"ننتظر العدالة".. لبنانيون ينتفضون ضد "المافيا الحاكمة" في ذكرى انفجار بيروت الثالثة

12

طباعة

مشاركة

بقلوب موجوعة وذكريات مؤلمة، أحيا ناشطون لبنانيون الذكرى الثالثة لانفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس/ آب 2020، مجددين مطالبهم بمحاسبة النخبة السياسية الفاسدة التي تقف وراء هذا الحادث.

وأسفر الانفجار الذي لا يزال تاركا أثرا كبيرا في نفوس اللبنانيين، عن مقتل 215 شخصاً وإصابة 6500 آخرين، فضلا عن أضرار بقرابة 50 ألف وحدة سكنية، وقُدرت خسائره المادية بنحو 15 مليار دولار.

وكانت قد عزت السلطات اللبنانية، الانفجار، إلى تخزين كميات ضخمة من نترات الأمونيوم داخل المرفأ من دون إجراءات وقائية إثر اندلاع حريق لم تُعرف أسبابه، وتبين لاحقا أن مسؤولين على مستويات عالية كانوا على دراية بمخاطر تخزين المادة ولم يحركوا ساكنا.

وفي 4 أغسطس 2023، شارك مئات اللبنانيين في مسيرة بالعاصمة بيروت إحياء لذكرى الانفجار، واستجابة لدعوة من أهالي الضحايا. وانطلقت المسيرة من أمام مقر فوج الإطفاء شمالي العاصمة وصولا إلى الطريق الرئيس المقابل للمرفأ.

وحمل المشاركون بالمسيرة صور الضحايا ولافتات تدعو إلى استئناف التحقيقات ومحاسبة المتورطين والمقصرين وتحقيق العدالة، مرددين هتافات هاجمت السلطة السياسية واتهمتها بالتدخل في القضاء.

وتضامن ناشطون على تويتر مع فعاليات اللبنانيين، وناصروا قضيتهم، وتداولوا مقاطع فيديو وصورا لفعلياتهم التي نظموها بمناسبة الذكرى الثالثة للانفجار، بعنوان "من أجل العدالة والمحاسبة مستمرون"، متهمين إيران بدعم ومساندة المجرمين والتستر عليهم ومنع التحقيقات من الاستكمال.

وعبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسمي #مرفأ_بيروت، #انفجار_مرفأ_بيروت، استنكروا غياب العدالة وعرقلة التحقيقات في أكبر انفجار شهده التاريخ الحديث، مجددين تعازيهم لأهالي الضحايا ودعواتهم بالشفاء لمن لا يزالون يعانون من إصاباتهم.

وأعربوا عن رفضهم تكريس مبدأ الإفلات من العقاب، واستنكارهم مرور ثلاث سنوات على الانفجار دون أي تقدم يذكر في ظل توقف عمل المحقق العدلي، طارق البيطار، عن العمل بعد أن ادعى النائب العام التمييزي في لبنان القاضي غسان عويدات عليه، متهمين الحكومة اللبنانية بتعمد تعطيل التحقيقات.

المافيا الحاكمة

وتفاعلا مع الأحداث، قال المحامي الدولي طارق شندب، إن السلطة اللبنانية كلها تحت الشبهة الفاضحة في جريمة مرفأ بيروت، مشيرا إلى أن الحكومة عطلت التحقيق ورفضت إعطاء الإذن لملاحقة المشتبه بهم الرئيسين، ووزارة الداخلية حجبت الإذن لملاحقة ضباط عليهم شبهات قوية.

وأشار إلى أن الضابطة العدلية ترفض تنفيذ مذكرات توقيف بحق نواب ووزراء مطلوبين، ومدعي عام التمييز مدعى عليه في الملف يطلق سراح الموقوفين في جريمة التفجير.

وتساءل: "عن أي عدالة تتكلمون والسيناريو الكبير تقوده مليشيا مسلحة (حزب الله) يعاونها مجلس نيابي معطل وحكومة تنفذ الأوامر؟"

وتساءل الصحفي في قناة روسيا اليوم صدام حسين: "من المسؤول عن تعطيل مسار العدالة وعرقلة التحقيقات في انفجار مرفا بيروت؟"

وتحت عنوان "الفصل الرابع من المسرحية"، كتب بدوي معوض: "تعطيل ومنع التحقيق من تبديل القاضي إلى إضراب المحامين ثم طلبات الرد ودعاوى المخاصمة التي لا تنتهي وصولا إلى الادعاء على قاضي التحقيق دون أن ننسى ضحايا الحقيقة". 

وأكد الناشط السياسي سمير دبليز، أن أكثر ما يزعج منظومة السلطة الحاكمة هو بقاء 4 آب حيا في الذاكرة والتداول مع ما يستتبعها من فكرة المسألة والمحاسبة وتحقيق العدالة.

وسخر فادي علام قائلا: "بعد أن نفض جميع المسؤولين المباشرين عن إدارة وتشغيل مرفأ بيروت يدهم، وبعد أن أدان جميع مسؤولي السلطه الحاكمة ومعهم جميع السياسيين هذه الجريمة، يبدو أن من استشهد في الانفجار كانوا قد عملوا مع بعضهم على تنظيم عملية انتحار جماعي مدبرة".

