمان الكامل للناس وعودتهم وبقائهم في منازلهم معززين مكرمين، رغم أن قواته هي التي تحتل منازل السودانيين.

وسبق أن أعلنت الدعم السريع تكوين قوة مماثلة في الشهور الأولى للحرب لضبط التجاوزات وحماية المواطنين، لكن ووفقاً لتقارير منظمات حقوقية وتنظيمات لجان المقاومة لم تفلح تلك القوة في ردع منسوبيها ووقف الانتهاكات التي ترتكب في مناطق سيطرتها.

وانتقد محللون وسياسيون سودانيون إعلان حميدتي سعيه للسلام وحضور قمة جنيف لهذا الغرض في الوقت الذي كان يستعد فيه للهجوم على مدن سودانية آخرها الفاشر في دارفور وقتل مزيد من السودانيين.

حيث أكد سكان محليون أن قوات حميدتي قصفت، أجزاء متفرقة من المدينة وسقط نحو 10 قذائف جديدة على المستشفى السعودي مما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من المرافقين والكوادر الطبية وتدمير أجزاء من المستشفى.

ونشر حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، صوراً قال إنها لركام ما تبقى من المستشفى السعودي في الفاشر بعد أن استهدفته ميليشيات الدعم السريع.

وحين سئل عن قوات الدعم السريع، قال المبعوث الخاص إلى السودان "توم بيريللو" خلال مؤتمر صحفي بجنيف في 13 أغسطس إنها "التزمت بالحضور، لكن الوفد لم يصل إلى هنا بعد على حد علمي".

قال: "لقد التزموا بالمشاركة إذا كان هناك التزام من القوات المسلحة السودانية، وسنواصل النظر في جميع الخيارات وإبقائها مفتوحة مع الجيش السوداني، فلا يمكن للمرء أن يقوم بوساطة رسمية بين طرفين إذا كان أحدهما أو كلاهما غير حاضر".

مصالح أميركية

رغم أن الموقف الرسمي للجيش وحكومة البرهان حتى إعداد التقرير هو رفض حضور قمة جنيف، أصر المبعوث الأميركي الخاص للسودان على أن المؤتمر سيعقد في جنيف سواء حضرت القوات المسلحة السودانية أو لم تحضر.

المبعوث "توم بيريللو" قال "يمكننا تحقيق المزيد إذا قررت القوات المسلحة السودانية إرسال وفد رفيع المستوى، خاصة أن قوات الدعم السريع وافقت على إرسال وفد.

أيضا أعرب رئيس لجنة الاستخبارات في الشيوخ الديمقراطي مارك وارنر عن أمله بأن "يستغل الجيش السوداني اللحظة ويرسل وفدا رفيع المستوى للتفاوض على وقف إطلاق للنار في السودان في محادثات جنيف 

ويوحي الموقف الأميركي بأن واشنطن تخير الجيش السوداني بين المشاركة في مسار جنيف أو التعرض لعزلة وضغوط، رغم أنها لا تمتلك أوراق ضغط عليه، كما أن مستوى التهديد من المبعوث الخاص لا الخارجية الأميركية، يشير لأنه غير جدي.

وبحسب مصادر سودانية، هدف التحركات الأميركية لجمع الجيش والدعم السريع هو فقط مصالح واشنطن، التي تتمثل في حصار النفوذ الروسي في إفريقيا، الذي وفرت حرب السودان والانقلابات في مالي والنيجر وبوركينا فاسو أرضا خصبة له.

ويشير تحليل لصحيفة "فايننشال تايمز" في 8 أغسطس 2024 إلى أن ما يزيد من اشتعال وقود الحرب في السودان أنها "حرب بالوكالة عن شبكة من الجهات الفاعلة الخارجية التي تقدم السلاح للطرفين المتحاربين، وليست مجرد نزاع مسلح فقط بين جنرالين يتقاتلان.

ووصفت "فايننشال تايمز" رعاة تلك الحرب، بأنهم "قوى متوسطة صاعدة في المنطقة، في إشارة محتملة للإمارات ومعها روسيا.

أشارت أن "الحروب التي تشن بالوكالة يصعب إنهاؤها، وخاصة عندما يكون الداعمون عبارة عن تحالفات متداخلة من القوى المتوسطة. 

