رسالة للخليج.. هكذا رأى ناشطون مناورات إيران في الجزر الإماراتية المحتلة

12

طباعة

مشاركة

بشكل مفاجئ ودون إعلان مسبق، أجرى الحرس الثوري الإيراني في الثاني من أغسطس/آب 2023، مناورة عسكرية في جزر متنازع عليها، تقول الإمارات إنها تابعة لها، فيما توضح طهران أنها جزء من أراضيها، وهو ما أثار غضبا عربيا واسعا.

وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا)، أن التدريبات تركزت بشكل أساسي على جزيرة أبو موسى، على الرغم من إرسال الحرس الثوري قوات إلى جزيرة طنب الكبرى أيضا. وأشارت إلى مشاركة سفن وطائرات مسيرة ووحدات صواريخ في التدريبات.

تأتي التدريبات في وقت يتجه فيه الآلاف من مشاة البحرية الأميركية على متن السفينة الهجومية البرمائية يو إس إس باتان وسفينة الإنزال يو إس إس كارتر هول، إلى منطقة الخليج.

وكانت الولايات المتحدة قد أرسلت طائرات حربية من طراز إيه-10 ثاندربولت ومقاتلات إف-16 وإف-35، بالإضافة إلى المدمرة يو إس إس توماس هادنر، إلى المنطقة.

وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، إن الانتشار يأتي "ردا على محاولات إيران الأخيرة تهديد التدفق الحر للتجارة في مضيق هرمز والمياه المحيطة به"، الذي يمر عبره نحو 20 بالمئة من نفط العالم، وتعده الولايات المتحدة رابطا حيويا لأمنها القومي وللحفاظ على استقرار أسعار الطاقة العالمية.

وأثارت المناورات موجة غضب واسعة بتويتر، أعقبها إرسال دعوة رسمية من الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى نظيره الإماراتي محمد بن زايد، لزيارة طهران، وهو ما خلف حديثا أيضا عن علاقتها بحقل الدرة.

وتتنازع إيران والإمارات حول حق السيادة على الجزر الإستراتيجية "أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى" الواقعة في مضيق هرمز عند مدخل الخليج العربي، ويدّعي كل طرف أحقية سيادته، فيما تسيطر إيران عليها منذ 1971، مع انسحاب القوات البريطانية من المنطقة.

وفي أعقاب المناورات، جددت السعودية والكويت تأكيدهما على أن ملكية الثروات الطبيعية في حقل الدرة مشتركة بين البلدين فقط.

كما جددا دعواتهما السابقة والمتكررة لإيران للتفاوض حول الحد الشرقي للمنطقة المغمورة المقسومة مع المملكة والكويت كطرف تفاوضي واحد، وإيران كطرف آخر وفقا لأحكام القانون الدولي ومبادئ حسن الجوار، لكن الأخيرة لم تستجب حتى الآن.

واكتُشف حقل الغاز المذكور في مياه الخليج عام 1967، ويُعدّ موضع خلاف طويل بين الكويت وإيران منذ مدة طويلة، ويطلق على جزء الحقل الواقع في الكويت "الدرة"، والجزء الواقع في الجانب الإيراني "آرش".

وحقل الدرة للغاز، سيوفر ما مقداره مليار قدم مكعبة من الغاز يوميا، مناصفة بين الكويت والسعودية.

وتجدر الإشارة إلى أن المناورات العسكرية الإيرانية في الجزر الإماراتية والتصعيد بحقل الدرة، يأتيان بالوقت الذي شهدت فيه العلاقات الخليجية - الإيرانية انفراجة كبيرة شملت تبادل السفراء وزيارات المسؤولين، خصوصا من قبل السعودية.

استفزاز إيراني

واتهم ناشطون عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #الإمارات #إيران #الحرس_الثوري_الإيراني، وغيرها، إيران بإثارة الفتن واستفزاز دول الخليج وعدم احترامها للاتفاقيات والمعاهدات ولا حسن الجوار.