يأس وإحباط

وشكك ناشطون في إمكانية تحقيق العدالة في جريمة انفجار مرفأ بيروت، وكشف حقيقة ما جرى والوقوف عليه ومحاسبة المجرمين.

وأشارت خلود سلمان إلى أن العدالة لضحايا الانفجار لم تتحقق حتى هذه اللحظة ولم يعاقب المجرم في دولة تحكم من مليشيا إرهابية تعمل على إجهاض التحقيقات وعرقلة استجواب معاوني وحلفاء نصر الشيطان، وفق قولها. 

وأكدت المغردة فادية، أن لا أحد يتأمل خيرا في وجود حكومة تسرق أموال الشعب اللبناني، و"حزب الشيطان الذي خرب البلد وخانه وحوله إلى مليشيات".

وكتبت نهاد دروب: "في بلد لم تكشف فيه حقيقة أي جريمة حصلت على أرضه ويجهل الفاعل لتموت القضية مع مرور السنين واليوم بعد مرور 3 سنين على انفجار مرفأ بيروت ما زال الفاعل مجهولا وحق الضحايا وحق بيروت وحق الوطن ضائع. فعلا بدأ الأمل ببناء وطن العدالة والحرية يتبدد".

وقالت أميرة فؤاد، إن الانفجار سيظل من أكثر المشاهد التي تبكيها حتى تتحقق العدالة ويدفع الثمن كل من أساء للشعب اللبناني الحنون.

مطالبات بالعدالة

وشدد ناشطون على تمسكهم بتحقيق العدالة والمحاسبة وكشف الحقيقة وإدانة المتورطين في انفجار المرفأ والقصاص العادل من المتسببين والمتاجرين بالقضية.

وأكدت وزيرة العمل السابقة لمياء يماني، أن تبريد القلوب لن يتحقق إلا من خلال المحاسبة وجلاء الحقيقة كاملةً، قائلة: "لا تبنى الأوطان إلا بإحقاق العدالة".

ورأى جورج جوفليكيان، أن المعالجة الصحيحة وحدها كفيلة تضمّد جرح 4 آب، قائلا: "مسؤوليتنا كلنا نطلب المحاسبة مش بس المتضررين من انفجار مرفأ بيروت لأن الفساد والإفلات من العقاب سيظل يتسبب بكوارث".

واستنكرت الصحفية فرح فواز، مرور ثلاث سنوات على مجزرة مرفأ بيروت والقصاص مغيب ولا مسؤول يحاسب.

ودعا خليل طوبي، أهالي شهداء المرفأ إلى المطالبة بتحقيق دولي، مؤكدا أنه دون ذلك لن تتحقق العدالة لـ235 ضحية وجميع الجرحى والمتضررين.

وقال مانيول درغام: "شهداؤنا ليسوا مجرد أرقام، بل هم قصص حياة وأحلام تمزقت بفعل الإهمال والفساد، ثلاث سنوات من البحث عن العدالة، وما زلنا ننتظر، حان وقت الحساب".

ولفتت داليا غالي، إلى أن التاريخ المؤلم 4 آب، يمر كبصمة سوداء بتاريخ لبنان، وجرح مفتوح في قلوب اللبنانيين، ويقف السياسيون اللبنانيون من كل الفئات دون استثناء مكتوفي الأيدي، أمام هذا الألم الذي  لن ينتهي إلا بتحقيق العدالة، وكشف الحقيقة الكاملة خلف هذه الكارثة.

 إيران وأذنابها

واتهم ناشطون إيران وأذنابها في لبنان بالوقوف وراء انفجار مرفأ بيروت، معربين عن استيائهم من مطالبة ساسة البلد ومسؤوليه من الدول الخليجية بالمساهمه ماليا لدعم الإعمار.

وعلق الصحفي اللبناني طوني بولس، على مطالبة الكويت ببناء مخازن للقمح في لبنان، قائلا: "حتى بالشحاده وقحين".

وقال جابر الحيدري: "انفجار مرفأ بيروت وسقوط الموصل كارثي، نفس المنظومة الفاسدة التابعة لإيران التي تحكم العراق ولبنان كانت وراء الكارثتين، ونفس المنظومة تمنع التحقيق في الجريمتين وتمنع تحقيق العدالة، هذه المآسي تعبر عن النتائج الكارثية لسيطرة إيران على أي بلد". 

وقال أحد المغردين: "ابحث عن كل دمار لبلد عربي، تجد إيران وأذنبها خلف المشهد، تخلف جوع فقر زباله اغتيالات فساد"، مضيفا: "خذو أمثلة.. لبنان.. العراق.. سوريا.. اليمن.. كيف كانت وكيف أصبحت".

وقال الصحفي عبدالله محمد الفضلي، إن من فجر مرفأ بيروت عليه تحمل ترميمه، متسائلا: "إيران لماذا لا تساعد لبنان وتتبرع له؟"

وأضاف: "لا لصنع الأزمات، والترهيب والترويع مرفوض"، مؤكدا أن دول مجلس التعاون الخليجي ليست جمعيات خيرية.

وقال نايف البقمي: "لو تعلم دول الخليج أن الدعم يذهب بالطريقة الصحيحة ويعود نفعه للمواطنين البسطاء لما تأخر، لكن يذهب لمليشيات وحكومة فاشلة ورجال أعمال فاسدين، عندما يستغنون الفضل لإيران والسيد حسن زميره وإذا جاعوا قالوا أين الخليج".