وكان تقرير لمجلة "فورين أفيرز" أشار في 31 يوليو 2024 إلى ما سماه "حرب الإمارات السرية في السودان"، ودور الإمارات في دعم قوات الدعم السريع في الحرب الأهلية السودانية، بأنواع السلاح المختلفة.

أشار إلى التنسيق بين الإمارات وروسيا هناك عبر مرتزقة فاغنر الروسية في دعم قوات الدعم السريع، من خلال تزويدها بالأسلحة والمساعدة في تهريب الذهب من دارفور، وهذه الأنشطة تمول العمليات العسكرية وتزيد من تعقيد الصراع.

صراع أميركي روسي

وأشار تقرير آخر لمجلة "فورين أفيرز" في 9 يوليو 2024 إلى طبيعة هذا الصراع الأميركي الروسي على النفوذ في السودان.

أوضح أن الكرملين يتقدم في العديد من أجزاء إفريقيا، خاصة بعد إعلان وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في أبريل/نيسان 2024 انسحاب القوات الأميركية من تشاد والنيجر، ويحل محلها في الدولتين.

وأكدت المجلة أن سلسلة الانقلابات في إفريقيا منذ عام 2020 سمحت لموسكو بتعزيز مكانتها في القارة، على الرغم من أنها ترسل موارد عسكرية واقتصادية ضخمة إلى الصراع في أوكرانيا. 

وأضافت أن الوجود العسكري والسياسي والاقتصادي المتزايد لروسيا في عدد من البلدان، بما في ذلك دول بوركينا فاسو وإفريقيا الوسطى ومالي والسودان، يتناقض مع توقعات بلينكن الذي قال في يونيو 2023 إن وجودها في أوكرانيا سيقلل من نفوذها في جميع القارات". 

حيث نقل الكرملين المرتزقة والمعدات العسكرية إلى ليبيا على مدى الأشهر الستة الأخيرة، مما زاد من وجوده المهم بالفعل في ذلك البلد، وأصبحت ليبيا نقطة وصول مهمة لروسيا في البحر المتوسط ​​ونقطة انطلاق للعمليات في أجزاء أخرى من أفريقيا؟

ويقول تحليل "فورين أفيرز" إن "السؤال الرئيس الذي يواجه الولايات المتحدة هو كيف نحدد أهدافنا السياسية الواقعية التي تتوافق مع نقاط القوة في واشنطن، وفي الوقت نفسه نستغل الإمكانات الهائلة التي تتمتع بها إفريقيا".

انتقد التحليل نظر الإدارات الديمقراطية والجمهورية في الولايات المتحدة إلى منافسة روسيا في أي مكان تتواجد فيه، بصفتها غاية في حد ذاتها، وكسب ود الزعماء الأفارقة، الذين يصبحون في بعض الأحيان عبئاً على أميركا.

وأوضح التحليل أن "روسيا تستفيد من موجة الفشل التي أصابت ديمقراطيتنا، وتعزيز أميركا الاستبداد في مختلف أنحاء القارة، ما أدى لانقلابات والإطاحة بالعديد من الحكومات الصديقة للغرب في بوركينا فاسو وتشاد ومالي والنيجر. 

ويشير تقرير آخر لـ"معهد دراسات الحرب" في 9 مايو 2024 إلى أن روسيا تُفضل وتدعم الجيش السوداني في الحرب الأهلية الحالية "سعياً وراء إنشاء قاعدة بحرية في البحر الأحمر".

وأيضا سعيا من جانب الكرملين إلى تهميش النفوذ الأوكراني والأميركي في السودان، من خلال التواصل مع القوات المسلحة السودانية.

لكن خطورة ذلك، وفق المعهد الأميركي، أنه يمكن أن "يخلق فرصاً لتعاون إيراني روسي أكبر في السودان ومنطقة البحر الأحمر الأوسع".

لأن "من شأن دعم روسيا للقوات المسلحة السودانية أن يفيد إيران بشكل كبير من خلال مواءمة السياسة والإستراتيجية الإيرانية والروسية في المنطقة، وهو ما من شأنه أن يعزز أهداف إيران في تأمين قاعدة على البحر الأحمر في السودان".

وأكد أن حصول روسيا على قاعدة في السودان يحسن وضعها العسكري من خلال زيادة قدرتها على تحدي الغرب في المنطقة الأوسع، بما في ذلك في البحر الأبيض المتوسط ​​والمحيط الهندي.