وطالبوا بردع إيران بالطرق الممكنة كافة، سواء بإحالة اعتداءاتها على سيادة الدول الأخرى وجرائمها كافة في المنطقة إلى مجلس الأمن للفصل فيه، أو اتخاذ موقف عربي خليجي دولي رادع تجاهها، أو بقطع العلاقات الدبلوماسية كافة معها.

وعد ناشطون مناورات الحرس الثوري الإيراني العسكرية في الجزر الإماراتية بمثابة رسالة إيرانية للسعودية والكويت بشأن مستقبل ملف النزاع حول الأحقية في حقل الدرة النفطي.

وتفاعلا مع الأحداث، تساءل أستاذ العلوم السياسية المقرب من النظام الإماراتي عبدالخالق عبدالله: "لماذا تتعمد إيران استفزاز الإمارات ودول الجوار الجغرافي التي قررت الانفتاح على طهران أخيرا"، مؤكدا أن هذا تصعيد إيراني يهدد أمن واستقرار الخليج والعالم ويجب عرضه فورا في مجلس الأمن.

ورأى الباحث سام يوسف، أن إيران تستفز دولة الإمارات بعد إجراء مناورات على جزرها المحتلة، كما استفزت أيضا الكويت في الأسابيع الماضية بادعائها أن لها حقوقا في حقل الدرة.

وأكد ربيع شار، أن الإرهاب الإيراني يتمادى ويتمدّد وآن الأوان لموقف عربي دولي لإيقافه واستئصاله من جذوره، مشيرا إلى تنفيذ مناورات عسكرية إيرانية في الجزر الإمارتية بعد التحرّش بالكويت والسعودية بمحاولة سرقة ثرواتهما من حقل الدرة.

وتساءل: "ماذا بعد؟"، قائلا: "إن كنت تسألني عن أصل دينهمُ، فإنّ دينهمُ أن يُقتل العربُ".

تنازلات العرب

واتهم ناشطون إيران بفرض سياسة الأمر الواقع خاصة بعد التنازلات التي قدمتها دول الخليج وعلى رأسها السعودية لها، صابين جام غضبهم على الإمارات التي توجه جيوشها للتدخل في مختلف البلدان العربية والإفريقية وتعبث بها وتستولي على ثرواتها بينما لم تستطع ردع طهران.

وقال الناشط السعودي عضو حزب التجمع الوطني المعارض عمر عبدالعزيز، إن إيران لا تستفز الخليج وإنما تعمل على فرض الأمر الواقع، خاصة بعد أن صالحتها السعودية.

وأكد الإعلامي عاطف ديلغموني، أن إيران لا يمكن الوثوق بها لأنها تنفذ إستراتيجية واضحة المعالم في المنطقة، لكن العرب للأسف ليس لديهم إستراتيجية من أي نوع، لا عسكرية ولا سياسية ولا اقتصادية ولا بطيخ".

وأضاف: "دول ودويلات كل هم الحكام كيف يبقون على الكرسي الذي سوف يغادرونه يوما ما، تعاونوا على حماية شعوبكم لا إذلالهم".

وقال رئيس حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز ميثاق عبدالله، إن دولة الاحتلال الفارسية إيران لم تتطاول ولم تتكبر وتتجبر إلا بعد رؤيتها الهوان والتخاذل العربي تجاه الأحواز والعراق وسوريا واليمن ولبنان والصمت من موقع الاقتدار تجاه الجزر الإماراتية الثلاثة وتقديم التنازلات المستمرة لها من قبل الدول العربية.

وبين الناشط محمد آل سليمان أن "إيران تكشر عن أنيابها وسوء نواياها تجاه منطقة الخليج العربي، فرغم وجود حقل الدرة ببن الحدود السعودية الكويتية، ولا علاقة لإيران في هذا الحقل، بأي صلة إلا أنها تصر على أن لها حقا في الحقل، وهذا التشبث يعطينا انطباعا بأن إيران لا نية لها في إعادة جزر الإمارات الثلاث، وأن إيران باغية."

وعلق قيس الجبري بالقول: "دفعوا بقواتهم ليستعرضوا بها في سقطرى وبلحاف وليبيا والسودان وأفغانستان ونسوا أن مؤخراتهم من دون حماية، أتحدث عن جيش الإمارات حق الاستعراضات"، مضيفا: "الحرس الثوري يناور بالقرب من مؤخراتهم وداخل جزرهم الثلاث التي احتلها وهم لا يصنعون أي شيء.. جبناء"، وفق وصفه.

ترقب الردع

وأعرب ناشطون عن استيائهم من تنفيذ إيران مناورة عسكرية في الجزر التي أكدوا أنها إماراتية، مطالبين باتخاذ موقف رادع تجاه طهران، لأنها لا تفهم إلا لغة القوة.

وطالب المغرد أبو ذياب، الإمارات بقطع العلاقات مع إيران، وسحب السفير وقف التبادل التجاري، وإرجاع مليون إيراني إلى وطنهم الأم.

وأكد الكاتب والمحلل فهد العطاوي، وجوب توقف إيران فورا عن إجراء تلك المناورات، قائلا: "بانتظار ما تتخذه الإمارات الشقيقة جرّاء الاستفزازات الإيرانية غير المسؤولة وانتهاكها للسيادة الإماراتية".

ورأى عبدالمجيد العتيبي، أن أول خطوه من قبل الأشقاء بالإمارات يجب أن تكون قطع التعامل التجاري مع طهران لكون حجم التبادل التجاري كبير جدا وسيكون له تأثير عليهم.

 وقال حمد المَهدَاني: "إيران عليها الامتثال للقوانين الدولية والانسحاب من جزر الإمارات الثلاث وأيضا الأحواز العربية وحقل الشمال القطري، أما حقل الدرة فهو داخل الحدود الجغرافية للسعودية ودولة الكويت الشقيقة وعلى إيران عدم تجاوز خط الفهد المتفق عليه نصف الخليج العربي".

ورأت عائشة القرشي، أن الطريقة الوحيدة هي تحديد الإمارات التعاملات الاقتصادية مع إيران فهي الرئة التي يتنفسون منها.

حقل الدرة

وربط ناشطون بين توقيت المناورات العسكرية الإيرانية في الجزر الإماراتية وتعاقبها مع أزمة حقل الدرة الغازي بين الكويت والسعودية من جانب وإيران من جانب، وعدوها رسالة لهما بقدرة طهران على احتلال الحقل كما فعلت بالجزر الإماراتية.

وعلق الباحث والناشط المهتم في شؤون الخليج السياسية فهد الغفيلي على بيان أصدرته السعودية والكويت عقب المناورات الإيرانية تجددان فيه التأكيد على أن ملكية الثروات الطبيعية في حقل الدرة هي ملكية مشتركة بين البلدين فقط، مؤكدا أن "الحقوق لا تُستجدى، بل تُحمى".

وقال: "بالأمس استعرضت إيران قدراتها العسكرية البحرية بمناورات قرب الجزر الإماراتية المحتلة، مع توارد أخبار تحرّكات التنقيب في #حقل_الدرة، فردّت عليها المملكة ببيان هزيل آخر عن وزارة الخارجية يدعو للتفاوض واحترام الجوار!".

كما عقب الناشط السياسي محمد عز الدين، على بيان السعودية والكويت، قائلا: "حتى الإمارات من نصف قرن تقول الجُزر المحتلة!، لكن الواقع شي آخر، إيران تفرض وجودها بالقوة في حقل الدرة أبو موسى طنب الكبرى طنب الصغرى، ما الحل؟"

ورأى المغرد الدرويش، أن تأجيل السعودية إعادة افتتاح سفارتها في طهران يأتي إشارة لنظام الملالي أنهم أخلوا بالاتفاق مع السعودية، أولا بشأن حقل الدرة وثانيا بمسألة المناورات في الجزر الإماراتية المحتلة الثلاث واستمرار إيران في تأجيج الصراعات بالمنطقة.

وكتب الباحث مصطفى سالم: "عندما يعرض تلفزيون الكويت خريطة فيها عبارة الخليج الفارسي وليس العربي ليس سوى بداية نفسية لتنازل آل صباح عن حقل الدرة وغيره"، وفق قوله.